نتابع زيارة سيادة غبطة البطريرك الأنطاكي للسريان الكاثوليك الى الأرض المقدسة جوزيف يونان الجزييل الأحترام والتقدير تابع غبطة البطريرك زيارته الى فلسطين، بأحتفاله بالذبيحة الألهية في أورشليم – القدس في النيابة البطريركية، في كنيسة مار توما خارج اسوار القدس القديمة وبمعية النائب البطريركي المرافق بجولته هذه، المطران فابيانوس يوسف ملكي وسيادة المطران غريغوريوس بطرس ملكي النائب البطريركي في الأرض المقدسة والأردن وكان حاضرا ايضا الأب العزيز فارس تمس راعي الطائفة الذي عين من قبل صاحب الغبطة قبل مدة قصيرة والراهب الفرنسيسكاني الأب سيباستيان أقليميس والحضور الفعلي لاولاد الطائفة في القدس. وبعد انتهاء القداس الأحتفالي اتجه سيادته الى صالون الرعية لتبادل التهاني ما بين اولاد الرعية والمدعووين لسماع اقتراحات وشكاوي الطائفة، حيث وعد سيادته بالعمل الدووب لحل كل المشاكل والصعاب التي تواجه ابناء الطائفة والقضايا التي تخص الكنيسة السريانية بصورة جدية، على اساس الأوضاع الصعبة التي يعيشها كل المسيحيين بطوائفهم المختلفة، وخاصة بسبب الضغوط التي تمارسها السلطة الأسرائيلية من اغلاق المعابر وأبعاد الأشخاص وحصار على الشعب بحرية الحركة ما بين المدن الفلسطينية والقدس. وبعد ذلك اتجه موكب البطريريك الى البطريركية اللاتينية الموجودة بالقرب من باب الخليل في القدس القديمة، لتناول الغداء مع اصحاب السيادة، المطارنة والآباء الذين يعيشيون هناك اللذين استقبلوه بحفاوة وتكريم. وخلال الساعة الثالثة عصرا من يوم الأحد المصادف 6.12 اتجه غبطته لزيارة الكنيسة المرقسية القبطية الأرثودكسية الموجودة في المرحلة التاسعة من درب الصليب، حيث مدخل كنيسة القيامة ايام العهد البيزنطي، ايام الأمبراطور قسطنطين وأمه القدسية هيلانا بداية القر ن الر ابع، التي شيدت ثلاثة كنائس فخمة ورئيسية عند دخولها الى الأرض المقدسة: كنيسة القيامة تكريما لقبر الخلاص، كنيسة المهد تكريما لولادة الطفل يسوع وكنيسة أبانا الذي على جبل الزيتون، التي كانت كذكرى للجوء المسيح مع تلاميذه في هذه المنطقة حيث كان يعلم تلاميذه ويشرحهم الأمثال التي كان يمليها للشعب عند وجوده في الجليل " وكان يكلم الجموع بأمثال ويشرحها للتلاميذ فقط ". ودمرت اغلب الكنائس ايام غزو الفرس سنة 614 وكمل التدمير ايام الأحتلال والغزو الأسلامي 638 مع عمر بن الخطاب، وبعد صلاح الدين الأيوبي، الذي اكمل تدمير او تغيير أغلب الكنائس الى جوامع او الى مخازن خاصة او مأوى للحيوانات وبالضبط بعد معركة حطين 1187 عندما هزم الصليبيين في موقع حطين ما بين الناصرة وبحيرة طبريا. كنيسة قبر الخلاص دمرت بالكامل من قبل السلطان الحكيم الذي كانوا يسمونه السلطان المجنون سنة 1009، وبسسب هذه الكارثة وهذا الحدث المروع في تاريخ الكنيسة الأسود، أبتدات الحروب الصليبية بعد مدة ليست بالقصيرة، سنة 1099، لكن لم تدم طويلا الا حين هزيمتهم في معركة حطين وبهذا انتهت المملكة اللاتينية سنة 1292 ايام الملك ريتشارد قلب الأسد، آخر معاقل الصليبيين في مدينة عكا، التي كان فيها ميناء مهم ورئيسي للسفن والتجارة ما بين الشمال والجنوب من القدم. وقد استقبل سيادته من قبل مطران الأقباط والكهنة والشمامسة بألحانهم العذبة الى صالون الأستقبال حيث اشاد الأخوة الأقباط وغبطته معا، بفرحهم بهذه الزيارة المفاجئة وأيضا بالروابط المحبة التي تريط كل الطوائف المسيحية مع بعضها البعض بدون تمييز ولا أختلاف بكوننا مسيحيين ولنا مسيح واحد وأيمان واحد. وبعد ذلك اتجه غبطته الى كنيسة القيامة حيث استقبل من قبل الرهبان الفرنسيسكان وفي مقدمتهم رئيس الدير الأب فيركوس والراهب الممثل عن الكنيسة الأرثودكسية اليونانية والأب المسوؤل عن النظام القائم (ستاتوس كوو)، في هذه الكنيسة و في كنيسة المهد معا، الذي ينص هذا النظام على: حفظ حقوق الطوائف الرئيسية من كاثوليك (لاتين)، ألأرمن الأرثوذوكس واليونان الأرثوذوكس، والأخير الذي يملك حقوق اكثر من الأولين مع احترام ومراعات الطوائف الثانوية من سريان و أقباط أورثودكسيين وحبشيين وأثيوبيين. وبوجود سيادته في القبر المقدس، ابتهل الى الله ان يعم السلام المحبة في هذه الأرض وفي العالم اجمع ومن اجل الوحدة في كنيسة المسيح. ومن بعد ذلك صعد الى جبل الجلجلة حيث استقبل من قبل الطائفة اليونانية الذين يملكون المذبح الرئيسي هناك. وبعد الزيارة المقدسة لكنيسة القيامة اتجه غبطته مع مرافقيه، المطرانين والراهب الفرنسيسكاني الأب سيباستيان والأب العزيز خوري الطائفة فارس تمس وممثلين عن الطائفة من بيت لحم والقدس، الى كنيسة الأرمن الأرثودوكس حيث استقبل مع سيادة البطريرك الأرمن وأشاد سعيدا بزيارة بطريركنا السرياني جوزيف يونان لطائفتهم حيث تبادلا الحديث عن الأوضاع الراهنة في المنطقة وخاصة وضع الطوائف المسيحية بشكل عام. هذا وبعد نهاية الزيارة المخصصة لسيادته انطلقت السيارة التي تقله الى كنيسة النوتردام مقابل باب الجديد خارج القدس القديمة للقائه ببعض الشخصيات المهمة وتناول العشاء، ونحن بالأنتظار غدا لما يقوم به سيادته من زيارات رعوية اخرى مع فائق الشكر والتقدير. وبركة الرب تحل عليكم جميعا .... آمين الر اهب الفرنسيسكاني الأب سيباستيان أقليميس أورشليم - القدس 6.12.2009
زيارة غبطة البطريرك الأنطاكي للسريان الكاثوليك الى الأرض المقدسة
|