Museum

متحف

فنانونا السريان

فن

رياضة

أدب

أعلام

أرشيف الاخبار

منتديات السريان

بريد القراء

موارد السريان

السريان

 

رحلة حَج مقدسية ..!

أول خطوة في الناصرة .. وزيارة لكنيسة البشارة

الوفد زار البئر الذي كانت العذراء تستقي الماء منه !

 

( الجزء الأول )

 كتب : ماجد عزيزة 

 

 للفترة من 2- 11 مايس / آيار 2006 ، نظمت كنيسة مار يوسف للسريان الكاثوليك في كندا بالتعاون مع شركة ( صحارى) للسفر والسياحة رحلة إلى الأراضي المقدسة والفاتيكان شارك فيها ( 100 شخص) من كندا والولايات المتحدة ونيوزيلندا ، وشملت الرحلة التي ترأس وفدها الأب يوسف عبا راعي كنيسة مار يوسف للسريان الكاثوليك زيارة مدن الناصرة والقدس وحيفا وبيت لحم وعين كارم وبحيرة طبرية والعيزرية وغيرها من الأماكن التي جرت فيها أحداث المسيحية الأولى ، اضافة لزيارة ايطاليا ومدن روما والفاتيكان وامبروجيا حيث كنيسة القديسة ريتا

وكان الوفد قد غادر مطار بيرسون بتورونتو يوم الثاني من مايس على طائرة الخطوط الجوية الإيطالية ( أليتاليا) إلى ميلانو ثم مباشرة إلى الأراضي المقدسة حيث زار في اليوم الأول من وصوله مدينة الناصرة مبتدئا ( رحلة الحج ) بزيارة كنيسة البشارة في المدينة

 

وتقع مدينة الناصرة في الشمال جنوب الجليل، إلى الشرق من البحر الأبيض المتوسط بـ 34 كيلو مترا،
ولموقعها أهمية كبيرة منذ القدم، فهي نقطة التقاء الجبل بالسهل، وكان لموقع المدينة أهمية عسكرية كبيرة حيث ضمن الفاتحون غالباً خططهم العسكرية السيطرة على الناصرة للتحكم في سهل مرج بن عامر، أما أهميتها الدينية فهي كبيرة جداً ، ففيها ولدت مريم العذراء، وبشرت بالسيد المسيح، وقضى معظم حياته فيها ونسب إليها ودعي بالناصري .  ولم يتغير اسم مدينة الناصرة منذ عرفت في التاريخ . وقد ذكرت الناصرة في معجم ما استعجم باسم ( نصورية ) قرية بالشام، إليها تنسب النصرانية ، كما ذكرت باسم (ناصرت ) ، أما صاحب معجم البلدان فقال عن معناها : الناصرة ، فاعلة من النصر . ومنها اشتق اسم النصارى .

ومدينة الناصرة مدينة قديمة ، عرفت وسكنت منذ القدم على الرغم من مرورها بفترات زمنية لم تكن فيها ذات أهمية كبيرة ، ولم يرد ذكر لها في كتب العهد القديم أو المصادر الأدبية ، ولكن هذا لا يعني أنها عرفت وسكنت فقط في العهد الجديد وبعد ميلاد السيد المسيح . إذ أن الحفريات الأثرية دلت على أن الناصرة كانت مسكونة في العصر البرونزي المتوسط وفي العصر الحديدي .


ورد أول ذكر للناصرة في الإنجيل ، ففيها ولدت مريم العذراء وبشرت بالمسيح ، وفيها نشأ السيد المسيح وقضى معظم حياته ، ومن هنا بدأت أهمية هذه المدينة في التاريخ ، وأصبح اسمها يرد كثيرا بعد ذلك في الكتب والمؤلفات ، أما دخولها الأحداث التاريخية بعد السيد المسيح ، فكان في الفترة التي أعقبت عام 136 للميلاد ، فبعد أن خرب  نيطس  مدينة القدس في العام الميلادي السبعين ، عاد اليهود فعصوا ثانية، على عهد الإمبراطور هدريان فأرسل إلى القدس جيشا عظيما أخضعهم ودمر القدس عام 131 للميلاد ، ثم جدد بناءها في العام 136 م ، وحكم بالموت على كل يهودي يدخل القدس ، عند ذلك وجه اليهود قواهم وأنظارهم نحو الجليل وحصلوا على امتياز من الإمبراطور بأن لا يدخل غير اليهود إلى بعض المدن ومن ضمنها الناصرة . فاحتجبت هذه البلدة وظلت هكذا حتى عام 250م ، وبعد ذلك أخذت الناصرة تنمو وتزدهر ، وكان ذلك ابتداء من الفترة الواقعة بين عامي 306 و 337م ، حيث بنيت فيها الكنائس والأديرة ، وفي عام 404 م زارت القديسة الغنية ( باولا ) مدينة الناصرة وقالت عنها  ذهبنا إلى الناصرة التي هي كاسمها زهرة الجليل ، وتشير الحفريات إلى أن أول كنيسة في الناصرة هي كنيسة البشارة ، وكان ذلك عام 450 م .
وفي الناصرة (حسب لوقا ) أرسل الله الملاك جبرائيل إلى مدينة في الجليل
اسمها الناصرة ليبشر مريم بالحبل بيسوع. ووقعت ولادته بحسب لوقا في بيت لحم. وبعد الهرب إلى مصر بسبب اضطهاد هيرودس (متى ٢، ٥٢) عادت العائلة المقدسة إلى فلسطين واستقرت في الناصرة. فيها نما يسوع (لو ٢، ٢٣) بالحكمة والقامة والحظوة عند الله والناس. وقضى يسوع في البلدة فترة شبابه إلى أن بدأ حياته العلنية .. فترك الناصرة وجاء كفرناحوم على شاطئ البحر  (متى ٤، ١٣) في الجليل. وقد عاد مرتين إلى موطنه مرة مستخدما كلمات أشعيا معلنا عن الرسالة التي جاء يبلغها في المجمع. وفي زيارته الثانية لم يستقبله أبناء بلدته بل لما رفض القيام بالعجائب ثار ثائر جميع الذين في المجمع فقاموا ودفعوه إلى خارج المدينة وساقوه إلى حرف الجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه ليلقوه عنه ولكنه مرّ من بينهم ومضى ليكمل رسالته في مكان آخر

