مؤتمر مسيحي الشرق .. مبادرة رائعة وجهود مثمرة

تحت شعار ( المسيحية في الشرق الاوسط قديمة ولكن متجددة دوما ) تمت في ولاية مشيكن الامريكية وعلى مدى ثلاثة ايام اقامة مؤتمرا دوليا أستضافته ابرشية مار توما الرسول الكلدانية وقد جمع المؤتمر مسيحي الشرق الاوسط من مختلف الطوائف ، حاضر في المؤتمر نخبة من الاختصاصيين الروحيين والعلمانيين حضروا من كافة بقاع الارض وكان من بينهم العديد من الاساقفة الاجلاء الذين حضروا من الاراضي المقدسة ومن لبنان وايران ومن عدة ولايات امريكية بالاضافة الى العديد من الأباء الكهنة الافاضل وجمع غفير من ابناء شعبنا الذين ازروا فعاليات هذا المؤتمر بالحضور والمشاركة والمداخلات القيمة والاسئلة التي اغنت المؤتمر بالفائدة والمنفعة , هذا وقد كان من ضمن اهداف هذا المؤتمر هو دعم قناة نور سات وزرعها في كل بيت مسيحي لانها لسان حال المسيحية حاليا وهي الصوت الصادق الذي يجب ايصاله الى كل بيت في ارجاء المعمورة .
وللوقوف على ما دار في هذا المؤتمر من نشاطات وفعاليات نورد التقرير الاتي بالتفصيل وللايام الثلاثة
اليوم الاول : الجمعة 20 \ شباط 2009
شهد هذا اليوم الافتتاح الرسمي للمؤتمر حيث اجتمع كافة المدعوين للمؤتمر للمشاركة في حفل عشاء استقبال وتعارف على قاعات الجمعية الكلدانية العراقية الامريكية ( شنندوة ) الانيقة . وقد بدا حفل الاستقبال هذا بالسلام الجمهوري الامريكي وصلاة الافتتاح تلاها المونسينيور روبرت رباط ثم دعا عريف الحفل السيد كرم بهنام سيادة المطران ابراهيم ابراهيم السامي الاحترام راعي ابرشية مار توما الى المنصة لتقديم التحية والترحيب فشكر سيادته الحاضرين جميعا واللجنة التحضيرية للمؤتمر والقادمين من الاراضي المقدسة ومن باقي بقاع الارض للمشاركة في هذا المؤتمر للتحاور حول المسيحية في الشرق الاوسط ولدعم فضائية نور سات ثم ارتجل سيادة المطران اوشكان شوليان رئيس منظمة مطارنة الشرق الاوسط ورئيس اساقفة امريكا للأرمن الارثودوكس كلمة شكر فيها قناة نور الفضائية وكادرها المتألق في تحقيق الهدف المنشود منها كما اردف قائلا بأن جذورنا وتأريخنا وحضارتنا هي في الشرق الاوسط ، وهي ارضنا ، كانت وستبقى ، بعد ذلك تقدم السيد جاك كلاسي المدير العام لقناة تلي لومير ورئيس مجلس ادارة نورسات بشكره للمطارنة الاجلاء والأبرشية الكلدانية وراعيها الجليل المطران مار ابراهيم ابراهيم لأستضافته المؤتمر ، والاباء الكهنة واللجنة المشرفة والجمع المؤمن لاقامة هذا المؤتمر وقال ( ان نورسات دامت وتدوم بمشاهديها الذين يكثرون كل يوم كما بين الخطط المستقبيلة للقناة والخدمات المقدمة حاليا ) ومن ثم تمت مباركة العشاء الذي تقاسمه الجميع بروح مسيحية وقد قام السيد جاك كلاسي خلال فترة العشاء بالطواف على الحاضرين جميعا شاكرا اياهم فردا فردا على الدعم المتواصل الذي يقدمونه لقناة نورسات وفي تلك الاثناء وصلت السيدة محافظة مدينة ساوثفيلد لتشارك الجميع باقي فقرات حفل الاستقبال والتعارف هذا وقد افصحت عن فرحتها بانعقاد  هذا المؤتمر في هذه الايام وبأنها مستعدة لدعمه قدر المستطاع وانتهت فعاليات اليوم الاول بألتقاط الصور التذكارية بين المشاركين جميعا والتعارف فيما بينهم وغادر الجميع المبنى ليخلدوا الى الراحة ليشاركوا في اليوم الثاني المدعوين والحضور بالمحاضرات والنقاشات والخبرات الحياتية وكان بالفعل هذا هو حال اليوم الثاني من المؤتمر .
اليوم الثاني : السبت 21\ شباط \ 2009
تم عقد جلسات ومحاضرات هذا اليوم على قاعة فندق هيلتون كاردن في مدينة ساوثفيلد وابتدأ المؤتمر تمام الساعة التاسعة والنصف صباحا واستمرت جلساته الى الساعة الرابعة عصرا تخللتها بعض من فترات الراحة وفترة غداء ، وكانت أولى الفقرات محاضرة بعنوان

( المساهمة في الحياة المسيحية في الشرق الاوسط )

