الارض المقدسة

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف بغديدا هذا اليوم

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

الأب سيباستيان  ..   الارض المقدسة 

قداس ليلة الميلاد في كنيسة المهد – بيت لحم –

بعد الدخلة الأحتفالية الى بيت لحم من قبل غبطة البطريرك اللاتيني فؤاد الطوال المقيم سيادته في اورشليم، اقام الرهبان الفرنسيسكان عشاء مهيبا في ( "كازانوفا"، فندق ملك الرهبان في بيت لحم)،  لشرف غبطته ولسيادة الرئيس الفلسطيني ابو مازن مع الوفد المرافق له من وزراء ومدنيين وعسكريين، وهذه هي عادة اخذت بها من عدة سنوات، اي من 1995 ايام الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي كان يحضر القداس الألهي بصحبة زوجته وابنته في منتصف الليل في كنيسة المهد (في كنيسة القديسة كاترينا التابعة للرهبان الفرنسيسكان)، وفي نفس الوقت دعي ولأول مرة سمو الأمير عبدلله بن مهيان وزير الخارجية الأماراتي مع الوفد المرافق له الذي كان في زيارة خاصة الى فلسطين وكما دعي الى العشاء القاصد الرسولي ومن اصحاب السيادة والكهنة والرهبان والراهبات والهيئات الدبلوماسية وقد حيا وهنأ الرئيس العام للأراضي المقدسة الأب بيرباتيستا بتسابالا، الحاضرين الذي اتو لكي يشاركوا احتفالات الميلاد مع المسيحيين في العالم اجمع وخاصة في بيت لحم في هذا العيد الكبير عيد ميلاد السيد المسيح مبتدأ بالصلاة الربية المرتلة باللغة العربية.  وبدوره، اخذ الكلمة سيادة الرئيس الفلسطيني، مهنئا كل المسيحيين في العالم بمناسبة ميلاد السيد المسيح عيسى عليه السلام وتمنى من الله ان يعيد هذا العيد في المستقبل بظروف اقل اضطرابا من الظروف الحالية.  وايضا القى سمو الأمير الأماراتي كلمة قصيرة شكر فيها اصحاب الشأن وبدعوته هذه،  لتناول العشاء عند الرهبان.  وقال ايضا غبطة البطريرك بان ميلاد السيد المسيح في تلك المغارة الموحشة المتشحة بالصمت والتأمل ما بين شهيق وزفير الثور والحمار، قد تسكت صوت المدافع والرشاشات وتزيل ذلك الجدار العازل اذا تطهر قلب وظميرالأنسان مهما كانت ديانته لكي يعيش الكل في سلام ومحبة وأطمأنان.  وبعد تناول مائدة العشاء قام الرهبان بتهيئة الكنيسة للأحتفال بالذبيحة الألهية علما بان باب الكنيسة قد فتح الساعة العاشرة ليلا لأستقبال المؤمنين وبسبب صغر الكنيسة قامت الجهات المعنية، قبل العيد بشهر واحد بتوزيع بطاقات خاصة لبعض المؤمنين للمشاركة في قداس الليل ولا يسمح لغير حاملين الدعوة، حيث يقوم بادخال المؤمنين، اشخاص مختارين من قبل الرهبان بمساعدة الأمن والشرطة الفلسطينية لحفظ النظام، ومن لم يتسنى الدخول، يبقى في ساحة المهد ويحضر القداس على الشاشات الجدارية التفزيونية.  وترأس غبطة البطريرك مع اصحاب السيادة والكهنة  الأحتفال بالذبيحة الألهية مبتدئين بصلاة الليل ( الساعة الحادية عشرة والنصف مساء ).  وقبل تلاوة نشيد المجد، دخل الى الكنيسة موكب الرئيس الفلسطيني ومرافقيه مع سمو الأمير ومرافقيه ايضا وحضروا مراسيم القداس شبه الكامل الى حين المناولة المقسة تاركين مواقعهم والرجوع اقامتهم عند السلطة الفلسطينية.  وخلال هذه المدة، تابع غبطته القداس مع الدورة الأعتيادية الى مغارة الميلاد حاملا الطفل يسوع لكي يضعه في مذوده كما وضعه القديس يوسف حارس العائلة المقدسة وسط تراتيل الميلاد وصوت الأروغن الملائكي مع دقات نواقيس الكنيسة اعلانا بميلاد السيد المسيح.  وهكذا ينتهي هذا الأحتفال المهيب حوالي الساعة الثانية صباحا، مصاحبا من هذا الوقت والى نهار اليوم التالي بقداديس متتالية في المغارة وفي باقي المغارات المصاحبة لها كل نصف ساعة وقد احتفل الأب سيباستيان الساعة الثالثة والنصف صباحا بالذبيحة اللهية في مغارة الميلاد على مذبح المذود التابع للرهبنة الفرنسيسكانية.  وفي الصباح اليوم التالي حوالي الساعة العاشرة اقام غبطته قداسا احتفاليا لأولائكة الذين لم يتسنى لهم حضور قداس الليل وبعد انتهاء القداس دعى غبطته الى الغداء في دير الرهبان شاكرا لهم كل التحضيرات والتسهيلات التي قدمت بنجاح هذه الأحتفالات وفي الأخير ودع غبطته من قبل الرهبان في ساحة المهد مع التصفيق وبأعطاء بركتة الأبوية للجميع متمنيا  لهم عيدا سعيدا.

فألف مبروك وألف تهنئة للجميع بميلاد سيد الكون يسوع المسيح.

وكل عام وانتم بألف خير...

