الارض المقدسة

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف بغديدا هذا اليوم

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

الأب سيباستيان  ..   الارض المقدسة 

2010

أورشليم  -  كنيسة القيامة

 

الأرض المقدسة  (أورشليم )

 

الأحد الرابع من الصوم

 

   

أحتفلت الكنيسة الكاثوليكية في أورشليم – القدس،  بالأحد الرابع من الصوم الأربعيني حسب الطقس اللآتيني وترأس القداس في كنيسة القيامة نائب البطريرك سيادة المطران كمال بطحيش بصحبة الأباء والرهبان والمؤمنين وألقى وعظة الصوم الأب نجيب أبراهيم، لبناني الأصل.

وتواصل كل الطوائف التحضيرات بالأحتفال بعيد الفصح تحت أجواء مشحونة من الحذر والترقب من الأوضاع التي آلت عليها وخاصة في هذه الأيام وبالذات في هذا اليوم، الثلاثاء (3.16)،  عند محاولة اليهود،  الدخول الى ساحة الهيكل لوضع حجر الأساس لمجمع يهودي داخل ساحة الهيكل أو ما يسمى بساحة الأقصى.  أنتشار الجنود الأسرائيليين المألوف بأنواعهم: قوات الجيش، القوات الخاصة والشرطة، منتشرين في كل انحاء القدس وخاصة عند ابوابها السبعة (ناهيك عن وجود عدة مفارز جيش منتشرة في كل شوارع القدس خارج المدينة)، مانعين اي أنسان وخاصة المسلمين ما عدا المواطنين الساكنين والمتقدمين في العمر من الدخول اليها خوفا من اندلاع مواجهات وأشتباكات داخل شوارع القدس القديمة وخاصة في ساحة الهيكل. 

أما مايخص الطوائف المسيحية بأقامة الصلوات والأحتفالات بالصوم خاصة في كنيسة القيامة وفي هذه السنة بالذات،  التي تحتفل كل الطوائف وفي نفس الوقت بالصوم وبعيد الفصح، لا تقل اهمية الحذر الشديد الموجود فيما بينهم،  لحساسية التعامل مع النظام القائم على تمشية سير هذا التناسق الغير المنطقي بالصلوات والدخوليات الأحتفالية من قبل كل الطوائف الذي أتخذ به من ايام الحكم التركي في بداية القرن السادس عشر.

وليس بمقدورنا ان نعمل شيء الا، أن نصلي من أجل الوحدة المسيحية،  وحدة المسيحيين جمعاء حيث لا يوجد هناك لا كاثوليكي ولا أرثودوكسي ولا بروتستانتي ولا أنجيلي ولا ولا ولا... كلنا واحد بالمسيح، هو الرأس ونحن الأعضاء.

وبركة الرب معكم دائما وصوما مقبولا...

الراهب الفرنسيسكاني

الأب سيباستيان أقليميس

أورشليم – القدس

Vatican_italy@yahoo.com

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

     

 

 

 

 

 

 

الأسبوع الثالث من الصوم

 

أقول لكم:  " أن لم تتوبوا، تهلكون جميعكم كذلك " (لوقا1-9َ/13)

لك التسبيح، أيها المسيح، ملك المجد الأبدي

يقول الرب: "توبوا، فقد اقترب ملكوت السماوي"

