الارض المقدسة

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف بغديدا هذا اليوم

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

الأب سيباستيان  ..   الارض المقدسة 

 

أورشليم  –كنيسة القيامة     المسيح قام ... حقا قام

احتفلت الكنيسة الأورشليمية بعيد الفصح (عيد القيامة) وترأس الأحتفال سيادة غبطة البطريرك اللآتيني فؤاد الطوال، وبدأ الأحتفال بالعشية الفصحية يوم السبت المقدس صباحا، وكان المفروض أن يقام هذا القداس ساعات المساء المتأخرة لكن بسبب الأوضاع القائمة داخل كنيسة القيامة من ايام الأتراك، حيث وضعوا نظاما قائما لدى الطوائف الثلاث الرئيسية التي تقوم كل كنيسة بتحضيراتها الخاصة، لهذا التي يُحتفل بها في القبر المقدس منذ ساعات الصباح الباكر، احتراما للنظام القائم "الستاتو كوو" المتبع في الأماكن المقدسة من ايام الحكم التركي، حيث لا أحد يقدر ان يغير شيئا أطلاقا..!!! وقد تتابعت هذه الأحتفالات الفصحية على مدار الأربع والعشرين ساعة، داخل كنيسة القيامة.  وشارك في الأحتفال جمع غفير من الكهنة والرهبان والمؤمنين الحاضرين في الأرض المقدسة .  وفي ساعات الظهر يوم السبت اقيمت الدورة الأحتفالية من قبل غبطة البطريرك وبمشاركة الرهبان الفرنسيسكان والأكليريكيين من البطريركية نفسها في الكنيسة مع صلاة الغروب وصلاة الصبح في تمام الساعة الثانية عشرة صباحا (ليلا).

وفي الصباح التالي يوم الأحد (أحد القيامة)، ترأس غبطته القداس الألهي داخل الكنيسة وبمشاركة عدد محدود من الكهنة لا يتعدوا الخمسين لأسباب خاصة وبعد القداس بدأت كذلك الدورة حول القبر المقدس وبترتيل الأناجيل الأربعة التي تروي حادثة قيامة الرب، من قبل اربع شمامسة انجيليين من الرهبان الفرنسيسكان.  وقد تزامن احتفالاتنا الفصحية باحتفال الاخوة الأرثودوكس بعيد دخول المسيح الى أورشليم (عيد الشعانين) أقباطا ويونان وروم وأرمن.  وقام الأخوة المؤمنين المتواجدين من الأقباط، بالتعبير بفرحهم خلال قراءة كل انجيل مصحوبة بزغايطهم التقليدية مظهرين حرارة الشركة في الصلاة مع غبطة البطريرك، الذي لم يكن من السهل عليه التقدم بين كل شبر الا وأمتدت يداهم للمس سيادته لنيل البركته.

من ناحية أخرى، أحتفل السريان الأرثوذوكس بعيد الشعانين في المكان الخاص بهم، وكذلك الأرمن الأرثوذكس في شرفتهم التي تقع في الجانب الأعلى من البازيليكا. أما الروم الأرثوذكس، فقد أقاموا احتفالاتهم بعيد أحد الشعانين في امام القبر "الكاثوليكون"، على صوت الأرغن الفرنسيسكاني الذي يغطي كل الأحتفالات للطوائف الخرى بصوته العالي.

أن سر القيامة التي عبر السيد المسيح فيهاعن وحدةعمله الفدائي كانت عشية موته، في العشاء الأخير حيث رسم الذبيحة الأفخارستية والكهنوت المسيحي، فقدم لنا شرابا دمه المهراق لمغفرة الخطايا، وعربونا للعهد الجديد الأبدي (موت- قيامة).  ولذا فأننا، خصوصا بتناول القربان سريا وروحيا، نستطيع الدخول في سر المسيح المائت والممجد، المرفوع على الصليب والمرفوع الى المجد: " اما كان ينبغي للمسيح أن يعاني تلك الآلامن فيدخل في مجده!" (لوقا 26.24)

المسيح قام ... حقا قام

وكل عام وانتم بألف خير... الراهب الفرنسيسكاني الأب سيباستيان أقليميس

2009.4.12

 

 

 

 

أسبوع الآلام – الجمعة العظيمة في أورشليم

"كنيسة القيامة"

أقام سيادة غبطة البطريرك الأورشلمي اللاتيني فؤاد الطوال،  قداسا على جبل الجلجلة السابق تقديسه وبهذا تبدأ رتبة آلام الرب في هذا المكان المقدس حيث يتبرك المؤمنون من خشب الصليب المقدس الموجودة داخل الصليب الذهبي الذي كان يرفع سيادته، وبعد المناولة سار الجميع بصمت حزنا على الام المسيح.  وبعد ذلك اقامت كل الطوائف الكاثوليكية رياضة درب الصليب في شوارع القدس القديمة حيث المسيح وهو حاملا صليبه سار ما بين جمهور يحزن اليه واخر يستهزىء به. وهذه الرياضة اتت من القدم حوالي القرن الثاني عشر من اسبانيا وبعدها الى ايطاليا والأخيرة حملتها الى الأرض المقدسة.  في يوم الجمعة، جمعة الآلام ، الجمعة الحزينة  تسير أقدامنا على خطى أقدام الرب في هذا الطريق الذي وحده يحملنا الى الخلاص.  وأقام الرهبان الفرنسيسكان في مساء الجمعة الساعة الثامنة بتوقيت القدس، رتبة جناز المسيح، حيث حضر هذا الأحتفال المهيب جمع غفير من الحاضرين من كهنة، رهبان، راهبات، سواح وحجاج.... وفي هذه الليتورجية تكرم الكنيسة سر مذلة الله وتواضعه الخلاصي للبشرية جمعاء. وهلموا جميعا كي نغوص في التأمل في السر العظيم حتى نولد من جديد.

