أعلام بخديدا

Museum

متحف

فنانونا السريان

فن

رياضة

أدب

أعلام

أرشيف الاخبار

منتديات السريان

بريد القراء

موارد السريان

السريان

 

الدكتور جلال عبد المسيح سكريا

تفتخر رعية السريان الكاثوليك في السويد بالطبيب جلال سكريا. وقد احتفل الدكتور جلال في مطلع هذه السنة بعيد ميلاده الستين. كان للأب أدريس لقاء معه في بيته مع السيد حميد كجو وزوجته هناء، وتحدث الدكتور جلال عن حياته

 

 أنا جلال عبد المسيح سكريا مواليد قره قوش 6 كانون الثاني 1946

والدي عبدالمسيح سكريا، والدتي شوشي بني اسطيفو،

إخوتي مارزينا ، جبرائيل ، بولس ، عبوش ، يوسف

أخواتي حبيبة زوجة إيليا ألطون ياكو ، شمة زوجة إلياس ككي ، وحنة زوجة عبد الجبار منصور ياكو

دخلت مدرسة مار يوحنا الابتدائية في بخديدا وكان عمري ست سنوات. توفي والدي في نفس السنة فأوقفت دراستي، ثم بدأت من جديد في السنة التالية في مدرسة قره قوش التي كانت في بيتنا، وهناك أكملت حتى الصف الثالث الابتدائي، وكان من بين المعلمين المرحوم إبراهيم ككي .

 في الصف الرابع الابتدائي انتقلت إلى البصرة مع أخي بولص وكان قد تعين مهندساً في خطوط السكة الحديدية.

في الصف الخامس رجعت إلى بغداد، حينها صارت مظاهرات كثيرة بسبب حرب ال1956 فرجعت إلى بخديدا وأكملت الدراسة الابتدائية هناك، كان من بين المعلمين عبد الرحمن كجو، ومارزينا جحولا، والمرحوم معلم الجغرافية إبراهيم ككي. أنهيت الصف السادس وحزت على المركز الأول على بخديدا في امتحانات الوزاري .

بعدها انتقلت إلى بغداد سنة 1958عند أخي بولص وكان رئيس المهندسين في السكك الحديدية في بغداد، وأكملت الدراسة في المتوسطة الغربية في باب المعظم مقابل كلية الهندسة ، انهيتها بتفوق الأول على المدرسة في امتحانات الوزراي، ولا يزال إسمي موجود في لوحة الشرف في المدرسة

دخلت الثانوية المركزية قرب وزارة الدفاع في باب المعظم، ونجحت في الوزاري حائزاً على المركز الأول على العراق وحصلت على معدل 95 ونصف، وكان لدي 3 مئات.

دخلت الكلية الطبية في جامعة بغداد في باب المعظم ودرست مدة ست سنوات، وتخرجت في 30 حزيران 1969 طبيباً، وكنت من بين العشرين الأوائل.

في 1/1 1970/ خدمت كجندي مكلف إحتياط طبيب، الجزء الأول من التدريب كنت في معكسر الغزلاني، ثم خدمت لمدة شهرين كطبيب مكلف لوحدة طبية تابعة للواء الرابع في الكوت.

ثم تحولت كتيبة الدبابات إلى الزبير فأرسِلتُ مع المفرزة الطبية هناك إلى منطقة اسمها الدريهيمية جنوب البصرة  وكان ذلك سنة 1970. لكن كنت بعيداً هناك، فتحولت إلى مستشفى الموصل العسكري وعملت حتى نهاية 1970، ثم تبدل قانون الخدمة العسكرية للأطباء، فكانت الإقامة قبل خدمة الاحتياط، فاعتبرونا دورة احتياط، ومن دون دورة ضباط صيّرونا ضباطاً وقالوا لنا زيّدنا خدمتكم إلى أن تتخرج الدورة التالية، فكنت أنا ألبس كجندي وليس كضابط، فمنعني الآمر وأمرني أن إلبس كضابط: حذاء أحمر بدل الأسود مع لبس نجمة على الكتف، وقال لي أنا سأجلب لك ملابس الضابط غداً. بالحقيقة ما كنت اريد لبس الضابط لأنه بالنسبة لي كان الأمر سواء، فإنني كطبيب عند مزاولة خدمتى إلبس الصدرية الطبية، ولا يهم إذا كنت ضابطاً أم لا. وكنتُ هناك أمسك خفارات وأقدم الخدمة كطبيب.