لك التسبيح، أيها المسيح، ملك المجد الأبدي

هكذا تكون شوارع القدس القديمة فجرا، في ايام الأسبوع وخاصة يوم الأحد،  خالية خاوية من الحركة وتزداد حركة بعد الساعة الثامنة. وفي يوم الأحد لا تفتح الدكاكين التي يملكهما المسيحيين، لأنه يوم عيد وعطلة للجميع.  فالنواقيس تدق من كل جنب معلنة للمؤمنين نداء للصلاة وللقداديس وخاصة في كنيسة القيامة،  حيث تفتح ابواب الكنيسة الساعة الرابعة والنصف صباحا وتبدأ القداديس في القبر المقدس والجلجلة ويكون هذا خاص بالطائفة اللآتينية فقط،  ومدة القداس يجب ان أن لا تزيد من 30 دقيقة حيث يستمر هذا العمل الى القداس قبل الأخير، قداس جماعة الرهبان الفرنسيسكان امام القبر المقدس ويكون أحتفاليا الساعة السادسة والنصف صباحا وهذا اطول قداس في كل ايام السنة حيث يبدأ الساعة السادسة والنصف وينتهي حوالي الساعة السابعة والربع (ويوم الأحد يبدأ الساعة الخامسة والنصف صباحا)،  يليه آخر قداس داخل القبر ويكون بشكل خاص،  وينتهي الساعة السابعة و45 دقيقة، وفي هذا الوقت حسب الوضع القائم المسلم به من قبل كل الطوائف من أيام الحكم التركي، يسلم القبر الى طائفة الروم الأرثودوكس حيث يبقى في معيتهم حتى ينظموا دخول الحجاج،  الى حوالي الساعة السابعة والنصف مساء حيث تغلق الكنيسة أمام حضور ممثل من كل طائفة والشرطة الأسرائلية ايضا، ويحفظ المفتاح بصحبة العائلة المسلمة التي تتقاسمها المهمة عائلتين مسلمتين أخرتين الى اليوم التالي وهكذا.  وهذا القانون متداول فيه من بعد غزو المسلمين الأراضي المسيحية مع عمر بين الخطاب 638 وخاصة بعد اندحار الصليبيين على يد صلاح الدين، وخاصة في معركة حطين سنة 1187 وأخذ العمل فيه مرة ثانية مع حكم الأتراك للمنطقة الى أيامنا هذه.  ونطلب من الله تعالى يسوع المسيح  وبشفاعة أمه العذراء مريم أن يرجع الحق الى اصحابه...آمين

وكالعادة، في زمن الصوم، وفي يوم الأحد تبدأ مراسيم الأحتفال بالذبيحة الألهية من قبل غبطة بطريك اللآتين او من يناوبه في الحضور، حيث يقام القداس باللغة اللآتينية والعربية الساعة الثامنة والنصف صباحا.  وكما ذكرت في نفس الوقت الذي نحتفل به، تحتفل ايضا الطوائف الأخرى بالطقس الخاص بها كما نشاهده في الصور: اليونان، الأقباط، السريان و الأرمن الأرثودوكس وكل منه في موقعه: اللآتين عند مذبح مريم المجدلية الذي أخرج المسيح منها سبعة شياطين وظهر لها بعد القيامة في هذا المكان بالذات، وهذا خاص بالرهبان الفرنسيسكان فقط.  الروم الأرثودوكس امام القبر، الأقباط من الجهة الثاية من القبر، السريان الأرثودوكس يحتفلون في غرفة صغيرة يرثى لها وهي في الحقيقة مكان للقبور التابعة لعائلة يوسف الرامي الذي أعطى قبره الجديد المنحوت على الحجر لدفن المسيح والأرمن في مكانهم بجنب القبر.  هذا مختصر المفيد ماذا يحصل عندما يحل عيد الفصح مشتركا بين كل الطوائف ولا يقع الا كل أربع سنوات في السنة الكبيسة، لذا يكون التحفظ والأتباه من قبل المنظمين من كل الطوائف بما يخص في الوقت والحقوق، ولا أقول بأن هذا الوقت بالذات لا يخلي من مشاكل، لا بل الوضع حساس جدا وتدخل الشرطة يكون آنيا.

هذا وأتمنى لكم صوما مقبولا، ودمتم في محبة يسوع المسيح وبركته الألهية ... آمين

الراهب الفرنسيسكني  الأب سيباستيان أقليميس 

  أورشليم – القدس 2010.3.7

    

 

  

 

الأحد الثاني من الصوم (ج)

صاحب الغبطة والسيادة،

الآباء الأفاضل،

أخوتي أخواتي الأعزاء...

