أخبار كنسية

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف بغديدا هذا اليوم

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

البيان الختامي لسينودس أساقفة

كنيسة السريان الكاثوليك الأنطاكيّة

9 – 13 حزيران سنة 2009

انعقد سينودس أساقفة الكنيسة السريانيّة الكاثوليكية الأنطاكية في المقر البطريركي الصيفي، الشرفة، درعون – حريصا، (لبنان) في 9/ 6/ 2009 برئاسة صاحب الغبطة مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان الكلي الطوبى، ومشاركة صاحب النيافة الكاردينال البطريرك مار اغناطيوس موسى الأول داؤد، وغبطة البطريرك مار اغناطيوس بطرس الثامن عبد الأحد، والسادة الأساقفة: مار أثناسيوس متي شابا متوكة رئيس أساقفة بغداد وتوابعها، مار ربولا أنطوان بيلوني المعاون البطريركي ورئيس أساقفة ماردين شرفًا. مار يوليوس ميخائيل الجميل المعتمد البطريركي لدى الكرسي الرسولي والزائر الرسولي في أوربا الغربية. مار فلابيانوس يوسف ملكي أسقف دارا شرفًا والمعاون البطريركي. مار غريغوريوس الياس طبي ورئيس أساقفة دمشق وتوابعها. مار اقليميس جوزيف حنوش مطران القاهرة والأكسرخوس البطريركي على السودان. مار يعقوب بهنان هندو رئيس أساقفة الحسكة ونصيبين. مار باسيلوس جرجس القس موسى رئيس أساقفة الموصل وتوابعها. مار ثيوفيلس جورج كساب رئيس أساقفة حمص وحماة والنبك وتوابعها. مار ديونوسيوس أنطوان شهدا رئيس أساقفة حلب وتوابعها. مار غريغوريوس بطرس ملكي المطران الأكسرخس البطريركي في اورشليم والأراضي المقدسة. مار ايوانيس لويس عواد المطران الأكسرخس الرسولي في فنزويلا.

وقد تغيب مار يعقوب جورج هافوري رئيس أساقفة الحسكة ونصيبين سابقًا، بداعي الشيخوخة والمرض.

وانضم إلى الآباء بدعوة خاصة من رئيس السينودس: الخور أسقف يوسف صاغ الأكسرخس في تركيا، والخور أسقف توما عزيزو المدبِّر الرسولي لأبرشية سيدة النجاة في الولايات المتحدة وكندا.

أفتتح غبطة البطريرك يونان أعمال السينودس بقداس أحتفالي شارك فيه جميع آباء السينودس وكهنة ورهبان دير الشرفة والراهبات يوم الثلاثاء 9/ 6/ 2009 .

وكانت الجلسة الأولى في الساعة التاسعة والنصف صباحًا، القى فيها صاحب الغبطة البطريرك يونان كلمة ترحيبية، ضمّنها التوجيهات الأبوية، وتناول المواضيع الملحّة وحاجات كنيستنا السريانية الكاثوليكية في الديار الشرقية وبلاد الانتشار. تلتها كلمة صاحب السيادة القادم من الهند يعقوب مار برنابا ممثلا الكنيسة الملنكارية السريانية الكاثوليكية.

 

وفيما يلي أهم المواضيع التي عالجها السينودس المقدس:

1. استمع الآباء إلى التقارير التي قدمها أصحاب السيادة عن أبرشياتهم، وقد ركَّزوا فيها على مشاركة الأكليروس والعلمانيين في رسالة الأسقف الأبرشي الرعوية، وعلى دور المرأة في حياة الكنيسة ورسالتها.

2. تناولوا موضوع الدعوة الكهنوتية والرهبانية ووسائل إنعاشها والتشجيع عليها، والاهتمام بها في الأكليريكيات والأديرة. مرحِّبين بالسنة الكهنوتية التي أعلنها قداسة البابا ما بين 19 حزيران 2009 و19 حزيران 2010، في ذكرى عيد القديس يوحنا فياني خوري أرس شفيع الكهنة.

