المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

الزائر الرسولي لأبناء طائفة السريان الكاثوليك في اوربا

 

 

"المواطنة الفخرية"
         هل لكم ان تخبروني عن عراقي مُنِح شرف "المواطنة الفخرية" من قِبَل دولة ما، اية دولة؟  مع اعتزازي بالعراقيين فهم اصحاب انجازات خدمت البشرية عبر العصور.
        فيما يخص المواطنة العادية، يجب على الاجنبي الراغب بالحصول على المواطنة، اي الجنسية، لدولة ما، ان يقدم طلبا يستوفي شروطا معينة، منها مدة الإقامة الرسمية و تعلم لغة البلد المعني بشكل مقبول وكذلك حسن سيرة مقدِم الطلب.  بالاضافة الى دفع رسوم والانتظار عدة اشهر، ويبقى القرار الاخير ضمن صلاحيات الجهة المعنية - وزارة الداخلية - في قبول او رفض الطلب.  .
      ولكن ان يُمنح شخص ما شرف المواطنة الفخرية من قِبل دولة ما فحسبه ان يكون متميزا جدا عن باقي اقرانه، بأعماله وخدماته العلمية والادبية او الاجتماعية او في مجالات الحياة العامة.  اي ان الدولة المانحة لهذا الشرف هي نفسها تفتخر وتتشرف بشخص ما وتتمناه احد مواطنيها وهي التي تبادر بمنحه إياه بعكس الحالة المعروفة الانفة الذكر (حين يكون الشخص هو مُقدم طلب الحصول على المواطنة).
          العراقي الذي اعتقد انه الوحيد الذي مُنح له هذا الشرف معروف إقليميا ودوليا، رجل دين ودنيا، راهب فيلسوف وباحث ومؤلف.  شخصية مرموقة حصل على عدة أوسمة وشهادات تقديرية، اب و اخ و صديق حنون لكل من عرفه من قريب او بعيد، يدخل حنايا القلب بابتسامته وترتاح له النفوس حين تسمع صوته يمجد ويرنم للرب، يعمل بصمت وتواضع لا مثيل لهما، وكل ماعمله تجسيد حي لرسالة المسيح في المحبة التي حملها للناس بإخلاص وتفاني انقطع نظيره.
     انه المثلث الرحمات سيدنا المطران ميخائيل الجميل،  المعتمد البطريركي لكنيسة أنطاكيا للسريان الكاثوليك لدى الكرسي الرسولي.  والزائر الرسولي لسريان أوربا الغربية.  وعضو مجمع الفاتيكان لتطويب القديسين.
     إذ منحته مدينة "اتري Atri" الايطالية "المواطنة الفخرية" بتاريخ ١٧ تشرين الثاني عام ٢٠١٢ في قاعة بلدية اتري (اي قبل رحيله بأسبوعين ونيف).  وكان مجلس المدينة قد اتخذ هذا القرار بالإجماع منذ ٢٩ تشرين الثاني عام ٢٠٠٨.  اِذ دعت مجالس الاقليات و(الحزب الديمقراطي الاشتراكي والحزب الديمقراطي المسيحي، وحزب الوردة البيضاء) الى الإسراع في منح الجنسية الفخرية للحَبْر الجليل الذي قام بالعديد من الزيارات الرعوية الى اتري, واحدى الشخصيات القليلة في العالم ممن يعرفون اللغة الارامية قراءة وكتابة.
      وقد صرح عمدة مدينة اتري غابريل استولفي (Gabriel Astolfi) في وقت سابق مؤكدا حقيقة انهم لم ينسوا سيادة المطران (ميخائيل الجميل).  وأكد ان الاتصالات ظلت مستمرة معه على أمل ايجاد الفرصة المناسبة، بما يتلائم والتزامات سيادة المطران، وذلك من أجل وضع الترتيبات اللازمة لاحتفال مهيب.
