تحية طيبة، وبعد.
وسأبدأ من حيث إلتقينا ثانيةً!
الأيام هي سَفر وسِفرٌ في آن؛
سَفَر في رحلة قد تتنوع إتجاهاتها،
وقد تخبو في مكانها. تبدأ لحظة التكوين
ثم الولادة.
لا تنتهي قط، فحين أرحل تكون دورة
حياتي قد إكتملت، مهما كانت أيامي قصيرةً أم طويلة.
وهي سِفرٌ يغمر مجلدات ضخمة،
أخذنا بالتعارف ثقافياً بها بأنها (موسوعة =
Encyclopaedia)،
يمتلئ بصغائر الأمور وكبيرها.
وفي حالَي السَفر والسِفر، تبرز
نقاط تضيء الفواصل، لتربط فيما بينها فيتشكَّل التكوين
التكاملي لسلسلة الأيام.
إنها الشخوص الذين تركوا بصماتٍ واضحة
في مسيرة الحياة:
منها المسهمون في تربية وتنشئة
الإنسان، وبخاصة (مَن علَّمني حرفاً).
وآخرون كانت لهم ما يبرزهم عن غيرهم.
هذه ببساطة رؤيتي للحياة. إنها
المفاعل الداينمي لاستفزاز المشاعر.
الكل يرنو إلى الذكريات. والذكريات هي
المغذِّي الأساس الذي تُبنى عليه أسفار الأيام.
و(كانت
رسالتكم لي ظهر اليوم مفاجأة . . وما أحلاها من
مفاجأة . .):
ألا ترى معي أن الأيام هي مفاجآت
دائمة، مستفزَّة للآتي المجهول.
أذكر مرةً وأنا أستمع إلى إذاعة
مونت كارلو أو صوت أميركا،
أني سمعتَ صوتاً ذا نبرة مميَّزة: قلت
مع نفسي إنه صوت جميل روفائيل.
وإذا بصورتك تبرز أمام ناظري.
واليوم مع إنتشار ظاهرة مواقع
الإنترنيت، أتحرَّش بالعديد منها لأجد ما يمكن الحصول
عليه من أسماء ومن ثم عناوين أولئكم
الشخوص.
وهكذا كان موقع عنكاوا الذي إتخذتم
صفحةً بعنوان (بصراحة)، فأخذتُ أتابع ما يكتب فيه.
وأخيراً: إمتلأت شبكة الصيّاد
بالصيد الوفير، لا يوازيه صيد اللؤلؤ: إنه الصيد
الثمين أخي جميل.
هذه مجرد مقدمات لما ستأتي به كتابتنا
من نفحات.
شاكراً لك ما ورد في رسالتيك
الأخيرتين.
مع المحبة والإحترام،
باسم.
|