الراهب الفرنسيسكاني الأب سيباستيان

2008.12.25

 

أحتفالات الميلاد في بيت لحم

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية باعياد الميلاد وراس السنة الجديدة، حيث قام صاحب الغبطة بطريرك اللاتين فؤاد الطوال، اردني الجنسية،  في اورشليم - القدس بالدخلة السنوية الأحتفالية في بيت لحم.  وقد بدأ الأحتفال في هذا اليوم، الأربعاء المصادف 2008.12.24 ظهرا،   ورافق صاحب الغبطة من القدس المسؤوليين الروحيين من اصحاب السيادة وكهنة ورهبان وراهبات وممثلين عن رعية القدس وبضمنهم المسؤولين المدنيين والعسكرين للحكومة الأسرائيلة من عند دير مار الياس (النبي ايليا) التابع للأخوة الأرثودوكس الواقع على حدود مدينة لحم وجمع غفير من المؤمنين.  وبدأ الموكب بالسير باتجاه البوابة الرئيسية التي تفتح فقط في المناسبات المهمة التي تقع بالقرب من قبر راحيل المحاطة بالجدار العازل الذي تكلمنا عنه مرارا.  وبدخول صاحب الغبطة منطقة بيت لحم، تسلم مسؤلية القيادة والحماية والنظام الى السلطة الفلسطينية،  حيث يبدأ الموكب آخذا الشارع الرئيسي الذي يصل مباشرة الى ساحة المهد وعلى جانبي الطريق يلوح المؤمنين بأيديهم بسعادتهم بوصول صاحب الغبطة لكي يفتتح مراسيم عيد ميلاد السيد المسيح بالأحتفال بالذبيحة الألهية في منتصف الليل في كنيسة القديسة كاترينا التابعة للرهبان الفرنسيسكان.  وفي هذا اليوم تقوم السلطة الفلسطينية بغلق كل الشوارع والمنافذ التي تؤدي الى ساحة المهد للمحافظة على نجاح المراسيم الأحتفالية.  وحالما يصل صاحب الغبطة الى ساحة المهد وسط الجماهير المحتشدة هناك للقاء سيادته من رهبان وراهبات والمؤمنين الذين قدموا من جميع انحاء العالم ومن مراسلي الأذاعات والقنوات التلفزيونية بأعلامهم وكاميراتهم،  تقوم الجماهير بالتصفيق والهتاف بقدومه والنواقيس تدق والكشاف يعزف بطبوله ومزاميره بعلامات الفرح والسعادة به، علما بان هذه هي ثاني مرة يدخل غبطته الى بيت لحم رسميا بعد تنصيبه بطريركا للاتين في القدس وتوبعها.   وبعد نزوله من سيارته الخاصة يتبادل السلام مع المسؤولين الذين ينتظرونه بفائق السرور والفرح مشاركين معهم مؤمنين بيت لحم، من رهبان وراهبات وطلاب المدارس والحجاج والسواح،  حيث يبدأ الموكب بالتقدم باتجاه باب المهد الصغير الذي بواسطته يأخذنا الى كنيسة القديسة كاترينا ، ويتقدمهم الرهبان الفرنسيسكان بالتراتيل الدينية مارين بكنيسة المهد والخروج من الباب المؤدي الى ساحة القديس جيرونيموس (القديس الكبير الذي عاش حولي ما بين القرن الرابع والخامس في مغارة بجنب مغارة الميلاد، الذي ترجم الكتاب المقدس من اللغة العبرية الى اللاتينية ومات فيها ودفن هناك ايضا مع تلميذتيه باولا وأستوكيو)  ومن بعده الدخول الى الكنيسة المذكورة.

وبمجرد وصول الموكب الى باب الكنيسة يبدأ أرغن الكنيسة بالعزف بأنشودة الأستقبال لسيادته           (Te Deum ) التي معناه ( الشكر لله ).  وحال وصول سيادته الى المذبح الرئيسي يقوم راعي رعية بيت لحم بتهنة غبطته مع الحاضرين، بوصوله لكي يفتتح مراسيم عيد الميلاد، وبعد انتهاء كلمة الراعي يقوم غبطته بتوجيه الشكر الأخوي لكل من شارك في هذا الأحتفال متنمنيا لمدينة الملك العظيم ان يعم السلام في هذه البلاد كي يعيش الشعبين الفسطيني والأسرائيلي بسلام ومحبة وتبقى دائما مدينة افرتة – بيت لحم – الخصبة، خصبة ومثمرة الى الأبد ومفتوحة الى كل من يريد ان يزورها يتبرك منها، مرافقا بكلمته هذه بالبركة النهائية للجميع.  وبعد ذلك توجه غبطته مع اصحاب السيادة والكهنة والرهبان والمعنيين منهم الى وليمة الغداء الكبيرة المقامة من قبل الرهبان الفرنسيسكان في ديرالقديسة كاترينا.   وبعد اسراحة قصيرة تبدأ صلاة العصر(اي الرمش) في نفس الكنيسة وشارك فيها الجميع وفي النهاية تقوم الدورة من الكنيسة الى مغارة بيت لحم وبالعكس وبعدها يقوم غبطته بأعطاء البركة الأبوية لكل من حضر هذه الأحتفالت ولكل من تابعها من شاشات التلفزيون.  وهكذا يقوم الأفراد المعنيين بالنظام بأخراج كل من ليس له علاقة في الكنيسة لأنه لا يسمح بالدخول الى المشاركة بالذبيحة الألهية في منتصف الليل الا الذين لهم بطاقة خاصة، مثل الكهنة والمدعويين الرسميين من قبل الجهة المنظمة لصغر الكنيسة،  لكن يقدر الكل المشاركة  معا من خلال الشاشات الكبيرة التي تنصب في ساحة المهد او من خلال القنوات التلفزيونية التي تبث مباشرة القداس الأحتفالي بولادة السيد المسيح.

