مواعظ على مدار السنة الطقسية 2005 ـ 2006 المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل
يتفضّل مشكورا سيادة المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل السامي الاحترام المعتمد البطريركي للسريان الكاثوليك لدى قداسة البابا والزائر الرسولي لاوربا بتقديم المواعظ على مدار السنة الطقسية كاملة خدمة لأبنائنا المؤمنين وخاصة المتواجدين خارج العراق والذين لا تسمح لهم الظروف بالمشاركة في قداديس أيام الآحاد. السنة الطقسية 2005-2006 الأحد الثاني بعد الدنح يوحنا 1 : 43-51 الموضوع : إنجيل الأحد 15 / 1 / 2006 في الغد اراد يسوع ان يخرج الى الجليل فوجد فيلبس فقال له اتبعني* 44 وكان فيلبس من بيت صيدا من مدينة اندراوس وبطرس* 45 فيلبس وجد نثنائيل وقال له وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والانبياء يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة* 46 فقال له نثنائيل امن الناصرة يمكن ان يكون شيء صالح قال له فيلبس تعال وانظر* 47 وراى يسوع نثنائيل مقبلا اليه فقال عنه هوذا اسرائيلي حقا لا غش فيه* 48 قال له نثنائيل من اين تعرفني اجاب يسوع وقال له قبل ان دعاك فيلبس وانت تحت التينة رايتك* 49 اجاب نثنائيل وقال له يا معلم انت ابن الله انت ملك اسرائيل* 50 اجاب يسوع وقال له هل امنت لاني قلت لك اني رايتك تحت التينة سوف ترى اعظم من هذا . العظـــــة من دعوة فيليبس نفهم بأن الله يتوجّه إلينا عندما يشاء هو، وبالطريقة التي يشاؤها هو. شريطة أن نكون مستعدين لذلك بحياة صالحة . ويبدو تدخل الله في حياتنا أحيانا مفاجأةً لنا. لأنه يأتينا في وقت يختاره هو، وفي البرهة التي يراها مناسبة لخيرنا. لذا علينا أن نكون مستعدين في كل لحظة لنهيئ للرب فرصا يتدخل فيها بحياتنا فيقدسنا، ويهمس في آذاننا هذه الكلمة الحلوة : " اتبعني ". إن الله يدعونا إلى معرفته وحبه بطرق شتى ، ومن خلال أحداث حياتنا اليومية. لكنه لا يأتي إلا عندما يرى فينا استعدادا لقبوله . لأن كل لقاء حقيقي هو تعبير عن حب متبادل بين شخصين. وهذا لا يتم من جانب واحد . فالله تعالى يحبنا جميعا، لأنه هو محبة . وبما أنه لا إكراه في الحب الحقيقي، فإن الله لا يرغمنا على حبه بالقوة أو بالتهديد . الله يحبنا بحريته ويريد منا أن نحبه بحريتنا. ولا يمكن أن يكون لله اسلوب في لقائه معنا غير هذا. فيليبس كان ينتظر المسيح ويبحث عنه في كتب موسى والأنبياء . فترقب تحقيق النبؤات في أوانها. ولما سمع بأن المسيح المنتظر قد ظهر في الناصرة ، كما قال النبي، آمن به قبل أن يراه . لأنه كان يحب المسيح المنتظر . ومَن يحب يرى بقلبه قبل أن يرى بعينيه . قلب فيليبس وقلب يسوع كانا على ذبذبة واحدة . فشعر يسوع بقلب فيلبس ينبض حبا واشتياقا. لقد كان بين الإثنين لقاءُ روحي قبل أن يتعارفا ويشاهد الواحد الآخر. لذا قال يسوع لفيليبس : " قبلما دعاك نثنائيل وأنتَ تحت شجرة التين رأيتك " أي كنتُ معك وكنتَ معي أو كنتَ في قلبي وفكري . إن كل نفس تعيش في شوق اللقاء بالرب هي نفس حاضرة في قلب الرب. والشوق إلى لقاء الرب هو الإخلاص في الواجب والأمانة في العمل والصدق في العلاقة . إن نفسا هذه استعداداتها هي نفس أبدا حاضرة في قلب الله ، والله يراها ليس رؤية الخالق لخليقته وحسب، بل رؤية الحبيب لحبيبه. لأن نفسا هذه استعداداتها تكون حقا على نفس الذبذبة من قلب الله. تهيأوا أحبائي للقاء يسوع بأعمالكم الصالحة وسيرتكم المستقيمة وخدمتكم السخية. كونوا ساهرين لئلا تعمي أهواء وإغراءات هذا العالم رؤيتَكم ليسوع . فتضيعوا ويضيع أولادكم . ابقوا على ذبذبة واحدة مع الرب ومع ما تعلمتم وما تربيتم عليه في الشرق من قيم وشيم وأخلاق وصدق وطهر ونزاهة. فيراكم يسوع ويرعاكم ويسند ضعفكم ويلبي رغباتكم الصالحة ، ويتجاوب مع متطلبات حياتكم ، ويهمس في آذانكم : " رأيتك ... إني أراك... تشجع لا تخف... لن أتركك. آمين. من هو فيلبوس الرسول؟
ولد في بيت صيدا (يو 1: 44) ويبدو أنه عكف منذ صباه على دراسة الكتب المقدسة، فنجده سريعًا لتلبية دعوة الرب حالما قال له اتبعني، ونجد في حديثه إلى نثنائيل: "قد وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء، يسوع.) يو 1: 45) ما يدل على الانتظار والتوقع. لم يرد ذكره كثيرًا في الأناجيل. ذُكر اسمه في معجزة إشباع الآلاف من خمس خبزات وسمكتين، حينما سأله الرب سؤال امتحان: "من أين نبتاع خبزًا ليأكل هؤلاء؟" فكان جواب فيلبس: "لا يكفيهم خبز بمائتيّ دينارًا ليأخذ كل واحد منهم شيئًا يسيرًا" (يو 6: 5-7). وجاء ذكره في يوم الاثنين التالي لأحد الشعانين حينما تقدم إليه بعض اليونانيين الدخلاء وسألوه أن يروا يسوع )يو 12: 20-22). وجاء ذكره أيضًا في العشاء الأخير في الحديث الذي سجله لنا القديس يوحنا، حينما قال للرب يسوع: "أرنا الآب وكفانا"، فكان جواب الرب عليه: "أنا معكم زمانًا هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس؟ الذي رآني فقد رأى الآب، فكيف تقول أرنا الآب؟ ألست تؤمن أني أنا في الآب والآب فيَّ؟" (يو 14: 8-10). حمل بُشرى الخلاص إلى بلاد فارس وآسيا الصغرى خاصة إقليم فريجيا، وانتهى به المطاف في مدينة هيرابوليس المجاورة لكولوسي واللاذقية بآسيا الصغرى حيث استشهد مصلوبًا، بعد أن ثار عليه الوثنيون. ويخلط البعض بينه وبين فيلبس المبشّر أحد السبعة شمامسة في بعض الروايات.
|