الارض المقدسة

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف بغديدا هذا اليوم

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

الأب سيباستيان  ..   الارض المقدسة 

 

زيارة الأب سيباستيان الى بغديدا

 

 

 

 

 

 

 

 

عيد الدنح عيد الظهور (عيد الغطاس)

6 كانون الثاني

" فلما راوا النجم فرحوا فرحا عظيما جدا واتوا الى البيت فوجدوا الصبي مع مريم امه فخروا ساجدين له وفتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا من ذهب ولبان ومر" متى(2 . 10-11)

 يحتفل المسيحيون في مدينة بيت لحم، في هذا اليوم، يوم ظهور السيد المسيح بزيارة المجوس الى مغارة بيت لحم أو ما يسمى بعيد الغطاس، في ظهوره على ضفاف نهر الأردن، حيث تعمد على يد يوحنا المعمدان.  ويتخلل في هذا اليوم المجيد، بالدخلة الأحتفالية لحضرة الأب بيرباتستا بتساباللا، حارس الأراضي المقدسة في اورشليم القدس بمعية الرهبان الفرنسيسكان وأبناء الرعية وبمشاركة ابناء رعية بيت لحم و ابناء الرعايا في كل انحاء فلسطين، أولئك الذين تسنى لهم الوصول الى المدينة بالرغم من المعابرالمنتشرة حول المدن الفلسطينية وخاصة في ايام الأعياد والأحتفالات الكبرى، التي تحول على منع وصول مواطنيها الى المشاركة فيها.  وكالعادة يبدأ الموكب، كما رأينا في عيد الميلاد، في اليوم الذي يسبق العيد، منطلقا من أورشليم، المدينة القديمة بمرافقة السلطة الدينية والمدنية والعسكرية التابعة للسلطة الأسرائلية وأبناء الرعية، حسب البروتوكولات المعهود بها من قبل كل الطوائف بالتنسيق مع الحكومتين،  الأسرائيلية والسلطة الفلسطينية.  وبوصول الموكب الى الجدار العازل (جدار العار) ما بين القدس وبيت لحم، يستلم زمام الأموربما يتعلق بالنظام،  السلطة الفلسطينية بمعية وجهاء المدينة من مدنيين وعسكرين وأجواق الكشاف بطبولهم مرحبين بسيادته مع ابناء أهالي بيت لحم.  وبعد وصول الموكب الى ساحة المهد تبدأ فرق الكشافة بالعزف بطبولهم ومزاميرهم وتدق أجراس الكنيسة وتصفق ايادي الحاضرين،  فرحين بوصول موكب الرئيس العام حيث يقدمون له التهاني ويزفونه بترانيم الرهبان اللاتينية الى كنيسة المهد داخلين تلوة الآخر من خلال الباب الصغير، الذي انشأ من ايام الحكم التركي،  حيث يعلوه باب آخر ومقوس يعود تأريخه الى الحقبة الصليبية وباب آخر يعلو الأخير يعود الى الحقبة البيزنطينية أيام الأمبراطور جوستينيانو، أما باب الكنيسة الأصلي،  ايام القديسة هيلانة أم الأمبراطور قسطنطين، لم يعد له أثر بسبب الدمار الذي حصل في الكنيسة من قبل الثورة السامرية سنة 529 بعد الميلاد.  وعلى المذبح الرئيسي لكنيسة القديسة كاترينا، يقوم خوري الطائفة بتهنئة الأب الحارس بوصوله بأسم الرعية والرهبان وبترأسه هذا الأحتفال المجيد.  وبعد ذلك تبدأ مراسيم العيد بالفرض الألهي وصلاة العصر.  وفي اليوم التالي، السادس من هذا الشهر يقام قداسا احتفاليا يترأسه حضرة الأب الحارس وبمشاركة لفيف من الأباء من كل انحاء العالم كما حصل بليلة الميلاد في منتصف الليل.  هذا وفي العصر تبدأ صلاو العصر ( الرمش كما في طقسنا السرياني) ومنه تبدأ الدورة الأحتفالية في الكنيسة الى مغارة المهد الموجودة داخل كنيسة المهد حاملا سيادته الطفل يسوع وهو جالس على الكرسي متبركا به الحضور.  وهكذا تنتهي احتفالات الميلاد للطائفة الكاثوليكية وتبدأ الأستعدادات بالأحتفال بعيد الميلاد لأخوتنا الروم الأرثودوكس وبعد ذلك يليها أعياد الميلاد لطائفة الأرمن الأرثودوكس.  فلنصلي الى الله تعالى من كل قلوبنا ان يوحد الأعياد ويوحد كنيسة المسيح الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية المنقسمة على بعضها البعض بلا سبب يذكر،  حتى نعيد ونحتفل بعيد واحد وقلب واحد.....  آمين.    