عيد ميلاد سعيد للجميع وبركة الرب معكم دائما...

اذا بريخا لكليهن المي... الراهب الفرنسيسكاني

الأب سيباستيان اورشليم – بيت لحم

2008.12.24

 

بيت لحم وأشجار الزيتون

يعتمد اهالي بيت لحم ومن قديم الزمان وفي اغلب مناطق الضفة الغربية في فلسطين وبالدرجة الأولى في اقتصادها اليومي على خشب الزيتون حيث يصنع منه كثير من الأشياء التي تغري الغرباء من سواح وحجاج وأجانب.  وقد كثرت مثل هذه المصانع (مصانع خشب الزيتون) في هذه المدينة، بسبب قوة السياحة وكثرة الربح منها، حيث يجلب الآف الأطنان من خشب الزيتون من شمال البلاد الى بيت لحم كي يصنعوا منها مغارات الميلاد بتماثيلها المتنوعة واشكالها العديدة صغيرة كانت ام كبيرة، حيث بعض المرات تصل مغارة الميلاد الكبيرة من 10- 15000 (دورلا امريكي) او اكثر زيادة الى المسابح باشكالها المتنوعة (مسابح خشب الزيتون) وايضا اشكال نجمة الميلاد وغيرها من الفنون الخشبية التي يخترعها الأنسان لخدمته وخدمة السياحة والبلد وبعد صنعها تصدر الى باقي المناطق التي تكثر فيها السياحة وغالبا ما تصدر الى الخارج.  ولم يكتفي المواطن التلحمي بأستعمال خشب الزيتون فقط وانما التجأ الى استعمال ومن قديم الزمان الصدف في صناعة المسابح والمغاير المتعددة الأشكال وبقيمتها الغالية والنفيسة بفنونها المختلفة، حيث يجلب الصدف من الخارج وخاصة من بلدان اسيا واوربا.  وزيادة على هذه، كثرة فن الأيقونات التي تباع وبكثرة الى الأجانب التي قد تصل احدى الأيقونات القديمة جدا الى ما يقارب من 100- 20000 دولار امريكي.

اذن، من الذي يرفع الأقتصاد الفلسطيني نوعا ما،  لهو السياحة في هذا البلد الذي يعيش محروما ومن ابسط التسهيلات اليومية، الا وهي صعوبة التنقل من منطقة الى منطقة اخرى طلبا للعيش، حيث كما قلنا في موضوعنا السابق، عن الصعوبات التي يشتكي منها المواطن الفلسطيني وخاصة بوجود الجدار العازل الذي يعمل على (كمش) او شل حركة المواطن في طلب العيش.  لكن الحياة تستمر بالرغم من الصعوبات التي يبتلي بها الأنسان اشد بلية اينما كان، لهذا نشاهد بيت لحم اليوم وهي على اهبة الأستعداد لأستقبال الطفل الألهي يسوع المسيح بزينتها الضوئية المتنوعة، في شوارعها وفي كنائسها وحتى جامعها القريب من ساحة المهد،   وايضا في دكاكينها ( Souvenire ) المنتشرة في كل مكان من هذه البلدة التي تنتظر قدوم السواح والحجاج لشراء التقويات الدينية وأقتناءها كبركة من هذه الأرض التي باركها وقدسها الرب يسوع المسيح بميلاده وموته وقيامته.

الراهب الفرنسيسكاني الأب سيباستيان

2008.12.23  اورشليم - القدس

 

ميلاد الطفل يسوع في بيت لحم والجدار العازل

تستعد مدينة افراتا (الأرض الخصبة)، بيت لحم باهلها التلحميين والمقدسيين في القدس ويشاركهما في نفس الوقت كل مناطق الضفة الغربية والمناطق العربية الأسرائلية  التي تعود الى ال  1948  من كل مناطق الجليل السفلى والعليا ويشاركهم العالم اجمع،  بالتحضيرات اللازمة لاستقبال سيد الكون الطفل الألهي يسوع المسيح وسط ظروف ليست بالأعتيادية كما شهدتها الأراضي المقسة سابقا وخاصة عندما فصلت المدينة بالكامل عن مدينة القدس بتشيد هذا الجدار العازل الذي يبلغ طوله بمئات الكليلومترات وبارتفاع اكثر من اثني عشر مترا.  ويتسنى للمقدسيين الدخول الى مناطق الضفة نوعا ما بطريقة اسهل من الفلسطينيين الذين يريدون الدخول الى المناطق المحتلة التابعة للحكومة الأسرائيلية وبالأخص القدس القديمة وخاصة في اعياد الفصح المجيد بدون تصريح خاص من الجهات المختصة المعنية والا يمنع منعا باتا الدخول الى اراضيها.  فالدخول والخروج من البوابتين التي تسمى:ا لحدود، قد تعد مشكلة كبيرة بين الطرفين وغالبا،  مشكلة ايضا للسواح والحجاج الأجانب الذين يفرض عليهم المرور من هذه المنافذ المحكمة عسكريا، حيث يجب على الزائراو العامل، كبيرا كان ام صغيرا المرورمن هذه الأماكن المحكمة الكترونيا، حيث الكاميرات في كل مكان ويجب على الشخص ان يظهر اوراقه الثبوتية جوازا كان  (بما يخص الأجانب)،  ام هوية بما يخص ابناء المنطقة مرافقا مع التصريح الخاص بالدخول والخروج لمناطق الخاصة بالضفة فقط.  معضلة كبيرة وحزينة يمر بها الشعبين الضفاوي والمقدسي بتبادل الزيارات الشخصية والعائلية والعملية.   وها مرت اكثر من الفي سنة حيث تعود احتفالات ميلاد الطفل يسوع وألأحتفالات الفصحية مرة ثانية تحت ضغوط عسكرية تجبر الناس على عدم مشاركتهم الفعلية بهذه الأعياد الكبيرة، وغيرها.  هذا هو الحال في هذه الأيام المجيدة التي قد تولد ردا سلبيا الى الواقع المرير الذي تمر بها مدينة الخصب الوفير، مدينة قدوم المسيح المنتظر المتنبى به من قبل كل الأنبياء والرسل، عمانوئيل الذي معناه الله معنا.