في يوم الجمعة العظيمة، يحدث حدادا تاما، ويصل الصمت حتى الى الأجراس.  فلسنا فقط اما صمت تجاه شخص نتعاطف معه، بل اى صمت الدهشة والذهول.  لا تستيطيع الكلمات ان تعبر فيحل محلها الصمت.  لكن لماذا الصمت؟  بسبب مأساوية هذا الحدث الذي انطبع به تأريخ كل الخليقة حتى نهاية الأزمنة.  فالصمت وحده يليق أمام خطورة هذا الحدث: الله نفسه خضع للموت.  والحال، الله والموت هما متناقضان كالماء والنار: اما النار تنطفيء او المياه تتبخر.  أن اله الحياة لا يستطيع ان يبقى خاضعا للموت، ومع ذلك فأله الحياة سلم نفسه للموت في شخص يسوع المسيح  " قاسمنا ضعفنا، تجرد وصار خادما، تنازل، عذب، احتقر، طعن بحربة وصار طائعا حتى الموت ".  هذا ما تقوله قراءآت اسبوع الآلام،  في الحقيقة اخذ ابن الله الأزلي كل شيء، حتى ما يعارض شخصيته وكيانه معارضة تامة، اخذ الموت المشين حين حكم عليه كمجرم وهو البراءة بالذات.

ففي صلاتنا الصامتة امام المسيح الذي جلد وعذب، نتذكر كل ضحايا العنف والتعذيب.  امام السميح الذي خانوه واتهموه وعذبوه، نحمل بكاء الأبرياء الذين يعيشون في السجون، الم الشعوب المتروكة فريسة الشقاء والجوع.  امام المسيح الذي نزل عن الصليب كخرق بالية، نتذكر كل شخص وضع في قبر، فترك الألم في عيالنا وجماعتنا وأقاربنا.  من على الصليب وحيدا يصرخ يسوع ويقول: " الهي، الهي لماذا تركتني "، وما زالت صرخة يسوع تجر كل الذين روأو في هذا الأنسان مرسل الله مرسل الله. كيف احس بهذه العاطفة ساعة الموت، هو الذي وعى رسالته وعيا تاما!  تللك كانت الآية الأولى من مزمور22 " "  ولكن النهاية كانت مفتوحة على الرجاء: " سأبشر بأسمك اخوتي، وأعلن اسمك في الجماعة العظيمة ".  ولكن يبقى ان يسوع عرف ضيق الظلمة والموت والعزل.  صلب، ترك، ومع ذلك ظل متحدا بالبشر حتى الموت.  أخذ موته فأخذ في الوقت عينه موتنا، فلم يعد في الأنسان شيء غريب عن الله، حتى الألم والموت.... لا بل القيامة والحياة.

وكل عام وانتم بخير

الراهب الفرنسيسكاني   الأب سيباستيان اقليميس   اورشليم – القدس 2009.4.11  

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أورشليم مدينة السلام...!  خميس الفصح – العشاء الأخير (عشاء الرب)

أحتفلت كنيسة أورشليم في القدس بخميس الفصح، عيد تأسيس الأسرار المقدسة وقد ترأس الأحتفال بالذبيحة الألهية غبطة البطريرك فؤاد الطوال مع جمع غفير من الآباء الكهنة الذين تقاسموا الذبيحة معه وتجديد مواعيد الكهنوت بمعية ابناء الرعية والحجاج الموجودين في الأرض المقدسة ليحضروا ويتباركوا من اعياد الفصح والقيامة.  وتبدأ الكنيسة بهذا القداس االثلاثية الفصحية وتقصد من خلالها ألأحتفال بذكرى العشاء الأخير الذي لما احب الرب يسوع خاصته الذين كانوا في العالم الى اقصى الحدود، في الليلة التي كان سيسلم فيها، قدم الى الله الآب جسده في شكلي الخبز والخمر الذين قدمهما للتلاميذ لكي يقبلوهما وأمرهم مع اتباعهم أن يقدموها في الكهنوت.  هذا القداس من المفروض ان يجري في ساعات المساء، ولكن كنيسة القدس تحتفل به في الصباح وذلك للضرورة الرعوية وللنظام القائم بين الطوائف من زمن الأتراك، فلا يمكن تغييره...!

في هذا القداس يجري ذكرى تاسيس الأفخارستيا، وغسل الأرجل، ارجل التلاميذ على مثال الذي قام به السيد المسيح عندما غسل اقدام تلاميذه، وقال لهم: المعلم يجب ان يخدم لا ليخدم وانتم يجب ان تكونوا كذلك...  وايضا يتضمن القداس مباركة الزيوت (الميرون، التثبيت ومسحة المرضى) ويجدد الكهنة نذورهم الكهنوتية.  وبأستطاعة الكهنة الأشتراك بالذبيحة الألهية حتى ولو اضطروا لأقامة قداس آخر لمنفعة المؤمنين.  وبهذا القداس طابعه الخاص لأنه يتم في موقع موت وقيامة الرب.  بهذا تشع وحدة السر الفصحي والعلاقة بين مائدة الرب والتضحية على الصليب والتي سيتم الأحتفال بها على الجلجلة في اليوم التالي، اي صباح يوم الجمعة.  ويتم التاكيد على هذه العلاقة مرة أخرى بالتطواف الأحتفالي بسر القربان ثلاث مرات حول القبر المقدس حيث يشمل في الثالثة ايضا حجر التحنيط مرورا بالجلجلة.  ومن ثم يوضع القربان في بيت القربان الأقدس الموضوع فوق قبر الرب المقدس.  بهذا نفهم بأن المسيح لا يرقد في القبر بل ان الرب الذي اضحى طعاما يحيا دوما مح احبائه ويقبل تضحية الصلاة والتسبيح التي يقدمونها.  ويرتدي غبطة البطريرك والكهنة المرافقة له والشمامسة والخدام الحلل بيضاء اللون في كنيسة الظهور.  وينطلق الأحتفال من كنيسة الظهور الى موضع القبر المقدس، وفي تلك الأثناء يتم انشاد اناشيد الدخول وترانيم اخرى للدورة حول القبر وبعدها يعطي غبطة البطريرك البركة النهائية للجميع ومنها يبدأ الصمت الحزين وبداية الآم المسيح.  وفي المساء يقوم الرهبان الفرنسيسكان بأقامة ساعة سجود في كنيسة الجسمانية (بستان الزيتون) حيث المسيح كان يرتد دائما في الصلاة مع تلاميذه وفي هذا المكان بالذات غدر به احد تلاميذه المدعو يهوذا الأسخريوطي الذي باع وسلم معلمه، الدم البار بكمية من الفضة الى اليهود وبدورهم اسلموه الى بيلاطس كي يصلب.  وبعد ذلك يقوم الجميع بالمسيرة  بميسرة خارج القدس القديمة من بستان الزيتون الى كنيسة صياح الديك، دير صياح الديك الذي يملكه الآباء الصعوديون، حيث انكر بطرس السيد المسيح ثلاث مرات قبل ان يصيح الديك مرتين، حتى يتحقق ما قاله الرب لبطرس خلال العشاء الفصحي الذي اقامه مع التلاميذ. وهناك تقام صلاة جماعية وفردية وتأملات شخصية.

