مواعظ على مدار السنة الطقسية 2008 ـ 2009
المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل
المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر اليوم تحتفل الكنيسة في جميع أرجاء العالم بحدث فريد عجيب هو ميلاد الإله الكلمة ميلادا جسديا. فيشارك الناس حياتهم ويحولهم من أبناء آدم الترابي إلى أبناء الله، " الذين لا من لحم ولا من دم بل من الله ولدوا ". ( يوحنا 1: 13). إن الغاية الأساسية من الاحتفال بعيد الميلاد، هي دون شك، إظهار العلاقة الوثيقة الجديدة التي نشأت بين الله وبين البشر بميلاد المسيح كلمة الله الأزلي الذي دخل في الزمن وقدّسه. وجعل من جميع البشر خاصته وأولاد الله . " به يحيون ويتحركون ويوجدون" (أعمال 17: 27-28). " ... والذين قبلوه صاروا أبناء الله. اوهم لا من لحم ولا من دم بل من الله ولدوا" . فالاحتفال بالميلاد هو أكثر من ذكرى. إنه لحظة وجود حقيقي: وجودنا نحن في المسيح ووجود المسيح فينا. المسيح قد أتى. وهذا لا هو خيال ولا اختراع ، بل واقع تاريخي يرتقي إلى ألفي وثماني سنوات. على هذا الحدث يرتكز ديننا المسيحي ومنها يكتسب إيماننا وغناه. فالديانة كلها، والإنجيل كله نجدهما في الجمل البسيطة والوجيزة التي تغلف فقر مغارة بيت لحم حيث ولد ابن الله بشرا لجميع البشر. بهذا الحدث العظيم قد أقيم من جديد وبطريقة جديدة الاتصال بين الله والإنسان. بشكل يعصو على العقل البشري تصوره. بالميلاد انفتح أمام الإنسان طريق ذات نهايتين متصلتين : أولاهما " مجد الله في الأعالي" وثانيهما " السلام لبني البشر" . فكلما سعى الإنسان إلى تمجيد الله وتكريمه وعبادته، كلّما زاد الإنسان نفسَه كرامة وسعادة وسلاما. لأن مجد الله هو أساس كرامة الإنسان وهو الطريق إلى السلام الذي يَنشده. وكما أن كلمة الله اختفى تحت أعراض الإنسان في مغارة فقيرة، هو اليوم وكل يوم مختفيا تحت أعراض الخبز والخمر ليبقى معنا طعاما وشرابا . يسوع هو هو نفسه في المغارة وفي القربان. وما الصور والتمائيل في المغارة سوى للتذكير بالحدث. بينما في القربان فالمسيح هو هو نفسه وذاته . وإليه نسرع اليوم بصورة خاصة شاكرينه لأنه أراد أن يبقى معنا مستترا تحت أشكال مادية بسيطة حتى نستطيع نحن الوصول إليه بسهولة. فهنيئا لنا بالمسيح ربنا. والسجود له في المغارة وفي القربان. آمين.
الفهرس 2008
الفهرس
2007
|