فلنصلي يا اخوتي الى الرب الأله، الذي تجسد وصار انسانا مثلنا ولبس جسدنا الفاني، لكي يخلصنا من العبودية، عبودية الخطيئة الأصلية التي وقع بها ابانا آدم وامنا حواء ويرفعنا الى مستواه الألهي،  ويبعد هذا البغض والكراهية بين الشعبين، الفلسطيني والأسرائيلي لكي يعيشا بسلام وطمأنينة ويمارسا اعيادهما وطقوسهما بسلام وحرية تامة، وهذا ما نشاهده في هذه الأيام من ظواهر العيد باضوائها الخلابة في ساحة المهد وفي جميع الكنائس وحتى في البيوت ولم يستثنى حتى الأشجار التي هي بجنب المسجد الذي يقابل كنيسة المهد.  ولنطلب من الله عز وجل ان يزيل هذا الجدار العازل (كما ازيل جدار برلين) الذي يفصل الشعب المسيحي الواحد في هذه الأرض المقدسة، ارض المسيح وليس ارض الغير، ارض الفداء والخلاص والنعمة وليس النقمة والقتل والكراهية.

بعد ايام قليلة وخاصة في يوم الرابع العشرين ظهرا، سيفتتح صاحب الغبطة بطريرك اللآتين فؤاد الطوال الجزيل الأحترام والتقدير، احتفالات الميلاد بدخلته التقليدية السنوية والرسمية والأحتفالية مدينة بيت لحم، حيث تعقبها صلوات خاصة بالتحضيرات للأحتفال بالذبيحة الألهية ليلة الميلاد في منتصف الليل.  وسنوافيكم بكل التفاصيل القادمة من هذه المدينة العظيمة،  بيت لحم التي ضيفت هذا الطفل الألهي.

الراهب الفرنسيسكاني الأب سيباستيان اورشليم – بيت لحم

18.12.2008

 

 

 

 

 

تهيئة لميلاد الرب يسوع المسيح في بيت لحم

"اما انت يا بيت لحم أفراته، وان كنت صغيرة في الوف

يهوذا فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطا على شعبي اسرائيل"

(ميخا2.5 )

 

زيارة المدينة
تقع المدينة على مسافة ٩ كم جنوبي القدس على الطريق النازلة إلى الخليل، فبئر السبع ومن ثم صحراء النقب.

تقع المدينة على ارتفاع ١١٧٠ متراً فوق سطح البحر الميت الذي يبعد عنها مسافة ٢٠ كم فقط.

وتنتشر المدينة على هضبتين تشكلان جزءا من الفتحة بين البحرين الميت والمتوسط.

 

أنباء تاريخية
يرتبط تاريخ البازيليك منذ بنائها بتاريخ المدينة فهي بمثابة قلب المدينة النابض.

٣٢٦. كان أول بناء مقدس أقيم في البلدة من أعمال قسطنطين شاده كما يروي أوسيبيوس الفلسطيني، أسقف قيصرية، هناك حيث تقوم تلك المغارة المقدسة القديمة التي غطاها سابقه الامبراطور أدريانوس بالتراب.

٥٤٠. جمَّل الامبراطور جوستنيان البناء محسنا المخطّط والبناء بشكل ملحوظ (فقد رفع الأرضية وغطى فسيفساء البناء السابق). وحافظ البناء الجديد على خطوطه الأساسية حتى يومنا هذا.

٦١٤. قبل الفتح العربي بأعوام قليلة نجت البازيليك من الدمار على أيدي كسرى بسبب طرفة مثيرة. فقد كان على حائط بازيليك الميلاد فسيفساء تمثل سجود المجوس بثيابهم الفارسية التقليدية للطفل يسوع. وقد تعرف الغزاة على ثياب أجدادهم فاحترموا البناء ولم يهدموه.

٦٣٨ احترم الحكام المسلمون الديانة المسيحية في أوائل أيام الغزو العربي. وجاء عمر شخصيا للصلاة في موضع «معمودية العذراء مريم أم النبي عيسى».

القرن الثاني عشر - كانت الحقبة الصليبية فترة ازدهار للبازيليك التي نجت من الدمار بسبب تدخل تانكريدي (٧ حزيران ١٠٩٩). وتعاون ملوك القدس مع امبراطور القسطنطينية على تحسين ملامح البازيليك. وكانت هذه إحدى أفضل لحظات التعاون بين الكنيستين اللاتينية والأرثوذكسية.

وقد انتهت أعمال الترميم على الأسلوب البيزنطي في الرسوم والفسيسفاء عام ١١٦٩. أما الأسلوب الصليبي فواضح في بعض أعمدة الأروقة. وإلى هذه الحقبة يعود شكل المغارة الحالي بمدخليها وأسلوب تزيينها.

١١٨٧. إثر سقوط المملكة اللاتينية، احترم صلاح الدين البازيليك وأعيد افتتاحها للعبادة بعد بضع سنوات. ١٣٤٧. خلف الفرنسيسكان الآباء الأغوسطينيين في حراسة ورعاية البازيليك والمغارة.