3. وأقر السينودس تأليف أربع لجان هي: اللجنة الطقسية( يرئسها المطران بهنان هندو)، ولجنة الحوار المسكوني(يرئسها المطران ميخائيل الجميل)، واللجنة القانونية(يرئسها المطران الياس طبي)، ولجنة الدعوات الكهنوتية والرهبانية(يرئسها المطران انطوان بيلوني). ولقد نالت اللجنة الطقسية اهتماما أكبر لما لها من تأثير على إنعاش الحياة الروحية في الرعايا، وإحياء التراث الروحي الشرقي الذي خلّفه لنا آباؤنا السريان وفي مقدمتهم القديس أفرام.

4. تألف أيضًا السينودس الدائم بأعضائه الأربعة، وهو المطران جورج كسّاب، المطران أنطوان شهدا، المطران جرجس القس موسى والمطران ميخائيل الجميل.والسينودس الدائم هيئة سينودسية لخمس سنوات تعاون البطريرك.

5. أقرَّ السينودس إقامة مؤتمر كهنوتي، بمناسبة سنة الكاهن التي أعلنها قداسة البابا بنيدكتس السادس عشر، ويشترك في هذا المؤتمر الذي سيقام في الربيع القادم في دير الشرفة في لبنان، مندوبون من عموم الأبرشيات السريانية في العالم، ويرئس اللجنة التحضيرية للمؤتمر سيادة المطران بطرس ملكي.

6 تابع أباء السينودس ما كان قد بوشر به حول تقديم دعوى تطويب مار فلابيانوس ميخائيل ملكي رئيس اساقفة جزيرة إبن عمر في تركيا، وكان قد نال إكليل الشهادة مع العديدين من أباء كنيستنا السريانية الكاثوليكية سنة 1915.

7. ووافق الآباء على إنشاء أبرشية سرياينة كاثوليكية في كندا بفصلها عن الولايات المتحدة، وسيرفع صاحب الغبطة هذا المشروع إلى الكرسي الرسولي.

 

8. وعقد آباء السينودس جلسة انتخابية خاصة، لاختيار خلف لصاحب الغبطة البطريرك يونان، على كرسي أبرشية سيدة النجاة في الولايات المتحدة وكندا.

9. أقر السينودس تطبيق قانون تقاعد الأساقفة في الخامسة والسبعين من عمرهم، مع وضع الإستقالة بتصرف غبطة البطريرك والسينودس الدائم.

10. وقد قيّم آياء السينودس زيارة الحج التي قام بها قداسة البابا مار بنيدكتس السادس عشر الى الأراضي المقدسة، وما بعثه من ارتياح في شرقنا العزيز، لا سيما دعوته الملحة الى حوار الديانات والحضارات والى العيش المشترك مع نبذ التطرف والعنف واستغلال الدين لأغراض سياسية.

11. كما ابدوا ارتياحهم لجو الانتخابات النيابية التي جرت في لبنان بروح الديمقراطية والمسؤولية، وأشادوا بتيار المصالحة والتوافق الذي يعم لبنان، وأهابوا بجميع اللبنانيين على اعتبار لبنان دعوة ورسالة، كما وصفه قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني.

12. توقّف الآباء عند أوضاع المهجَّرين من العراق الى البلدان المجاورة والى ما وراء البحار، فشدّدوا على ضرورة الاهتمام بهم أينما حلّوا وتقديم كل المساعدات الممكنة متمنين على المسيحيين التشبث بأرضهم كلما استطاعوا، ودعوا الى تضافر الإرادات بين أبناء العراق على اختلاف مكوَّناتهم لإعادة بناء السلام والأمان والعيش المشترك.

13. وأخيرا  تطرق السينودس الى احتفالات الشركة الإيمانية بين غبطة البطريرك الجديد مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان وقداسة بابا روما بنيدكتس السادس عشر التي ستجري في روما بين 17_20 حزيران الجاري.