ماهي "المواطنة الفخرية"
       تمنح بعض البلدان "المواطنة الفخرية" لأولئك الذين يرون أنهم جديرين بالإعجاب أو التميز.
ففي  الولايات المتحدة يقرر الكونغرس وبموافقة الرئيس منحها، وقد منحت المواطنة الفخرية لستة أشخاص فقط.  اما المواطنة الفخرية الكندية تتطلب الموافقة بالإجماع من قبل البرلمان، ومن الأشخاص الأوائل الذين يحصلون على الجنسية الكندية الفخرية هم راؤول فالنبرغ (Raoul Wallenberg) في عام ١٩٨٥ و، نيلسون مانديلا (Nelson Mandela) في عام ٢٠٠١ ، الدالاي لاما (Dalai Lama) وتنزين غياتسو (Tenzin Gyatso) في عام ٢٠٠٦، و أونغ سان سو كي (Aung San Suu Kyi) في عام ٢٠٠٧. في عام ٢٠٠٠ منحت كوريا الجنوبية المواطنة الفخرية لمدرب فريق هولندا لكرة القدم غوس هيدينك (Guus Hiddink) الذي قاد المنتخب الوطني بنجاح وبصورة غير متوقعة إلى الدور نصف النهائي من كأس العالم لكرة القدم ٢٠٠٢.
       المواطنة الفخرية منحت أيضا لهاينز وورد (Hines Ward) ،لاعب كرة القدم الأمريكي الأسود من أصل كوري.  في عام ٢٠٠٦ لجهوده الرامية ضد التمييز العنصري في كوريا ضد الأشخاص النصف كوريين.  و كذلك منحت كمبوديا الممثلة الأميركية أنجلينا جولي (Angelina Jolie) المواطنة الفخرية في عام ٢٠٠٥ بسبب جهودها الإنسانية. ومنح لاعبوا الكريكت ماثيو هايدن (Matthew Hayden) و هيرشيل جيبس (Herschelle Gibbs) المواطنة الفخرية لسانت كيتس ونيفيس (St. Kitts and Nevis) في آذار ٢٠٠٧ لحصولهم على الرقم القياسي في كأس العالم للكريكيت ٢٠٠٧.  وفي ألمانيا تمنح المواطنة الفخرية من قبل المدن و القرى وأحيانا الولايات الفدرالية.
       واليكم رابط الخبر بالجريدة الايطالية:
اما الأوسمة والشهادات التقديرية الاخرى التي منحت لسيدنا فهي:
تقديرا لجليل أعماله وخدماته الإنسانية منحته مؤسسة القديس كازيمير في ١٢ أيار ٢٠٠٠ وساماً رفيعاً من درجة "فارس الصليب الأكبر" قلّده إياه المونسنيور فيتوريو فورمنتي الكاتب في أمانة سر الدولة الفاتيكانية في نهاية قداس أقامه سيادته في كنيسة السيدة العذراء بالوكالة البطريركية بروما بحضور العديد من جنرالات إيطاليا والأعضاء الفرسان في السلك المذكور والعائلات اللبنانية والإيطالية الصديقة والرهبنات اللبنانية ونادي الشراع الإيطالي اللبناني العائلي ولفيف أبنائنا السريان من علمانيين والكهنة والاكليريكيين الدارسين في روما.
وفي ٢٤ أيلول ٢٠٠١ زين صدره بوسام نابليون – الإكليل الحديدي – بحضور المثلث الرحمات نيافة الكردينال موسى الأول داود.
وفي ١٧ تشرين الأول من عام ٢٠٠٢ زار دار الوكالة البطريركية في روما ملك النمسا Otto "أوتو"  ابن الأمبراطورة زيتا ترافقه ابنته Walburga (والبورغا) ومنح المطران ميخائيل الجميل، شهادة الدكتوراه في العلوم الإنسانية والتاريخية من جامعة كازالي – مونفيراتو.
محبكم
ادمون فرج سقط
















