|
لقاء مع رافع الاثقال وكمال الاجسام
الرياضي القديم متي صليوه اينا
اجراه : بولص بربر
نشر اللقاء في جريدة (صوت بخديدا) العدد (53) اب 2008
حكاية لقاء هو صليوه متي حنا اينا من مواليد 1939 بخديدا ، رجل مقعد يتحرك على كرسي المعاقين ، ينتقل بين داراه والقنطر المشرفة والمحاذية للزقاق يدفعها احد افراد عائلته ، هكذا هي حال ضيفنا هذه العدد الذي زرناه في البيت واجرينا معه لقاء ، لكي لا نترك احد من الرياضيين القدامى ، ذلك لانه دين في اعناق جريدتنا التي لم تترك ولن تترك أي لاعب قديم ان شاء الله . نعم هكذا يقضي هذا البطل القديم ايامه ولياليه باحثاُ عن شخص يأنسه في شيخوخته ، وكلمة جميلة وطيبة ، عيناه تترقب كل شخص يمر من امامه ليرد التحية او لربما ليسأل عن حاله وصحته . عن طريق الصدفة ، وبينما انا قاصد هذا الزقاق ولامور خاصة نظرت في باب احد الدور واذا برجل جالس على مقعد متحرك فحييته كالعادة فبادلني التحية . استمريت في المسير فناداني يا اخي التفت الى الوراء فأشر بيده فرجعت الى حيث هو جالس فقلت له هل انا المقصود يا اخي ؟ قال : نعم انت ! قلت من اين تعرفني ،قال سمعت عنك وقرأت عنك في جريدة (صوت بخديدا) ، حيث تعمل صحفيا في الصفحة الرياضية والصفحات الاخرى ، فقلت له تفضل ماذا تريد قال: هل لديك وقت لاحدثك في مجال عملك؟ قلت له لدي مشوار . لكن لابأس سوف اسمعك قال لي وانت واقف هكذا ؟ قلت له هل الحديث معك سيطول بعض الشئ ؟ قال نعم فنادى الى احد اولاده ليأتي بالكرسي لكي اجلس فاذا به يبدا الحديث . فتح لي علبة السكاير وقدم لي سيكارة فقلت له لا ادخن اشكرك قال حسنا فوضع السيكارة في فمه واشعلها وسحب منها ما يكفيه ثم اطلق من فمه دخان كثيف ، صمت برهة واتجه صوبي وقال لي انني رياضي مارست الرياضة وانا في شبابي عشقت لعبة رفع الاثقال وكمال الاجسام وكنت من الاوائل وحصلت على ميداليات عديدة؟ نظرت اليه وقد زاد شوقي لاسمع منه الكثير الكثير ماذا يقول هذا المقعد احقا انه رياضي لم اسمع عنه قط فاصبحت في حيرة من امري هل اصدقه ؟ ولما لا ، ولكن لماذا اختارني من عشرات الاشخاص الذين يمرون امامه. ابتسمت في وجهه فارتاح لي فقال :ما بالك يا اخي الم تصدقني وان لم تصدقني سوف اجلب لك دليل يثبت ذلك. قلت له ولما لا اصدقك يا اخي هناك الكثيرون من امثالك غمرهم تراب الزمان ولم يعرف عنهم احد لكن لا عليك انني سوف اجرى معك لقاء لجريدتنا (صوت بخديدا) وانشره في الصفحة الرياضية ، كما نشرنا للعشرات من امثالك من الرياضيين القدامى. وهنا بدأت الملم الاسئلة لاطرحها ، قلت له متى بدأت في ممارسة هذا النوع من الرياضة؟ قال مارست هذه الرياضة منذ ان كان عمري 14 سنة أي في الخمسينات من القرن الماضي واستمريت لمدة 4 سنوات متتالية وبدون انقطاع ؟
- قلت له وفي أي نادي تدربت؟ - قال تدربت في نادي الكورنيش في البصرة - قلت له ماذا في البصرة هل كان اهلك يسكنون البصرة في ذلك الوقت ؟ - قال لا انني كنت اعمل سائق تاكسي على خط بغداد بصرة وبغداد موصل وكثير من الخطوط. واستطرد قائلا َ :احرزت ميدالية ذهبية في هذا النادي لمشاركتي في عرض رياضي كبير قلت : هل هناك اندية اخرى شاركت فيها ومارست هذه اللعبة؟ قال: نعم اشتركت في نادي المهداوي ببغداد في منطقة باب المعظم وكان ذلك سنة 1957 وقد اشتركت مع عدد كبير من الرباعين وكنت اتميز عنهم بخفة الحركة ودقة اللعب ، وقد اثلج هذا العمل نفس مدربي حمادي محمود وحصلت خلاله على مدالية فضية. قلت له وبعد استمر في الحديث ؟ - قال : شاركت في نادي الفتوة في الموصل سنة 1955 وتميزت بسرعة الخطف بعدها دعاني نادي حسن الاحدب على كورنيش دجلة لاعمل مدربا فيه واستمريت في تدريب اللاعبين هناك وبمهارة وكفاءة عالية. بعد ذلك دعاني نادي كربلاء فعملت هناك ما يقارب السنة وبعدها عملت كمدرس في نادي الاعظمية . - قلت له : وهل هناك اندية اخرى؟ قال كلا لقد تركت التدريب والمشاركات نتيجة لظروفي الصعبة التي مررت بها وبعدها لم احظ بجهة تساندني وتقدم العون لي او الراتب فاضطررت الى ترك اللعبة آنذالك وقلبي مملوء بالحسرات . وها هو الحال الذي تراني عليه ، وبحسرة وحوزن شديد قال : هل يرضيك يا اخي العزيز ان يترك ويهمل لاعب متميز هكذا ؟ - قلت له : أعانك الله والحمدالله والبركة في اولادك فنحن لا ننسى احدا وانني سوف انشر لك هذا اللقاء في جريدة (صوت بخديدا) ليتعرف عليك اهل بخديدا كونك احد اولادها ،حيث انجبت الكثير من الرياضيين امثالك. بادرته بالقول اخيراً هل لديك كلمة ؟ - قال أشكرك واشكر جريدة (صوت بخديدا) لنشرها سير واعمال وبطولات االرياضيين القدامى والاهتمام بهم. ودعته وقد أثلج صدره وباح ما في داخله من المخزون اعانه الله.
اكبس هنا للانتقال الى الصفحة الرئيسية للرياضة
|