مواعظ على مدار السنة الطقسية 2008 ـ 2009
المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل
مواعظ
على مدار السنة الطقسية للكنيسة السريانية الأنطاكية السنة الرابعة : موضوعها الفضائل الإلهية والفضائل الأدبية
تبدأ يوم أحد تقديس البيعة الواقع في 2 تشرين الثاني 2008 وتنتهي يوم أحد العنصرة الواقع في 31 أيار 2009
المطران ميخائيل الجميل المعتمد البطريركي لدى الكرسي الرسولي والزائر الرسولي على سريان أوربا
السنة الطقسية 2008-2009 أحد تقديس البيعة متى 16: 13-20 نحاول في مواعظ أحدات السنة الطقسية هذه (2008-2009 ) التأمل في الفضائل الإلهية والفضائل الأدبية شرحا وتطبيقا.وكما تعلمون إن الفضائل الإلهية هي ثلاث: إيمان ورجاء ومحبة. والفضائل الأدبية أربع :الفطنة والعدل والقوة والقناعة . " لأنكم جميعاابناء الله بالإيمان بيسوع المسيح" غلاطية 3: 26 الإيمان بمعناه العام هو تصديق وقبول كلام شخص نثق به. وبمعناه المسيحي الإيمان هو قبول الحقائق التي أوحى بها الله عن شخصه وعن مقاصده الإلهية: "إن الله بعدما كلّم الآباء قديما بالأنبياء مرات كثيرة بوجوه كثيرة، كلّمنا في آخر الأيام هذه بابن جعله وارثا لكل شيء وبه أنشأ العالمين" (عبرا 1: 1-2). هذا الابن يسوع المسيح كشف لنا بكلامه وحضوره وشخصه وأفعاله، عن أسرار الله وحقائق الملكوت تلك التي تفوق الإدراك البشري، لأنها أسرار الإله الذي به كان كل شيء وبغيره لم يكن شيء. وقد قبل الرسل والتلاميذ هذا الوحي، بسماعهم يسوع ومعاينتهم إياه. وتجندوا لنشر هذه الحقائق فكرزوا بها وكتبوها في العهد الجديد ليؤمن الناس في كل جيل وحتى منتهى الدهر فيخلصوا. والكنيسة التي أسسها الرب لتحافظ على الوديعة وتنقل تعاليم المسيح وتحقق وصاياه هي الأخرى، ومنذ نشأتها وحتى يومنا هذا وإلى منتهى الأجيال، ما تزال، ينورها الروح القدس، تشرح وتعلم شعب الله هذا الوحي. فيحيا هذه التعاليم ويعبر عنها عِبر التاريخ والزمان ومن خلال الثقافات المختلفة والمتعاقبة. الإيمان حياة والوحي وديعة يحملها القلب المؤمن ويترجمها في حياته الفردية والجماعية وبالتواصل مع مَن سبقوه ومع مَن سيأتون بعده. وهكذا يكون الإيمان أمانة سلمنا إياها الرب لنعيش حقائقه الإلهية على هذه الأرض وعبر هذا الزمان. فالحقائق الموحى بها ليست حقائق جامدة أو جملا مسطرة على ورق ولا هي وديعة مقفلة تطمرها الكنيسة في الأرض. بل هي حياة ونور وطريق يفهمه ويمارسه شعب الله، يوما بعد يوم ومَرة أحسنَ من مرة. وفي ضوئه يحكم على جميع الثقافات والحضارات ويميّز ما هو مقبول منها وما هو مرفوض. ساعيا دوما إلى إنماء وتطوير ما صَلُحَ من قيمها حتى تبلغ كمالها في النفوس والمجتمعات. إنسان اليوم أصبح يثق ثقة عمياء في حواسه، وهو يعلم جيدا أنها تخدعه مرات عديدة في النهار الواحد. ويعلم أن العلم نفسه لا يستطيع أن يفسر كل شيء. وأن هناك أشياء وأمور كثيرة لا يمكن قبولها إلا بالإيمان. ومع ذلك نرى العديد من الناس ، بل ومن المسيحيين أنفسهم، يستصغرون الإيمان ولا يثقون بالله وبالمسيح بقدر ما يثقون بالمادة وبحواسهم مع كونها عرضة للخطأ والفناء. إن كنا ورثة الرسل وأبناء الشهداء والمعترفين فنحن شركاء لهم أيضا في الدعوة التي من أجلها تجندوا. علينا أن نكون معهم ومثلهم شهودا لقيامة المسيح وفخورين بإيماننا المسيحي، وتمسكنا بتعاليم الإنجيل والكنيسة التي هي حضور المسيح نفسه معنا. آمين
الفهرس
2007
|
||||||