˝اللهم، يا من دعوتنا الى هذا العشاء السامي القداسة، الذي أودع فيه ابنك الوحيد الكنيسة، قبل ان يسلم الى الموت، وليمة حبة الكريمة، ذبيحة العهد الجديد الأبدي، هب لنا ان نستمد من احتفالنا بهذا السر العظيم، ملْ المحبة والحياة.  برينا يسوع ابنك الأله الحي والمالك معك ومع الروح القدس الى دهر الداهرين.˝

وكل عام وانتم بخير... الراهب الفرنسيسكاني   الأب سيباستيان اقليميس   أورشليم – القدس2009.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

رسالة الأرض المقدسة       يوم عيد الشعانين

أوشعنا لابن داؤد...أوشعنا الآتي باسم الرب

ستضطرب اورشليم باجمعها اليوم ، كما اضربت اكثر من الفي سنة مضت في هذا اليوم: يوم الاحد يوم عيد الشعانينوقد احتفل غبطة البطريرك بالقداس الأحتفالي بهذه المناسبة في كنيسة القيامة مقابل القبر المقدس حيث تتخلل في الذبيحة الألهية الدورة التقليدية الثلاثية الخاصة حول القبر المقدس والجميع يلوحون باغصانهم وينشدون تراتيل النصر للمسيح الرب بدخوله أورشليم، بعد تبريكها من قبل غبطة البطريرك، وبعد ذلك تبدأ ليتورجية الآلام بقراآة العهد القديم والجديد وقراءة انجيل الآلام بالكامل لاحد الأنجيليين حسب السنة الجارية طبقا للطقس اللاتيني.  اليوم ايها الآخوة...  اليوم لهو عيد اغصان الزيتون وعيد سعف النخيل، تفرح جميعها بخالقها البار، في هذا اليوم العظيم، عيد أغصان الزيتون وسعف النخيل تتمايج في الهواء الطلق فرحا وسرورا،  يوم دخول الملك الأعظم يسوع المسيح ظافرا ومنتصرا على اعداء الحق، اعداء الله الحي، الله الذي تجلى بكماله في شخص يسوع المسيح ملك الكون،  اولئك الخصوم الذين كانوا يحسبون انفسهم بان لهم عيون ويبصروا ولهم آذان ويسمعوا، ويا للاسف منهم يعيشون الى حد الآن في الألفية الثلاثة.   في هذا  اليوم يحتفل كافة المسيحيين بذكرى دخول المسيح اورشليم حيث اخذ بالسير،  ابن الله الحي،  راكبا اتنان باتجاه بيت ابيه هيكل سليمان وبجموع معه تحتشد شمالا وجنوبا ويسارا ويمينا بقدومه راجين منه بصيصا من الأمل الذي ربما سيجلب السلام في قلوبهم ليس بحسب ارادته لا بل بحسب ارادتهم الدنيوية.  لهذا انقلب فرحهم به الى حمله الصليب.   وها هي جموع غفيرة في الساعة الثانية والنصف ظهرا تجتمع اليوم من كل ارجاء المعمورة في احد اديرة حراسة الأراضي المقدسة على جبل الزيتون التابع للرهبان الفرنسيسكان  (بيت فاجي)،  اولائك الذين  ضحوا بانفسهم واستشهدوا حتى يحافظوا على كل الأمان المقدسة التي زارها يسوع وترك فيها بصمته الألهية،  فلنطلب من قديسنا العظيم مار فرنسيس الأسيزي الشفاعة ونصلي من اجلهم امواتا واحياءا.  لقد شيدت هذه الكنيسة في القرن الرابع تذكارا للقاء مريم ومرتا بيسوع، عندما جاء يسوع ليقيم العازر من الموت.  وبالفعل كانت طريق اريحا تمر من هذه المنطقة.  اما في القرن الثاني عشر فقد حدد المكان حيث ركب يسوع على ظهر الحمار، وبالتالي من هنا بداية التطواف (دورة) احد الشعانين.  وما زال هذا التقليد قائم الى حد ايامنا هذه وينتهي بكنيسة القديسة حنة ويواكيم  والدون القديسة مريم العذراء وهذا الدير يسمى من قبل المسلمين (بالصلاحية) نسبة الى صلاح الدين الأيوبي الذي دمر وخرب اغلب الكنائس في فلسطين وحول بعضها الى جوامع. 

