في أستقبال عيد الصليب احببت ان اكون مثل اطفال قره قوش في استقبالهم لعيد الصليب، هم يبدأون بالتحدث عن العيد باسلوبهم البسيط وبمحدودية معرفتهم وذلك من خلال اطلاق الطقاقات النارية (الدبنجه) قبل حلول يوم العيد بأيام عديدة واحيانا باسابيع!! لاذنب على اطفالنا وشبابنا ان لم يعرفوا ما معنى هذا العيد ومن اين جاء هذا التقليد، ولكن العتب على الكبار عندما لايعرفون ولا يبحثون عن معرفة ذلك! وان عرفوا فانهم في كثير من الاحيان يكفوا عن نقل المعرفه وهذا ما لا يوافق مع ايماننا لان في ايماننا يجب ان نبحث وان نعرف. ان نتعلم وان نعلم... كيف نشأ هذا العيد وما كانت اسباب نشأته: عيد الصليب الذي اُختير ان يكون في 14 من أيلول هو ذكرى تخليديه للعثور على عود الصليب الذي صلب عليه االمسيح (وفقا للتقليد) .ارسلت القديسه هيلانه والدة الامبراطور الروماني قسطنطين الى مدينة القدس جماعة كبيرة وذو خبرة للبحث عن صليب المسيح وبالفعل تم العثور عليه عام 327 م. حيث انه عند اكتشاف صليب ربنا يسوع المسيح أراد القيمون في القدس ايصال الخبر المفرح إلى الملكة هيلانة في القسطنطينية، فكانت أفضل وسيلة هي إشعال النار على رؤوس وقمم الجبال. فكانت كل المنطقة ترى النار مشتعلة، تقوم بإشعال النار في منطقتها، إلى أن وصل الخبر إلى الملكة هيلانة. فمن هنا جاء هذا التقليد الذي مازال قائمًا حتى يومنا هذا في كافة المناطق والأقاليم المسيحية أو التي يقطنها مسيحيون في الشرق الاوسط. بعد ذلك الحدث المهم تم انشاء كنيسة حول القبر المقدس في عهد الامبراطور نفسه، اي الامبراطور قسطنطين تلبية على طلب والدته هيلانه في عام 335 م. واحياء ذكرى لانشاء هذه الكنيسه يوم 14 أيلول. اما عود الصليب فقد سلبه الفرس عام 614 وهدموا الكنيسة ذاتها في احدى معاركم في القدس. لكن تم ارجاع عود الصليب مرة اخرى الى القدس بعد ان انتصر هرقل الثالث على كسرى ملك الفرس عام 629. هكذا كان فرح المسيحين باعادة عود الصليب حيث تم استيعاد فرحتهم به.
انها اسطر قليلة يمكن لنا نقلها الى اطفالنا في التعليم المسيحي وفي التعليم داخل الاسرة كي يعطوا معنا روحيا لهذا العيد متأملين بآيات كثيرة من الكتاب المقدس حيثما احتوت على كلمة الصليب: سوف احاول ان اعطيكم بعض من اللآيات من العهد الجديد كيما تكون مصدر تأمل لكم في هذه الايام التي نستقبل بها ذكرى عيد الصليب المقدس:
"فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهاله واما عندنا نحن المخلصين فهي قوة اللـه" (1 كورنثوس 18،1) "وأما من جهتي فحاشا لي أن أفتخر الا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صلب العالم لي وأنا العالم" (غلاطية 14،6)
اما يسوع فيقول لنا: "ومن لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني" (متى 38،10)
هكذا نعيد ذكرى هذا العيد بالشكل الصحيح التي تتطلبه منا مسيحينا اليوم. فالنشعل النور فوق السطوح وفوق قمم الجبال كيما يعرفوا الناس ليس فقط باننا عثرنا على عود الصليب وانما التقينا ايضا بالمصلوب القائم من بين الاموات الذي به نلنا الخلاص. باسم شوني
|