 كلمة روحية في هذا العيد المجيد

اليوم تحتفل الكنيسة بعيد الظهور الإلهي ويسمى هذا العيد بعيد الأنوار الذي فيه ظهر المسيح في نهر الأردن وعمد على يد يوحنا المعمدان وهنا تبدأ رسالة يسوع المسيح الخلاصية.  وفيه أيضا يظهر الثالوث الأقدس، صوت الآب بقوله: " هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت ".   فأذا نعود إلى اصل هذا العيد،  نعرف بأنه كان في الأصل،  زمن الميلاد وزمن الظهور في نفس الوقت.  لكن خلال القرن الرابع قد فصل العيدين عن بعضهما وكل واحد قد احتفظ بخاصيته الغنية في صلواته وطقوسه الدينية.

ففي هذا اليوم، نلاحظ أن أبطال الرواية التي سمعناه في الإنجيل المقدس لهم من المجوس القادمين من المشرق والذي يقودهم،  لهي تلك النجمة اللامعة المضيئة التي بواسطتها أضحوا هؤلاء شهودا لسر التجسد.  واليوم يجب على كل مسيحي أن يتمثل بهذه النجمة ليكون قائدا ومرشدا لأولئك الذين لا يعرفون بعد المسيح ولأولئك الذين هم بعيدون عن الكنيسة.               المجوس يعبرون عن شهادتهم من خلال تقدمتهم الهدايا للطفل، أما نحن نعبر عن شهادتنا،     بأيماننا بالمسيح وحفظ تعاليمه ووصاياه.  ففي النص الإنجيلي الذي يحثنا على السير وراء النجمة وسؤال هيرودس واستشارة الكتبة عن مكان الطفل،  ينتهي كل هذا إلى حركة مهيبة من قبل المجوس:  "ففتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا. ذهبا ولبانا ومرا ". هذه الهدايا تعتبر تفسيرا علنا باعترافهم بالمسيح الاها وانسانا معا. 

فالذهب : يرمز إلى ملك المسيح الذي ليس له انقضاء.

المــر: يرمز إلى الآم المسيح، الذي سيموت يوما ويكفن لاجل خلاص الجنس البشري.

البخور : يرمز إلى الألوهية، أي بصفته الاها ذلك الذي كشف عن ذاته في اليهودية.

ففي تلك الليلة المباركة رأينا الله كالطفل موضوعا في مذود، أما في الظهور نراه اليوم الاها كاملا وانسانا كاملا.  مأساة هذا الطفل بدأت من يوم ولادته وتنتهي به إلى الجلجلة بقتل أطفال بيت لحم على يد هيرودس.  من المذهل أن نرى أناس غرباء مثل المجوس يلعبون دورا مهما في تنفيذ بعض مخططات السماء وبجانبهم الرعاة البسطاء والفقراء،  الذين يقدموا لنا مثالا في التواضع والأيمان: فيسجدوا ويركعوا أمام ذلك الطفل الذي يخفي التاريخ أسرارا بمولده، ويشاركهم في هذا الفرح العظيم الملاك قائلا: " أني أبشركم بفرح عظيم، اليوم ولد لكم مخلصا وهو المسيح الرب ".   الشعب المسيحي كله يفرح بعيد الميلاد لأنه تذكار فجر الخلاص، وعيد الظهور، ظهور المسيح بهيئة إنسان،  تكمل فرحتنا وابتهاجنا به. 