يتقدم هذا الموكب الكبير والعظيم غبطة البطريرك اللاتيني فؤاد الطوال ويصاحبه حارس الأراضي المقدسةالأب بيرباتيستابتساباله والقاصد الرسولي المعتمد في الأرض المقدسة من قبل الفلسطينيين والأسرائليين على السواء، وبمعيتهم اصحاب السيادة : مطارين ، الآباء الكهنة ، الرهبان ، الراهبات والسلطات المدنية والعسكرية التابعة للحكومة الأسرائلية بجيباتهم وبحمايتهم العسكرية للحفاظ على النظام ونجاح المسيرة.  ويمر الموكب بعدد من الأماكن المهمة التي عاش وعلم فيها يسوع تلاميذه منها: كنيسة ابانا الذي،  كنيسة الصعود، وبعدها يبدأ الموكب بالنزول من جبل الزيتون ويمر بجنب كنيسة المبكى الى اليمين والى اليسار نشاهد مقبرة اليهود.  في هذا الدير التابع للرهبان الفرنسيسكان الذي يسمى مبكى الرب حيث بكى الرب يسوع على اورشليم، وقد شيدت الكنيسة سنة 1955 فوق كنيسة بيزنطية ترقى الى القرن الخامس، اذ ما تزال جدرانها وكذلك الفسيفساء في ارضها محفوظة حتى اليوم.  وفي نفس الدير تم اكتشاف مقبرة، ذات اهمية قصوى في البستان، من العهد اليهودي – المسيحي: ومن الممكن رؤية بعض المقابر والذخائر او المعاضم.  واذا وقفنا امام الكنيسة ووجهنا الى البلدة القديمة ، نستطيع ان نتخيل المسيح في ذلك المشهد البديع: ( وحينما اقترب من المدينة، فرآها ، بكى عليها قائلا: انك لو علمت انت ايضا حتى في يومك هذا ما هو لسلامك.  ولكن الان قد اخفي عن عينيك.  فانه ستاتي ايام ويحيط بك اعدائك بمترسة، ويحدقون بك ويحاصرونك من كل جهة، ويهدمونك وبنيك فيك،  ولا يتركون فيك حجرا على حجر، لانك لم تعرفي زمان افتقادك). ( لوقا19.  41-44)

ومن بعد هذا تمر المسيرة نازلا باتجاه وادي قدرون او وادي يوشافاط (الله يحكم)، حيث تكون الدينونة الأخيرة مارين الى اليسار ببستان الزيتون والى اليمين بقبر العذراء مريم والأخير اخذ من الفرنسيسكان من قبل اخوتنا الأرثودوكس ايام الأتراك وهم بدورهم رفضوا اقامة الصلوات فيه احتجاجا لهذا السبب.  وبعد ذلك يستمر الموكب بالمسيرة صاعدا مرة ثانية باتجاه باب الأسباط او باب القديس استيفانوس اول الشهداء الذي نرى ذكراه الى يسار الموكب قبل الدخول الى البلدة القديمة وهذا الدير يملكه اليونان.  وبعد الوصول الى باب الأسباط تبدأ الجموع بالأنشاد والرقص : اوشعنا اوشعنا لأبن داؤد... باغصانهم الزيتونية وسعفاتهم النخلية يلوحونها بالهواء يمينا وشمالا.  واخيرا نصل الى كنيسة القديسة حنة ويواكيم حيث يملكه هذا الدير الأباء الفرنسيين الذين يسمونهم الأباء البيض وبعد ذلك يلقي غبطة البطريرك كلمته الرعوية عل مسامع الجميع وينهيها بالبركة الأحتفالية الأبوية، وهكذا تنتهي احتفالاتنا نحن المسيحيين في مساء هذا الأحد ليبدأ اسبوع الصوم والصلاة والتوبة.  واتمنى للجميع صوم مقبول، وكل عام وانتم بخير...

أوشعنا اوشعنا لأبن داؤد... أوشعنا للآتي باسم الرب...

 هليلويا ...هليلويا... هليلويا...

الراهب الفرنسيسكاني

الأب سيباستيان

أورشليم – القدس

2009.4.5

 

حج فرنسيسكاني الى بيت فاجي

يقيم الرهبان الفرنسيكان وخاصة في هذا الزمن المقدس الاربعيني للصوم بالحج الأديرة الموجودة المدينة التابعة للحراسة،  وفي هذا اليوم ، يوم االسبت ماقبل عيد الشعانين يحج الرهبان الفرنسيسكان الى بيت فاجي للمشاركة في الذبيحة الالهية التي ستقام في هذا الدير المطل على جبل الزيتون وموقعه داخل القدس يعني داخل الأراضي الأسرائيلية اي داخل الجدار العازل عن الضفة الغربية.   ومن هذا الدير غدا سيتم اضخم دورة تشهدها الاراضي المقدسة في فلسطين الا وهي دور الشعانين التي تبدأ من هذا الدير وتنتهي في دير القديسة حنة ويواكيم والدون القديسة العذراء مريم وبالضبط بجنب بركة حسدا التي فيها تمت معجزة شفاء المقعد الذي شفاه يسوع عند تواجده في الهيكل، هذا الدير تابع لاباء البيض الفرنسيين.  وكما هي العادة السنوية يبدأ التتطواف في تمام الساعة الثانية والنصف من بيت فاجي الى الشرق من القدي حيث يتقدم الموكب الفرق الكشافية وطلاب المدارس والشبيبات والمؤمنون من مختلف الرعايا في الأرض المقدسة. ويتقدم الموكب بالطبع سيادة البطريرك فؤاد الطوال الرئيس العام لحراسة الأراضي المقدسة وغيرهم المطارين الرهبان الراهبات. وغدا سنوافيكم بكل التفاصيل لهذا العيد العظيم، عيد دخول المسيح ظافرا الى اورشليم: أوشعنا الآتي باسم الرب ، أوشعنا بأبن داؤد...هليلويا هليلويا هليلويا.

وكل عام وانتم بخير       الراهب الفرنسيسكاني   الأب سيباستيان

4.4.2009 اورشليم- القدس

 

أورشليم - القدس ( كنيسة القيامة - والقبر المقدس)

مقدمة :

يقدّم لنا الإنجيليون المعلومات التّالية عن موضع الجلجلة. كان مكانا قريبا جدا من مدخل المدينة ويقع على طريق يرتادها الناس بكثرة غير بعيد عن حديقة كان فيها قبر جديد.