 

لقد سمعنا الرسالة الخلاصية في الأحد الماضي، الأحد الأول من الصوم تقول: ضرورة التوبة وخاصة في هذا الزمن المقدس وفي كل وقت مطلوبة، لانه بالصوم والصلاة والاشتراك في الآم السيد المسيح، مخلص العالم، والمحبة المتبادلة والمنزهة عن كل غاية يتبرأ عنها الإيمان المسيحي الحقيقي، نكون قد تهيأنا بأن نكفر بخطايا هذا العالم الدائم التغير، ونتغلب على ضعفنا البشري المسير بحواس باتت ضعيفة أمام تجارب حواسنا الخمسة، حيث نتذكر كلمات القديس باسيليوس حيث يقول: (صوموا فانتم خطأ، صوموا لئلا تخطئوا).  نسمع ونصغي الى احاديث الناس بما يتعلق بالصوم، حيث يقال: هل الصوم هو من اللحم والزفر؟

نخطأ مبدأيا عندما نسأل مثل هذا السؤال.  ان ملكوت الله ليس فيها أكل وشرب وكيف. ملكوت الله هي الحضور الحقيقي لوجه الله الحي.  الصوم المادي والجسدي ليس الا علامة يقدمها المؤمن بتوبته وأماتته الصادقة امام الله، ماذا ينفع للأنسان ان يصوم ماديا وجسديا ولسانه ينطق ويتفوه بالمحرمات والمسبات. الصوم الحقيقي يا أخوتي لهوالسلوك الأخلاقي المستقيم الذي نمارسه في حياتنا اليومية، الصوم الحقيقي لهو في صون لساننا الذي هو سم قاتل يأتي بذكر سيرة فلان وفستان،  الصوم الحقيقي هو نعيش حياة المحبة والغفران والأخوة فيما بيننا، هذا ما يريده الرب يسوع من عندنا اليوم.

وفي هذا الأحد الثاني المبارك من الصوم، نسمع ونتبارك حين نسمع كلمة الإنجيل المقدس المنبثقة من فم الله تقول لنا: " هذا هو ابني الحبيب،  فله اسمعوا... ".

أخوتي أخواتي الأعزاء...

إن لحدث التجلي أهمية كبرى في إعلان هوية يسوع المسيح، وهذه الأهمية تكمن في سماع وحفظ كلمة الله والعمل والعيش بهافعلى جبل طابور أبدع المسيح من جديد:  جمال الأرض حوله إلى أيقونة الجمال السماويوفي التجلي لبس طابور والبشرية جمعاء مع التلاميذ الذين عاينوا وشاهدوا وعاشوا هذا الحدث المميز، لبسوا جميعا الثوب الإلهي، ونالوا ملكوت الفرح حين سمعوا ما قاله ألآب الأزلي: " هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت ".     لقد أكد يسوع هويته هو بنفسه... أكدها في العماد المقدس وفي رسالته المجيدة، كما أكد أمانته للآب السماوي في التجربة التي خاض غمارها في البرية وخرج منها منتصرا، معلنا نوعية العبادة والمصير.  داعيا تلاميذه لأن يقتدوا بالمثل.  ويدعونا اليوم نحن المؤمنين به، إلى إتباعه حتى النهاية. مقتدين بدعوة صوت ألآب من السماء:  "له اسمعوا...".

فلماذا يصرخ ألآب هذا الصوت؟

يصرخ، لان يسوع المسيح هو ابن الله الحبيب، فيه وضع ألآب كل محبته وقدمه كفارة للبشرية جمعاء، معلنا إياه إبنا حبيبا مطيعا. إن الله يدعونا اليوم وكل يوم، لسماع صوت المسيح المخلص وإتباع تعاليمه المقدسة والتعلق به.

