السعادة
كان سليم يبحث دوما عن السعادة . فمنذ أن كان صغيرًا، كان يريد أن يصبح لاعب كرة قدم أو مطربًا أو ممثّلا، لأن هذه المهن تملأ القلب فرحًا وسعادة. لكنه عندما كبر، اكتشف أن السعادة في المال. فعمل في التجارة وسافر وأصبح من أغنى الأغنياء. أصبح الجميع يحترمونه، لكنّه لم يشعر بالسعادة. فكان يعيش وحيدا في قصره، وباله في ماله ويخاف أن ينهار سوق المال فيخسر ثروته. فكّر وقال: "لا شك أن السعادة في السّفر". حمل حقائبه وسافر. دار حول الأرض عدة مرات. وفي النهاية شعر بتعب مميت، لكنه لم يشعر بالسعادة. فكّر ثانية وقال: "سأجد السعادة في الجلوس والكتابة". وبدأ يكتب المقالات والكتب واشتهر اسمه وبيعت قصصه بالملايين وظهرت صورته على أكثر المجلاّت شهرة. لكنه لم يذق طعم السعادة، لأن الناس كان يهمُّها ما يكتب، ولم يفكّر أحد البتّه فيه هو ولا في حياته.
عندئذ قال سليم: "لا يوجد معنى للحياة
فالسعادة لا وجود لها نهائياً". وقرّر
أن يضع حدّاً لحياته وينتحر فقد يئس من هذه
الحياة التي لا سعادة فيها. وقف عند
محطة القطار ينتظر قطارًا مناسبًا فيضع نفسه
تحت عجلاته. وفيما هو ينتظر، وصل قطار
مليء بالعمال. وكانت واقفة بجانب سليم على
الرصيف امرأة شابة جميلة تحمل ابنها
الصغير في يديها. نزل من القطار عامل شابّ رث
الثياب يحمل حقيبة، وما إن رأى المرأة
الواقفة وابنها حتى صاح فرحاً وركض صوبهما،
فرمى الولد نفسه على صدر والده وتعانق
الثلاثة وعلامات السعادة تشع من عيونهم. ثم
سارت هذه العائلة السعيدة مبتعدة
وصيحات الفرح تخرج من أفواه أفرادها لتملأ
المكان...
إذاً..! السعادة موجودة
ملاحظة هذه القصة من موقع التعليم المسيحي
|