وفي انتهاء جلسات السينودس، أقام  الآباء صلاة خاصة أمام أيقونة سيدة النجاة العجائبية، في المعبد التاريخي للدير، معبِّرين عن شكرهم لوالدة الإله على سهرها على هذا السينودس المقدَّس.

دير الشرفة في 13/6/2009

أمين سر السينودس  المطران مار باسيليوس جرجس القس موسى

 

الكلمة الافتتاحية  للسينودس العادي ، 9-13 حزيران 2009

البطريرك اغناطيوس يوسف الثالث يونان

إخوتي آباء السينودس الأجلاء،

نفتتح هذا السينودس رافعين معكم آيات الحمد والشكر للثالوث الاقدس ، الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد ، الذي جمعنا في هذا السينودس الاسقفي العادي، نحن المؤتمنين على رعاية شعبه في كنيستنا السريانية الأنطاكية الكاثوليكية،  لنتدارس بالحوار البناء وبروح المسؤولية، شؤون كنيستنا، معطين الأولوية لمعالجة المواضيع الأكثر إلحاحاً في المرحلة الراهنة، فنسير وكنيستنا  نحو مستقبل اكثر إشراقاً.

إننا وإذ نتبادل الترحيب، أيها الإخوة الأجلاء، نوجّه كلمة شكر وتقدير لغبطة سلفينا الجليلين، البطريرك الكردينال مار اغناطيوس موسى الاول داود،  والبطريرك مار اغناطيوس بطرس الثامن عبد الاحد، للجهود التي بذلاها في خدمة كنيستنا، أطال الله بعمرهما. كما نوجّه تحية السلام مقرونة بالمحبة لكم يا أصحاب السيادة رؤساء اساقفة واساقفة ونواب بطريركيين، وللخوراسقف توما عزيزو، المدبر الرسولي لابرشية  سيدة النجاة في الولايات المتحدة وكندا، الذي يشاركنا لاول مرة بهذه الصفة.

ولأن رابطة الشركة الروحية والكنسية تشدّنا الى بعضنا، علينا ألاّ ننسى أخاً لنا أرغمه المرض على الغياب، سيادة المطران جورج هافوري فندعو له ونرافقه بصلاتنا وأدعيتنا. كما نقيم في صلاتنا ذكرى راعي كنيستنا الاسبق، المثلث الرحمات البطريرك مار اغناطيوس انطون الثاني حايك،  وأخينا المطران اسطاثيوس يوسف المنير، اللذين غادرانا الى بيت الآب،  عام 2007، ضارعين اليه  تعالى أن يتغمّد نفسيهما بغزير مراحمه الإلهية، ويمنحهما الراحة الأبدية في ملكوته السماوي.

كما نرى لزامًا علينا تقدير أسلافنا العظام، فنذكر بفخر واعتزاز البطريرك العلامة مار اغناطيوس افرام الثاني رحماني، في ذكرى وفاته الثمانين، وخليفته المعترف البطريرك الكردينال الشهير مار اغناطيوس جبرائيل الاول تبوني، الذي يوافق هذا العام الذكرى الحادية والاربعين لوفاته. ألا ألهمنا الله أن نقتفي آثارهما فيما حققاه دفاعاً عن الإيمان ببسالة نادرة، ورعايةً لشعبنا الذي شرّدته مآسي تلك الازمنة الحالكة ولا زال معرّضاً للتشتّت في موجات متلاحقة، ولما أنجزاه تأليفاً ونشراً لتراثنا السرياني العريق.

اخوتي الأجلاء، ينعقد هذا السينودس، قناعةً منّا بأنّ  المسؤولية الملقاة على عاتقنا جميعاً، هي واحدة ومشترَكة، ألا وهي تعليم مؤمنينا وتقديسهم ورعايتهم.  فالسينودس، كما تعلمون تقليد عريقٌ في كنائسنا المشرقية نُحسَد عليه، وهو المؤسسة  العليا في الكنائس ذات الشرع الخاص، يمارس فيها البطريرك والاساقفة خدمتهم فيعيشون من خلالها الشركة الكنسية بروح الجماعية الاسقفية الحقة. (مجموعة قوانين الكنائس الشرقية)

