Museum

متحف

فنانونا السريان

فن

رياضة

أدب

أعلام

أرشيف الاخبار

منتديات السريان

بريد القراء

موارد السريان

السريان

 

رحلة حج مقدسية ..!

قداس مشترك على ضفاف بحيرة طبرية .. ارتفعت فيه التراتيل والتسابيح

(قانا) .. تستقبل أعضاء الوفد .. والغداء كان .. ( سمكة بطرس) !

كتب : ماجد عزيزة

 

الجزء الثاني

أن يتبع يسوع من المدن والقرى سيراً على الأقدام  خمسة آلاف رجل ما عدا النساء والأطفال أمر غريب جداً، وهو دليل على التعطش إلى سماع كلمة الله ،  وقد يكون الهدف أيضاً الحصول على النعم والشفاء من الأمراض إذ أنه كان يضع يديه على المرضى ويشفيهم  من كل مرض وعلة. فقد عاتبهم يسوع في بعض المرات قائلاً لهم: أنتم تتبعوني ليس فقط لأنكم سمعتم كلامي بل لأنكم أكلتم وشبعتم ولأنكم شاهدتم الآيات والمعجزات . فلما رأى يسوع الجمع الغفير أخذته الشفقة عليهم، وبعدما طلب تلاميذه منه أن يصرفهم إلى المدن والقرى المجاورة ليشتروا طعاماً، قال لهم :لا حاجة بهم إلى الذهاب، أعطوهم أنتم ليأكلوا. ولما قالوا له :ليس عندنا ههنا إلا خمسة أرغفة وسمكتين. قال لهم :عليَّ بها . وبهذه الكمية القليلة من الأرغفة والسمك صنع المعجزة العظيمة التي أشبعت الجماهير الغفيرة. وبعد صنع الأعجوبة ناول السيد المسيح الأرغفة والسمكات لتلاميذه الذين ناولوها بدورهم للجموع القاعدة على العشب جماعات جماعات. والنتيجة أنهم  أكلوا كلهم حتى شبعوا .

والله يستخدم الإنسان من جديد لتستمر الأعجوبة، فهو يوكله بالخلق والخليقة لكي يستثمرها وينميها ويطورها ويستفيد منها ويفيد غيره، وهذه أمانة ومسؤولية في أعناق القائمين على تدبير شؤون القوم. ففي الظروف الصعبة بالذات، تظهر الحاجة الملحة لهؤلاء الخدام الأمناء على إدارة وتصريف شؤون الناس، هؤلاء الذين يتحلون بصفاء القلب ونظافة اليد ويتخلون عن كل طمع وجشع وأنانية ولف ودوران.  

لهذا شد وفد رعية كنيسة مار يوسف للسريان الكاثوليك الرحال إلى ( كفر ناحوم) ، يتبعون يسوع ، ويطلبون الرحمة والمغفرة والشفاء لهم ولعائلاتهم وأهلهم وأصدقائهم .. صلوا هناك ، ثم أكلوا وشبعوا .. فعلى ضفاف بحيرة طبرية أقام الأب يوسف عبا قداسا في الهواء الطلق شارك فيه جميع أعضاء الوفد ال ( 100) ، كان المذبح بسيطا ، أمامه مدرج نصف دائري جلس عليه أعضاء الوفد ، وخلفه بحيرة طبرية ، وقبل ذلك زار الوفد آثار المجمع المقدس حيث كان يسوع  يعلم ، لم يتبق من الآثار إلا مجموعة من الأعمدة الرخامية والحجارة الضخمة  التي تحكي قصة التاريخ المسيحي الأول . زار الوفد ايضا بيت مار بطرس الذي قامت فوقه كنيسة جميلة .

في القداس ، ومع كلام الإنجيل المقدس ، وموعظة الأب يوسف عبا الجميلة ، استذكر الجميع تلك المعجزات ( وما أكثرها) تكثير الخبز والسمك ، وأمر يسوع للرياح بأن تتوقف عن الهيجان ... استذكروها وهم يرتلون ( لاخومارا ...) وعددا من التراتيل الجميلة الأخرى ، ويتناولون جسد ودم المسيح واحدا واحدا ..

بعد القداس والزيارات ، التئم أعضاء الوفد حول مائدة غداء جميلة ، على ضفاف البحيرة أيضا ، كان فيها ( السمك) هو الأكلة الرئيسية ، والغريب أن اسم السمك الذي تناوله اعضاء الوفد هو ( سمكة بطرس) والغرابة فيها أنها لذيذة بشكل كبير ومطبوخة بطريقة تجعلك تلتذ بتناولها .

في قانا الجليل

في مدخل المدينة ونحن قادمين من الناصرة نجد النبع الذي حتى بضعة أعوام خلت كانت النسوة تأتين لتستقين منه الماء. وإذا ما تخطينا كنيسة الروم الكاثوليك، نبلغ كنيسة الروم الأرثوذكس حيت يحتفظون فيها بجرنين كبيرين يعتقد أنهما استعملا في الأعجوبة التي اجترحها المسيح. وفي الواقع فهما على الأرجح جرنا معمودية. وبعد هذه الكنيسة نبلغ كنيسة اللاتين بقبتها الحمراء وبرجي الأجراس وقد بناها الفرنسيسكان عام ١٨٧٩. وقد كشفت الحفريات عن بناء سابق تحت الكنيسة يعود للقرن الرابع. وبالإمكان مشاهدة الكتابة الآرامية تحت أرضية الكنيسة الحالية حيث كتب: مباركة ذكرى يوسف ابن تنحوم ابن بوتاح وأولاده الذين صنعوا هذا الفسيسفاء، فلتنزل عليهم البركات. على نفس الطريق نجد على بعد ٥٠ مترا كنيسة مكرسة لنتنائيل.

ومدينة قانا الحالية هي مدينة قانا الجليل الإنجيلية ، وقد انقلبت تسميتها الآن إلى ( كنا) ولا أدري لماذا !  ويؤكد هذه الحقيقة التقليد ونتائج أبحاث الباحثين. يروي الإنجيل أنّ هذا الموقع الذي لم يذكر في العهد القديم قد شهد معجزتين للمسيح هما تحويل الماء إلى خمر وشفاء ابن قائد المائة. ولهاتين المعجزتين في إنجيل يوحنا معنى خاص فهما تحددان بداية ونهاية سفر العجائب في إنجيله (يوحنا ٢- ٤) . خارج الكنيسة الكبيرة تتوزع محلات عديدة تبيع الأيقونات ومسابح الصلاة .. وأشهر ما تبيعه على الإطلاق هو ( نبيذ قانا) الشهير المصنوع من عصير العني الخالص الذي يزرع في البساتين القريبة . أعضاء الوفد جميعا اقتنوا ( نبيذ قانا ) بعد أن تذوقوا بعضا منه داخل محلات البيع .

 

رحلة حَج مقدسية ..! الجزء الأول