ويقول الإنجيل أيضا أنّ المكان كان يدعى الجمجمة (بالآرامية جلجثة). والاسم يقدّم لنا أحد تفسيرين. الأول أن الموقع كان مكان إعدام للمجرمين وسمي بالجمجمة بسبب جماجم القتلى. والثاني بكل بساطة لأنّ التلّ يشبه شكل الجمجمة أو الرأس البشري. .

نظرة على التاريخ :

كان موقع صلب يسوع ودفنه مكرّمين دون انقطاع منذ أوائل الزمان من قبل الجماعة المسيحية المقيمة في القدس. وكان اليهود من جهتهم يهتمون جدا بقبور الشخصيات الهامة.

بين عامي ٤١ و٤٤ بني السور الثالث الذي شمل ضمن حدود المدينة أيضا موضع الجلجلة. بعد القضاء على الثورة اليهودية عام ١٣٥ م.، عانت القدس من تغيير جذري، فقد طُرد اليهود والسامريون والمسيحيون ومنعوا من العودة. وعقد أدريانوس العزم على مسح كلّ ذكر للديانة اليهودية التي كانت تثير الشغب والثورات. فدمر كلّ أماكن العبادة. لكن الخبرة الدينية المرتبطة بتلك الأماكن كانت متأصلة وجذرية ولم يكن من السهل محوها.

كان موت يسوع موضوعا للتأمّلات منذ أوّل الأزمان. وسرعان ما برزت الكتابات التي حاولت إظهار كيف أن هذا الموت حقّق الفداء للعالم. أجمع من هذه الكتابات «مغارة الكنوز» و«صراع آدم» و«إنجيل برتلماوس» وغيرها. وجُعلت الجلجلة في مركز هذه القصص ووضعوا هناك آدم أيضا وحياة التوبة التي عاشها بعد طرده من الجنة ومن ثمّ موته.

تحت الجلجلة إلى الجانب الشرقي منها نجد مغارة يعتقد الكتّاب أنّها موضع قبر آدم. وأشير إليها أيضا على أنّها موضع الجحيم الذي نزل إليه يسوع بعد موته ليحرر الأنفس. هذه الأفكار التي حامت حول موضع الجلجلة تعود لليهود المتنصرين. ومن ثمّ قام أدريانوس ببناء قبة على ستّة أعمدة فوق الجلجلة وكرسها لڤينوس عشتار (وهي الآلهة التي نزلت إلى الجحيم للبحث عن الإله تموز لتحرره) في محاولة منه للقضاء على فكرة نزول المسيح إلى الجحيم في هذا الموضع بالذات.

كانت المغارة موضع زيارة منذ القرن الخامس كما يشهد على ذلك الحاج روفينو الذي توفي عام ٤١٠. وبنى أدريانوس فوق القبر هيكلا آخرا للآلهة الوثنية.

ولم يتبقّ في القدس سوى جماعة مسيحيّة من أصل وثني نعرف منها اسم مطرانها مرقص. رغم أنّها كانت تكرم أماكن مقدسة كثيرة لكن هذه الجماعة لم تفكر في تبديل موضع قبر المسيح وذلك لأنها كانت تكرم تلك التي غطتها في ذلك الحين هياكل أدريانوس وبقيت تلك الذكرى إلى وقت قسطنطين.

خلال عقد المجمع المسكوني الأول (نيقيا ٣٢٥) دعا أسقف القدس مكاريوس الإمبراطور قسطنطين إلى تدمير الهيكل الوثني في المدينة المقدسة للبحث عن قبر المسيح. وهكذا فإن الهيكل الذي كان يهدف إلى القضاء على موقع القبر أدّى في حقيقة الأمر إلى الحفاظ عليه. ولم يبن قسطنطين شيئا فوق الجلجلة. في القرن الثامن فقط تمّ بناء كنيسة سميت كنيسة الجلجلة. أمّا القبر المقدس فنظف من الأتربة وبنى قسطنطين فوقه بازيليك القيامة وقد باشرت الأعمال أمه القديسة هيلانة.

أضر الغزو الفارسي عام ٦١٤ م. كثيرا بالأماكن المقدسة التي أعاد موديستو الناسك والذي صار فيما بعد بطريركا للقدس إصلاحها وترميمها. يذكر الحاج أركولفو الذي زار القدس عام ٦٧٠ م.، أي بعد دخول العرب إلى المدينة، كيف أن الحجر الذي سدّ به باب القبر قد تحطم أجزاء كثيرة إثر الغزو الفارسي. وقد بنيت فوق الجلجة كنيسة وكرست المغارة تحت الجلجلة لآدم وراح يصور لنا بتعابيره الرائعة كيف مدّد إبراهيم ابنه اسحق على خشبة ليذبحه تقدمة للرب.

لم يمس الفتح العربي عام ٦٣٨ القبر المقدس بسوء وتمتع المسيحيون بالحرية الدينية التي كانت تتخللها بعض أعمال العنف. أما عام ١٠٠٩ فقد أمر السلطان الحاكم بأمر الله بتدمير كنيسة القيامة. عام ١٠٤٨ نال الإمبراطور البيزنطي الإذن بإجراء بعض التصليحات.

في ١٥ تموز (يوليو) ١٠٩٩ دخل الصليبيون مدينة القدس وقرروا إعادة بناء الكنائس القديمة المتهدمة بل وإنشاء مبنى ضخم يحوي داخله جميع الأبنية الأساسية وهي موضع موت (الجلجة) وقيامة (القبر) يسوع المسيح.

عام ١٨٠٨ شبّ حريق ودمّر القبة تماما فأصلحها الروم بإذن من الحاكم التركي فبنيت بشكلها الذي نراه اليوم. هدد زلزال عام ١٩٢٧ قبة الكنيسة الأرثوذكسية الكاثوليكون بالدمار ولما لم يستطع الحاكم الإنجليزي الحصول على موافقة الطوائف الثلاث التي ترعى الكنيسة قام بإجراء بعض أعمال التقوية والدعم التي لم ترتكز على أساس جيد.