دامت خدمتي العسكرية في الموصل مدة 20 شهراً كنت فيها أسكن في بخديدا، واشتغلت حينها فترة في العيادة الشعبية في بخديدا، بعدها تسرّحتُ ورجعتُ إلى بغداد وتعيّنتُ كطبيب مقيم باطنية في مستشفى الشعب، وخدمت كطبيب جراحة ونسائية في مستشفى الكاظمية، والقسم الباقي من الإقامة الدورية كانت في مستشفى الحُمّايات في تل محمد قرب كراج الأمانة، قبلها كان مستشفى الحمّايات يأوي حالات مرض الجدري التي انتشرت في العراق سنة 1972، فهذه نُقلت إلى مستشفى جسر ديالى ليضمّ كل حالات الجدري وأنا بقيتُ في مستشفى الحمّايات كمسؤول عنهم. دامت خدمتي هناك 3 أشهر .

بعدها خدمتُ فترة القرى والأرياف في برطلة لمدة سنتين 1973-1974، ثم تعيّنتُ كطبيب مقيم أقدم في مدينة الطب 1975 ودخلت دورة في مدينة الطب أقامها أطباء من الكلية الطّبية الملكية واجتزت الإختبار سنة 1976  وصرت مرشح عضو اختصاص في الكلية الملكية، وانتظرت حتى 1979 للحصول على الإجازة الدراسية في أنكلترا. خلال هذه الفترة عملتُ في مستشفى بلد الجمهوري ومن هناك سافرت إلى إنكلترا وامتحنتُ سنة 1980 في انكلترا. طبعاً هناك لم تكن فترة دراسة فقط، بل أيضاً كنت أعمل كطبيب مسجل في النقابة، وخلالها كانت هناك دورات دراسية، منها دورة في همر سميث لمدة شهرين كطبيب مقيم أقدم في وحدة أمراض الدم، وعملت أيضاً في مستشفى لانكستر، وبعدها امتحنت ونجحت فصرتُ عضو الكلية الملكية البريطانية كطبيب أخصّائي للأمراض الباطنية. ورجعت شباط 1981 في العراق وكنت طبيب أخصائي في بعقوبة، وعملت هناك حتى 1994.

تزوجت 1983 من هيفاء عبدالله جرجيس بيداويد، وقد حضر زواجنا البطريرك المثلث الرحمات بولس شيخو، والمطران دّلي ( البطريرك حالياً ) والمطران متي متوكا، ولفيف من الكهنة.

زوجتي المرحومة كانت أيضاً طبيبة تزاول مهنتها في مستشفى بعقوبة كطبيبة مستشفى، ثم كطبيبة قدمى.

رُزقنا أطفال أربعة وهم : جينا ( 1984) ، جوني ( 1986 ) ، دينا ( 1989) ، وفادي ( 1991 ) .

سنة 1992 أصيبت زوجتي بورم في الصدر، وسافرنا حالاً إلى أميركا لمدة ستة أشهر، ثم رجعنا إلى العراق، لكن المرض عاد بعد سنتين، فرجعت زوجتي إلى أميركا للمعالجة مع الطفل فادي، أما أنا فتوجّهت بعدها إلى السويد في بداية سنة 1995، لغرض الحصول على الإقامة، فأقبلت زوجتي مع فادي سنة 1996 إلى السويد، أما بقية الأطفال فوصلوا السويد في نوفمبر1996.

دخلت المدرسة السويدية لتعلم اللغة لمدة أكثر من سنتين. خلالها أصيبت عائلتنا بنكبة كبيرة وهي وفاة زوجتي الغالية هيفاء بمرض سرطان الصدر بعد معاناة مريرة وطويلة صارعت فيها المرض، لكن كانت إرادة الله أن تفارقنا إلى السماء. توفيت زوجتي في السويد في نوفمبر 1997 .