ومن هنا نقول ونؤكد بأنّ لأولادنا الروحيين ، إكليروساً ورهباناً وراهبات  وعلمانيين، المنتشرين  في بلاد الشرق الاوسط وعالم الإغتراب، الحق  في أن يعلقوا الآمال الكبار علينا. إنهم يدعوننا كي نعمل بأمانة في وحدة الروح والشراكة الفعالة ونضطلع بمسؤولياتنا الرعوية، التي لا تقبل التأجيل، مهما كثرت  الحجج وتعددت الأسباب. فإذا ما وعينا خطورة المرحلة وجسامة المسؤوليات الملقاة علينا،  وتوخّينا أولاً وآخراً خير كنيستنا المؤسسة على الرسل والآباء،  واقتنعنا من غاية وجودها ودورها الفريد بين الكنائس الأخرى، لا بدّ لنا أن نصغي الى أصواتهم المشروعة كي نطمئنهم ونشجعهم ونتواكب معهم في مسيرة الرجاء على خطى المعلّم الإلهي. رسالتنا أيضاً هي أن نستكشف وإياهم الرؤى المستقبلية الهادفة إلى إنعاش كنيستنا التي تجابه كغيرها من الكنائس مشاكل الزمن الحاضر وتحديات المستقبل، فنُعنى بالمحافظة على  خصوصياتها التي تكاد أن تتفرّد بها بين سائر الكنائس المشرقية الرسولية، ككنيسة قليلة العدد وواسعة الانتشار عبر القارات.

إن جدول أعمال هذا السينودس، كما ترون، حافل بالمواضيع الملحّة، التي تحتاج أن نعطيها حقها من الدرس والنقاش والتداول، كي نصل إلى إقرار ما يلزم.  لظروف بات يعرفها الجميع افتقرت كنيستنا لسنوات عدة، الى سينودس دائم وفاعل يعقد دورياً ليقوم بدوره، حسب القانون الكنسي روحاً ونصاً، في معالجة شؤون كنيستنا البطريركية. من جانب آخر، فإنّ  غياب اللجان السينودسية المنصوص عليها في الشرع العام والخاص، كان من بين الاسباب الرئيسة لبطء الحركة والتأخر عن مواكبة الكنائس الشقيقة الاخرى. لقد بات إحياء المؤسسات السينودسية وتفعيلها من الأمور الملحّة، لا بل شرطاً واجباً كي يقوم مجمعنا الاسقفي بمسؤولياته، من تنظيم وإصلاح وانفتاح مسكوني، واستكشاف المستقبل لبعث الثقة والحماس بين كل مكوّنات كنيستنا.

فيما يتعلّق بالإصلاح الليترجي مثلاً ، يكفينا أن نقرأ مقدمة ليترجية القداس التي نشرها المثلث الرحمات البطريرك انطون حايك منذ أكثر من ثلاثة عقود - ولفترة خمس سنوات تجريبية!- كي نفهم مدى تخلّفنا عن موكب المصلحين الغيورين على تراثنا الطقسي!  كما أنّ موضوع التنشئة الكهنوتية وإعداد المختصين بها قد أُهمل مدة طويلة، وهو الآخر يفتقرالى معالجة جدية برؤية مستقبلية.   لقد حان الوقت إذن أن نتدارس معاً، أفضل الطرق التي تسمح لاكليريكياتنا اداء رسالتها التربوية والروحية والليترجية، بغية الإعداد لكهنة يعيشون دعوتهم بأمانة وفرح وثبات.

والأمر ذاته نقوله في مؤسساتنا الرهبانية بفرعيها النسائي والرجالي. ننظر اليها كبركة سماوية وعطية من الروح القدس طالما اشتاقت كنيستنا للإغتناء بها بعد محاولات سابقة. فهي تفتح لنا آفاق الحياة المكرسة حسب المشورات الانجيلية وانطلاقاً من روحانيتنا المشرقية، ليضحي المدعوون والمدعوات إليها شهوداً لأولوية الروح، ومثالاً للشبان والشابات في السعي نحو الكمال، واضعين طاقاتهم لرفد حيوية الكنيسة ورسالتها.