 

سيّدي.. ميخائيل الجميل


وعدالله ايليا

مُذْ عرفْتُكَ.. قرأتُكَ هكذا
عزيز النفس وشامخ الجبين
تُحبُّ الكبير والصغير
كُلُّ شيٍ فيكَ رائعٌ وجميل
يا ابن بغديدا البار
أيُّها الخديدي الأصيل
لن أقول لك وداعاً
لأنني لن أُفارقكَ أبداً
علّمتني كيف أوقظُ غيوم روحي
علّمتني كيف شعاع الموت يستحيل
كيف أغلب الصعاب والضباب
مثل أجدادي الخديديين
الذين قهروا الظلم والظلام
ووصلوا (استانة واسطنبول)
علّمتني بأن أجدادي هؤلاء
برموزهم وأعلامهم وأبطالهم
سريانيون حدَّ النخاع
حملوا نبراس العراق
أنشدوا للسهل والجبل والنخيل
سيّدي.. ميخائيل الجميل
علّمتني كيف أقتحم أسوار الوَجَلْ
وأتجذّر بالأرض وأبقى فوق هذا التراب
علّمتني كيف أقطف ثمار الحُبِّ
من فراديس الجليل
سيدي.. ميخائيل الجميل
كيف أصبر على فراقكَ
ودموع الصبرِ نشفت في أحداقي؟
لقد علّمتني أسرار القداسة والتبجيل
ونشيد الوفاء لبلدتي (اثروديل.. اثروديل)
كُنْتَ تسافر من الشرق إلى الغربِ
تتسامى في الغيوم وفي روحك نور الإنجيل
لا تهاب الريح.. لا تعرف المستحيل
تدعو ربك بتواضعٍ وخشوع
تؤثث تراتيل المحبة بين شقوق الحجارة
تطوف أرجاء المعمورةِ.. تضيء الدرب الطويل
سيدي.. ميخائيل الجميل
ماذا أكتبُ اليوم عنكَ؟
فراقك أشعل الحرائق بدمي
لقد رحلتَ قبل الموعدِ
فمَنْ يا تُرى بعدك يرتقي القِمَمْ
ويرفع راية الأيمان
ويقرع أجراس الدنيا
إذا غابت الشمسُ
وأظلمت خدود البرتقال؟
يا وردةً خديديةً مخضّلةً
كل الميمات باسمكَ نطقت
وكُلُّ الورودِ بنعشكَ تعطّرت
أنت لم تشكُ يوماً إلى أحد
يا زهو بغديدى وسحرها الأول
يا ابن محلة (مرحانا)
رغم الفراقِ وزحام الزمان
سأزرعك بين ضلوعي
وأغرق في طوفانِ حبك الأبدي
أُعِدُّ الرغيف لحنطتهِ
أعشق وجه الشمس
أصون العهد والوفاء
سيّدي.. ميخائيل الجميل
مَنْ ذا الذي قال إنّكَ رحلت؟
لازلتَ نائماً تحلم من جديد
غارقاً في صمتك كي تُكمل النشيد
اليوم دقَّ باب السماء
النجوم شدّت رحالها
لم أعرف أنكَ أنتَ المسافر
لماذا قطعتَ تذكرة الرحيل
في هذا الوقت المشلول
واخترقتَ بهدوء نوافذ الأبدية
لتكمل وصاياك في مأدبة السماء
وتعانق جيد المجد السرمدي..؟!
سيدي.. ميخائيل الجميل
لازال الشاي فوق النار
والخبزُ في التنور..
كيف امتد الموتُ إليكَ
وأطفأ عينيكَ الجميلتين
أنتَ لم تحقق أحلامكَ
ولم تُكمِلْ أبجدية عشقِكَ؟!
تُرى.. مَنْ كسر الزجاج الأبيض
وخالف الموعِدَ والحساب والمقاييس؟
كيف تجرّأ الردى ومَنْ المسؤول
عن خطفِ أجمل ما فيكَ
يا صاحب النُبلِ والخُلق الرفيع؟
تُرى.. مِنْ بعد رحيلكَ
مَنْ يرسم ضوء البنفسج
حين يغرق السفرجل والياسمين
ومَنْ يختارُ لجنة القديسين
ويزرعُ الوردَ في مشاتل الفاتيكان؟!
اسمكَ باقٍ يا ابن بغديدا في الأعماق
سأحملهُ على جواد الأمل
أكتبهُ بماء الورد على الأوراق
مثلُ الكُحلِ على الأحداق
كُلَّ عامٍ وأنت جميل
سيدي.. ميخائيل الجميل
أيُّ أُسْقُفٍ أنتَ.. وأيُّ وفاءٍ أنتَ؟!
الرهبان والفتيان على حُبّكَ ثابتون
الشباب والشيوخُ على عهدكَ باقون
هذه أرضُ بغديدا تُنادي
طالما تشرق الشمسُ
سنظل على فراقكَ صابرين
ما أجمل وأقدس زرعِكَ
سنقدم لكَ القرابين
نحن أبناؤكَ الذين طلعنا
من عظام الآراميين
براءتُنا من براءةِ زرقة السماء
وقداستُنا من قداسة الورد والياسمين
من قامةِ كلكامش وقامتُكَ الهيفاء
يغتسِلُ بماء النهرين كُلّ الطوباويين
من حكمتِكَ وطهارة ماءكَ المقدّس
يشرب الفقراء المنسيون
وكلُّ الأيتام والمشرّدين
من صلاتكَ وصومكَ وحُبّكَ
يخضرُّ الآسُ والسوسنُ والنسرين
يخضرُّ حتى الترابُ والطين