جماعة الرسل التي رافقت يسوع إلى جبل طابور، اعترفت بيسوع ابن الله الحبيب وبشرت به حتى أقاصي الأرض.  كذلك، الحديث الذي دار بين يسوع وإيليا (يرمز إلى ألأنبياء) وموسى (إلى الشريعة)، ربما كانا يتحدثان معه راجين منه، قائلين: ( لتكن مطيعا وتشجع واكمل ألمسيرة حتى لا تتعرض جميع النبوءات والشريعة والناموس للضياع والاندثار، لأنه بك هو كمال الناموس والأنبياء لا بل أنت هو الناموس والشريعة ).

 

وهكذا نحن أيضا يا أخوتي وأخواتي... عندما نعلن من جديد هذا الحدث، نعترف بدورنا بهوية يسوع وبهويتنا نحن – أبناء الله ملتزمين بفعل هذه الحقيقة – حقيقة مشاهدة مجد الرب المزمع أن يتجلى بنهاية العالم وكان صرخة بطرس وصرختنا نحن اليوم بإقامة المظال في ذلك المكان المقدس وفي كل مكان وزمان، في العمل، في البيت، في الشارع وفي الحزن والفرح، هي عدم العودة إلى الحياة العادية المغلقة، بل بالتعلق بالمجد المعد لنا من قبل إنشاء هذا العالم.  هذا المجد هو بداخلنا، يحولنا من الداخل كلما سلكنا مسلكا لإرضاء ضميرنا فنسير نحو القيامة محققين دعوتنا وهويتنا التي أخذناها بدم ثمين للغاية.

أيها الأعزاء... أن السماع هو من الله ومعرفة الإصغاء فن كبيرو المسيح يلفت انتباهنا أن نكون حذرين حين نسمع أو نصغي، عندما يقول: " انتبهوا كيف تسمعون كلام الله...".

إننا نعيش اليوم زمنا كثرت فيه الأحداث والكلمات وصعب فيه الإصغاء نظرا لكثرة الضجيج والهموم والصعوبات وآلاما سببها إنسان هذا العصر الغريب، حيث حروب هنا وهناك، اضطهادا تبرأ عنها العدل والضمير، قتل الروح التي حرم الله قتلها بسبب أو بغير سبب، خطف الأبرياء وانتهاك حقوق الآخرين، وهذا ما يحصل في كل بقاع العالم، هنا في الأرض المقدسة وفي بلاد الرافدين، من قتل المسيحيين كالنعاج بدم بارد والعالم بأسره يتفرج ( فاساكت عن الجريمة، مشارك فيها ).  كهنة، مطارنة مؤمنين راحوا ضحية العنف بأسم الدين واي دين هذا؟

الله خالق السموات والأرض بريء من هذا الدين.

الله يا أخوتي ليس بحاجة لمخلوقاته حتى تدافع وتجاهد عنه، الله مبدع الكون ليس اله قتل وأغتصاب وجهاد وأنتقام، الله الكلي الرحمة هو اله محبة وغفران. فقط نتذكرالمسيح وهو مرفوعا بين السماء والأرض، وعلى الصليب مسمرا، كان يقدر بحركة واحدة ان ينهي ذلك المشهد المحزن،  لكن ابى ان يفعل، وكل هذا: كان بأسم المحبة والغفران ...

قتل، خطف واغتصاب، وأنتقام الى آخره من الشرور، جميع هذه الوسائل هي وسائل غير إنسانية، جميعها تعرت عن الخلق والدين والأيمان بالفضيلة الإنسانية وحب الله وشرائعه المقدسة، جميعها ارتكبت بالأمس وترتكب اليوم بدعوى القضاء على الشر أو بأسم الدين... ولكن أين تكمن الحقيقة؟؟؟