القرن الخامس عشر - قام الآباء الفرنسيسكان ببناء السقف من ألواح خشبية أحضروها من إيطاليا.

القرن السادس عشر - بقيت ملكية البازيليك موضع خلاف بين الأرثوذكس والفرنسيسكان وشهدت هذه الفترة تقلب العلاقات بين السلطان التركي والجمهورية الإيطالية التي كانت تسودها علاقات طيبة أحيانا ويشوبها القلق أحيانا أخرى. وأخيرا فاجأ الأرثوذكس اللاتين وأخذوا البازيليك وهيكل الميلاد في المغارة.

وصدر فرمان تركي وضع خاتمة لهذه الاضرابات، معينا قانون «الستاتوس كوو = الوضع القائم» «
Status Quo» لمختلف المزارات في فلسطين في انتظار حل نهائي. لكن المشاحنات استمرت. وإثر بعض أعمال العنف وضع السلطان التركي حراسة على مدخل مغارة الميلاد.

١٨٨١. بنى الفرنسيسكان الذين طردوا من البازيليك كنيسة القديسة كاترينا حيث يحتفلون بجميع مراسمهم.
من هذه الكنيسة تنطلق يوميا، ما عدا أيام الآحاد، دورة ليتورجية مارة عبر الجزء الشمالي للبازيليك فتنزل إلى مغارة الميلاد تصاحبها الترانيم الغريغورية الميلادية..

 

زيارة البازيليك
تحتل الساحة المبلطة أمام البازيليك جزءا من الرواق القديم الذي تحيط به العمدان.
الواجهة التي تدعمها عدة عقود معمارية بنيت على مدار القرون، كان فيها ثلاثة أبواب للدخول. أما اليوم فلم يتبق منها سوى باب واحد وقد أضحى بدوره بالغ الصغر عبارة عن مدخل ضيّق منخفض . بالإمكان ملاحظة آثار الأبواب التي تعود إلى مختلف الحقب فوق المدخل. فنلاحظ أسلوب الزخرفة البيزنطية فالأقواس الصليبية.

يقودنا المدخل الضيق إلى دهليز مظلم بسبب إغلاق جميع نوافذ الواجهة. ثم نجد بابا خشبيا نحته فنانون أرمنيون عام ١٢٢٧. يؤدّي بنا إلى البازيليك.

فور دخولنا نجد إلى اليسار بابا صغيرا يقودنا إلى أروقة القديس هيرونيموس فكنيسة القديسة كاترينا.

تنقسم البازيليك إلى خمسة أروقة تفصل بينها أربع مجموعات من الأعمدة الحمراء ما زالت تظهر عليها آثار الرسومات القديمة. السقف عبارة عن ألواح من الخشب المكشوف يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر وقد تم ترميمه في القرن الماضي.

لم يبق من الموزاييك الذي كان يغطي الجدران سوى آثار قليلة. في الأصل (القرن الثاني عشر) كانت الرسوم تمثل شجرة عائلة يسوع بحسب رواية متى ١، ١-١٧ ولوقا ٣، ٢٣-٣٨ (الجزء الجنوبي). وعلى الجزء الشمالي نجد المجامع الكنسية المتعلقة بسر التجسد ومشهد حياة يسوع. تحت مستوى الأرضية الحالية التي تعود إلى الحقبة الجوستنيانية يمكننا مشاهدة فسيفساء قسطنطين وهي عبارة عن أشكال هندسية.

على جانبي الهيكل الرئيسي في صدر البازيليك نجد المدخلين اللذين يؤديان إلى مغارة الميلاد. الأبواب البرونزية والمداخل المرمرية الضخمة تعود للحقبة الصليبية.

مغارة الميلاد عبارة عن شكل قائم الزاوية تغطيه الأقمشة الاسبستية الحريرية الناعمة لحمايتها من الحرائق. تحت الهيكل الرئيسي نجد نجمة فضية تشير إلى موضع ميلاد يسوع وعليها عبارة باللاتينية تقول: «هنا ولد يسوع المسيح من مريم العذراء».

على يمين الناظر إلى الهيكل الرئيسي نجد المغارة التي تُدعى «مغارة المجوس» حيث كان المذود الذي وضع فيه الطفل يسوع.

في أخر المغارة نجد بابا يؤدي بنا إلى مغارات عديدة تحت الأرض. ويفتح هذا الباب خلال الإحتفالات الدينية اللاتينية فقط. في ظلام هذه المغارة التي تضيئها الشموع وبعض المصابيح يذكر التقليد المسيحي سر ولادة كلمة ﺍﻟﻠﻪ المتجسد.

 

ولادة يسوع
لوقا ٢، ١-٧
وفي تلك الأيام، صدر أمر عن القيصر أوغسطس بإحصاء جميع أهل المعمور. وجرى هذا الإحصاء الأول إذ كان قيرينيوس حاكم سوريا. فذهب جميع الناس ليكتتب كلّ واحد في مدينته.

وصعد يوسف أيضا من الجليل من مدينة الناصرة إلى اليهودية إلى مدينة داود التي يقال لها بيت لحم، فقد كان من بيت داود وعشيرته، ليكتتب هو ومريم خطيبته وكانت حاملا. وبينما هما فيها حان وقت ولادتها، فولدت ابنها البكر، فقمطته وأضجعته في مذود لأنّه لم يكن لهما موضع في المضافة.

