داؤود ددو احد اعيان بخديدا
منتديات بخديدا |
الدكتور سامي نوح كرومي يكتب عن خاله لا اعلم متى ولد ذلك الرجل الشيخ شكلا ومضمونا المرحوم داؤود ددو . لقد سبق لي ان ذكرته في مقال سابق وخطر لي ان اكتب نبذه عنه رغم انه مات وانا صغير السن ولم اكن على اتصال مباشر معه لفرق السن اولا وكانت معرفتي به من خلال عائلتي او عائلته . ما اعرفه عن الرجل انه عم المرحومين باكوس ددو وايوب ددو وخال المرحوم مارزينا القس موسى وخال سيادة المطران باسيليوس جرجس القس موسى اطال الله عمره .وكما قلت فانه لم يخلف اولادا ذكورا ولكن خلف بنتين اثنتين . تتخيله ذاكرتي رجلا وقورا كبير السن يجلس في غرفة كبيرة مستطيلة طولها بحدود عشرة امتار وعرضها خمسة يسبقها فناء (حوش) . يجلس هو في صدر هذه الغرفة لابسا عباءته السوداء ومعتمرا لفة سوداء فوق راسه يتدلى على احدى اذنيه طرفا من (الكفية) السوداء التي كان يلفها لكي تشكل لباس الرأس . في الحوش كانت عدة القهوة ودلاتها الكبيرة ورائحة القهوة تملا المكان وكان احسن من يعدها ويقدمها الخال يسي ددو رحمه الله احد ابناء عمومته . كنت لا ادخل ديوان الخال داؤود ددو بمفردي ابدا ولكن كنت اصحب والدتي عندما كانت تقصده للتدخل في حل اشكالات عائلية خاصة عندما كان والدي يرقد في المستشفى وقد كان دوره حاسما في اطلاق يد والدتي في بيع املاك زوجها لصرفها على علاجه في المستشفى . كان رحمه الله احد اعضاء الوفد الذي سافر الى تركيا لحضور المحكمة ضد المرحوم محمد النجفي الذي كان يحاول الاستيلاء على عقار بخديدا المجاور لاراضيه الزراعية . وفي طريق العودة عرج الوفد الى منطقة الجزيرة وديار بكر لوجود علافة قربى بين آل ددو وبين عوائل سريانية تعيش مع الارمن في هذه المنطقة لزيارة الاهل وتجديد وتقوية عرى القرابة . ويا لهول ما وجدوا . لقد تعرضت العائلة الى الذبح في مجزرة الارمن من قبل الاتراك و الاكراد الاتراك الذين ارتكبوا مجازر وحشية بحق هؤلاء لا لشئ الا لانهم مسيحيين .الامر الذي نرجو ان لا يتكرر هذه الايام في الفوضى التي تضرب اطنابها في العراق طولا وعرضا وغياب القانون وارتفاع صوت الارهاب وظهور الكراهية الطائفية لدى بعض المتطرفين والتي ظهرت كموجة تفجير لعدد من الكنائس في بغداد والموصل مؤخرا والتي نرجو ان لا تتكرر ولا تتفاقم بالشكل الذي يعرض ارواح المسيحيين للخطر . لقد كانت هناك ناجية واحدة من هذه المجزرة شابة جميلة جدا لم يشأ احد شيوخ المجرمين القتلة قتلها واحتفظ بها بين حريمه ، طمعا في الزواج منها في وقت لاحق عندما يكتمل نموها وتنضج انوثتها . علم داؤود ددو وجماعته بهذا الامر وقرروا تحرير هذه الناجية الوحيدة من المجزرة من قلعة هذا المجرم فاستعانوا بامراة تعاونت معهم لايصال رسالة اليها ان اقاربها يعملون على تحريرها من الاسر . وتمت الخطة ونفذت بنجاح وتحررت الاسيرة وجئ بها الى بخديدا . لقد كانت سعيدة جدا لانها عادت الى اقاربها وكانت قاومت بعنف اسرها ولم يستطع المجرم القذر ان ينال منها شيئا لانها كانت قوية ومصرة على ان تضحي بحياتها لا باي شئ اخر خاصة انها رات مقتل اخويها امام عينيها وكذلك بقية افراد عائلتها فلم يعد لحياتها قيمة في نظرها . لقد جاءت الى بخديدا وقرر داؤود ددو تزويجها لاحد ابناء آل ددو ، ووقع الاختيار على المرحوم يسي ددو رجل الشيخ داؤود ددو وقهوه جي مضيفه . لقد وافقت هي، وهذا كان اول ما اراد الخال داؤود معرفته اما الخال يسي فلم يكن يحلم بشابة فائقة الجمال الى هذا الحد . المراة هي قديفة رحمها الله خلفت من زواجها هذا ولدين هما الخال سعيد ددو رحمه الله والخال حازم ددو اطال الله عمره ولم ترزق بنتا، ولذلك اخذت احدى حفيداتها ( جاندارك) منذ ان كانت طفلة صغيرة وربتها في كنفها معتبرة اياها ابنة لها .لقد كنا اهلا وجيرانا وكان التزاور دائما بينها وبين والدتي والمحبة متبادلة لانهن كن يشتركن في مصيبة متشابهة وهي ان كلتاهما قد فقدت اخا عزيزا . توفي الخال داؤود ددو في اوائل الخمسينات تاركا خلفه ارملته وبنتيه اللائي كن في رعاية ابني عمهما المرحوم باكوس ددو (صاحب اول بنزيخانة في بخديدا ) والمرحوم ايوب ددو .
|