لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

من القديس صَفرونيوس (+ 638)

 

 

الى مُلاقاةِ النَّور

 

لِنُسرِعْ كُلُّنا الى مُلاقاة المَسيح، نَحنُ الذينَ نُكرِّمُ سِرَّهُ بكثيرٍ مِنَ العِبادة، لِنتقدمْ منهُ بكُلِّ قلبِنا… لِنُعطِ أنفُسَنا البَهاءَ الذي يوافقُ هذا اللقاء. كما أَنَّ أُمَّ الله العذراءَ كليةَ الطهارةِ حَمَلَتْ على ذراعيها النورَ الحقيقي، وقَدَّمَتْهُ للذينَ يَتخبطونَ في الظلام، كذلكَ فلنسرِعْ، على ضوءِ نورها، وبأيدينا نورٌ جليٌ للجميع، إِلى مُلاقاةِ المَسيح. جاءَ النورُ الى العالَم، وكانَ غارِقاً في الظلام، فأَنارَهُ. جاءَ النورُ مِنَ العُلى وزَارَنا ليُنيرنا، وقد كُنَّا جالسينَ في الظُلمة. هذا السِّرُّ هوَ سِّرُّنا، إِذاً يليقُ بِنا أن نَسيرَ وبأيدينا الشُّموعَ ونُسْرِعَ حاملينَ المَشاعِل، لنُشيرَ الى النُّورِ الذي أضاءَنا ونَدُّلَ على البهاءِ الذي سيحصُلُ لنا فيما بَعْدُ. إِذاً لِنُسْرِعْ معاً، لِنُسْرِعْ كُلُّنا الى اللهِ خوفاً مِنْ أن يُسَبِبَ لنا كَسَلُنا نُكرانَ الجميلِ. فَلْنَسْمَعْ أيضاً ما كانَ يقولهُ قديماً لليهود الغارقينَ في الظلامِ والمُتَنَكرينَ للنور: "إِنَّ النورَ جاءَ الى العالمِ والنَّاسُ أحبُّوا الظُلمةَ على النورِ، لأَنَّ أعمالَهُم كانت شريرة". أَلشَّرُّ يَجعَلُ النَّفْسَ في ظُلْمَةٍ، ويَمنَعُها من رؤيةِ النورِ والأنجيلُ يقول أيضاً: "والنورُ يُضيءُ في الظُلْمَةِ، والظُلْمَةُ لَمْ تُدرِكْهُ".

لقد جاءَ النورُ الذي يُضيءُ كُلَّ إِنسانٍ آتٍ الى هذا العالم. فَلْيُضئْ علينا كُلَّنا، يا إخوتي، وليُنَوِّرْنا كُلَّنا، فلا يبقى مِنَّا أحدٌ بعيداً عن هذا البهاء، ولا أحدٌ غارِقاً في الليل. فَلنَتَقَدَّمْ بالأَحرى مِنَ النور، ولنَسِرْ إِلى لِقائِهِ مُستنيرينَ. وَلنَقْبَلْ  هذا النورَ الساطِعَ بالبهاءِ الأَزليّ.

فَلنَبْتَهِجَ معهُ مِنْ كُلِّ قلبِنا، ولنُرَتِلْ مَزمورَ شُكرٍ لله أبي النور الذي أرسلَ الينا النورَ الحقيقيَّ ليَنشُلَنا من الظلامِ ويَجعلنا مُشِعِّين. فلِلّهِ يعودُ الخلاصُ الذي أعدَّهُ أمامَ وجوهِ الشعوبِ كُلِّها، نوراً ينجلي للأُمَم، ومَجداً لِشعبِهِ إسرائيل.

 

الاخت امال الدومنيكية