كنيسة القديسة كاترينا

يرتبط تاريخ البازيليك منذ بنائها بتاريخ المدينة فهي بمثابة قلب المدينة النابضيمكن الوصول إليها من البازيليك عبر بابين، أحدهما إلى اليسار فور الدخول إلى البازيليك والآخر من المدخل الجانبي لهيكل الأرمن أو مباشرة من دير الفرنسيسكان.

يؤدي إليها رواق من العصور الوسطى غاية في الجمال. تمّ ترميمه عام ١٩٤٨. تقوم الكنيسة على بقايا دير القديس هيرونيموس القديم. على الجانب الجنوبي للرواق تمّ اكتشاف كنيسة صليبية مع رسومات للعذراء.

على الجانب الأيمن (للداخل إلى الكنيسة) تحت الهيكل الجانبي يُحتفظ بتمثال الطفل يسوع والذي يعرض ليلة عيد الميلاد في المغارة. قبل بلوغ هذا الهيكل نجد درجا يهبط بنا إلى مغارات تحت الأرض.

المغارات تحت الأرض
تشير الحفريات التي قام بها الأب باچاتي الفرنسيسكاني إلى أن هذه المغارات كانت مستخدمة منذ القرن السادس ق.م. وتحولت في القرن الأول إلى قبور للمسيحيين الذين كانوا يرغبون بأن تدفن أجسادهم قرب الأماكن المقدسة.

أ. مغارة القديس يوسف - ننزل الدرجات من كنيسة القديسة كاترينا فنبلغ غرفة المدخل وهي جزء من مغارة القديس يوسف الذي تم تكريس الجزء العلوي له منذ عام ١٦٢١. يمكن بلوغ هيكل القديس يوسف بواسطة ٥ درجات من كلا الجانبين. نجد إلى اليمين ممرا محفورا في الصخر يؤدي إلى مغارة الميلاد. يفتح كل يوم الساعة الثانية عشرة ظهراً خلال الدورة اليومية للآباء الفرنسيسكان.

ب. مغارة الأطفال الأبرياء - عندما نقف في الجزء السفلي من مغارة القديس يوسف نجد إلى اليسار مغارة أخرى فيها هيكل مكرس للقديسين الأبرياء أطفال بيت لحم الذين ذبحهم هيرودس. في جوانب المغارة نجد بضعة قبور هي قبور الأتقياء الذين رغبوا بأن تدفن أجسادهم في هذا المكان المقدس منذ القرون الأولى للمسيحية. إذا تابعنا السّير إلى اليسار نجد بعد مغارة الأطفال هوة مغلقة بقضبان يبلغ عمقها خمسة أمتار وهي قبر الأطفال الأبرياء بحسب التقليد.

على يمين الناظر إلى هيكل القديس يوسف هناك ممر يؤدي إلى عدة كهوف أخرى محفورة في الصخر.

في الممر الضيق المؤدي إلى المغارة الثالثة نجد قبر أوسبيوس الكرموني، خليفة القديس هيرونيموس. ومن ثم نبلغ إلى قبر محفور في الصخر، وهو قبر پاولا وابنتها أوستيكيو. وفي الواجهة قبر القديس هيرونيموس. يشهد القديس هيرونيموس ذاته لهذا الواقع ففي حياته حفر لنفسه قبرا قرب تلميذتيه. وقد تم نقل رفاتهم ولم يتبق سوى المقام. ومنذ القرن الثالث باتت رفات القديس تكرم في كنيسة القديسة مريم العظمى في روما.

ج. مغارة القديس هيرونيموس - يعتقد أن القديس عاش هنا وعمل في هذا المكان.

القديس هيرونيموس والحياة النسكية في بيت لحم
وصل القديس هيرونيموس إلى بيت لحم عام ٣٨٦ وكان عمره ٤٦ عاما. وعاش في بيت لحم ثلاثين عاما مكرسا حياته للتأمل. وفي هذا المكان أخذ على عاتقه ترجمة الكتاب المقدس من لغته الأصلية العبرية إلى اللغة اللاتينية.   ولم يكن الغرب يعرف الكتاب المقدس حتى ذلك الحين إلا من خلال الترجمة السبعينية. لم يكن الحصول على نسخة

أصلية من الكتاب المقدس في ذلك الوقت أمرا سهلا ولكنّ هيرونيموس اتفق مع أحد الربانيين أن يعيره درج الكتاب في الليل ليعمل على ترجمته ويعيده في الصباح الباكر قبل أن يشعر اليهود باختفائه. وقد سميت ترجمته بالترجمة الشعبية «Volgata» وقد اعتمدت في الكنيسة نصا رسميا طيلة قرون طويلة.

توفيت پاولا حوالي عام ٤٠٢ وتوفيت ابنتها أوستيكيو عام ٤١٧ أما هيرونيمس فتوفي عام ٤٢٠. ودفنوا جميعا في هذا الموقع. ويشهد الحاج من پياشنسا (٥٧٠) أنه زار المغارة «التي حفرها هيرونيموس بيديه قرب مغارة الميلاد والتي دُفن فيها».

 

مغارة الحليب
يقع هذا المزار في آخر الطريق المسماة باسمه «طريق مغارة الحليب».

نالت هذه المغارة المحفورة في الجير الأبيض اسمها من أسطورة قديمة. حيث يقال إن العذراء لجأت إليها خلال هربها مع القديس يوسف إلى مصر لترضع ابنها.

وبينما هي ترضعه سقطت بضع نقاط على الأرض فابيضت بأجمعها. وتحولت المغارة إلى مزار يحرسه الآباء الفرنسيسكان وأصبحت موئلا للأمهات وخاصة المسلمات اللواتي يطلبن من العذراء فيض الحليب لإرضاع أطفالهن.