 

الراحل ميخائيل جميل: بين نساكة المطران ونبالة الإنسان

بقلم: سعادة سفير جمهورية العراق لدى الكرسي الرسولي

السيد حبيب محمد هادي الصدر

    في غفلة عن القلوب الخفقة بحبك ــ أيها الراحل  العزيز ــ تسللت كف المنايا ـ على حين غرة ـ  لتتخطفك من بين أهليك وصحبك وأنت الذي كنت بالأمس القريب في جمعهم كالعطر من الزهر وكالربان في المركب. وآخر ما إغتالته منك كلمة مناجاة ووداد سالت من ثغرك المفعم بالبشر الذي ما لبث مبتسما للموت إبتسامته من قبل للحياة.

  وما درت يد الردى أنها قد مزقت منا شغاف القلوب وسرقت رحيق النفوس. وأنها قد غيبت في مطاوي الثرى فرقدا كانت الأبصار إليه شاخصة والأفئدة والهة. ثم أبا روحانيا لطالما ضجت جنباته بفوح الخلال وأريج الفضائل ونبل المواقف ... ما رأته البرايا يوما إلا بشا عطوفا يرخي على جالسيه نسائم أشواقه ولذائذ أطيابه.

لله درك أيها الفقيد الغالي ... كم أطفأت من شموع سنيّك السبعين من أجل أن تنير المسيرة الرسالية بعلمك النافع ووعيك الثاقب؟!. وكم بذلت غاية المجهود والنصيحة لتوضح لطلابك ورعيتك معالم الطريق الصحيح منهجا وفكرا وعقيدة؟!.فكنت بحق سليل أولئك الأساقفة الميامين الذين ما إنحنوا إلا لخالقهم وما شدوا إزارا إلا لهدى وتقى ومعروف. ولا دارت لهم عين إلا على سفر أو دعاء أو إنجيل.

  ولا غرو أن إعتراني عجب من همة كانت سبعينية بعمر الزمان لكنها متوثبة بلبوس العشرين دأبها العمل الصالح وبغيتها الهدي القويم، ونصرة الله كانت لها نعم النصير. قد إحترفت اللطف وأتقنت البر وترفعت عن  الصغائر. أوليست لآليءُ أفكارك ولمع مواعظك وعبق سجاياك هي جل ما أورثته لمحبيك من حطام دنياك؟!. وهل غير ضميرك اليقظ ما لم تدن منه الدنايا ولا الخبائث شقت إليه سبيل؟!.

نعم .. لقد وسع قلبك الرؤوف كل بني وطنك وأمتك وعالمك الإنساني الفسيح مقتديا بالنبيين والقديسين مفنيا ــ والهفي عليك ــ مهجتك وعدتك ذبا عن المبادىء وصونا للعقائد وقراعا عن الغروس المباركة التي زرعها أسلافك الجهابذة الأعاظم.

 إني لأحسب نبضك الذي سكت عن البوح  قد أرشف حياة ما صيغت إلا على نحو متفرد. وكأني برجع  (قره قوش) الوادعة الغافية في حضن أم الربيعين هو صدى الذكريات الخوالي يحكي لنا ولعك بمرابع صباك وشبابك. أما بيان قلمك وسطوع حجتك ودرر مؤلفاتك المطبوعة والمخطوطة فتذكرنا بالرعيل الأول من أساقفة العراق السريان الذين كانت لهم جولات فلسفية ولاهوتية مشهودة في جميع المجامع المسكونية الأولى.