وهناك العديد من الامورالأخرى التي علينا أن ننكبّ على دراستها، لكي نصل إلى القرارات، إداريةً كانت أم قانونية. ومنها الامور الرعوية التي أضحى تطبيقها من متطلبات الخدمة الاسقفية الناجحة في عصرنا، أو تلك المتعلقة بتراثنا السرياني العريق، الذي رعته وحافظت عليه كبؤبؤ عينها كنيستُنا، فنشجّع من له الرغبة في التبحّر بهذا التراث ونشره، إغناءً للكنيسة الجامعة. كما أنّ ظروف الحياة المعقدة اليوم، تجعل لزاماً علينا أن نقوم بمشاريع الاستثمار الحكيم والمدروس والنزيه لأوقافنا التي أورثها لكنيستنا، وليس لنا، السلف الصالح، من إكليروس ورهبان وعلمانيين كرماً رائعاً منهم، وغيرة على ازدهار مؤسساتنا وتطويراً لقدراتها.

ونحن إذ نطالع تاريخ كنيستنا و شعبنا الذي عُرف بدرب آلامه الطويل، لا يسعنا إلاّ وأن نفتخر بمواكب الشهداء والمعترفين، اكليروساً وعلمانيين، رجالاً ونساء زّينوا كنيستنا، عبر العصور البعيدة وبالأمس القريب، بأمثلة عن إيمانهم البطولي، ونشروا فيها عطر حبهم وأمانتهم لفاديهم الإلهي. وها إننا نتابع دعوى تطويب شهيدنا مار فلابيانوس ميخائيل ملكي اسقف الجزيرة، الذي نال إكليل الشهادة مع عدد لا يُحصى من المؤمنين عام 1915، لنرفعه على المذابح، على غرار كنائس أخرى عرفت واجباتها تجاه شهدائها، فيضحي لنا مثالاً ولأجيالنا فخراً.

لقد أطلق قداسة الحبر الأعظم البابا بينيدكتوس السادس عشر سنة الصلاة والحديث عن الكهنوت تبدأ في 19 حزيران الجاري. إنها فرصة لنا ولا أحبّ أن نتذكّر سمو دعوتنا، المفروض فيها أن تكون كمالاً لكهنوت الخدمة كموهبة الهية فريدة، لها الدور الاهم في تقديس شعب الله. فلتكن هذه السنة عابقة بالبركات، لتفعيل دورنا نحن الاساقفة في عيش دعوتنا الى القداسة.

تذكّرنا هذه السنة بالقرار المسؤول في حسن اختيار المدعوين الى كهنوت الخدمة،  لأنّ وضع يدنا على رأس المرتسم  مسؤولية خطيرة أمام الله، وأمام الجماعة الكنسية كما هي مصيرية للكاهن الجديد. كما أنها تحثّنا بعد سيامتهم على تشجيعهم وإحاطتهم بمحبتنا ورعايتنا. نوكل اليهم مهام الخدمة بروح المشاركة في تحمل المسؤوليات الرعوية، فتنمو الثقة وتزدهر النشاطات الرسولية بمصداقيتنا، إذ نقرن الأقوال بالافعال والوعظ بالحياة اليومية.       " لقد حان الوقت، يكتب الكردينال كلوديو هيومز رئيس مجمع الكهنة، أن تقول الكنيسة لكهنتها ولكل المؤمنين وعلناً في وسائل الإعلام العالمية، أنها فخورة بكهنتها وانها تحبهم وتكرّمهم، وهي تعجب بهم، شاكرة إياهم خدمتهم الرعوية وشهادتهم الحياتية".