لكن أين المسيح وسط كل هذه المظاهر الخارجية؟

ألا يمكن أن يمر هذا اليوم علينا كما مر على سكان بيت لحم وهم لا يدرون؟

أعتقد ستوافقونني بالرأي بأننا غالبا ما نلتهى بالقشور الخارجية بعيدا عن جوهر الأعياد.  أقص لكم قصة جميلة ومحزنة في نفس الوقت تعبر مجازا كيف يهتم الإنسان في الأعياد بالمظاهر الخارجية: في بيت جبلي قديم، رزق أحدهم بطفل بعد خمسة عشر سنة من زواجه،  فاحب أن يفرح ويفرح أقرباءه وأصدقاءه بإقامة مائدة عشاء كبيرة،  وكان الوقت شتاء والبرد قارسا… كان المدعوون يدخلون فيرمون معاطفهم من حيث لا يدرون على سرير الطفل ويسرعون قرب النار…وفي النهاية لما ودعوا أهل البيت وذهب كل واحد إلى بيته، كشف الأب عن طفله فرآه ميتا…كان قد اختنق تحت معاطف المدعوين. هكذا نحن اليوم نخنق جوهر الأعياد بالمظاهر الخارجية الزائلة.

لنحصي يا اخوتي المسيحيين في العالم.  أنا لا اعرف عددهم، يجوز يعبر المليار، لكن سؤالي هو كم عدد الشباب اليوم الذين يترددون الى الكنيسة وخاصة في هذه الأعياد الكبيرة؟    أين هم؟   أين الشباب والشابات، لا نرى سوى نفس الوجوه الذين يترددون إلى الكنيسة، بعض المرات يزداد عددهم بشيء. 

كنيسة المسيح اليوم لهي فقيرة فعلا والسبب لهو نحن التي جعلناها  ونجعلها فقيرة بتقاعسنا في واجباتنا الدينية.  هناك البعض يقول: أننا ليس لنا مكان فيها،  الله لم يعد لنا مكانا يذكر،  لأن الكنيسة لهي للأغنياء والذين عندهم خيرات.

لا يا اخوتي… فلنقترب إلى المغارة، ماذا نشاهد؟  المجوس كانوا غرباء،  أما الرعاة كانوا فقراء واحط طبقة في المجتمعن  لكن الجميع قد دنوا واقتربوا من الطفل يسوع، لأنه أتى لأجل الكل.  عجيب هو الرب في اختياره.  يختار الصغير والقليل حتى يعمل ويشتغل فيهم ويعطيه رسالة إلهية.  يختار الجاهل والفقير والخاطئ حتى يتمم أمرا سماويا،  ويختار غريبا حتى يعلن ويشهد له،  ويختار زانية كمريم المجدلية لكي تعلن بقيامته من بين الأموات،  ويختار جمادا كالنجمة لتكون علامة لمولده،  عجيب الرب باختياره.  فكم بالأحرى نحن الذين رأيناه بعين الأيمان ولبسناه بالمعمودية وصرنا أبناء له بالتبني ووهبنا الحياة الأبدية؟!   فهل أن نجهل هذا كله؟  

فأي اختلاف يوجد ما بين الفقير والغني أمام الرب……...؟

هل هو اختلاف في النسل، في اللغة،  في الأفكار وفي اللون؟

لا يا اخوتي … الرب لهو اكبر من أفكارنا، لقد أتى لأجل الجميع بدون أن يتطلع إلى ذلك الذي يلبس جيدا أو غير جيدا، أنيقا أو غير أنيقا.  الرب ينظر إلى قلب الإنسان،  أتى لأجل الإنسان، أتى لأجلنا كلنا بغض النظر إلى ما نلبس أو نشرب، لأن الحياة لهي نعمة من الله لا تباع ولا تشترى.  في اغلب الأحيان نعظم الأشياء الفانية وفي الجانب الآخر، نلاحظ أن المسيح يعظم ويمجد الإنسان ويرفعه إلى العلى. حتى يشاركه في مجده وألوهيته. فماذا نريد بعد؟

وفي النهاية اقدر أن أقول، بان المسيح أتى لاجل الجميع بأيدي مفتوحة ويدعونا أن نتجاوب معه. فلنفتح قلوبنا ليدخل فيها ويملكها، لأنها فرصة الخلاص ولا تعوض.  فلنقترب من هذه المغارة ونجدد أيماننا ورجائنا ومحبتنا ونسجد ونركع مع المجوس والرعاة ونتأمل في هذا السر العظيم ومن ثم ذلك نتمكن من أن نقوم مرة ثانية ونبدأ حياة جديدة اقل شراسة مليئة بالحب والاحترام والسلام الداخلي المتبادل فيما بيننا.