وبعد ــ أيها الحاضر الغائب ــ فما عساي أن أقول لحظة وداعك الأخيرة غير أنك ستبقى تستوطن  ذاكرتنا ضوءا ينهمر في الأحداق وزهوا يأتلق في الحنايا وزهرا وآسا يورق في الضمير وسوى تضرعات باكيات وزفرات ساخنات أطلقها في رحاب هذا المكان المطهر أنوب بها عما يجول في وجدان إخوتي أصحاب السعادة السفراء والإخوة والأخوات الزملاء وكل من حضر معنا من الجالية العراقية في  أن يتغمدك رب العزة والجلال بواسع رحمته ويسكنك فسيح جناته ويحشرك في عليين مع القديسين والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

 

 

 

 

 

 

 

 

بمناسبة رحيل المطران المثلث الرحمات  مار يوليوس ميخائيل الجميل

 

هناك مَن ينتظرني

المونسنيور بيوس قاشا

قالوا ... وسُمِعَ الخبر ... وما أقساه، بل وما أهوَله

عظيمٌ رحل ... رايةٌ انحنت ... عَلَمٌ أُنْزِلَ من ساريتِه

رحل الجميل إلى دار الأجمل...

لقد بدأتَ بتاريخ، ولكنكَ لم تنتهِ في زمن

لأنكَ أنتَ التاريخ، كما في الأعالي، اليوم وغداً وأبداً

هكذا بالأمس كنتَ رايةً حَمَلَتْها كلمات الزمن

فلم تَمُتْ حتى بعد أنْ مُتَّ...

ماتَ جسدُكَ ... وإنْ قالوا قد ماتْ

فناسٌ قد ماتوا قبل أنْ يموتوا

وآخرون وإنْ ماتوا ... وسكنوا القبور ... هم أحياء

وأنتَ منهم ... حيٌّ بالمسيح الحياة

هل تعلم يا سيدي ... يا جميل

إننا نمشي أمواتاً ، فالموت لهذا الزمن رحمة ...

ولا نحيا إلا بكلمةٍ من معلِّمِكَ ... مَن آمن بي ...

إيمانُكَ أبدعَ كلمة ... وصفحات كتبكَ أينعت ثمراً

فكُتب لوحٌ ... خُطِّطَ عليه ... هنا قد رقد

لكنه غادر ... إنه كاهن الله ... حَبْر السماء

سليل ملكيصادق ، احنوا له قاماتِكم ...

واتركوا له سنابلَكم ... بعد بركة

خذوها واطعموا أولادَكم

فالحياة في القبور لا تموت

بل الموت هو سبات ، من أجل ربّ الحياة

كان لي حديثاً معكم قبل يومين بالتحديد

كما في الأكيد ... من مأساة الغياب

وبعد أنْ طال الحديث ، رجوتُم قائلاً ...

وأطلقتُم نداءً ، هناك مَن ينتظرني ...