يروي تقليد من القرن السابع أن الأطفال الأبرياء قبروا في هذه المغارة وذلك إعتمادا على إنجيل متى (٢، ١٦) حيث يقول: «ولما رأى هيرودس أنّ المجوس سخروا منه، استشاط غضبا وأرسل فقتل كلّ طفل في بيت لحم وجميع أراضيها، من ابن سنتين فما دون ذلك، بحسب الوقت الذي تحققه من المجوس».

ذُكر في زمن القديسة هيلانة أن هناك مغارة مكرسة للأطفال الأبرياء خارج مدينة بيت لحم. وفي عهد الصليبيين قام فوق المغارة دير للاتين قيل أن پاولا تلميذة هيرونيموس هي التي أسسته.

قبر راحيل
لدينا ثلاثة مقاطع كتابية تتحدث عن موت راحيل ودفنها.  تك ٣٥، ١٦ - فيما كان يعقوب عائدا من بلاد ما بين النهرين «وبينما هم على مسافة من إفراتة ، ولدت راحيل وعسرت ولادتها.... وماتت راحيل ودفنت في طريق إفراتة وهي بيت لحم. ونصب يعقوب نصبا على قبرها، وهو نصب قبر راحيل إلى اليوم».

ذكر إرميا هذا القبر فيما بعد عند الحديث عن سبي اليهود إلى بابل.

إرميا ٣١، ١٥- «سمع صوت من الرامة، ندب وبكاء مر، راحيل تبكي على بنيها وقد أبت أن تتعزى عن بنيها لأنهم زالوا عن الوجود».

وإلى هذه النبوءة أشار متى الإنجيلي عند حديثه عن فاجعة الأطفال (متى ٢، ١٧) .

يقع المكان قرب بيت لحم عند مدخل المدينة. ووصف بعض الحجاج في القرنين السادس والسابع المزار بأنه مبني على شكل هرم من اثني عشر حجرا (إشارة إلى أسباط إسرائيل الإثني عشر).

يعود شكل القبر الحالي إلى نهاية القرن الثامن عشر. وقد أضاف المسلمون إليه في القرن الماضي دهليزا مع محراب ليصلي فيه المسلمون..

 

حقل الرعاة

لوقا ٢، ٨-٢٠
«وكان في تلك الناحية رعاة يبيتون في البرية، يتناوبون السهر في الليل على رعيتهم. فحضرهم ملاك الرب وأشرق مجد الرب حولهم، فخافوا خوفا شديدا. فقال لهم الملاك: «لا تخافوا، ها إنّي أبشركم بفرح عظيم يكون فرح الشعب كلّه: ولد لكم اليوم مخلص في مدينة داود، وهو المسيح الرب.

وإليكم هذه العلامة: ستجدون طفلا مقمطا مضجعا في مذود». وانضمّ إلى الملاك بغتة جمهور من الجند السماويين يسبّحون اﻟﻠﻪ فيقولون: «المجد للّه في العلى! والسلام في الأرض للناس أهل رضاه».

فلمّا انصرف الملائكة عنهم إلى السماء، قال الرعاة بعضهم لبعض: «هلمّ بنا إلى بيت لحم، فنرى ما حدث، ذاك الذي أخبرنا به الرب». وجاؤوا مسرعين، فوجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعا في المذود.

ولمّا رأوا ذلك جعلوا يخبرون بما قيل لهم في ذلك الطفل. فجميع الذين سمعوا الرعاة تعجّبوا مما قالوا لهم. وكانت مريم تحفظ جميع هذه الأمور، وتتأمّلها في قلبها. ورجع الرّعاة وهم يمجّدون اﻟﻠﻪ ويسبحونه على كلّ ما سمعوا ورأوا كما قيل لهم.»

تم العثور في منطقة حقل الرعاة على مطحنة من أيام هيرودس ومغارة استعملها بعض الرعاة مسكنا لهم وهي اليوم كنيسة. وقد عثر أيضا على أطلال دير بيزنطي (من القرن الرابع) يشهد على حياة نسكية شديدة.

هيروديون
قلعة هيروديون شكلها مخروطي. يمكن بلوغها بسهولة حيث نصعد إلى منتصف الطريق بالسيارة ومن ثم نصعد الجزء الأخير منه سيرا على الأقدام. قمتها توفر لنا مشهدا ولا أروع لليهودية: إلى الشمال الغربي نجد بيت لحم وفي الجانب الآخر نجد الصحراء الممتدة.

يروي يوسف فلاڤيوس أنه بعد أن استولى هيرودس على العرش الذي عينه له الحاكم الروماني بنى على مسافة ٦٠ غلوة من القدس قلعة حصينة. عام ١٣٢-١٣٥ للميلاد أصبحت هيروديون مركزا للمقاومة في أيدي سمعان زعيم الثورة اليهودية.
عثر على أطلال لكنيسة بيزنطية في أحد مواقع القلعة مكرسة للقديس ميخائيل.

الراهب الفرنسيسكاني  الأب سيباستيان

اورشليم – القدس     14.12.2008

 

شوارع القدس القديمة ودرب الصليب

يقيم الرهبان الفرنسيسكان في الاراضي المقدسة كل يوم جمعة الساعة الثالثة عصرا رياضة درب الصليب في وسط كثرةالحجاج والسواح وكثرة ازدحام السوق.   وتبدأ هذه الرياضة عند المدرسة العمرية  (قلعة انطونيا) سابقا التي بناها هيرودس الكبير واحتلها االرومان بعد موته.  وكانت هذه القلعة كحماية لساحة هيكل سليمان الذي جدده هيرودس وزينه باحلى واجمل الاحجار، علما بان هذه هي المنطقة الوحيدة الضعيفة للغزاة، لهذا بني هذا الحصن وحيث كان الرومان يشرفون على ساحة الهيكل وخاصة في ايام الاعياد وايضا حدثت فيها محاكمة يسوع على يد بيلاطس.  وتقع هذه القلعة مقابل كنيسة حبس او جلد المسيح وهو دير فرنسيسكاني لحراس رهبان الاراضي المقدسة الذي ينشيء كادر تعليمي على مستوى عالي في اللاهوت والفلسفة والحفريات.

