كنيسة مار توما  للسريان الكاثوليك في ولاية مشيغان

بشار بهنام باكوز حنونا .. مشيغان

 في نهاية عام 1982  قام الاب توما  بهنام عزيزو الخديدي بزيارة الى الولايات المتحدة الامريكية وذلك لزيارة بعض المعارف والاصدقاء . وما ان وصل الى البلدة المقصودة ( ديترويت والاماكن المحيطة بها) واذا به يتفاجىء  بوجود عدد كبير من ابناء جاليتنا السريانية  القادمين من الشرق. لقد  اندفع المؤمنين الى حضور القداس السرياني الذي اقامه  لما له من مكانة  ونكهة خاصة في قلوبهم.  بدات الفكرة  بتكوين ارسالية لابناء الجالية حتى يتم المحافظة على الطقس السرياني. لقد استطاع الاب توما بجهوده المشهودة ان يجمع اسماء وعنوانين اعداد كبيرة من السريان وكان العدد بحدود 64 عائلة  بالاضافة الى اعداد اخرى علم بوجودها الا انه لم يستطيع الوصول اليهم لانتهاء فترة اقامته 

 ربما كانت هذه هي الشرارة الاولى التي الهبت  حماس البعض وكانت البذرة الصغيرة التي ادت الى تكوين ارسالية مارتوما 

بعد اربعة سنوات  والحاح الجماعة  ارسل غبطة ابينا الطوباوي اغناطيوس انطون حايك الكلي الطوبى  اول كاهن  للرعية الصغيرة  وهو الاب فواز ايوب ثم الاب منصور متوشا الخديدي الذي خدم حتى عام 1989

في عام 1990 قدم الاب توما عزيزو الى المدينة ولكن هذه المرة ليس للزيارة بل لبناء الارسالية  وتثبيت اساس متين لخدمة ابناء الجالية في كافة مناسباتهم  وبمباركة من الاباء الروحيين للكنيسة بدات نشاط الاب توما يتمثل باقامة القداس الالهي وكان في البداية في كنيسة ( سان مايكل ) في مدينة ساوث فيلد على الميل العاشر, فبدات الرعية تكبر وتنشط وبدات موسسات الكنيسة تزهر وتنمو وبسبب ظيق المكان تمت الموافقة على الانتقال الى كنيسة سان بيد مع العلم ان استخدام الكنائس المذكورة كان بواسطة دفع الايجار لقاء استعمال الكنيسة .

 لقد نشطت حركة الشبيبة واخوية مريم العذراء في هذه الفترة  وتضاعف عدد الاعضاء فيها في عام 1991 انعقد  موتمر السريان الثالث  والذي حضره عدد غفير من  المؤمنين من مختلف اماكن القارة  الشمالية ( من مونتريال – ونيوجرسي – وجاكسونفيل – وفلوريدا ) وكان قد تراس الموتمر  غبطة البطريرك  انطون حايك وحضره المطارنة ميخائيل الجميل  المعاون البطريركي وموسى اندرسن اللاتيني والمرحوم كوركيس كرمو الكلداني

 لقد كان المؤتمر فرصة كبيرة لالتقاء ابناء الجالية السريانية للتباحث  ولكي تدرك هذه الجالية مكانتها ومسؤوليتها  في  استمرار وبناء المجتمع السرياني والمحافظة على القيم والمبادىء التي ورثها الابناء من الاباء  وبذلك ازداد الحضور الى القداس الالهي  ليتجاوز الاربعمائة  وبعد هذا الموتمر مباشرة أصدرت الرعية نشرة السراج  وبقيت تظهر شهريا حتى اليوم

 واستقرت احوال الرعية في ظل التساؤلات  الى متى نبقى على هذا الحال؟ ومتى يكون لنا كنيسة؟ لقد تمكن الاب توما عزيزو وبجهود بعض المؤمنين من شراء معبد صغير في مدينة فارمنكتن هيلز على الميل الرابع عشر  سنة 1995  ورغم اعتبار المعبد وملحقاته كنيسة للرعية وبيت لاقامة الاب عزيزو  الا انه تبين مع تزايد اعداد المومنين وقدوم اعداد كبيرة اخرى  ان هذا المعبد صغير ولايفي بالغرض

 خلال هذه الفترة كان يتم اقامة برامج وامسيات دينية مختلفة  واخرى فلكورية  بهمة رجل غيور  وهو المرحوم صباح شاه مراد حيث لاقت هذه الامسيات اقبالا لدى الجميع . كما نشات في هذا المعبد  حركة جديدة للشبيبة  تبشر بخير كبير وكان من احدى ثمار هذه الحركة عقد اول مؤتمر للشباب في ديترويت سنة 1998 برعاية المطران جوزيف يونان وحضور الاباء الكهنة