فقلتُ تمضي ساعة ويكثر زوّارُكَ

ولم أكن أعلم حينها ... أنّ ربَّنا آتٍ كي يصطحبكَ

ليكلِّلَ هامتَكَ ... مجداً وإكليلاً

ويتوّج مسيرتَكَ ... كي يورثكَ مُلْكاً واعداً

لم تكن تحلم به ... بل أعدَّه لكم عبر اسمٍ في سجلات

فيا حبرنا ... اذكرنا أمام الذي أحبّنا ... إننا له

ونحن من رعيَّتِكَ وغنمِكَ

وأجدادُكَ قد ذاقوا خبزَنا

وكانوا لنا كما هو عونكَ

قل لخالقِكَ ... بعد تقديمِكَ حساب وكالتِكَ

إن الحقيقة قد شُيِّعَت ، والغدر أصبح سلالة القانون

والضمائر قد فَسُدت ،

وما هناك إلا بيانات واستنكارات

وأضف قائلاً إننا شبعنا تصريحات

فالكراهية والحقد ما هما إلا علامات

ونسي عبد الزمن ملء الفراغات

في العيش والحب ومنح الغفرانات

والأنانية والطائفية والمصلحة أصدرنَ لهم الجوازات

ورحلوا دون منع أو سياجات

وهكذا ضاعت الحقيقة كما في الحياة

وتحولت إلى الغدر وأسلوب الممات

بدلاً من الوفاء نادر الوجود والثبات

فمكاسب زائلة ومناصب هاوية

وما ذلك إلا زمن الهرولة والزائلات

وضاع العناق وغاية العزم والعنفوان

يا حبرنا ... سلّم على الذين التحقتَ بهم

قل للأب الرحوم :كنيستك تحتاج الى صوتكَ

وهكذا المعمذين باسمك

قل أن ينهر الأمواج والبحر

كي يُسكتَ البحرَ .. فتموتُ الأمواج

أكّد إلى ربكَ ... لأجله نحيا

سنبقى له أوفياء ، فالمسيرة وإنْ طالت أو قصرت

فنحن له أمناء ، وقل له أننا سنُلقي الشِباك ... باسمه

وفي ذلك نحن أغنياء

فنحن لا نملك لا خضراء ولا حمراء وإنْ كنا فقراء

عطاؤه عطاء ... ومنحُه سخاء ... وحُبّه دماءٌ فداءٌ

لا لن نرضى إلا أن نكون له شهداء

وفي ميراثه وخيراته شركاء

فلكَ مني يا حبرنا الراحل ... إلى حيث البقاء

صلاةً وتذكاراً ... أنشد ...

بخوراً أُحرق ... وشموعاً أُضيء

أحني له هامتي. ونخلتي تعلن قيامة الحي

ومعها أرزة القديسين .

ياعنفوان الزمن ، وعزم المسيرة ،

إذهب وإطمئن . فيونان ساهر وماهذا إلا نقاء الحب

وما الحب إلا رسالة ...

فمعكَ أردّد ، في البدء كما في الشروع

هناك مَن ينتظرني ... إنه يسوع

نعم إنه ينتظرني  ... نعم إنه يسوع

 

 

قداس أحتفالي على روح مثلث الرحمة
لسيادة المطران ميخائيل الجميل طيب الله ثراه
أقيم في كنيسة مار يوسف، في بيت لحم عصر اليوم الأحد المصادف التاسع من كانون الأول لسنة 2012، قداسا احتفاليا على نفس مثلث الرحمة المطران يوليوس ميخائيل الجميل الجزيل الأحترام والتقدير، وترأس الأحتفال سيادة المطران غريغويوس بطرس ملكي، مطران القدس وبيت لحم والأردن للسريان الكاثوليك، وكان بمعية سيادته الأب الراعي فارس تمس والرهبان الفرنسيسكان الأب سيباستيان أقليميس رئيس دير الدمعة في جبل الزيتون- أورشليم والأب نيروان البنا نائب راعي طائفة اللاتين في بيت حنينا في أورشليم.  وقد شارك في هذا الأحتفال الراهبات العراقيات الفرنسيسكانيات و راهبات مار يوسف والدومينيكان وبمعية طائفة السريان في بيت لحم والقدس.
وألقى الأب العزيز نيروان كلمة مؤثرة لمست مشاعر الجميع في حديثه،  عن نبذة من حياة سيادة المطران ميخائيل وميله الكبير للدوبلوماسية والسياسة والشعر والعلم واخيرا تميزه بالصوت الرخيم
فالف رحمة لأبينا الراحل مطران ميخائيل الجميل وطيب الله ثراه، وهو الآن يتغمد بالأمجاد السماوية مع الملائكة والقديسين هاتفا معهم ومرنما:
"المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وللناس المسرة الصالحة"
وبركة المجيء والميلاد معكم دائما ... آمين
الراهب الفرنسيسكاني
الأب سيباستيان أقليميس
رئيس دير الدمعة – أورشليم
2012.12.9

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ܟܗܢ̈ܝܟ ܢܠܒܫܘܢ ܙܕܝܩܘܬܐ ܘܙܕ̈ܝܩܝܟ ܫܘܒܚܐ

كهنتك يلبسون البر وأبرارك المجد

غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي

السادة المطارنة آباء السينودس السرياني الأنطاكي المقدس

سيادة المطران مار يوحنا بطرس موشي راعي أبرشية الموصل وتوابعها والإكليروس والمؤمنون

عائلة الجميل وأنسباؤهم

ينعون المثلّث الرحمات

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

رئيس أساقفة تكريت شرفاً

والمعتمد البطريركي لدى الكرسي ألرسولي والزائر ألرسولي للسريان الكاثوليك في أوروبا

المعاون البطريركي والنائب البطريركي العام على أبرشية بيروت البطريركية سابقاً

 

الذي انتقل إلى رحمته تعالى في روما ـ إيطاليا، فجر يوم الاثنين الواقع في 3 كانون الأول 2012

يُنقل جثمانه إلى مسقط رأسه في قره قوش (بغديدا)، العراق حيث تجري مراسيم الجناز والدفن

يتقبّل غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان وأساقفة الكرسي البطريركي السرياني التعازي يومي الثلاثاء والأربعاء في 18 و19 كانون الأول 2012، في الكرسي البطريركي في بيروت، المتحف، شارع طريق الشام، من الساعة العاشرة صباحاً حتى الواحدة ظهراً، ومن الساعة الرابعة حتى السابعة مساءً.

