الشيخ باهي دديزا
الدكتور سامي نوح كرومي
الشيخ باهي دديزا شيخ بخديدا اطبقت
شهرته الافاق في اوائل القرن الماضي والافاق في اوائل القرن الماضي كانت تمتد
قبل انتشار الموجات الكهرومغناطيسية كانت تمتد الى 75 كم .اما شهرته فقد تجاوزت
هذه المسافة بكل تاكيد .
في احدى السنوات المجدبة وصل الى المنطقة طلبا للمرعى شيخا من شيوخ الدليم (الشيخ
برع) ومعه قطعان اغنامه ومن يرافقه وخيوله و خيامه وسال عن شيخ العشيرة ، ومن
لا يعرف مضيف الشيخ باهي فدلوه الى المضيف فنزل ضيفا عليه ، ومن واجبات الضيافة
تأمين المأوى والمأكل والحماية للضيف .ذبحت الذبائح وعلفت الاغنام والجياد
ونصبت الخيام والشيخ باهي المضيف قائم بالواجب على احسن وجه حتى نفذ كل ما لديه
من تبن وشعير والشيخ الضيف ينوي الرحيل والشيخ باهي يرجوه ويلح عليه في البقاء
وافرغت كل سراديب الجيران من التبن وجببها من الشعير دون ان يشعر الضيف ان
الشيخ باهي قد افرغ سراديبه وجببه وكان الضيف كلما اراد الرحيل الح المضيف
وابقاه فترة اخرى الى ان اقسم الضيف اغلظ الايمان مصرا على المغادرة لانه قد
امضى فترة طالت اكثر بكثير مما يجب وتعدت المدة المعقولة للضيافة كثيرا . ولم
يستطع الشيخ باهي ان يبقيه هذه المرة لان الضيف اقسم ولا يجوز ان يحمله على ان
يحنث بقسمه فكانت ساعة الرحيل فقبل الضيف مضيفه الكريم وصاح على احدى اخواته
العازبات فجاءته من بعيد وفي هذه الاثناء بادر الشيخ برع بقوله للشيخ باهي ، لا
اعرف كيف ارد لك كرمك الذي فاق كل الحدود ولكن انا اقدم لك اختي هذه هدية زوجة
لك ، ابتسم الشيخ باهي وقبله من جديد وقال قبلت هديتك واردها لك لاننا نحن
المسيحين لا يسمح لنا ديننا الزواج باكثر من زوجة واحدة ، والحمد لله زوجتي
موجودة و حرام علي الزواج عليها . فهم الشيخ الضيف ان المسالة لا تقبل اي جدل
او اقناع فهداه عقله البدوي ذو الذكاء الثاقب الى تدارك ما وقع فيه من حرج
فنادى احد رجاله ان ياتيه بالفرس الفلانية ( والخيول الاصيلة كانت تسمى كالبشر
مثل افراد العائلة ) وكانت فرسه الشخصية التي يفضلها على كل جياده كانت اعز ما
لديه فقال للشيخ باهي هذه الفرس هديتي لك بعد ان تعذر عليك قبول اختي فقبلها
منه الشيخ باهي وشكره عليها .وعاد الشيخ برع الى اهله دون فرسه العزيزة
حاتم الطائي وقصة
فرسه يعلمها الكثير وربما ما قد لا يعلموه ان حاتم الطائي اشهر كرام العرب كان
في عصر الجاهلية قبل الاسلام وكان مسيحيا . من شدة كرمه لم يبقى لديه سوى فرسه
، سمع ملك الروم بان اكرم كرام العرب لم يعد يملك سوى فرسه فاراد ان يختبر كرمه
بفرسه هذا لكي يتحقق من صدق الروايات التي كانت تحكى بحق هذا الرجل الكريم
فارسل اليه رسولا متنكرا لكي يطلب منه الفرس كهدية . وصل الضيف الى مضارب طي
وقصد حاتم ونزل ضيفا عليه .
ومن اصول الضيافة ان لا يسأل الضيف عن حاجته الا بعد مرور ثلاثة ايام على
ضيافته .
لقد حل ضيف على حاتم فوجب عليه ان يذبح له . ولما لم يبق لديه شيئا من الغنم او
غيره من الحلال مما يذبح اشار الى رجاله ان اذبحوا الفرس فذبحوها ( العرب كانت
تاكل لحوم الخيول والغرب حاليا ياكل لحم الخيول)وقدم الطعام للضيف واكل الجميع
ونامو ا ، وفي صباح اليوم التالي لم يشأ الضيف ان يمضي الايام الثلاثة ليطلب
حاجته فاراد ان يعود الى اهله بعد تنفيذ رغبة الملك وهي اختبار كرم حاتم ،
فتقدم الضيف الى مضيفه وقال له علمت ان لديك فرسا وودت لو اهديتني اياه ،فارتبك
حاتم قبل ان يجيبه لان لم يسبق له ان رد طلبا فاستجمع شجاعته وقال له معاتبا :
لماذا لم تخبرني بحاجتك امس عند وصولك ؟لانني ذبحته واطعمتكه ولم يعد بمقدوري
ان اعطيك اياه فعاد الرسول الى الملك بدون الفرس ، ورغم ان القصتين تتشابهان في
ان العائد عاد دون الفرس الا انهما ايضا تتشابهان في قيمة الكرم التي هي صفة
العرب و المسيحيين فلقد كان حاتم الطائي وباهي دديزا كلاهما مسيحيان . وهذه
القصة قد يكون من ال دديزا من يعرف تفاصيلها اكثر مني فانا لم اعش هذه القصة
وانما سمعتها من والدي