رحلة حج قداسة بابا الفاتيكان الى الأراضي المقدس انهى قداسة البابا بيندكتس السادي عشر رحلته
الحجية الى الأراضي المقدسة بزيارته الأخيرة الى القبر الفارغ، القبر المقدس (كنيسة
القيامة) وكأنه يعيد مشهد الأنجيل القائل: " فقام بطرس وركض الى القبرالفارغ
فانحنى ونظر الأكفان موضوعة وحدها فمضى متعجبا في نفسه مما كان". (لوقا 12.24) وكانت
اجراءات امنية من قبل السلطات الأسرائيلية لا مثيل لها في القدس القديمة حيث أغلقت
جميع الأبواب الذاهبة الى كنيسة القيامة وأغلقت كل الدكاكين الموجودة في السوق
بالكامل وكأن المدينة القديمة في حداد او في حذر التجول. وأنا شخصيا اتعجب من كل
هذه الأجراءات، هل يا ترى مجيء قداسته، اتى لكي يلتقي بالجيش الأسرائلي ام قدم كحاج
حتى يلتقي مع المؤمنين ؟ وهذا السؤال سمعته من اغلب الناس الذين لم يتسنوا حتى
رؤيته وخاصة في المناطق الأسرائلية وأخف بكثير في المناطق الفلسطينية، مع العلم عند
احتفاله في الذبيحة في وادي قدرون، حيث قدر عدد الجنود الأسرائليين الحاضرين بألفين
جندي وأقل من ثلاثة آلاف مؤمن شارك في الأحتفال بالذبيحة الألهية. وقد شدد الدخول
الى كنيسة القيامة حتى على الرهبان الذين يحرسون القبر بتفتيش غرفهم الخاصة والذي
ليس له بطاقة دخول يبعد منها خارجا والدخول كان عن طريق الأجهزة الألكترونية
وبالكلاب البوليسية وبختم كل الدكاكين بالختم الأحمر وكذلك ختم (البلوعات) اطباق
الصرف الصحية الموجودة في شوارع القدس القديمة بالختم الأحمر ايضا
زيارة الحبر الأعظم البابا بينيديكتس السادس عشر الى الأراضي المقدسة ان لزيارة قداسة البابا الفاتيكان الى الأراضي المقدسة مهد السيد المسيح وأورشليم، لها صدا قويا في العالم اجمع وخاصة في المحيط المسيحي حيث التقى بعدد كثير من الشخصيات المهمة في المجتمع الديني والمدني والعسكري في اسرائيل وفلسطين. لا يمكن ان نتجاهل يا أخوتي أن زيارته هذه قد تحدث قليلا من التغيير تجاه الكنيسة المقدسة وخاصة بما يتعلق بالمسيحيين الذين يعيشون في الشرق الأوسط وخاصة في العالم الأسلامي، الذين غالبا لا يتمتعون بالحرية الكاملة. هذا وقد احتفل قداسته بالذبيحة الألهية في اليوم الثاني عشر من هذا الشهر وبأجراءات مشددة لا مثيل لها في العالم سابقا، من قبل السلطات الأسرائيلية، في وادي قدرون (وادي يوشافاط)، حيث تؤمن الديانات الثلاث اليهودية والمسيحية والأسلامية باليوم الأخير حيث يكون مجيء السيد المسيح محتما وهناك يسلم المسيح الأمانة الى ابيه، الآب السماوي. وحضر الأحتفال حوالي ثلاثة الاف ونصف مؤمن. وفي اليوم الثالث عشر من هذا الشهر، اقام قداسته قداسا احتفالا في بيت لحم حيث ولد الله المخلص يسوع المسيح وكان وقد حضر هذا الأحتفال اكثر من اربعة الآف من المؤمنين من كل انحاء العالم وقامت كنيستنا السريانة بترتيلة الأنجيل المقدس حسب الطقس السرياني الأصيل من قبل سيادة المطران غريروريوس بطرس ملكي وبمساعدة الراهب الفرنسيسكاني الأب سيباستيان وجوقة الكنيسة. وفي اليوم التالي المصادف الرابع عشر اقام قداسته احتفالا بالذبيحة الألهية في مدينة الناصرة، زنبقة فلسطين في مكان جبل القفزة الذي هو بالأساس تقليد مسيحي الذي يحي دخول السيد المسيح الى المجمع في الناصرة حيث كان قد تربى واعطي له ليقرأ سفر اشعياء النبي حيث يقول: " روح الرب نزل علي لانه مسحني لابشر المساكين، ارسلني لاشفي المنكسري القلوب لانادي للماسورين باطلاق وللعمي بالبصر وارسل المنسحقين في الحرية واكرز بسنة الرب المقبولة. ثم طوى السفر وسلمه الى الخادم وجلس وجميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة اليهم. فابتدا يقول لهم انه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم...." لكن اهل الناصرة لم يقبلوه وطردوه من المجمع وارادوا ان يدفعوه من اعلى الجبل، لكن تخطى وسطهم ورحل الى مدينة كفرناحوم التي اخذها كمدينة ثانية ، مدينة القديس بطرس بعد الناصرة حيث ابتدأ بالبشارة بملكوت الله وبالعجائب التي حصلت على يديه، لهذا سمي الجبل بجبل القفزة، وقد حضر الأحتفال حوالي سبعين الف مؤمن اغلبيتهم من الجليل وضواحيها. وغدا سيزور قداسته كنيسة القيامة الساعة التاسعة حيث سيصلي في القبر المقدس ويتوجه بعد ذلك الى كابيلا قدس الأقداس وبعدها الى الجلجلة، تحت اجراءات مشددة من قبل السلطات الأسرائلية ويمنع اي واحد يدخل الكنيسة وما حول الكنيسة اي السوق الرئيسي بجنب الكنيسة حيث تغلق كل الدكاكين المجاورة لكنيسة القبر المقدس. هذا ونتمنى نحن المسيحيين في العالم لقداسة البابا رحلة حج سعيدة وفاتحة حج لكل المسيحيين وخاصة في الشرق الأوسط المحروم من هذه الزيارة. وكل عام وانتم بخير... الراهب الفرنسيسكاني الأب سيباستيان اقليميس 2009.5.14 اورشليم - القدس
|