الاب منصور دديزا الدكتور سامي نوح كرومي
منتديات بخديدا |
هو ابن اخ الشيخ باهي دديزا وكان يسكن معه في نفس الدار . كان رحمه الله ممتلئ الجسم ذو صوت رخيم فيه نبرة جميلة اشتهر اكثر ما اشتهر به بكرازاته الرائعة وخاصة ( الداعة) للاستسقاء عند انحباس هطول المطر . لقد حضرت احداها وقد كانت في الموقع الذي كانت فيه الابار الارتوازية التي تسقي بخديدا ( السيباية) بمياه الشرب قبل ان يتحول المشروع الى بلاوات كنا عشرات من الناس من مختلف الاعمار كان البعض من الرجال قد وضعوا على رؤوسهم كالعباءة الاكياس (الكواني والخرارات) للتواضع والاستغفار . كانت كرازة الاب منصور دديزا مؤثرة جدا . لقد بكى الكثير ان لم يكن الجميع وهو يشرح لرب المطر ماذا سيحل بابنائه فيرجوه مرة ويجبره مرة ويصل به الانفعال كما لو كان يخاطب رجلا امامه فهو يلين معه ويرجوه ويتوسل ويتضرع ثم يهدده ويخيفه ويحمله نتيجة تركه لهؤلاء الذين يحبوه . لقد كان يتصارع مع رب المطر بكلام كان يخترق اعماق القلوب ليهز المشاعر والانفعالات فتنهمر العيون دموعا ساخنة ويعلو صوت النحيب وترتفع غمامة من تحت الافق ( وهذا ليس مبالغة كما انه ليس مسألة علمية ) وتتقدم هذه الغمامة لتمطر فوق هؤلاء الذين تجمعوا هنا يستصرخون ربهم لان المطر هو حياتهم وحياة ابنائهم واغنامهم وكل حيواناتهم . لقد كنت احد الذين بللهم المطر لقد امطرت السماء ولم يكن مطرا شديدا ولكن قطرات المطر سقطت فوق رؤوسنا. كانت كرازاته رحمه الله متميزة و كانت تخاطب وجدان المؤمن ومشاعره وكانت تتحدث وتجادل المعبود الى حد تحميله المسؤولية . لقد كان الكل يقصدون كرازاته في وقت لم يكن هناك مكبرات صوت او مايكروفانات وكان صوته الجهوري الرخيم الذي يتحول الى صوت ضخم اجش عند الغضب ليجسم انفعاله بتغير نبرة صوته فكانما كان يرسم خطبته بهذا الصوت الرائع الجميل الهادر الذي كان يصل الى ابعد الجالسين دونما حاجة الى مكبرات الصوت . لقد كان يوما حزينا في تاريخ بخديدا عندما توفي في نفس اليوم مع المرحوم الخوري بهنام دنحا وقد اجلسا كليهما امام المذبح الاوسط في كنيسة الطاهرة كل على كرسي على اليمين وعلى اليسار في موقع الشمامسة في صلاة الرمش . وجاءت جموع بخديدا لتلقي عليهما نظرة الوداع وتقبيل يديهما الطاهرتين للمرة الاخيرة وكان ذلك في اواخر تموز عام 1963 رحمهما الله ورحمنا بصلواتهما وبرهما .
|