أورشليم - القدس
قام الراهب الفرنسيسكاني الأب سيباستيان بزيارة خاطفة الى اوربا
واجتمع مع بعض العائلات القرةقوشية التي تعيش هناك ومع رفاق الدرب
وخاصة الأخ العزيز طارق عبوش باباوي والأخ العزيز سمير يعقوب
وزوجته الكريمة بشرى بتق وكذلك اجتمع ببعض الشباب الذين استقبلوه
بحرارة وأحترام وتمنوا منه ان يعيد الزيارة مرة ثانية ولكن لوقت
اطول. والتقى الأب سيباستيان مع الأب العزيز نؤيل خوري طائفة
السريان الكاثوليك في هولندا واحتفلا بالذبيحة الألهية وتباحثا
بشأن الحج الى الأراضي المقدسة والتفاصيل الملزمة لمجيء الحجاج
هناك. وبعد ذلك التقى بالأب العزيز والغالي انيس الدومينيكي الذي
يعيش حاليا في ليون بفرنسا وبصحبة اخيه عبدالمسيح وعائلته. هذا
وتمنى للجميع اقامة طيبة في أرض الغربة بعيدا عن ارض الوطن طالبا
منهم الصلاة من اجل العراق وأهله حتى يخرج من هذا المأزق الصعب
الذي هو فيه الآن.
وبركة الله الآب والأبن والروح القدس تحل على الجميع امين ...
الأب سيباستيان أقليميس
8.9.2009
عيد انتقال السيدة
العذراء الى السماء
احتفلت الكنيسة الكاثوليكية في بلجيكا Banneuxبعيد انتقال
السيدة العذراء مريم الى السماء، وقد اقيمت على مدار الساعة عددا
من القداديس وبكل اللغات. وفي تمام منتصف النهار اقيم في الكنيسة
الرئيسية احتفالا بالذبيحة الألهية بحسب الطقس الكلداني وترأس
القداس الأب العزيز المونسينور فيليب نجم الجزيل الأحترام والتقدير
الزائر الرسولي للكنائس الكلدانية في اوربا من قبل مدينة الفاتيكان،
وقد شارك بمعيته عددا من الكهنة العراقيين الذين يخدمون في اوربا
والعراق وكان حاضرا ايضا الراهب الفرنسيسكاني الأب سيباستيان
القادم من الأراضي المقدسة. وفي نفس الوقت احتفلت الكنيسة
السريانية في القداس الأحتفالي برئاسة الأب العزيز نوؤيل الجزيل
الأحترام والتقدير. وقد التقى الأبوين في الساحة المعدة لتمضية
العيد، الأب سيباستيان والأب نوؤيل، مع كل العراقيين من كل انحاء
اوربا، وتبادلا التهاني بهذه المناسبة السعيدة ذاكرين ايام قرةقوش
الحرة العظيمة التي تعاني اليوم من الأضطهاد والأنفجارات واحدة
تلوة الأخرى من المجرمين الذين لا دين لهم ولاشرف. وكانت اقامت
الأب سيباستيان في المانيا عند الأخ العزيز، صديق الدراسة طارق
عبوش باباوي وزوجته العزيزة شمسة طوبيا ميخو وأطفالهم. وقد التقى
الأب مع عددا من القرقوشيين الذين هاجروا وتركوا قرةقوش الحبيبة
لكي يكونوا حياتهم ويربوا اولادهم بعيدا عن الخوف والقلق الذي
يجتاح كل مناطق المسيحيين المضطهدين في بلاد الرافدين بلد الحضارة
والثقافة.
فلنصلي يا اخوتي من اجل العراق الأبي والجبار الذي عانى ويعاني
سنين تلوة سنين من حروب وقتل وخطف حتى يتحرر، ومن اجل السلام في
هذا البلد الذي هو اصلا بلد المسيحيين حتى يستنشق ولو مرة طعم
المحبة والطمأنينة مع كل الطوائف، مسيحيين كانوا ام اسلام ونطلب من
الله ان يهدي هؤلاء الذين يهدرون دماء الأبرياء بلا سبب ويعيشوا
حياة سعيدة مليئة بالحب والتفاني ويرجعوا الى بناء العراق الجديد
باسم ربنا يسوع المسيح له المجد وبشفاعة العذراء المنتقلة الى
السماء التي تحمي العراق واهله تحت وشاحها السماوي. آمين
الراهب الفرنسيسكاني الأب سيباستيان
المانيا 15.8.2009
عيد استشهاد مار
يوحنا المعمدان
احتفلت الكنيسة الأورشليمية في عين كارم، في القدس بعيد
استشهاد مار يوحنا المعمدان على يد الملك هيرودس، وقد اقام الرهبان
الفرنسيسكان احتفالا مهيبا وكبيرا بهذه المناسبة حيث تراس الذبيحة
الألهية الأب العزيز أرتيميو فيتورس نائب رئيس عام الرهبنة وقد حضر
القداس الألهي جمع غفير من الرهبان والراهبات ورعية الناصرة بمعية
الأب فادي شلوفة وغيرهم من السواح الأجانب والحجاج الموجودين في
الأراضي المقدسة.