وسلام ونور المسيح ينصرنا ويرافق كل قلب وكل عائلة وكل شعب وكل أمة.

وبركة الطفل يسوع ترافقكم دائما....آمين

الراهب الفرنسيسكاني الأب سيباستيان أقليميس

2010.1.6

بيت لحم

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الدخلة الأحتفالية التقليدية لغبطة البطريرك فؤاد االطوال الى بيت لحم

قام غبطة البطريرك، (يوم الرابع والعشرين من كانون الأول لسنة 2009)،  بطريرك اللاتين، بالدخلة التقليدية الأحتفالية الى مدينة داؤد – بيت لحم، تمهيدا للأحتفال بالقداس الألهي، في منتصف الليل، ليلة الميلاد .  فقد بدأ موكب غبطته من أورشليم القدس بمعية ابناء الرعية والسلطة الأسرائلية والخيالة بفرسانهم  يتقدمون بأتجاه مشارف بيت لحم عند الجدار العازل، كما يسمونه الأيطاليين جدار العار والخزي.  وبعد عبوره المعبر، اي الحدود ما بين فلسطين وأسرائيل، استقبل غبطته من قبل السلطة الفلسطينية بمعية وجهاء المدينة دينيين ومدنيين وعسكريين،  مع طبول الكشافة من كل انحاء فلسطين والحجاج المتواجدين في الأرض المقدسة.  وعند وصوله الى ساحة المهد أستقبل غبطته من قبل الرهبان الفرنسيسكان متوجهين الى كنيسة القديسة كاترينا حيث يقام بعد أذ صلاة العصر الأحتفالية مع الدورة الى مغارة الميلاد.  وفي كل سنة من عيد الميلاد يحضر الرئيس الفلسطيني القداس الليلي مع بعض من وزراءه وحرسه الشخصي. هذا التقليد اتى من ايام الرئيس عرفات عندما دخلت القوات الفلسطينية الأراضي التي احتلتها اسرائيل وتخلت عنها منسحبة الى اماكنها الحالية وأهم المدن التي تحكم فيها السلطة الفلسطينية هي بيت لحم، راملة وأريحا. وقد اقيم لشرف سيادته عشاء كبيرا من قبل الرهبان الفرنسيسكان في بيت الحجاج (كازا نوفا) الخاص بالرهبان،  وقد حضره كثير من الشخصيات وفي مقدمتهم بطريرك اللاتين، نائب الرئيس العام للأراضي المقدسة الأب أرتيميو فيتوريس الرئيس الفلسطيني محمود ابو عباس، رئيس وزراءه،  وزيرة السياحة المسيحية الفلسطينية وايضا بعض سفراء الدول الموجودة في فلسطين وأسرائيل والحجاج وابناء الرعايا من كل انحاء البلاد.  وفي تمام الساعة الحادية عشر ليلا بدأت الصلوات التحضيرية للأحتفال بالقداس الألهي. وقد ترأس هذا الأحتفال المبارك غبطته مشيدا في كلمته التي القاها بعد قراءة الشماس الأنجيلي، انجيل الميلاد وعلى مسامع كاميرات القنوات الفضائية في كل انحاء العالم قاطبة، بالدعوة لحلول السلام في العالم وخاصة في الأراضي وحل النزاعات ما بين الشعبين حلا سلميا يرضي الطرفين وتكون السنة الجديدة مفتاحا للمحبة والغفران والعيش بسلام للجميع.

وقبل البركة النهائية توجه المحتفلين ويتراسهم غبطته، حاملين الطفل الألهي الى المغارة الموجودة داخل كنيسة المهد تحت المذبح الرئيسي للكنيسة، ويتقدمهم الرهبان والكهنة منشدين تراتيل الميلاد مع جوقة كنيسة اللاتين في اورشليم، رعية القدس.