يقام قداس وجناز لراحة نفسه في تمام الساعة الخامسة من مساء الأحد 23/12/2012 في كاتدرائية سيدة البشارة، المتحف، بيروت.

رحمه الله وأسكنه في ملكوته السماوي مع الرعاة الصالحين والوكلاء الأمناء، وليكن ذكره مؤبّداً.

  

 

نبذة عن حياة المثلّث الرحمات المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل (1938 ـ 2012)

ولد في قره قوش (العراق) في 18/11/1938

بعد دراسة سنتين في دير مار بهنام، دخل إكليريكية مار يوحنا الحبيب حيث تابع علومه الفلسفية واللاهوتية

سيم كاهناً في 7/6/1964 بوضع يد المطران مار قورلّس عمانوئيل بني، وانضمّ في 15 أيلول من السنة نفسها إلى جمعية كهنة يسوع الملك

علّم في إكليريكية مار يوحنا الحبيب إلى أن تولّى إدارتها في أيلول 1972

انتسب إلى جامعة تولوز في فرنسا حيث حاز على شهادة الليسانس في علم النفس، ثم شهادة الماجستير في الفلسفة

تعيّن أميناً للسرّ في البطريركية في عهد البطريرك مار اغناطيوس أنطوان الثاني حايك من 1977 حتى 1986

رقّاه البطريرك حايك إلى الدرجة الخوراسقفية في شهر آب 1981 وأنعم عليه بلبس صليب الصدر والخاتم

سيم مطراناً رئيساً لأساقفة تكريت شرفاً ومعاوناً بطريركياً ثم نائباً بطريركياً عاماً على أبرشية بيروت البطريركية في 9/11/1986، بوضع يد البطريرك حايك

عام 1996عيّنه البطريرك حايك معتمداً بطريركياً لدى الكرسي الرسولي في روما

إضافةً إلى هذه المهمّة، عيّنه قداسة البابا الطوباوي يوحنا بولس الثاني زائراً رسولياً للسريان الكاثوليك في أوروبا في 20/4/2002

عام 1998، حاز على شهادة الدكتوراه في الحق القانوني الكنسي من جامعة اللاتران في روما

تولّى مهمة رئيس تحرير المجلة البطريركية السريانية منذ إطلاقها عام 1998 حتى 2002

عيّنه قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر عضواً في مجمع دعاوى القديسين في الفاتيكان في 27/10/2012

انتقل إلى بيت الآب السماوي فجر يوم الإثنين 3/12/2012، إثر إصابته بجلطة دماغية لم تمهله سوى بضعة أيام

اشتهر بصوته الرخيم وإتقانه الألحان السريانية

كان أديباً وكاتباً، له مؤّلفات وترجمات عديدة نذكر منها:

                                                                                                                                                                                      ·المؤلّفات:

ـ "تاريخ وسير" كهنة السريان الكاثوليك بطبعتين

ـ "السلاسل التاريخية" للأبرشيات السريانية من 1900 إلى 2003

ـ "الأحوال الشخصية لأهل الكتاب والسلطة البطريركية في الدولة العثمانية"، وهي أطروحة الدكتوراه في الحق القانوني الكنسي، باللغات العربية والفرنسية والإيطالية

ـ "تاريخ الأدب الآرامي"

ـ مقالات في التاريخ الكنسي واللاهوت والفلسفة والأدب نُشرت في مجلات عديدة

                                                                                                                                                                                     ·الترجمات:

ـ "الحكمة" عرّبه عن الفرنسية

ـ "صلوات الفرض السرياني" بجزئين، الأول لأيام الأسبوع البسيطة، والثاني لأيام الآحاد والأعياد السيدية، وقد عرّبها عن السريانية

عيّن عضواً في لجان عدة، منها:

ـ اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس لشرق الأوسط

ـ لجنة السينودس من أجل لبنان، واللجنة السريانية "برو أورينتي"

ـ اللجنة السريانية المشتركة بين السريان الكاثوليك والسريان الأرثوذكس

 

رحمه الله وأسكنه في ملكوته السماوي مع الرعاة الصالحين والوكلاء الأمناء، وليكن ذكره مؤبّداً.