يتضارب معنى المدينة (عين كارم) بين العربية والعبرية، فبالعربية
تعني العين الكريم، اما بالعبرية تعني عين العنب. تقع المدينة على
مسافة 8 كليمتر كما يروي القصة الأنجيل المقدس (لوقا). كان عدد
سكانها قبل حرب 1948 ب 3000 نسمة جميعهم من العرب ومن بينهم 300
مسيحي، أما اليوم فجميع سكانها من اليهود ما عدا عائلة مسيحية
واحدة فقط.
الموقع كان مأهولا منذ العصر البرونزي. أيام يشوع وقعت عين كارم من
نصيب سبط يهوذ والتقليد المسيحي يذكرنا على انها موطن زكريا
واليصابات أبوي يوحنا المعمدان سابق المسيح.
(لوقا 1،5....) فيما زكريا من السبط الكهنوتي سليل هارون من سبط
ليفي في الهيكل يحرق البخور، اذ به يرى رؤيا: فتراءى له ملاك الرب
وبشره بان امراته اليصابات التي كانت عاقرا ستلد ابنا اسمه يوحنا (المعمدان).
واليها قدمت مريم العذراء مسرعة الى جبال يهوذا لكي تزور نسيبتها
لانها كانت حاملا بالشهر السادس كما قال لها الملاك جبرائيل عند
بشارتها بانها ستحبل وتلد ابنا وتسمينه يسوع يعني "الله معنا"وفي
نفس الوقت يخبرها الملاك بأمر اليصابات.
القديس لوقا لا يذكر اسم البلدة ولكن التقليد القديم يتوافق مع
الحفريات التي اجريت في وقتها والمدينة تبعد عن الناصرة بحوالي 160
كليمتر وفي المدينة يقومان مزاران: كنيسة الزيارة او تعطم نفسي
الرب وكنيسة القديس يوحنا حيث مولده وهناك مزار ثالث قريب اليها
يسمونه دير يوحنا الصحراوي حيث عاش النبي معظم شبابه. من الحفريات
التي اجريت في المدينة تبين بوجود كنيسة بيزنطينة في القرن الخامس
وبعد الفتح العربي منع المسيحيين من التردد على المزار القديم، وفي
القرن الثاني عشر ايام الحقبة الصليبية اخذ بالظهور مزاران
مختلفين الذين ذكرناهما قبل قليل
وشيدت كنيستان في تلك الحقبة، ولكن بعد هزيمة الصليبيين من قبل
صلاح الدين الأيوبي الذي دمر اغلب الكنائس الموجودة في الأراضي
المقدسة سنة 1187، وكان عام اسود في التاريخ المسيحي. وبقيت هكذا
الى حين قدوم الرهبان الفرنسيسكان واشتروا المكان وشيدوا هذان
المزاران: كنيسة مار يوحنا حيث مولده وكنيسة الزيارة (التعظيم –
المانيفيكات)، فليتبارك الرب دائما آميـــــن.