وحتى نعرف، علينا أن نصغي وحتى نستطيع أن نصغي علينا أن نصمت وندخل إلى أعماق ذاتنا لنهتدي إلى صوت المسيح وهو ينادينا وعلينا التمييز بين هذه الأصوات وهذه الضجة، لنسمع حفيف الرب يدغدغ قلبنا وحياتنا ويدخلها في سر خلاصه.  لكن لا يكفي أن نسمع الكلمة وحسب..."فطوبى للذي عندما يسمع الكلمة،  يحفظها"... ويسر بها ويتغذى منها ويحملها في حياته، مثلما حملت مريم الطفل يسوع في بطنها.  وقد جعلت الذين يتقونها يتقدسون، وجعلت يوحنا المعمدان يرقص فرحا وهو في أحشاء أمه.   هذا ما يريد أن يحققه يسوع من خلالنا.

أخوتي أخواتي الأعزاء... لنعش نهارنا منتبهين إلى حضور كلمة الله فينا.  أن نستسلم لإيحاءات الروح التي تنميها مشاركتنا في الصلاة الفردية والجماعية، وصلوات العائلة اليومية والمشاركة الفعلية بالذبيحة الإلهية، لان كل ذلك هو لحظات تجلي الله في حياتنا.

وأخيرا... لنسعى إلى تكريس بعض الوقت للرب يوميا من اجل عيش التجلي في لقاءنا به... هذا أمر ضروري لحياتنا حتى يباركنا الرب.

فمن اجل أن ندرك عمق إنسانيتنا واصالة شوقنا إلى الله، علينا أن نوجه انتباهنا لسماع صوت ابن الله وان نتقبل آلام هذا الدهر كمسيحيين مقتدين بربنا يسوع المسيح،  فنعبر من الآلام والصليب والموت إلى القيامة والحياة.

والمجد والأكرام لألهنا يسوع المسيح، آمين

 

الأحد الثاني من الصوم الأربعيني

2010.2.28

أحتفلت طائفة الكاثوليك – اللآتين، للرهبان الفرنسيسكان وأكليريكية بيت جالا بالأسبوع الثاني من الصوم بالدخلة التقليدية الى كنيسة القيامة ترأسها النائب البطريركي في أورشليم سيادة المطران كمال بطحيش وتخللتها الدورة التقليدية يوم السبت عصرا والأحتفال بالذبيحة الألهية باليوم التالي صباح يوم الأحد، حيث قام الراهب الفرنسيسكاني الأب سيباستيان بألقاء وعظة مؤثرة شارحا فيها الأضطهاد الذي يواجهه أخوتنا المسيحيين من أضطهاد وأجرام منظم في العراق ومصرعلى ايدي أولئك المجرمين الذين ليس فيهم لا نخوة ولا ضمير ولا شهامة ولا دين.  وفي هذه المناسبة، الصوم،  طلب الأب من الجميع ان يصلوا من أجل هؤلاء المجرمين ان يتوبوا ويرجعوا الى الطريق المستقيم والحق لانه كما قال المسيح:  " الذي يأخذ بالسيف فبالسيف يُاخذ ".

وبركة الرب معكم دوما وصوما مقبولا للجميع...

اليكم بعض الصور المتلفزة لكي تتعرفوا ما يجري من فعاليات دينية في هذه المناسبات العظيمة وأرجو ان تروق لكم مشاهدتها شاكرين الذين يقومون بتزويدكم بهذه الخدمة العظيمة وأذكر بالدرجة الأولى الأخ العزيز رياض وديع حبش وكريمته الأخت العزيزة نجاة ككي.

 الراهب الفرنسيسكاني    الأب سيباستيان أقليميس    أورشليم - القدس

 

 

 

 

 

 

 

أحتفالات الصوم الكبير في أورشليم .. كنيسة القيامة

الصوم الكبير (الأربعيني)

" توبوا،  فقد أقترب ملكوت السموات "

