مواعظ على مدار السنة الطقسية 2005 ـ 2006 يتفضّل مشكورا سيادة المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل السامي الاحترام المعتمد البطريركي للسريان الكاثوليك لدى قداسة البابا والزائر الرسولي لاوربا بتقديم المواعظ على مدار السنة الطقسية كاملة خدمة لأبنائنا المؤمنين وخاصة المتواجدين خارج العراق والذين لا تسمح لهم الظروف بالمشاركة في قداديس أيام الآحاد . شكر لموقع بخديدا نتقدّم بشكرنا لموقع " بخديدا " الذي باركه اساقفتنا الأجلاء في العراق وسائر شرائح المجتمع في كل مكان، إذ يعتبر الموقع منذ تاسيسه الناطق الوحيد باسم الخديديين الذي ينقل اليهم تفاصيل الأحداث من خلال التغطية الاعلامية الرائعة والشاملة لكل الأحداث يوما بعد يوم وهذا ما جعل المئات من المؤمنين في داخل بخديدا وخارجها يعشقونه ويتفاخرون به، ينهلون منه راحة واطمئنانا لقلوبهم ونفوسهم العطشى الى مختلف المواضيع الروحية والثقافية والتاريخية واخبار الساعة ناهيك عن الصور والمشاهد التراثية والاكتشافات النفيسة في بلدتنا والتي يقدمها مطارنة وكهنة، اختصاصيون وفنانيون، أدباء وشعراء ومثقفون خديديون، كل هذا يدّر بالفائدة والبركة لجميع اخواننا واخواتنا من الخديديين في بخديدا خاصة وفي بلاد الاغتراب عامة.
السنة الطقسية 2005-2006 أحد تقديس البيعة متى 16: 13-20 إنجيل يوم الأحد 13 . و لما جاء يسوع الى نواحي قيصرية فيلبس سال تلاميذه قائلا من يقول الناس اني انا ابن الانسان* 14 فقالوا قوم يوحنا المعمدان و اخرون ايليا و اخرون ارميا او واحد من الانبياء* 15 قال لهم و انتم من تقولون اني انا* 16 فاجاب سمعان بطرس و قال انت هو المسيح ابن الله الحي* 17 فاجاب يسوع و قال له طوبى لك يا سمعان بن يونا ان لحما و دما لم يعلن لك لكن ابي الذي في السماوات* 18 و انا اقول لك ايضا انت بطرس و على هذه الصخرة ابني كنيستي و ابواب الجحيم لن تقوى عليها* 19 و اعطيك مفاتيح ملكوت السماوات فكل ما تربطه على الارض يكون مربوطا في السماوات و كل ما تحله على الارض يكون محلولا في السماوات* 20 حينئذ اوصى تلاميذه ان لا يقولوا لاحد انه يسوع المسيح . شرح الانجيل تضاربت الآراء حول هوية المسيح، واختلف الناس عليه، والتبس الأمر حتى على التلاميذ أنفسهم. ولكي يرفع كل إشكال ويجلي كل غموض، لدى الناس حول هويته الحقيقية وشخصه الإلهي، يوجه يسوع سؤاله إلى تلاميذه : " من تقول الناس أنه هو ابن البشر ? " فتأتيه الأجوبة متشعبة، تنقل آراء الآخرين، وكلها غير شافية . ثم يردف يسوع فيسأل تلاميذه عن رأيهم الخاص فيه : " وأنتم مَن تقولون أني أنا ? " فيجيب بطرس : " أنت هو المسيح ابن الله الحي" . تلك كانت شهادة إيمان أرادها يسوع واضحة، صادرة عن القلب والعقل المستنيرَين بالروح القدس. لقد أجاب بطرس على سؤال المسيح باسم التلاميذ كلهم . ولم يكن يعلم أنه بهذا الجواب يبدأ مرحلة مسؤولية ستكون خطيرة بقدر ما هي مقدسة : إنها مسؤولية رئاسة الكنيسة التي سيؤسسها يسوع بآلامه وموته وقيامته . " طوبى لك يا شمعون بن يونا لأن اللحم والدم لم يعلنا لك، لكن أبي الذي في السماوات. وأنا أيضا اقول لك إنك أنت الصخرة وعلى هذه الصخرة أبني بيعتي ". هذه الشهادة ألزمت بطرس، وجعلته يكرس حياته كلها لذاك الذي شهد له أنه المسيح ابن الله الحي. هذا الإيمان بأن المسيح هو ابن الله الحي، قد قبلناه نحن أيضا، منذ عمادنا، وقبلناه هبة مجانية كما كانت أنوار الروح القدس هبة مجانية لبطرس، يوم شهد للمسيح باسم التلاميذ . فالتزمنا نحن أيضا، كما التزم بطرس والتلاميذ، بإرادة يسوع في بناء الكنيسة وخدمتها. وفي العمل على نشر لواء المسيح في كل مكان بشجاعة الإيمان وصمود الرجاء وحرارة المحبة . دون الخجل أو التراخي أمام الاعتبارات الخاطئة والسبل الملتوية التي يعتمدها خدام الظلمة ليفسدوا الضمائر ، ويتعدوا على القيم الإنسانية والمثل الأخلاقية والروحية . ويبعدوا الناس عن الحق والعدل والآداب العامة وصولا إلى أغراض مادية خسيسة أو حبا بالبروز كأبطال اكتشفوا شيئا غريبا، ومن هذه اختراعات ما يندى له الجبين ويستسمجه الذوق السليم. هؤلاء لا يبنون بل يهدمون . فالبناء الحقيقي يقوم على صخرة الإيمان. علينا أن نتعمق في تفهم هذه الهبة الإلهية العظيمة، هبة الإيمان . حتى نبني عليها سلوكنا الإنساني وقيمنا المسيحية وجهادنا الروحي . ومنها ننطلق في جميع مجالات حياتنا ونشاطاتنا الدينية والزمنية ، الاجتماعية والاقتصادية ، العلمية والسياسية . فنسهم هكذا في نشر مبادئ الكنيسة المقدسة وبناء مجتمع أفضل. محققين فينا إرادة يسوع في أن نكون ملحا للأرض .
|