في كانون أول (ديسمبر) عام ١٩٩٤ اتفق رؤساء الطوائف الثلاث على القيام بأعمال الترميم في القبة التي فوق القبر المقدس. أعدّ التصاميم الفنان الأمريكي آرا نورمارت، وقد تولّت «البعثة البابوية في سبيل فلسطين» الاشراف على الأعمال حيث حازت على ثقة الطوائف الثلاث بفضل عدم محاباتها واحترامها للجميع.

الرسم يمثل الشمس التي تسطع في منتصف القبة من الفتحة التي في القمة ونبع عنها اثنا عشر شعاعا، والدلالة واضحة إلى يسوع القائم كبزوغ فجر يوم جديد وإلى الاثني عشر رسولا: إشعاع الإيمان في الأرض. وقد تم تدشين القبة في احتفال مهيب في الثاني من شهر كانون الثاني (يناير) عام ١٩٩٧.

 

زيارة البازيليك :

١. عندما نقف في الباحة في مواجهة الكنيسة، نجد إلى اليمين دير مار إبراهيم للروم الأرثوذكس وقد سمي بهذا الاسم تيمنا بالتقليد المسيحي الذي يقول بأن أبانا إبراهيم جاء إلى هذه الصخرة يقدّم ابنه ذبيحة. نجد في الكنيسة مذبحا وشجرة زيتون علق الجدي بفروعها. يمكن زيارة البئر العظيمة تحت الدير والتي تبدو كنيسة تحت الأرض.  وهناك إلى اليمين كنيسة مار يعقوب للأرمن والقديس ميخائيل للأقباط. إلى اليسار هناك ثلاث كنائس مكرسة للقديس يعقوب والقديس يوحنا والشهداء الأربعين.

٢. الواجهة. يسيطر عليها برج الأجراس الصليبي وقد تهدم الجزء العلوي منه في القرن السادس عشر واستبدل في القرن التالي بغطاء من القرميد (الطوب). واستبدلت الأجراس الصليبية التي فككها صلاح الدين وذوبها بأجراس أخرى في القرن الماضي. تقدم لنا الواجهة التي بناها الصليبيون مدخلين سدّ أحدهما في أيام صلاح الدين. كانت البازيليك حتى بداية القرن الماضي تفتح أبوابها في الأعياد الاحتفالية فقط، أما اليوم فهي مفتوحة كل يوم.

٣. كنيسة الإفرنج - الدرج الذي إلى اليمين قبل الدخول إلى الكنيسة يؤدي بنا إلى معبد «سيدة الأوجاع» ويقال له أيضا كنيسة الإفرنج وهي للآباء الفرنسيسكان الذين يحتفلون فيها بالقداس الإلهي كل يوم. تحت هذه الكنيسة تقوم كنيسة أخرى مكرسة للقديسة مريم المصرية.

٤. الجلجلة - عند دخولنا بازيليك القيامة نجد إلى اليمين سلما يحملنا إلى كنيسة الجلجلة على ارتفاع خمسة أمتار عن أرض الكنيسة. وتنقسم إلى كنيستين صغيرتين. الأولى وتدعى كنيسة الصلب، نجد فيها المرحلتين العاشرة (تعرية يسوع من ثيابه) والحادية عشرة (صلب يسوع).

فوق الهيكل الذي في صدر الكنيسة نجد فسيفساء تمثل مشهد الصلب. إلى اليمين نافذة كانت المدخل المباشر إلى الجلجة أيام الصليبيين. حول هذه النافذة نجد فسيفساء تمثل ذبيحة اسحق.
يفصل هذه الكنيسة عن كنيسة الجلجلة هيكل صغير للعذراء أم الأوجاع وعمودان ضخمان. في واجهة الكنيسة هيكل وفوقه صورة ليسوع المصلوب وعلى جانبيه القديس يوحنا والعذراء أمّه. وتحت الهيكل نجد قرصا مفتوحا يشير إلى الموقع حيث وضع صليب يسوع. وتسمح لنا الفتحة بإدخال اليد ولمس الصخرة مباشرة. يذكر هذا الموقع المرحلة الثانية عشرة من درب الصليب.

مرقص ١٥، ٣٣
ولمّا كان الظهر، خيّم الظلام على الأرض كلّها حتّى الساعة الثالثة. وفي الساعة الثالثة صرخ يسوع صرخة شديدة قال: «إلوي، إلوي، لمّا شبقتني؟» أي: إلهي إلهي، لماذا تركتني؟ فسمع بعض الحاضرين فقالوا: «ها إنّه يدعو إيليا!» فأسرع بعضهم إلى إسفنجة وبللها بالخل وجعلها على طرف قصبة وسقاه، وهو يقول: «دعونا ننظر هل يأتي إيليا فينزله. وصرخ يسوع صرخة شديدة ولفظ الروح.

فانشقّ حجاب المقدس شطرين من الأعلى إلى الأسفل. فلمّا رأى قائد المائة الواقف تجاهه أنّه لفظ الروح هكذا، قال: «كان هذا الرجل ابن الله حقّا!».

٥. حجر الطيب ننزل من كنيسة الجلجلة عن طريق الدرج المقابل. وعندما نبلغ أرض الكنيسة نلتفت إلى اليسار فيواجهنا حجر من الجير الأحمر مزين بالشمعدانات والمصابيح. هذا الحجر مقام لذكرى ما ورد في إنجيل يوحنا بعد موت المسيح.

يوحنا ١٩، ٣٨
وبعد ذلك جاء يوسف الرامي، وكان تلميذا ليسوع يخفي أمره خوفا من اليهود، فسأل بيلاطس أن يأخذ جثمان يسوع، فأذن له بيلاطس. فجاء فأخذ جثمانه. وجاء نيقوديموس أيضا، وهو الذي ذهب إلى يسوع ليلا من قبل، وكان معه خليط من المرّ والعود مقداره نحو مائة درهم. فحملوا جثمان يسوع ولفّوه بلفائف مع الطيب، كما جرت عادة اليهود في دفن موتاهم.