أحتفلت الطوائف الغربية ببداية الصوم الكبير بيوم أربعاء الرماد (2010.2.17) ، حيث في هذا اليوم يبدأ الصوم الكبير بالأنقطاع عن اللحم والزفر ولمدة أربعين يوم أضافة الى أسبوع الآلام.  ففي هذا اليوم يشارك المؤمن بالقداس حيث بعد قراء الأ نجيل المقدس او في نهاية القداس ، يقوم الكاهن بوشم او بوضع قليل من الرماد على رأس أو جبين المؤمن لكي يذكره في هذا العمل بأن الأنسان قد صنع من التراب ومن التراب يعود وهذا يذكرنا ايضا عندما قدم يونان النبي الى نينوى حيث كانت المدينة ستدمر خلال ثلاثة ، لكن بتوبتها الحقيقية ورجوعها الى الله، مع يونان النبي الذي انقذها بتجواله وبوعظه بين أهالي المدينة لكي تتوب حيث لسبوا أوغطوا رؤسهم بالرماد علامة على التوبة وهكذا خلصت مدينة نينوى من الدمار.  وهذا الصوم يذكرنا ايضا بصيام الرب يسوع بعد عماده في نهر الأردن حيث انزوى وعزل نفسه في الصحراء لكي يصوم أربعين نهارا وأربعين ليلة،  لهذا السبب يسمونه الصوم الأربعيني.

وفي بداية هذا الصوم الكبير تحتفل طائفة اللآتين في أورشليم القدس بالدخلة التقليدية والأحتفالية من قبل صاحب الغبطة بطرك اللآتين في أورشلم فؤاد الطوال وبمعية الرهبان الفرنسيسكان وأكليريكية بيت جالا المرافقة له الى كنيسة القيامة، حيث قام غبطته بالصلاة على الحجر الذي وضع عليه جسد المسيح بعد تنزيله من على الصليب مباركا الحاضرين بالبخور والماء المقدس.  وبما أن هذا السنة يقع العيد الكبير، الفصح في نفس السنة لكل الطوائف مع الأخوة الأرثودوكس، تكون هناك مواعيد وأوقات مخصصة لا يمكن تجاوزها أطلاقا من اي طائفة كانت على حساب الأخرى،  أي هناك نظام معين ووقت محدد لكل طائفة لممارسة طقسها الخاص بها وخاصة الطوائف الرئيسية الثلاثة: الروم الأرثودوكس، الأرمن الأرثودوكس وطائفة الكاثوليك (اللآتين). وفي خلال هذه الأثناء يقوم الرهبان الفرنسيسكان بالتحضير الى الدورة الأحتفالية في الكنيسة مع الدورات الثلاثة حول القبر المقدس الى حين الوصول الى كنيسة ظهور يسوع المسيح الى أمه العذراء او ما تسمى بكنيسة القربان المقدس.  وفي هذا الوقت بالذات تقوم الطوائف الأرثودوكسية بدخلتها التقليدية من روم، سريان، أقباط وأرمن،  وبعد دخول الأخيرة تبدأ دورة اللآتين وتتبعها الطوائف الأخرى وكلها على حدة.

وغدا يوم الأحد وعلى مدار الصوم يقام دائما هذه الدخلة الأحتفالية يوم السبت عصرا مع الأحتفال بالذبيحة الألهية في اليوم التالي يرأسه غبطة البطريرك اللآتين فؤاد الطوال مع الوعظة باللغة العربية حيث يبدأ القداس ساعات الصباح الأولى ويستمر الى منتصف الظهر.

هذا وأتمنى للجميع صوما مقبولا...

وبركة الرب تبقى معكم وترافقكم في كل صغيرة وكبيرة وصلوا من أجل عراقنا الحزين وخاصة من أجل المسيحيين الذين يقتلون من غير ذنب، من قبل أولاءك الأرهابيين والقتلة الذين ليس لهم لا ذمة ولا ضمير ولا دين رافعين صلواتنا لهم لكي يهتدوا ويتوبوا، حسب قول المسيح: "الذي يقتل أخيه بالسيف فبالسيف يأخذ".

الراهب الفرنسيسكاني الأب سيباستيان أقليميس     أورشليم - القدس