في بداية عملي كطبيب في السويد عملت كطبيب تحت التدريب في مستشفى للعجزة، إلى أن حصلت على عمل في مستشفى في مدينة كاترينا جنوب السويد، ثم حصلت على لقب طبيب أخصائي، وهو أعلى ترتيب مهني للطبيب في السويد ( Överläkare  )

كان خروجنا من العراق لإسباب عدة، أولها لعلاج زوجتي المريضة بالدرجة الأولى، وقد سعينا للحصول على أفضل علاج في أميركا وفي السويد. أما الأسباب الأخرى لخروجنا من العراق فكان الحالة الأمنية المترديّة آنذاك وإلى اليوم. ففي أحد الأيام نهب بيتنا في الزيونة، الجماعة (( شالوا الشباك )) وبعدين عزّلوا البيت !  لأننا كنّا نقيم عند أهل زوجتي في شارع 52. وكان لنا أيضاً مسكن في بعقوبة مقرعملنا.

مرة أخرى تعرّضنا للسرقة في بيت أهل زوجتي الملاصق للقوة الجوية، فقمنا صباح أحد الأيام وإذا بنا نجد سيارتنا بلا دواليب! فأسباب هجرتنا كانت للعلاج أولا، ثم بسبب الوضع الأمني أيضاً.

في السويد كان لي فقط عقبة اللغة السويدية كوني قدمت كبير العمر، لكنني اجتزت مرحلة اللغة من زمن، واليوم أعمل ومنذ حوالي سبع سنوات بنفس اختصاصي.

بالنسبة للغربة، فاليوم لدينا عوائل قره قوشية كثيرة، وتجمعنا الكنيسة كل يوم أحد. سابقاً كنّا نحضر القداس عند الكلدان، لكن الآن، فالأب أدريس يقيم القداس هنا في سودرتاليا كل يوم أحد، ونحن من المداومين.

بالنسبة للأولاد: جينا ستنهي دراستها بعد أقل من شهر كفاحصة بصرoptiker  والآن تزاول عملها مؤقتا.

وجوني بدأ السنة الماضية في جامعة ستوكهولم ويدرس الاقتصاد، ويداوم أيضاً في المعهد السويدي الملكي كدلاّل أملاك للعقارات! فجوني يداوم دوامين.

دينا تواصل دراستها الاعدادية في الصف الخامس العلمي، ولديها هواية الموسيقى، فهي تعزف على الكيتار وعلى الناي ولها صوت جميل عذب، أما الصغير فادي فهو في الصف الثاني المتوسط، وله هواية كرة القدم، وهو منتمي لفريق الأشبال الاسيريسكا أي الآشوري في سودرتاليا، وسيكون له مستقبل رياضي إذا استمر على هذا النحو.

جينا ودينا وجوني، يشتركون في جوق الكنيسة للتراتيل ويخدمون القداس كل يوم أحد وعيد.

جوني من مشجعي نادي يوفنتوس الإيطالي، وفادي من مشجعي نادي برشلونة الإسباني، وجينا من مشجعي نادي ديربي الإنكليزي، أما أنا شخصياً فمن مشجعي نادي ليفربول الانكليزي.

أعتقد أن الهجرة فادتنا كعائلة، نفسياً وكذلك علمياً بالنسبة لمستقبل الأطفال ودراستهم، فالوضع في العراق لا يزال سيئاً جداً، نأمل أن يتحسن.

 بالنسبة لتربية أولادي هنا فأنا راضٍ جداً عن تربيتهم، فقد تعب أهل زوجتي فيهم عندما كنّا في العراق، وهنا سعيت أنا والمرحومة زوجتي من أجل تمسك العائلة على الإيمان المسيحي والأخلاق الحسنة، وبعد وفاة زوجتي أكملت المسيرة لوحدي والحمد لله. خلال فترة مرض المرحومة الطويل، إذ الأطفال صغاراً، فكانت مسؤولية الطبخ والواجبات المنزلية الأخرى ملقاة على عاتقي وقد قمت بها خير قيام.

خالتهم هدى وهي تسكن قريباً منّا، بذلت جهوداً كبيرة أيضاً في خدمة الأولاد والبيت، ولا تزال إلى اليوم في هذه المهمة.

في أوقات الفراغ نزور بعض العوائل مثل بيت خالتهم هدى، وبيت الخديدي أبو بيتر، حميد كجو، وغيرهم.

في نهاية اللقاء ألتقطت هذه الصور في بيت الدكتور جلال وفي حديقة الدار، مع الأب أدريس حنّا ومع السيد حميد كجو وزوجته هناء.

 

المزيد من أعلام بخديدا