 الرهبنة - التعليم - الخدمات  
قام المونسينيور روبرت رباط الذي اختير لادارة الجلسة الاولى من جلسات المؤتمربتقديم المحاضر الاب الفاضل شنودة ماهر اسحاق الباحث عن الناسكين الاقباط وراعي كنيسة سان مرقس القبطية في نيويورك وقد تطرق في محاضرته الى الروح المسيحية الساكنة في المؤمنين المسيحيين والتجارب المستقاة من هذا الايمان والمنفعة التي يجب ان نقتدي بها جميعا بالرغم من الصعوبات التي تطفوا على السطح بين فترة واخرى بين الاقباط وغيرهم من غير المسيحيين ، وكانت محاضرة غاية في الروعة ، ابدع فيها الاب الفاضل شنودة في طريقة الالقاء وطريقة ايصال المعلومة الى المستمع الكريم .
المحاضر الثاني كان المونسينيور روبرت ستيرن المنسق العام للمؤسسة الكاثوليكية لمساعدة الشرق الادنى فبعد ان اعطى مدير المحاضرة نبذة عن المحاضر قام المونسينيور روبرت بتقديم فكرة عن اعداد المسيحيين في كل بلد من بلدان الشرق الاوسط وكيف ان هذه الاعداد في تناقص مستمر واعطى بعض الاسباب التي ادت الى هذا التناقص كما تطرق الى العلاقة التي تربط بين ابناء مختلف الديانات في المنطقة وكيف يمكنهم المشاركة في العيش مع بعضهم البعض واعطى مثالا لذلك شعب الولايات المتحدة الامريكية كون اغلبه من المهاجرين وليسوا من السكان الاصلين للبلاد ولكنهم يعيشون جنبا الى جنب واختلطوا اليوم مع السكان الاصلين واصبحوا منهم ،
المتحدث الثالث كان سيادة المطران توما ميرم مطران ايران حيث تطرق سيادته الى المسيحية في ايران وقال بان لها جذور قديمة قدم الزمن كما بين العلاقة التي تربط المسيحي مع غيره من ابناء باقي الديانات في ايران وكيف ان المسيحي الايراني انسان مسالم كما ان الدستور الايراني يضمن حقوق كافة الديانات ومنها المسيحية طبعا ، كما تطرق ايضا الى مناطق تواجد مسيحيي ايران والوظائف التي يمارسونها ولم يخفي سيادته وجود بعض المضايقات في بعض الاوقات ولكنها سرعان ما تزول .
المتحدث الرابع والاخير في هذا الجزء كان المحامي ستيف كرمو المختص في شؤون الهجرة واللاجئين والذي تطرق الى اعداد اللاجئين الى بلدان الاغتراب في السنوات الاخيرة وعن ما يمكن ان نقدمه لهم قبل وبعد وصولهم الى بلدان الاستقرار .
بعد ذلك سمح مدير الجلسة ببعض الاسئلة والمداخلات وقد كانت غاية في الفائدة من قبل اغلب المشاركين ثم اعقب ذلك فترة استراحة قصيرة وعاد الجميع الى تكملة الجزء الثاني من الندوة الذي كان بعنوان

 ادار هذا الجزء المونسنيور شربل مارون رئيس مجلس ادارة نورسات في اميركا وراعي ابرشية الموارنة في مني ابلس ، في بداية الجلسة قراء الاب شربل نص الرسالة الموجهة من الدكتور حكمت حكيم الاستاذ في القانون الدولي وعضو اللجنة الدستورية في العراق وبرلماني سابق الذي تعذر حضوره لاسباب صحية الى المؤتمرين مهنئا اياهم بأقامة هكذا مؤتمر وانه دليل الحرص الشديد على المسيحية في الشرق الاوسط ، ثم اعتلى المنصة سيادة المطران رولان ابو جودة النائب البطريركي للكنيسة المارونية ورئيس مجلس ادارة تلي لومير فتكلم باسهاب عن التواجد المسيحي في الشرق الاوسط بصورة عامة وفي فلسطين ولبنان بصورة خاصة وكيف يمكن مساعدتهم في ضروفهم الحالية هذا وقد نالت كلماته استحسان الجميع ، ثم جاء دور القادم من الاراضي المقدسة والذي حمل عبق القداسة وعبق الجليل سيادة المطران الياس شكور راعي الكنيسة الملكية الكاثوليكية في الجليل والقادم من فلسطين حيث خص محاضرته باعطاء فكرة عن مسيحيي الجليل واعدادهم وعلاقتهم بالأديان الأخرى وعن طموحاتهم وكيف يمكن مساعدتهم في ضروفهم الحالية بالرغم من اقتناعهم التام بضروفهم المعيشية فمن بين ابناء الجليل الكثير من المثقفين واصحاب الشهادات العليا وان مدارس الجليل هي مدارس مسيحية بحتة ولديهم الكثير من الطلاب الغير مسيحيين يدرسون جنبا الى جنب مع ابناء الجليل المسيحيين ، هذا ولقد كانت لكلمة سيادته الوقع الكبير في نفوس السامعين فقاطعوا سيادته عدة مرات بالتصفيق الحار  له ، بعده كان الاب الفاضل كيث ريدريك المسؤول في منظمة التضامن المسيحي الدولية حيث اشار الى نقطة مهمة وهي الامان الواجب توفيره لمسيحيي الشرق الاوسط ومنحهم الحقوق التي يستحقونها كأناس يعيشون الى جانب اخوتهم من باقي الديانات ، وكانت محاضرة الاب الفاضل ريدريك هي خاتمة الجزء الثاني من هذه الندوة اعقبتها فترة الغداء ، وبعدها كان الجزء الثالث والاخير من هذا المؤتمر وكان بعنوان