مواعظ على مدار السنة الطقسية 2005 ـ 2006 المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل
يتفضّل مشكورا سيادة المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل السامي الاحترام المعتمد البطريركي للسريان الكاثوليك لدى قداسة البابا والزائر الرسولي لاوربا بتقديم المواعظ على مدار السنة الطقسية كاملة خدمة لأبنائنا المؤمنين وخاصة المتواجدين خارج العراق والذين لا تسمح لهم الظروف بالمشاركة في قداديس أيام الآحاد. السنة الطقسية 2005-2006 عيد الميلاد المجيد يوحنا 1 :1 -17 إنجيــل ليلة العيد وأحد عيد الميــلاد في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله* 2 هذا كان في البدء عند الله* 3 كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان* 4 فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس* 5 والنور يضيء في الظلمة والظلمة لم تدركه* 6 كان انسان مرسل من الله اسمه يوحنا* 7 هذا جاء للشهادة ليشهد للنور لكي يؤمن الكل بواسطته* 8 لم يكن هو النور بل ليشهد للنور* 9 كان النور الحقيقي الذي ينير كل انسان اتيا الى العالم* 10 كان في العالم وكّون العالم بــه ولم يعرفه العالم* 11 الى خاصته جاء وخاصته لم تقبله* 12 واما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اي المؤمنون باسمه* 13 الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله* 14 و الكلمة صار جسدا وحل بيننا ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الاب مملوءا نعمة وحقا* 15 يوحنا شهد له ونادى قائلا هذا هو الذي قلت عنه ان الذي ياتي بعدي صار قدامي لانه كان قبلي* 16 ومن ملئه نحن جميعا اخذنا ونعمة فوق نعمة* 17 لان الناموس بموسى اعطي اما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا* الموعظــــة يوم البشارة قال الملاك عن يسوع أنه : "سيكون عظيما وابنُ العلي يدعى" . وفُهِم من كلام الملاك أن يسوع هذا هو ابن داود وابن الله . ولدى ولادته سمّاه الملائكة " المسيح الرب" . فمن حيث كونه المسيح فهو شبيه بالبشر اخوته ، وهو رجاؤهم ومحررهم . ومن حيث كونه الرب ، فهو يملك مع الآب على العالم وعلى كل شيئ ، لأنه منذ الأزل . به كّوِن كل شيء وبغيره لم يكن شيئ مما كان. وإن كنا بالإيمان نعترف بأن الخليقة كلها هي اشعاع لصورة الله وصفاته ، وإن بصورة ضئيلة ، فإن يسوع بيت لحم هو كلمة الله ، أي الصورة الكاملة له . وقد صار انسانا ودخل تاريخنا ليرفعنا إليه ويجعل منا أخوة له وأبناء لأبيه السماوي . إنها قمة المحبة والإحسان . إن عظمتنا نحن البشر هي أن يكون الله معنا ، وأكثر من ذلك أن يتخذ هو اسما له " عمانوئيل " أي الله معنا . وليس هذا فقط بل إنه نزل حقا وسكن في ما بيننا . فعلّمنا وهذّبنا وبرهن عن حبه لنا حتى التضحية بحياته . الحقيقة الكبرى والأساسية التي نستخلصها من عيد الميلاد هي إذن أن الإنسان مرتبط بالله ارتباطا وثيقا . كما أنه كان ولا يزال موضوع حب الله الكبير والخاص . والإنسان هو أيضا من جهته لا يمكنه أن يجد سعادته وتوازنه إلا في حب الله والاتحاد به . فمهما تقدم علم الانسان واتسعت معرفته وتطورت اختراعاته ، يبقى ملتزما بالبحث دوما عن ثقة متجددة بها يقول الكلمات الخالدة : الله يحبني ، لذا أنا أيضا أحبه في كل ما أراه وفي كل ما وضعه في متناول يدي من علوم وفنون وقدرات . الإله الذي أخلى ذاته واتخد صورة عبد ليعيش مع الانسان ويشاركه الأفراح والآلام هو إله جدير بالحب حتى العبادة . هو حمل أوزارنا . هو قدّر مسبقا كل ما سنتحمله من أجله ، وثمَّن كل تضحية وكل فقر وألم . وبارك كل فرح وزاد كل سعادة جاعلا من حياتنا ملحمة رائعة تستحق العيش . ميلاد المسيح فرصة لنا لتجديد كل هذه الحقائق والمشاعر والانطلاق من جديد في حياتنا المسيحية اليومية ، بكل ما تتطلبه من تضحيات ، بفرح وارتياح وطمأنينة لأن الذي عايشنا ومات عنا هو أمين . إننا ننتهز هذه الفرصة الثمينة لنزف إليكم جميعا وإلى أهلكم وأحباءكم هنا في هذا البلد وفي كل بلد وأرض ، أطيب تهنئاتنا وأصدقها . داعين مولود المغارة أن يملأ قلوبكم بالحب والألفة والفرح ويبارك بيوتكم وعائلاتكم . ويحل السلام والطمأنينة في المجتمعات والدول . فتكون أعيادنا مصدر غنى روحي ومبعث فرح دائم . آمين.
|