فلنقل ليسوع الطفل: أن الألفي سنة التي مرت على زيارتك القصيرة لنا لم تحجبك عنا، فأنت باق معنا الى منتهى الدهر كما وعدت. لذا نرفع اليك هذه الصرخة من أعماقنا... أن في نفوسنا الضائعة، الجائعة الى المعرفة والحق، بقية من حب، وان هذه البقية لأقوى من الأيمان الذي ينقل الجبال، وبهذه البقية نشعر بآلام الأنسانية الامنا ومسراتنا.  والأنسانية اليوم في أحتضار بعد حمى يا أخينا يسوع.  وقد تعجز عن أفاضة الأيمان والمجاعة الروحية على الأنسانية الهاذية، ولكنك لست بعاجز عن المحافظة على ما بقي فيها من بقايا حب شامل كحبنا وحبك... فما أجمل يوما، وانشالله لهو قادم لا محالة،  تسمع الأنسانية تناديك بمختلف أصواتها ولغاتها قائلة:

يا أخانا  وألهنا يسوع، ها نحن !

عيد ميلاد سعيد وكل عام وأنتم بخير وعام مليء بالرجاء والمحبة للجميع...

الراهب الفرنسيسكاني  الأب سيباستيان أقليميس

2009.12.25

أورشليم - القدس

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بيت لحم الخصبة (أفراتا) اليهودية تستنير بأنوارها الخلابة لمجيء المخلص

من هو يسوع المسيح؟

القديس متى يعيده الى ابينا ابراهيم ولوقا الى آدم ومن ذرية داؤد.  أمه مريم مخطوبة لرجل أسمه يوسف.  أنه كسائر البشر وأمتحن في كل شيء مثلنا ما عدا الخطيئة، كان يتعب الى حد أنه يستغرق في النوم وسط العاصفة ويحس بالجوع الى حد التجربة بأن يسخر قدرته لسد جوعه وبالعطش حتى الطلب لشربه ماء من المراة السامرية لم يكن اليهود يخالطون قومها.  يشعر بالخوف،  كما جرى له في الناصرة، يوم ثاروا عليه، بعد عظة شديدة اللهجة،  فهجموا عليه ودفعوه الى خارج المدينة ليلقوه من مكان عال حتى يقتل.  أهتز فرحا في عرس قانا الجليل، وأهتز أرتعاشا حتى البكاء، أمام قبر لعازر صديقه الذي اقامه من الموت،  وفي النهاية تعرض للخيانة، والنكران، والتخلي، والتعدي، والأتهام الباطل، والجر من محكمة الى اخرى، وأتهم  بشهاداة زور، وعانى من السخرية، والتعذيب، والأدانة الظالمة، وأخيرا مات صلبا.  ودفن في قبر مستعار كما تقول أناجيل الآلام. هذ هو يسوع الأنسان...

في المسيح ما هو العجب...أعجب ما في يسوع المسيح أنه اجتمعت فيه الصفة وضدها،  بتوازن غريب: رحوم الى أقصى حد، يأتونه بزانية تستحق الرجم، بحسب الشريعة، فيقول : " من منكم بلا خطيئة، فليبدأ برجمها بحجر"... ومتطلب الى اقصى حد: " أذهبي، ولا تعودي الى الخطيئة ".  يسوع المسيح الأنسان كان وديعا مثل الحمل حتى في اشد الحالات الأنفعالية، كما حدث له يوم صفح على خده أمام رئيس الكهنة.  فلم يستشط غيظا، ولم يرسل صافعه الى الجحيم، بل قال بوداعة: "أن كنت تكلمت بسوء فبين، وأن كنت على حق فلم تضربني؟ .  يسوع المسيح هو سيد الخليقة، يعرف كيف يأمر وينهي... وخادم وضيع لا يأنف من غسل أرجل تلاميذه ليلة العشاء الأخير.  صادق لا يطلب المجد لنفسه، بل يعطيه للذي أرسله، ولم يكن في كلامه نعم ولا، بل نعم نعم ولالا... فطن وحذق، يتقن حسن التخلص من المآزق الحرجة: "اعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله".  متقشف يصوم أربعين نهارا وليلة ويأخد الأرض فراشا لراحته ونومه،  وأنسان أكول، وللخمر شروب، حاضرا مآدب الأغنياء والخطأ ويشترك في الأعراس... هذا هو المسيح الأنسان.

يسوع الأنسان الأله ، الكلمة المتجسدة، الوحيد الطاهر وكلي الطهارة، الذي لا يستطيع احد أن يثبت عليه زلة... ولا يأنف من الخطأ، بل يعاشرهم، ويؤاكلهم، ولا يتزمت أزاء أمراة خاطئة تبل قدميه بالدموع، وتمسحها بشعرها، لأنها صنعت خيرا لدفنته المحية.  أنه أنسان غريب لأنه حبل بطريقة عجائبية بقوة الروح القدس.