وتبدأ المرحلة الاولى في هذه المدرسة وتليها الثانية عند باب كنيسة جلد المسيح وتستمر الدورة مرورا في السوق الرئيسي من المرحلة الثالثة الى المرحلة التاسعة حيث وقع يسوع تحت الصليب ثالث مرة وهذه خاصة بالرهبان الأقباط الأرثودوكس حيث نسير فوق قبة القديسة هيلين حيث وجد الصليب المقدس وبعدها يدخل الموكب من باب صغير تابع للرهبان الحبشيين وينتهي هذا الممر بعددا من الأدراج حيث ينتهي في ساحة كنيسة القيامة وبعدها الدخول والصعود الى جبل الجلجلة حيث تتلى اربع مراحل من الرياضة وبعد ذلك النزول والتوجه الى القبر المقدس مارين من عند حجر المسوح حيث وضع جسد يسوع عليه بعد انزاله من الصليب لتهيئته للدفن.  ووصولا امام القبر المقدس يدخل الرئيس العام ومن يناوبه داخل القبر اما بقية الرهبان والمؤمنين يبقون في الخارج الى حين نهاية المرحلة الرابعة عشر حيث تتلى صلاة ابانا والسلام من اجل البابا الحبر الأعظم لكسب الغفرانات ومن اجل محسنين الأراضي المقدسة. وهكذا تنتهي رياضة درب الصليب بالبركة النهائية لحارس الأراضي المقدسة مختومة بنشيد للعذراء مريم.

وفي نفس الوقت التي تتهياْ مدينة بيت لحم باستقبال ميلاد الطفل يسوع هكذا اورشليم تتهياْ بالمثل بظواهر الميلاد في اسواقها ودكاكينها.

فلنصل من اجل السلام في العالم وخاصة في ارض المسيح وفي أور ابراهيم حتى يجلب لنا ميلاد السيد المسيح ملك السلام، الحب والطمأنية والحكمة  والعيش بسلام آمين.

الراهب الفرنسيسكاني

الأب سيباستيان .. اورشليم  .. القدس

5.12.2008

احتفالات بزمن المجيء في اورشليم –  بيت لحم

( ان الزمان قد حضر كما تنبأ من عبر، لا تبطيء القلب انفطر، تعال يارب الجلال.

 فصراخا بلغ السماء وعيوننا تبكي دما، يا رب فأرف منعما، تعال وارحمنا تعال.)

هكذا احتفلت الكنيسة الكاثوليكية - اللاتين بعيد القديسة كاترينا الشهيدة وبنفس الوقت بداية زمن مجيء السيد يسوع المسيح.  وتخللت الآحتفالات بدخول الرئيس العام للرهبنة الفرنسيسكانية، حارس الاراضي المقدسة الى بيت لحم . وحضر الأحتفال جمع لفيف من المسؤولين السياسيين والدينيين و المؤمنين والحجاج، من رهبان وراهبات وطلاب المدارس الخاصة المسيحية مع الكشاف بطبولهم ومزاميرهم وهم يطبلون بوصول موكب الرئيس العام بسيارته السوداء وبعلمها الفاتيكاني وشعار الرهبنة،  حيث انطلق الموكب من داخل الأراضي الأسرائيلية بمسؤليه العسكريين وجيباتهم الى المعبر (حائط القدس الذي يبلغ حوالي 350كيلومتر وبارتفاعه ب 12متر) الذي يفصل ما بين القدس وبيت لحم،  وبوصول سيادته الى ساحة المهد، قد صافح المسؤلين الفلسطينيين، دينيين ومدنيين وعسكريين.  وبدأ الأحتفال بمسيرة نحو باب كنيسة المهد وبعدها الدخول الى كنيسة القديسة كاترينا حيث رحب الرئيس العام بالحاضرين وتليت يعض الصلوات الدينية.  وبعد ذلك اقيم غداء كبير لكل الرهيان في دير الفرنسيسكان وبعد ذلك اقيمت صلاة العصر مع الدورة الى مغارة المهد حيث ولد السيد المسيح والكل ينشد نشيد العذراء (تعظم نفسي الرب) والرجوع مرة ثانية الكنيسة  لاخذ البركة النهائية.  وهكذا ايضا ابتدت السنة الطقسية الجديدة (ب) حسب الطقس اللاتيني وايضا زمن المجيء الذي يوصينا بالصوم الصلاة بمجيء الطفل الألهي.

فلنصلي من اجل السلام في العالم، في فلسطين ولبنان وبلدنا العراق الحبيب، ونطلب من ملك السلام ان يجلب الى العالم اجمع السلام والطمأنية حتى يجدد القلوب والعقول حتى يقدر ان يعيش الأنسان حياة كريمة وهنيئة بعيدة عن البغض والنفاق، حياة مليئة بالحب الألهي كيفما هو احبنا، فلنصرخ بأصواتنا العالية ونقول:  افرحي وابتهجي يا بنت أورشليم فأن ملكك آت اليك، يا صهيون لا تخافي فأن خلاصك قريب، تعال يارب يسوع تعال......... .

الراهب الفرنسيسكاني

الأب سيبستيان

اورشليم – بيت لحم

29.11.2008