٦. حجر الثلاث مريمات - نتابع سيرنا نحو الفسيفساء الضخم الذي على الواجهة حيث نجد بالقرب منه سلّما صغيرا يؤدي إلى دير الأرمن حيث هناك قبّة صغيرة تغطي حجرا مستديرا هو حجر الثلاث مريمات الذي أقيم لذكرى المريمات اللواتي ساعدن يسوع المحتضر. متى ٢٧، ٥٥ وكان هناك كثير من النساء ينظرن عن بعد، وهنّ اللواتي تبعن يسوع من الجليل ليخدمنه، منهنّ مريم المجدلية ومريم أمّ يعقوب ويوسف، وأمّ ابني زبدى.

نسير إلى اليمين ونمرّ بين عمودين ضخمين فنبلغ إلى قبة القبر المقدس وتُدعى (ANASTASI). بناؤها الأساسي يعود إلى حقبة قسطنطين وتعرضت على مر الأجيال للعديد من أعمال الترميم. انتهى العمل في ترميم القبة فوق القبر عام ١٩٩٧.

٧. قبر الخلاص - يقوم القبر في منتصف البناء تزينه الشمعدانات الضخمة. دمرت القبة بسبب حريق شب عام ١٨٠٨ وأعاد الروم بناءه عام ١٨١٠. هذا هو موقع المرحلة الرابعة عشرة من مراحل درب الصليب حيث وضع يسوع في القبر.

يوحنا ١٩، ٤١
وكان في الموضع الذي صلب فيه بستان، وفي البستان قبر جديد لم يكن قد وضع فيه أحد. وكان القبر قريبا فوضعوا فيه يسوع بسبب تهيئة السبت عند اليهود.

ينقسم البناء من الداخل إلى غرفتين، الغرفة الخارجية عبارة عن دهليز لإعداد الميت ويقال لها كنيسة الملاك. أما المدخل الصغير المغطّى بالرخام فهو الباب الحقيقي للقبر الأصلي والذي تمّ إغلاقه بحجر إثر موت المسيح كما يقول الإنجيل.

متى ٢٨، ١-٦
-
ولما انقضى السبت وطلع فجر يوم الأحد، جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى تنظران القبر. فإذا زلزال شديد قد حدث. ذلك بأنّ ملاك الربّ نزل من السماء وجاء إلى الحجر فدحرجه وجلس عليه. وكان منظره كالبرق ولباسه أبيض كالثلج. فارتعد الحرس خوفا منه وصاروا كالأموات. فقال الملاك للمرأتين: «لا تخافا أنتما. أنا أعلم أنكما تطلبان يسوع المصلوب. إنّه ليس ههنا، فقد قام كما قال. تعاليا فانظرا الموضع الذي كان قد وُضع فيه.

في وسط الدهليز نجد عمودا قصيرا يحمي تحت الزجاج قطعة أصلية من الحجر المستدير الذي سدّ باب القبر. ويقودنا إلى القبر باب ضيق. فنجد إلى اليمين مقعدا من الرخام يغطي الصخرة الأصلية التي وضع عليها جسد يسوع من مساء الجمعة وحتّى صباح الفصح.


٨. خورس الروم الأرثوذكس ويقع مقابل القبر المقدس ويحتل الجزء المركزي من البازيليك كلها. وكان في الماضي خورس الآباء القانونيين أيّام الصليبيين. وعثر تحته على المارتيريون الذي

٩. كنيسة الأقباط - تقع خلف القبر المقدس في مؤخرته حيث حفر فيه هيكل. كانت أيّام الصليبيين هيكلا للرعية أمّا اليوم فيحتفل فيه الأقباط بليت

١٠. كنيسة السريان الأرثوذكس - في آخر الرواق مقابل هيكل الأقباط هنالك ممر ضيق بين العمودين يؤدي بنا إلى قبر محفور في الصخر يعود إلى أيّام المسيح. يدل هذا الأمر على أن المنطقة، التي ضمها السور الذي بني عام ٤٣-٤٧ فأصبحت جزءا من المدينة، كانت في حقيقة الأمر مقبرة. وكونها مقبرة لهو دليل قاطع على أنّها كانت أيام يسوع خارج سور المدينة بحسب رواية الأناجيل. ويسمى هذا القبر «قبر يوسف الرامي».

١١. كنيسة القربان الأقدس - إلى يمين الناظر إلى القبر المقدس، خلف العمدان نجد باحة هي موقع كنيسة ودير الآباء الفرنسيسكان. الهيكل الذي في ظهر العمود مقابل كرسي الاعتراف يحيي ذكرى ظهور القائم للمجدلية. أما في الواجهة فنجد بابا برونزيا يؤدي إلى كنيسة القربان الأقدس والتي تحيي ذكرى ظهور يسوع الفصحي للعذراء مريم. هذا الظهور لا نجد له ذكرا في النصوص الإنجيلية بل في الأناجيل المنحولة منها كتاب «قيامة المسيح» (من وضع برنابا الرسول) وغيره. في الجهة اليمنى نجد عمودا في الحائط يعتقد أنه جزء من العمود الذي جلد عليه يسوع.

 .
١٢ سجن المسيح -  نتابع زيارتنا للبازيليك وندخل في الرواق الذي إلى يسار الخارج من كنيسة القربان الأقدس خلف هيكل المجدلية. في نهاية الرواق نجد مغارة اعتاد تقليد من القرن السابع تسميتها باسم حبس المسيح حيث يقول التقليد أنهم سجنوا يسوع هناك ريثما أحضروا الصلبان المعدة للصلب.