فهل بين الغرائب، أغرب من ذلك؟

قيل له أنه حمل الله وفادي البشر، الذي بدمه حمل اسقام وخطايا الخلق أجمعين... وصلب وقبر ومن الموت وقام في اليوم الثالث كما هو مدون.  وقيامته ميلاد لنا جميعا، مانح النعمة والحق، ومعمد بالروح والنار، فمن آمن وعمد بأسمه نال الغفران والحياة الأبدية... أتى من السماء، والى السماء صعد، فهو اعلى الناس أجمعين وأعلى من الملائكة الذين هو رأسهم... هو نور العالم، الألف والياء.

بعد ايام قليلة تحتفل بيت لحم والعالم أجمع بأستقبال ملك الملوك، الطفل الألهي في مغارة وضيعة، موضوعا في مذود حيوانات يحيطونه من كل جانب حتى يوفروا له الدفء الكافي، بسبب برد الشتاء، حاضرا معه والداه الذين ليس لهم لا حول ولاقوة، ألا الأتكال لمشئية الله.

نعم... فيا بيت لحم، لست الصغرى من بين مدن يهوذا، بل اصبحت أشهر وأعظم مدينة في الكون والتاريخ لأن منك خرج المخلص يسوع المسيح.

الراهب الفرنسيسكاني الأب سيباستيان أقليميس  أورشليم – القدس

2009.12.22

 

أسرائيل والفاتيكان لم يتوصلا الى اتفاق بشأن أملاك الكنيسة في الأراضي المقدسة

نقلا عن جريدة القدس الصادرة في فلسطين بما يتعلق بممتلكات الكنيسة الكاثوليكية في الأراضي المقدسة،  التي صادرتها أسرائيل،  اعلنت الأخيرة مع اجتماعاتها مع دولة الفاتيكان في بيان رسمي عن عدم تمكنها من التوصل الى اتفاق في المحادثات بينهما بشأن الوضع القانوني والضريبي لمؤسسات الكنيسة الكاثوليكية في الأراضي المقدسة.  وجاء في البيان ان المحادثات جرت في جو ودي يسوده التفاهم المشترك، الا انه لم يتم التوصل الى اتفاق، مضيفا انه تقرر اجراء اجتماع عمل في السابع من كانون الثاني القا دم.  وطبقا للبيان فسيجري اللقاء التالي للجنة المشتركة بأكملها في  27 أيار.

وترأس نائب وزير الخارجية الأسرائيلي داني ايالون الوفد الأسرائيلي في أجتماع اللجنة الأقتصادي المشتركة لبحث الخلافات المتجذرة التي شابت العلاقات الثنائية.  وتوقع مراقبون ان تساعد الزيارة التي قام بها البابا بنديكتوس السادس عشر الى أسرائيل، في ايار الماضي،  في دفع الملف بأتجاه التوصل الى اتفاق بنهاية العام. الا ان الخلاففات لا تزال قائمة وخصوصا بشان وضع أكثر من 100 من املاك الكنيسة في اسرائيل والمناطق المحتلة ومن ضمنها القدس الشرقية، التي كانت آنذاك تحت سيطرة الأردن، بعد حرب 48 و67.  وكان الكرسي الرسولي وأسرائيل وقعا في 30 كانون الأول 1993 اتفاقا اساسيا عهد به الطرفان للجنة المشتركة مهمة حل المشكلات المالية المتعلقة بأوقاف الكنيسة الكاثوليكية، ولاسيما تلك الواقعة في الأراضي التي احتلتها أسرائيل في حزيران 1967، ايام حرب الستة ايام.   ولم تتمكن اللجنة حتى اليوم من التوصل الى اتفاق، كما  انها علقت اجتماعاتها لفترة طويلة.  وأستأنفت محادثات اللجنة في 2004 بعد تعليقها لعشرة يام.