وكم هو جميل أن يجمع الاسقف كهنته في المدينة الواحدة في حياة مشتركة تساعدهم على مقاسمة افراح الرسالة وهمومها، وعلى تبادل الخبرات والنصح الأخوي، وتبعث جوّا من الطمأنينة النفسية، رغم ما تحمله معها الحياة المشتركة من تحديات ناتجة عن تباين في الطباع واختلاف في الآراء. لنذكر أزمنة ليست بعيدة،  كان فيها اكليروسنا السرياني يُعتبّر بين نظرائه في الكنائس الاخرى متقدماً ثقافة وكفاءة. أجل إنّ صغر كنيستنا وجغرافية انتشارها يشكلان تحدّياً كبيراً في خدمتنا الاسقفية. ولكن قلّة عددنا قد يخلق ديناميكيةً في التواصل والتلاقي لتحقيق النجاح في الرسالة المشتركة. كما أنّ انتشارنا على مناطق واسعة من العالم،  قد يغني تجربتنا ككنيسة ذات شرع خاص،  وذلك بالانفتاح على خبرات وحضارات متنوّعة وجديدة.

"إن الكنيسة، يذكّرنا البابا بينيدكتوس السادس عشر، ليست مجرّد حصيلة جمع للأفراد، بل إنها وحدة شراكة  تربط بين الذين يتغذون من كلام الله ومن خبز الحياة"

( خطابه في تدشين المركز الرعوي لابرشية روما 28\5\2009 ).

أجل إنّ الكنيسة كجماعة المؤمنين وكجسد المسيح السرّي الذي يتفاعل في المكان والزمان، تلجأ الى سنّ الشرائع والقوانين كي تنظم العلاقات بين افرادها وفي مؤسساتها، وتؤمّن العدالة حفاظاً على الخير العام. لا يُخيفنا الاختلاف في الرأي بقدر اللامبالاة والتردد، فمن احتكاك الافكار تتبلور الحقيقة. ولكن الرب يسوع يدلَنا إلى الطريق الأفضل لعيش إيماننا ولتطبيق الشرائع والنظم في النقاش والمداولات، ألا هو طريق "الروح والحق". وهو يحثّنا بوضوح لا يقبل التأويل: " أعطيكم وصية جديدة، أن يحبّ بعضكم بعضاً، كما أنا أحببتُكم".

ورسول الأمم، الذي تُختَتم ذكراه الألفية الثانية في نهاية حزيران الجاري،  يشرح لنا هذه الوصية بكلمات معبّرة، تجدر أن نتبناها كمنهج نعيشه ونطبقه في اعمالنا ومشاوراتنا، ليس فقط أثناء انعقاد السينودس، بل وفي علاقاتنا أيضاً، كرعاة مسؤولين، مع الذين دعانا الرب لخدمتهم:

" أمّا ثمر الروح، يكتب مار بولس لأهل غلاطية، فهو المحبة والفرح والسلام والصبر واللطف وكرم الاخلاق والإيمان والوداعة والعفاف، وهذه الاشياء ما من شريعة تتعرّض لها" (غلا 5: 22  - الترجمة اليسوعية).

أجل، إخوتي، إنّ مّن يحبّ لا يحتاج الى شريعة، ولا حجّة لديه كي يتذرّع بقانون. فتمام الشريعة هو المحبة. (راجع غلا 5:19).

أختم كلمتي هذه رافعاً الصلاة معكم الى أبي الأنوار وينبوع المحبة، كي يساعد احدنا الآخر ليس فقط  بترداد هذه الكلمات، بل لعيشها بإيمان وصدق وشفافية.  باركَ الله الآب نوايانا، واستجاب الرب الفادي الى طلباتنا، وملأنا الروح القدس من  فيض مواهبه، بشفاعة والدة الإله مريم العذراء سيدة النجاة وجميع القديسين والقديسات، آمين.

--------------------------

 

 

 

سينودس الكنيسة السريانية الكاثوليكية

تعلن أمانة سر بطريركية السريان الكاثوليك في لبنان، بأنَّ آباء سينودس الكنيسة السريانية الكاثوليكية، سيعقدون سينودساً عادياً، وسيترأس هذا السينودس غبطة البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي.  للفترة من 9 حزيران ولغاية 13منه، في دير سيدة النجاة، الشرفة، لبنان.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الصفحة الرئيسية