مواعظ على مدار السنة الطقسية 2005 ـ 2006 المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل
يتفضّل مشكورا سيادة المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل السامي الاحترام المعتمد البطريركي للسريان الكاثوليك لدى قداسة البابا والزائر الرسولي لاوربا بتقديم المواعظ على مدار السنة الطقسية كاملة خدمة لأبنائنا المؤمنين وخاصة المتواجدين خارج العراق والذين لا تسمح لهم الظروف بالمشاركة في قداديس أيام الآحاد. السنة الطقسية 2005-2006 الأحد الأول بعد الدنح يوحنا 1 : 29-41 الموضوع : إنجيل الأحد 8 / 1 / 2006 29 وفي الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا اليه فقال هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم* 30 هذا هو الذي قلت عنه ياتي بعدي رجل صار قدامي لانه كان قبلي* 31 وانا لم اكن اعرفه لكن ليظهر لاسرائيل لذلك جئت اعمد بالماء* 32 وشهد يوحنا قائلا اني قد رايت الروح نازلا مثل حمامة من السماء فاستقر عليه* 33 وانا لم اكن اعرفه لكن الذي ارسلني لاعمد بالماء ذاك قال لي الذي ترى الروح نازلا ومستقرا عليه فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس* 34 وانا قد رايت وشهدت ان هذا هو ابن الله* 35 وفي الغد ايضا كان يوحنا واقفا هو و اثنان من تلاميذه* 36 فنظر الى يسوع ماشيا فقال هوذا حمل الله* 37 فسمعه التلميذان يتكلم فتبعا يسوع* 38 فالتفت يسوع ونظر اليهما يتبعانه فقال لهما ماذا تطلبان فقالا ربي الذي تفسيره يا معلم اين تمكث* 39 فقال لهما تعاليا وانظرا فاتيا ونظرا اين كان يمكث ومكثا عنده ذلك اليوم وكان نحو الساعة العاشرة* 40 كان اندراوس اخو سمعان بطرس واحدا من الاثنين اللذين سمعا يوحنا وتبعاه* 41 هذا وجد اولا اخاه سمعان فقال له قد وجدنا مسيا الذي تفسيره المسيح* الوعظـــــة يقدم لنا يوحنا الإنجيلي عدة شهادات خبرها عن المسيح...عن أصله.. عن حياته.. عن رسالته.. من هذه الشهادات شهادة يوحنا المعمذان نفسه . وشهادة المعمدان هذه إن هي إلا نتيجة قناعته وإيمانه بأن يسوع هذا المقبل إليه ليعتمد منه ، هو المسيح الذي تكلم عنه الإنبياء وهو بصورة خاصة " حمل الله الحامل خطايا العالم". شهادة يوحنا المعمدان هذه مشبعة بالمعاني. فحمل الله يذكرنا بالحمل الذي كان الشعب يضع عليه الخطاياه .ثم يذبح بعد ذلك ويرش دمه على المذبح تكفيرا عن ذنوب الشعب وغسلا لخطاياهم. و" الحامل خطايا العالم" يذكرنا بنص أشعيا النبي عن المسيح " العبد الوديع المتواضع " الذي وضع الله عليه ذنوب جميع الناس ليعاني الآلام والعذاب والموت تكفيرا عن خطايا الشعب.فالمسيح، حسب إيمان يوحنا المعمدان، هو المسؤول عن خلاص البشر . وهو الذي يجند كل إمكانياته ليخلص البشرية من سائر أمراضها الاجتماعية والروحية والأدبية. المسيح هو المنقذ الاجتماعي والمصلح الروحي في العالم. وكل بُعد عن المسيح وكل تلـه ٍ بما هو مادي وخسيس يؤدي حتما إلى الضياع. إنجيل اليوم دعوة لنا لنعي المسؤولية التي يضعها علينا ديننا. دين المحبة والخدمة والتضحية والصليب ، من أجل فداء ذواتنا وفداء الآخرين بدءا بالذين نعيش معهم في البيت الواحد. في الحي الواحد. في المدينة الواحدة. وفداء جميع الناس في كل البلدان ومن كل الأجناس والأديان والقوميات. لأن المسيح مات ليخلص جميع البشر. كلنا مسؤولون، بحكم دعوتنا المسيحية، عن تطوير قيم الخير في أخينا الإنسان وفي المجتمع الذي نعيش فيه. مسؤولون عن نشل أخينا الإنسان من صعوبة أو مشكلة أو عاهة مني بها أو خطأ وقع فيه. وتزداد مسؤوليتنا عندما نرى رقعة الفقر الروحي تزداد اتساعا، والاستخفاف بالقيم الإنسانية والمثل الإنجيلية يصبح شيئا مألوفا. لا، لن ندع ظلمة الضياع واللامبالاة وكآبة البؤس والألم تطغي على نور المسيح الذي أشع فينا وأشرق في العالم . لأن يسوع أرادنا " نورا للعالم وملحا للأرض " هذه المسؤولية ستلازمنا ما دمنا نحمل سمة العماد على جباهنا. فلنَشدُدِ العزمَ على مواصلة الدرب في خطى يسوع حمل الله ولنحمل معه أوزار اخوتنا، مشاركين إياهم معاناتهم . ومتحسسين حاجاتهم وحاضرين لتلبية كل ما يؤول إلى خيرهم الروحي وخلاص نفوسهم . آمين
|