فلنطلب من قديسنا وآخر نبي في العهد القديم يوحنا المعمدان ان
يتشفع لنا عند خالق الأكوان، الرب الأله الصباووت ان يجلب ويعم
السلام في المعمورة كلها لكي يعيش كل الشعوب في سلام ومحية والفة
عائلية ويبعد عنهم كل خطر وكل حرب ..... آمين
الر اهب الفرنسيسكاني الأب سيباستيان اقليميس
24.6.2009 أورشليم - القدس
عيد الجسد
احتفلت الكنيسة الكاثوليكية بعيد الجسد، في اليوم السابق ليوم
الخميس عصرا، في اورشليم – القدس. وقد اقام الرهبان الفرنسيسكان
وبمساعدة اكليريكية بيت جالا التابعة للبطريركية اللاتينية في
أورشليم، احتفالا كبيرا بالدخلة التقليدية لصاحب السيادة البطريرك
اللاتيني فؤاد الطوال، وبوصول الموكب الى كنيسة القيامة، فتحت باب
الكنيسة من قبل العائلة المسلمة التي بحوزتها مفاتيح القبر المقدس
ومن قرون عديدة. وبعد ذلك بدأت مراسيم الأحتفال صلاة العصر (الرمش)
وبعد نهاية الصلاة، اقيمت الدورة الأحتفالية داخل القيامة، وفي
اليوم التالي احتفلت
الطائفة بالذبيحة الألهية وبعدها الدورة الأحتفالية حول القبر
المقدس حاملين القربان المقدس وبايدي الرهبان والراهبات وطلاب
السمينير (من بيت جالا) والمؤمنين معا، الشموع في هذه المناسبة
العظيمة مع اصوات الأورغن والتراتيل الغريغوريانية الخاصة بعيد
الجسد.
قال يسوع:" انا الخبز الآتي من السماء" (يوحنا 6). فتذمر الشعب
قائلا: ماذا يقول لنا هذا الرجل؟ هو الخبز الذي ينزل من السماء؟
يجاوبهم يسوع ويقول لهم: " آبائكم اكلوا المن في البرية وماتوا".
اما انا، يقول يسوع، انا الخبزالذي ينزل من السماء، ومن ياكل منه
لا يموت! هكذا نتابع الخطبة عن خبز الحياة. الآب وحده يستطيع ان
يجتذبنا الى يسوع ويعلمنا من هو يسوع. نحن لسنا معلمي نفوسنا
بنفوسنا، بل اناس يعلمهم الله، وهو يكشف عن نفسه تدريجيا في حياتنا،
كما يكشف عن نفسه في حياة يسوع الناصري. اما يسوع فسيجذب اليه كل
الناس، اما الان يجب علينا ان نصغي
اصغاء مباشرا الى الله ونتعرف في يسوع شخص الآب، علما انه لا يرذل
احدا اذا التجأ اليه وطرق بابه. وهذه هي الأرادة العنيفة من اجل
خلاص كل انسان، التي هي جوهر ما في قلب الله الآب. في الأنجيل
المقدس ، نشهد منعطفا حاسما في هذه الخطبة، خطبة خبز الحياة هذه.
فهي الصلة الحية والحقيقية بين الخبز والجسد. المسيح لا يتكلم عن
جسده بل عن لحمه ودمه. ان الخطبة عن الأفخارستية الحقيقية تبدأ
من هنا ونحن نشاركه في موته وهو يموت لكي يحيا العالم به. المسيح
يا اخوتي لا يكتفي بان يسهر علينا بدقة على حياتنا فقط بل هو
يدعونا الى السير والتحرك: "آباؤكم اكلوا
المن وماتوا" لا نتوقف هنا بل يتطلب التحرك وليس الثبات
والمراوحة في نفس المكان، بل التفتيش الحثيث والمستمر، صنع خبرة
شخصية مع الخالق. هذا الفصل من المقدس يدعونا الى خيار شخصي جدا،
لاننا نعترف بان يسوع هو الخبز النازل من السماء وقد قدم دمه
لآجلنا على الجلجلة حتى يفدينا ويخلصنا من الخطيئة والموت، فهو ليس
شخصا غريبا وانما قريبا منا ويعيش فينا ومعنا، لهذا يجب ان نسلم
حياتنا له. يقول يسوع: " لا يستطيع احد ان يؤمن بي ان لم يجتبه
الأب الذي ارسلني"، اذا فهو الطريق الوحيد المؤدي الى الفردوس
السماوي، الى الملكوت السماوي الى اورشليم السماوية. يسوع يجتذب
والأب يجتذب والروح القدس يجتذب الى الأيمان. وهنا يبرز دورنا نحن:
نقبل او نرفض. ولا ننسى ان اجتذاب الله لشعبه هو اجتذاب حب.
فالمحبة هي اصل كل الفضائل وهي التي تبقى الى الأبد.
صلاة: ايهخا الرب يسوع، انت وحدك تستطيع ان تجذبنا الى ابنك، انت
وحدك تستطيع ان تقودنا اليك، فزدنا ايمانا بكلمتك وثبت رجاءنا في
حبك. وليتحقق فينا وعد القيامة الآن والى ابد الآبدين آمين.
وكل عام وأنتم بخير
الراهب الفرنسيسكاني الأب سيباستيان أقليميس
اورشيم – القدس
2009.6.11