مواعظ على مدار السنة الطقسية 2005 ـ 2006 المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل
يتفضّل مشكورا سيادة المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل السامي الاحترام المعتمد البطريركي للسريان الكاثوليك لدى قداسة البابا والزائر الرسولي لاوربا بتقديم المواعظ على مدار السنة الطقسية كاملة خدمة لأبنائنا المؤمنين وخاصة المتواجدين خارج العراق والذين لا تسمح لهم الظروف بالمشاركة في قداديس أيام الآحاد. السنة الطقسية 2005-2006 عيد الدنح لوقا 3 : 15-22 كلثا دمشيحا الموضوع : إنجيل الجمعة 6 / 1 / 2006 15 واذ كان الشعب ينتظر والجميع يفكرون في قلوبهم عن يوحنا لعله المسيح* 16 اجاب يوحنا الجميع قائلا انا اعمدكم بماء ولكن ياتي من هو اقوى مني الذي لست اهلا ان احل سيور حذائه هو سيعمدكم بالروح القدس والنار* 17 الذي رفشه في يده و سينقي بيدره ويجمع القمح الى مخزنه واما التبن فيحرقه بنار لا تطفا* 18 وباشياء اخر كثيرة كان يعظ الشعب ويبشرهم* 19 اما هيرودس رئيس الربع فاذ توبخ منه لسبب هيروديا امراة فيلبس اخيه ولسبب جميع الشرور التي كان هيرودس يفعلها* 20 زاد هذا ايضا على الجميع انه حبس يوحنا في السجــن* 21 ولما اعتمد جميع الشعب اعتمد يسوع ايضا واذ كان يصلي انفتحت السماء* 22 ونزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة وكان صوت من السماء قائلا انت ابني الحبيب بك سررت* الوعظــــة من أقدم الأعياد المسيحية عيد الدنح وبالسريانية (دنحا) أي الظهور أو الإشراق. فالدنح هو ظهور المسيح بميلاده بالجسد من مريم العذراء، وظهوره للمجوس بواسطة النجمة، وظهوره على نهر الأردن بالعماد، وظهوره للبشارة العلنية . والكنيسة الشرقية قديما شملت كل هذه الأحداث بعيد واحد سمته الدنح. يوم ميلاد يسوع في بيت لحم قدَم الآب السماوي ابنه إلى العالم بفم الملائكة :" قد ولد لكم اليوم مخلص وهو المسيح الرب". ويوم عماذه في نهر الاردن قدَم الآب ابنه بشهادة رسمية تكشف عن هويته الحقيقية فقال : " هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت ". وانطلاقا من هذا الظهور بدأ يسوع رسالته . رسالة التعليم والشفاء والعمل. حتى يأتي بالكل إلى حضيرة الملكوت الجديد الذي افتتحه ، وهو ملكوت روحي لا سياسي. ملكوت شامل يعانق جميع الناس دون تفرقة ولا تمييز ولا استثناء . ظهور يسوع إذن هو إشراق جديد على العالم، وإعلان عهد محبة وسلام وتحرير، كما أعلنه أشعيا من قبل " روح الرب عليّ لذا مسحني لأبشر المساكين، وأرسلني لأشفي المنكسري القلوب إلخ..." في هذا العيد، كما سمعنا في إنجيل اليوم، نشاهد يوحنا المعمدان ملازما ضفاف الأردن. يدعو الناس إلى التوبة ، إلى تغيير سلوكهم، فتصبح قلوبهم مهيأة لقبول ملكوت الله الوشيك. إنه الساعي الذي يعدُ طريق الرب. وإذا كان يسوع نفسه يأتي هو أيضا إلى يوحنا ويعتمد من يده كباقي الناس النادمين، فليس لأن يسوع محتاج، لكن ليكون لنا مثالا في التواضع، ويخط لنا الطريق المؤدي إلى الله، وليقدّس الماء ويسلّمنا سر المعمودية بالماء والروح القدس الذي به نصبح اخوة ليسوع وأبناء الآب وأعضاء في الكنيسة المقدسة. فالتوبة التي يعدعو إليها يوحنا المعمدان هي تغيير للحياة. والعماد هو الآخر تغيير للمواقف والسلوك القديمة البالبة . إنه خَلعُ انساننا القديم ولبس انساننا الجديد بيسوع . إنه موت عن الخطيئة وقيامة إلى حياة جديدة، حياة الله . في مياه المعمودية تغرق الخطيئة كما غرق فرعون وعساكره في مياه البحر الأحمر. ونحن الذين اعتمدنا بيسوع قد دفنا معه وقمنا منتصرين على الشر والخطيئة. لقد تغيرنا في المعمودية تغييرا جذريا ، وعدنا من ظلال الموت إلى نور الحياة فأشرق لنا يسوع المسيح. المسيح هو إذن دنحنا وضياؤنا ونورنا. وبنور يسوع نعاين النور. فلنسلك في هذا النور، اخوتي ، ولنثبت أمينين مع الروح القدس الذي يريد أن يقدّسنا كل يوم ، فيتسنى للآب أن يردد فوق كل واحد منا : " هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت" . وهكذا نحمل اسمه في قلوبنا وعلى جباهنا، ونجسم صورته البهية في أعمالنا ونبشر بملكوته ونحيا بمحبته. آمين.
|