مواعظ على مدار السنة الطقسية 2005 ـ 2006 المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل
يتفضّل مشكورا سيادة المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل السامي الاحترام المعتمد البطريركي للسريان الكاثوليك لدى قداسة البابا والزائر الرسولي لاوربا بتقديم المواعظ على مدار السنة الطقسية كاملة خدمة لأبنائنا المؤمنين وخاصة المتواجدين خارج العراق والذين لا تسمح لهم الظروف بالمشاركة في قداديس أيام الآحاد. السنة الطقسية 2006 الأحد الذي بعد عيد الميلاد لوقا 2 :39 -52 الموضوع : إنجيل الأحد 2006 / 1 / 1 ولما اكملوا كل شيء حسب ناموس الرب رجعوا الى الجليل الى مدينتهم الناصرة* 40 وكان الصبي ينمو ويتقوى بالروح ممتلئا حكمة وكانت نعمة الله عليـــه* 41 وكان ابواه يذهبان كل سنة الى اورشليم في عيد الفصح* 42 ولما كانت له اثنتا عشرة سنة صعدوا الى اورشليم كعادة العيد* 43 وبعدما اكملوا الايام بقي عند رجوعهما الصبي يسوع في اورشليم ويوسف وامه لم يعلما* 44 واذ ظناه بين الرفقة ذهبا مسيرة يوم وكانا يطلبانه بين الاقرباء والمعارف* 45 ولما لم يجداه رجعا الى اورشليم يطلبانه* 46 وبعد ثلاثة ايام وجداه في الهيكل جالسا في وسط المعلمين يسمعهم ويسالهم* 47 وكل الذين سمعوه بهتوا من فهمه واجوبته* 48 فلما ابصراه اندهشا وقالت له امه يا بني لماذا فعلت بنا هكذا هوذا ابوك و انا كنا نطلبك معذبين* 49 فقال لهما لماذا كنتما تطلبانني الم تعلما انه ينبغي ان اكون في ما لابي* 50 فلم يفهما الكلام الذي قاله لهما* 51 ثم نزل معهما وجاء الى الناصرة وكان خاضعا لهما وكانت امه تحفظ جميع هذه الامور في قلبها* 52 واما يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس* الموعظــــة يأتي حادث لقاء يسوع مع العلماء في الهيكل، وهو في سن الثانية عشرة، ليؤكد خضوع مريم ومار يوسف لقوانين الشريعة. والشريعة كانت تأمر بوجوب الزيارة السنوية لأورشليم ، ضمن الإطار الديني ، لكل من يكون قد أتم الثانية عشرة من عمره . وكان يسوع قد تلقى من يوسف ومريم، كما يتلقى كل طفل من أبويه ، الشرح عن معنى هذه الممارسة الدينية أو تلك . حسبما تقتضيه مرحلة العمر، كي يكون ملما بكل أصول الدين وممارسته. يسوع رافق أبويه في هذه الزيارة . لكنه تخلف عنهم في طريق العودة . إذ مكث في الهيكل. وليس مكوثه هذا للتقليل من احترامه لأبويه، بل إن هو إلا شعور منه بأنه يجب أن يكون في كل ما هو للآب. ومحاوراته مع العلماء في الهيكل، كانت دليلا لرغبته العميقة في توجيه حياته ونشاطه نحو الدين لتنقيته ، ونحو الهيكل الذي رمز إلى جسده وإلى الكنيسة التي سيؤسسها. في هذا الإطار جاء جواب يسوع على عتاب أمه الرقيق : " لماذا تطلبانني ? ألا تعلمان أني يجب أن أكون فيما هو لأبي". ما العبرة من هذا الحادث? . إن الاهتمام الأول والأكبر يجب أن ينصب، اليوم أكثر من أي وقت مضى، حول الله وحول الدين وثوابته ومتطلباته في حياة كل إنسان وحياة الجماعات والشعوب . لا سيما اليوم، وسط عالم يفتش عن ذاته وحقيقته بقلق . وهو مع كل التطور الصناعي والإعلامي، ومع كل هذا التمادي في الحرية ، يكاد يضيع في حركة غير منضبطة ووسط مفهوم للحياة نسبوي يجعل من كل شيئ مسموحا. حتى تساوى الخير والشر وتساوى الإلحاد والإيمان. ولم يعد للحياة من ضوابط سوى ما يشتهيه الإنسان. إنه حقا لبحر هائج هذا الذي تبحر فيه البشرية اليوم. وكل هذا لأن انسان اليوم لم يعد يعتمد الدين والإيمان قاعدة ثابتة للحياة . إنه عالم القلق والتساؤلات : في خاطر الشباب تجول أسئلة عن الله وعن الدين. عن الكنيسة وعن الذات الإنسانية. عن اسرار الحياة بما فيها الروحية والزمنية والنفسية والجنسية والاجتماعية ... هذه مسائل تقلق الشباب وتتركهم في حيرة. لذا فهم بحاجة إلى صديق وفي مخلص صادق يبادلونه الثقة. وهذا الصديق هو أولا الأب أو الأم هو الكاهن هو المعلم هو كل صاحب نفس كبيرة وقلب شهم يحب ويتفهم ويعطي الإجابة لتساؤلاتهم. على الآباء والامهات أن يتفهموا حاجات أبنائهم المتجددة باستمرار مع تجدد العصر. وهذا التفهم قادر أن يفتح أمامهم طريق اللقاء مع الله في الإنجيل ومع اخوته البشر في هيكل الرب حيث يلتقي الشعب أسرة واحدة ، الله أبوها . آمــــين.
|