 

 

كنيسة البشارة

 

بنيت الكنيسة الحالية عام ٦٠-١٩٦٩ من الإسمنت المسلح وغطيت من الخارج بالحجارة.  وتحمل الواجهة الرئيسية تمثالا برونزيا للمسيح الفادي وتحته نجد مشهد البشارة والإنجيليين الأربعة. الواجهة الجنوبية مكرسة لمريم الفتاة وتحمل الكتابة ( السلام عليك يا سلطانة ). وإلى اليسار يمكن مشاهدة جزء من الحائط الصليبي. يشاهد الداخل كنيستين إحداهما فوق الأخرى. السفلى مبنية على شكل مغارة ترتكز كلها حول المغارة التي هي مسكن العائلة المقدسة. أما الكنيسة العليا فهي مكرسة لتكريم مريم العذراء أم الله المتجسد.  والهيكل الرئيسي مكرس للتجسد والعمدان عبارة عن عناصر هندسية من الحقب السابقة

 


 

كانت المغارة تستخدم للسكن منذ العصر الحديدي وحتى الحقبة الرومانية. شكلها الحالي يعود للعصر الصليبي حيث تم تعديلها لتصبح جزءا من الكنيسة الكبرى. أما الدرج فهو من صنع الآباء الفرنسيسكان بنوه لتسهيل النزول إلى المغارة والخروج منها. والهيكل أيضا من صنعهم ويعود لعام ١٦٠٠ وعليه الكتابة القائلة:  هنا الكلمة صار جسدا.

والفسيفساء الرئيسي في صدر الكنيسة من وحي اللاهوت الفرنسيسكاني ويمثل صورة مريم وسيطة النعمة وإعلان المجمع المسكوني الڤاتيكاني الثاني بأن مريم هي أم الكنيسة ( الواحدة المقدسة الجامعة الرسولية ). وفي وسط اللوحة يقوم المسيح مؤسس الكنيسة وقربه القديس بطرس والعذراء المكللة تحيط بهم جماعة الكنيسة التي تسير نحو المسيح.

  

أما كنيسة مار يوسف فيقال لها كنيسة العائلة المقدسة حيث عاش يسوع مع مريم ويوسف. في موقع الكنيسة في أيام المسيح كانت تقوم القرية القديمة. وتقوم المدينة الحالية فوق الجبل إلى أعلى وهو الموقع الذي يقول لوقا عنه أنهم قادوا يسوع إلى خارج المدينة إلى حرف الجبل الذي كانت مدينتهم مبينة عليه (لوقا ٤، ٢٩) . فكانت قرية صغيرة فقيرة ولكن كانت هي الموضع الذي اختاره الله فأصبحت مركزا لاهتمام البشرية .

 

البشارة .. وتجسد الكلمة
(لوقا ١، ٢٦-٣٨)


وفي الشهر السادس، أرسل الله الملاك جبرائيل إلى مدينة في الجليل اسمها الناصرة، إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف، واسم العذراء مريم. فدخل إليها فقال:إفرحي، أيتها الممتلئة نعمة، الرب معك . فدخلها لهذا الكلام اضطراب شديد وسألت نفسها ما معنى هذا السلام.
فقال لها الملاك:  لا تخافي يا مريم، فقد نلت حظوة عند الله. فستحملين وتلدين ابنا فسميه يسوع. سيكون عظيما وابن العلي يدعى، ويوليه الرب الإله عرش أبيه داود، ويملك على بيت يعقوب أبد الدهر، ولن يكون لملكه نهاية . فقالت مريم للملاك:  كيف يكون هذا ولا أعرف رجلا؟  فأجابها الملاك:  إن الروح القدس سينزل عليك وقدرة العلي تظللك، لذلك يكون المولود قدوسا وابن الله يدعى. وها إنّ نسيبتك أليصابات قد حبلت هي أيضا بابن في شيخوختها، وهذا هو الشهر السادس لتلك التي كانت تدعى عاقرا. فما من شيء يُعجز الله . فقالت مريم:  أنا أمة الرب، فليكن لي بحسب قولك . وانصرف الملاك من عندها
.

 

داخل كنيسة البشارة قرأ الأب يوسف عبا هذا الجزء من ( لوقا) ثم دخل الجميع لزيارة الكنيسة بقسميها العلوي والسفلي ، ثم زار الوفد بئر العذراء الذي كانت تستقي منه الماء ويقع داخل كنيسة أخرى تبعد مسافة ليست بالقصيرة عن كنيسة البشارة .