١٣. بعد هذه المغارة نجد إلى اليسار ثلاثة هياكل. الأول يدعى كنيسة لونجينوس. ولونجينوس هذا هو الاسم التقليدي للجندي الذي أراد التحقق من موت يسوع فطعنه بحربة في جنبه فخرج لوقته دم وماء (يو ١٩، ٣٤) الهيكل الثاني سمي كنيسة إقتسام الثياب، وهي مقامة لذكرى ما ورد في إنجيل يوحنا حيث يقول: «وأمّا الجنود فبعدما صلبوا يسوع أخذوا ثيابه وجعلوها أربع حصص، لكل جندي حصة. وأخذوا القميص أيضا وكان غير مخيط، منسوجا كله من أعلاه إلى أسفله. فقال بعضهم لبعض: «لا نشقه، بل نقترع عليه، فنرى لمن يكون» (يوحنا ٢٣، ١٩)

١٤. كنيسة القديسة هيلانة - ننزل الدرج إلى يسارنا فنبلغ كنيسة القديسة هيلانة التي تحتوي عناصر هندسية بيزنطية. حيث كرس الهيكل الرئيسي للقديسة هيلانة أم الامبراطور قسطنطين وكرس الهيكل الذي إلى اليمين للقديس ديزما وهو اسم لص اليمين الذي صلب مع المسيح (لو ٢٣، ٤٣) .

وإلى اليمين نجد سلما آخر يؤدي بنا إلى مغارة «العثور على الصلبان». كان هذا المكان بئرا مهجورة من العصر الروماني وتقول رواية أوسيبيوس أن هيلانة أمرت بالتنقيب في المكان بحثا عن صليب يسوع فوجدت في هذه البئر الصلبان الثلاثة ومن بينها صليب يسوع.

١٦. «كنيسة الإهانات» - نعود إلى الدهليز الذي كنا فيه فنبلغ «كنيسة الإهانات» وهي المكان الذي يشير فيه التقليد إلى الإهانات التي وجهت ليسوع المصلوب.

مرقص ١٥، ٢٩
وكان المارّة يشتمونه ... وكذلك كان عظماء الكهنة والكتبة يسخرون فيقول بعضهم لبعض: «خلّص غيره من الناس، ولم يقدر أن يخلّص نفسه! فلينزل الآن المسيح ملك إسرائيل عن الصليب، لنرى ونؤمن».
على بعد بضع خطوات إلى الأمام نبلغ حجرة فيها لوح زجاجي يسمح لنا بمشاهدة صخرة الجلجلة. ويظهر فيها شرخ عمودي غير طبيعي يقول التقليد الذي يعود للقرن الرابع أنه حدث من جرّاء الزلزال الذي وقع عند موت المسيح.

 

متى ٢٧، ٤٥
وبعد موت يسوع خيّم الظلام على الأرض كلها ... وإذا حجاب المقدس قد انشقّ شقّين من الأعلى إلى الأسفل، وزلزلت الأرض وتصدعت الصخور، وتفتّحت القبور، فقام كثير من أجساد القديسين الراقدين، وخرجوا من القبور بعد قيامته.
ويقول اعتقاد قديم يرجع إلى اليهود المتنصرين بأن هذا هو مكان دفن آدم. والمغزى اللاهوتي جلي وواضح حيث يرمز إلى أن دم يسوع الميت على الصليب نزل في الصخر وطهّر البشرية الممثّلة في آدم من إثم الخطيئة الأصلية. وكان لهذا الاعتقاد أثره الفعال في الفن المسيحي حيث نجد في العديد من الرسومات التي تمثل مشهد الصلب جمجمة إنسان مرسومة أسفل الصليب هي جمجمة آدم.


على جانبي الممر الذي يخرج بنا من الحجرة قبران فارغان هما قبرا چوفريدو وبلدوين الأول وهما أول ملوك مملكة القدس اللاتينية الصليبية.

عندما نخرج من كنيسة القيامة نجد قبالتنا مباشرة مسجدا بني عام ١٢١٦ على أيدي صلاح الدين الأيوبي وقد أقيم لذكرى صلاة عمر بن الخطاب في هذا الموقع قرب كنيسة القيامة إثر دخوله المدينة وزيارته للكنيسة.
فيقول الكتاب إنّه خلال زيارة عمر للكنيسة حان موعد الصلاة فخرج من الكنيسة وصلى على مبعدة منها وعاد. ولمّا سأله البطريرك صوفرونيوس عن السبب أجابه أنّه لو صلّى في الكنيسة لاستولى عليها المسلمون من بعده ليجعلوها مسجدا يحيي ذكرى صلاته فيها.

 

أعده الراهب الفرنسيسكاني من مراجع الحراسة

الأب سيباستيان اقليميس

ايطاليا – روما

23.3.2009
 

 

الزمن الاربعيني (زمن الصوم) وأسبوع الالام والفصح المجيد

في هذه الايام المجيدة، ايام التوبة والصوم الصلاة، تجري الاحتفالات الدينية في كنائس (اورشليم – القدس) وخاصة في كنيسة القبر المقدس - كنيسة القيامة.  وهذا هو الاسبوع الرابع من الصوم الاربعيني،  هذه الايام التي: تتخللها الدخلات الاحتفالية لسيادة البطريرك اللاتيني فؤاد الطوال باحتفال مهيب الى القبر المقدس ، مع جمع غفير من الرهبان الفرنسيسكان والأباء اللاتين الذين يشاركونهم من مؤمنين التابعين لكل رعايا القدس وضواحيها وبمشاركة ايضا الحجاج الذين يتواجدون في الارض المقدسة لطلب البركة من هذه الارض في هذا الزمن المقدس.  هذه الاحتفالات بدأت من بعد اربعاء الرماد وتستمر لمدة خمسة اسابيع والاسبوع السادس يبدأ اسبوع الالام باحد الشعانين الى خميس الفصح والجمعة العظيمة سبت النور واخيرا عيد القيامة المجيدة.

صوم مقبول للجميع

الراهب الفرنسيسكاني الاب سيباستيان اقليميس

روما – ايطاليا23.3.2009