بعد انتهاء فترة انعقاد الموتمر تمت الموافقة على بيع المعبد تمهيدا لبناء كنيسة  ورغم ان الجالية عانت مرة اخرى  ولمدة اربعة سنوات الا ان يوم  الخامس والعشرون من حزيران 2000 كان يوما تاريخيا في حياة الجالية اذ تم وضع حجر الاساس لبناء الكنيسة  وذلك ببركة ابينا البطريرك موسى داوؤد وسيادة المطران جوزيف يونان  ومطران الكلدان ابراهيم ابراهيم  والمطران نيكولوس سمرا وعدد من الاباء الكهنة وجمع غفير من المؤمنين والاصدقاء  وفي نهاية شهر ايار 2002 تم الانتقال الى الكنيسة .. واصبح الحلم حقيقة .

 تقام  كافة المراسيم والطقوس الدينية لابناء الجالية السريانية في هذه الكنيسة  وشهدت في ايار من عام 2005  ابرز حدث الا وهو سيامة الاب باسم شوني حيث شارك معظم  ابناء الجالية في هذه السيامة 

 

 

الاب باسم شوني أثناء سيامته في كنيسة مار توما

 

كما  تقام مراسيم الزواج والعماذ في الكنيسة وتشهد حاليا زمن الصوم و رياضة درب الصليب المقدس التي تقام كل يوم جمعة

  الاب توما عزيزو كاهن رعية مار توما يقول

بعد مرور اكثر من  ثلاثة سنوات  على تدشين الكنيسة الجديدة  يمكن القول أن فترة المعاناة قد انتهت وحل وقت الانطلاق لاعطاء شهادة ناصعة عن اصالتنا وتراثنا السريان المشرقي  والمجد لله دائما

 الــسراج

 السراج : نشرة شهرية تصدرها كنيسة مارتوما للسريان الكاثوليك في مشيغان

مواضيع المجلة  تتحدث عن حالة الرعية  والانشطة الروحية  كالاخويات والعناية بالصغار والامور المادية  بالاضافة الى بعض الاعلانات ومن مواضيعها

 كلمة الافتتاحية في العدد  12  للاب توما ويقول

  مع نهاية شهر  كانون الاول يحتفل المومنين   بتوديع عام واستقبال عام  جديد  وعجلة الزمن  تسير وتتقدم  دون توقف. فالارض في دوران مستمر وكذلك الشمس والقمر. وهذه الدورات  تكون الزمن الذي قسمه الانسان الى قرون وسنين الى اشهر وايام الى ساعات ودقائق وثواني

الارض في دوران والدوران حركة, والحركة مصدر الحياة , والحياة عنفوان  في كل الاتجاهات. الحياة ينبوع متدفق على الدوام

كما أن الحياة انواع , للنبات حياة , للحيوان حياة وللانسان حياة  وللدول حياة .. وايضا للكنائس حياة

 الرعية: رعيتنا جسم حي  يمكن مراقبته. قد تكون نظرتنا  اليه غير دقيقة أو متحيزة لاننا جزء منه غير ان هذا لايمنعنا أن نلاحظ ماهو ايجابي  أو سلبي  في الجسم في الرعية امور ايجابية واخرى سلبية وفي تسليط الضوء  على ماهو ايجابي أو سلبي انما الغاية من ذلك  ماهي الا تقويم ماهو اعوج واصلاح ماهو خطأ ومضاعفة ماهو صائب  وجيد

 من  الانشطة الروحية  في الرعية

 اخوية مريم العذراء للسيدات: تقوم مجموعة من السيدات  يصل عددهن الى الخمسة وثلاثون كل يوم اثنين  على مدار السنة  بالاجتماع للصلاة  والتامل واقامة بعض النشاطات الاجتماعية

 دارسة الكتاب المقدس: تقوم مجموعة من المؤمنين بسلسلة لقاءات  لدراسة الكتاب المقدس حيث يقوم الاخ شارل حلبو بالقاء المحاضرات وهو حاصل على شهادة عالية في الكتاب المقدس

 ساعة السجود للقربان المقدس: منذ اكثر من سنة تقوم جماعة من المؤمنين  في كل مساء اول خميس من الشهر  بالمشاركة في هذه العبادة. انها بركة للكنيسة

 اعداد الصغار للقداس الالهي:  هناك جهود كبيرة  ومشكورة  يبذلها فريق من الغيارى في الرعية لاعداد الصغار لمتابعة القداس اثناء القسم الاول منه  باللغة الانكليزية

لنا عودة مع جاليتنا السريانية في ولاية مشيغان