ويعود آخر اجتماع للجنة الى 30 نيسان وقد عقد يومها في اقدس وسجل خلاله تقدم ملحوظ بحسب بيان مشترك صدر في حينه عن الجانبين.  وتقرر يومها أستأناف المفاوضات في 10 كانون كانون الأول في الفاتيكان.  ويطالب الكرسي الرسولي بالأعتراف بالحقوق الكاملة والمطلقة للمؤساسات الكاثوليكية وتأكيد الأعفاءات الضريبية التي كانت تستفيد منها الكنيسة عند قيام اسرائيل في أيار 1948 وهي حقوق طلبت الأمم المتحدة من أسرائيل أحترامها.  وقال مسؤولون اسرائيليون انه تم تحقيق تقدم على صعيد أوضاع اكثر من مئة ملكية للكنيسة الكاثوليكية في أسرائيل والضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة التي ضمتها أسرائيل في 1967. ألا ان الطرفين لا يزالان يوجهان صعوبات، ولا سيما في ما يتعلق بستة مواقع في القدس والجليل،  في شمال أسرائيل،  يؤكد الفاتيكان ملكيته لها في حين ترفض أسرائيل الأعتراف بذلك.  وتريد أسرائيل الأحتفاظ بحقها في المصادرة والأستملاك عندما تكون هناك حاجة لأجراء أعمال بنى تحتية في الأراضي المحاذية لهذه المواقع. هذه هي حجتها الوحيدة من يوم تأسيسها.  ولعل اكثر المسائل حساسية في هذا الأطار هي قضية        " العلية الصهيونية " التي شهدت تناول العشاء السري لرب المجد يسوع المسيح مع تلاميذه، وهي مبنى من طابقين يقع عند قمة جبل صهيون الأنجيلية.  وقد حوله اليهود (بعد ان استحل من قبل المسلمين وبدورهم حولوه الى جامع ايام الحكم التركي وطرد منه الرهبان الفرنسيسكان)، الى متحف للحجاج  والزوار للسياحة، وفي الطابق الأسفل احتفظوا بقبر داؤود الذي كان التقليد المسيحي ومن القرون الأولى، يكنوا له بكل أحترام وتقدير، بكونه الجد الأكبر ليسوع المسيح عن طريق القديس يوسف الذي كان هو الآخر من مدينة بيت لحم اليهودية، مع العلم، أن الملك داؤود قد دفن في جبل صهيون الموجود في مدينته، وبالضبظ قرب مدينة سلوان نسبة الى حوض سلوان الذي فيه حدث الأعجوبة الكبرى بشفاء الرجل المولود أعمى،  من قبل يسوع المسيح.   غير أن مسؤولا اسرائليا سبق وأن أكد أن كل ما يتعلق بالقدس وجبل صهيون سيبقى تحت السيادة الأسرائيلية الكاملة.  هذه مسألة غير قابلة للتفاوض.

وهناك موضوع خلافي آخر بين الجانبين، هو دارالرعاية التابع لراهبات المحبة - القدس، راهبات مار منصور دي بول في القدس وهي دار تعني بفلسطينيين معوقين عقليا وجسديا وتقع قرب الحي المسيحي خارج المدينة القديمة وملكيته موضوع نزاع امام المحاكم الأسرائيلية منذ 1974، وقد حاولت السلطة الأسرائيلية مرارا بالتحرش وبطرق غير قانونية بأستملاك بعض الأراضي التابعة للدير وبالفعل اقيم في هذه المناطق فندقا كبيرا وشبه سوق غربي كبير يحيط بكل المنطقة حتى الكنيسة (البازيليكا) التي يملكها الدير اضحت غير مرئية بسبب الصرح الكبير الذي بني فيه من قبل الجهات الأسرائيل.

لنصلي الى الرب الأله يسوع المسيح وبشفاعة العذراء مريم،  ان ترجع كل الأماكن المقدسة المغتصبة قهرا من قبل الأسرائليين والكنائس والمعابد، ليس فقط في الأرض المقدسة وأنما في كل ارجاء العالم،  المتحولة الى جوامع  الى صاحبها الأصلي، الى ايدي الكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية،  حتى تسنح الفرصة الى كل المسيحيين ان يتعبدوا ويصلوا فيها الى الأله الواحد يسوع المسيح له المجد والكرام، ملك السلام..... آمين.

وبركة الرب تحل عليكم دائما

الراهب الفرنسيكاني  الأب سيباستيان أقليميس  أورشليم – القدس

2009.12.11