  

 

اعداد الاب عمار بهنام انطانيوس باهينا ترولهتان - السويد

 

مواليد 1938قره قوش-العراق ، سيم كاهنا بوضع يد مثلث الرحمة عمانوئيل بني بتاريخ 1964.

خدمته

في العراق: خدمه في مدينة الموصل وعمل في ارشاد السجناء وتفقد المرضى في المستشفيات. عام1976 عمل في ادارة معهد يوحنا الحبيب الكهنوتي قسم الفلسفة واللاهوت

في لبنان: عمل في عام 1977 امينا لسر بطريركية السريان الكاثوليك، عام 1984 اسس مركز البحوث والدراسات السريانية، عام1986 انتخب اسقفاً معاونا بطريركياً. 1991 رئيسا لمحكمة الاستئناف للسريان الكاثوليك في لبنان ،ونائبا بطريركيا على ابرشية بيروت.1992 عضوا في اللجنة التحضيرية للسينودس من اجل لبنان.1994 اصدر مجلة ‌‌‍‍"رعيتي" في بيروت ، وفي عام 1998 رئيسا لتحرير" المجلة البطريركية"

في ايطاليا: عمل في عام 1996 معتمدا بطريركيا لدى الكرسي الرسولي (الفاتيكان). عام 1997 في رئاسة "نادي الشراع الثقافي " ، وفي رئاسة "مركز البحوث والدراسات السريانية في روما". عام 2002 زائراً رسولياً لأبناء طائفة السريان الكاثوليك في اوربا

تخصص في الفلسفة وعلم النفس في الجامعة الكاثوليكية – فرنسا عام 1974 ،وفي عام 1976 نال شهادتي الماجستير في الفلسفة عن اطروحته "موقع الشر من الوجود"، والليسانس في علم النفس.   عام 1990نال شهادة الدكتوراه بامتياز من جامعة اللاتران البابوية في روما عن اطروحته "الاحوال الشخصية لاهل الكتاب والسلطة البطريركية في الدولة الاسلامية"

مؤلفاته

كتب في الدين والفلسفة وعلم النفس والتاريخ والفن وفي مجلات عديدة عربية واجنبية

وقد حضر وشارك في مؤتمرات عديدة في العالم.

اما مطبوعاته فهي:

1."الحكمة تنطق" معرب عن الفرنسية 1965.

2."مواعظ ايام الآحاد والاعياد"1981.

3."تاريخ وسيرلكهنة السريان من 1750-1985"

4."صلوت الفرض السرياني"ج1 .1998.

5."الاحوال الشخصية لاهل الكتاب والسلطة البطريركية في الدولة الاسلامية"،باللغة الايطالية-روما2000

وله كتب تحت الطبع:

1."السلاسل التاريخية في تاريخ السريانية".

2."الاحوال الشخصية لاهل الكتاب والسلطة البطريركية في الدولة الاسلامية"، باللغة الفرنسية

3."خواطر في علم النفس السلوكي".

4. "موقع الشر من الوجود".

5."تاريخ الادب الارامي".

لقد نال المطران ميخائيل الجميل اول تكريم سنة 2000 ،وهو وسام الاستحقاق من درجة فارس الصليب الاكبر من مؤسسة القديس كازيمير- ايطاليا، والثاني هو درع الكومندور الاكبر للقبر المقدس- الفاتيكان 2001 ، اما الوسام الثالث فهو وسام التاج الذهبي من درجة وشاح الاستحقاق الاكبر (الفرنسي) منح له عام 2001 ، لقد اجمعت المؤسسات الانسانية المانحة هذه الاوسمة على تقديرها لما يقوم به من اعمال خير ولاسيما في حماية الطفولة والشيخوخة والضعفاء

ولسيادته صوت رخيم ويتقن اصول المقام الشرقي وتفرعاته .