إيـليــّـــا والآخــرون
-- صورة أولى صوت يأتيك .. ــ رجل ميتٌ انت يا إيليا ستلتهم القعبان لحمك ايها النبي الكذاب
-- صورة ثانية الذئاب في الخارج تعوي الذئاب في الـداخل تعوي مطارد انت و منهك وحــدك .. إلا من مخطوطة تحملها منذ الازل ، محملة برموز خالدات ومكتوبة بلغة لايفهمها الاّ أنت ! وحــدك .. ورمال الصحراء تعصف وتزمجر وتلطم كل جزء فيك طالِبـوكَ ياإيليا .. متأهبــون ينتظرون لحظة ، تخور فيها ما تبقى من قوتك لحظة ، يخور فيها ما تبقى من جبروتك هم ينتظرون ياإيليا .. كي يزرعوا في خاصرتكَ سيوفا وسكاكين
-- صورة ثالثه الشمس ملتهبة في الصحراء وقفتَ لبرهة على مفارق طرق .. لاتدري الى اين بعيدٌ جداً جداً وحارٌ جداً جداً هو الطريق الى بئر السبع ! سألتهم فاجابوك ، وطلبوا منك البقاء !! وقالوا .. ربما كان ذلك ممكنا عند المساء ، عندما تغيب الشمس . هـــــــــراء .. عندما تغيب الشمس !!؟ انت ياإيليا ما احببت يوما ذلك الظلام . لغة غريبة عنك هي لغة الاخرون رجل حرٌ انت ، والشوق في داخلك اكثرُ التهابا من شمس الصحراء . وانتَ تعرفُ أن الخلاصَ يكمـنُ في لحظةِ الوصولْ .
-- صورة رابعه كان الاخرون عنك يتهامسون ثم بعد حين منك يسخرون مجنون .. هو لايعرف الصحراء ، قاتلة هي الصحراء مجنون .. لن يستطيع الوصول .
-- صورة خامسه تسلق جبل الله ياإيليا كل شئ من حولك يكاد يصبح ظلاماً وذلك العــواء انت خائف ياإيليا ومرعوب لا من مواسٍ ، ولا من صديق ورموزك التي حملتها معك ، هي الاخرى ما أسعفتك تسرب الياس اليك بدأت الشكوى ، وصوت ندائك العالي يرتطم بصخور الجبال ويرجع ثانية اليك مسكين انت يا إيليا رجل ميت انت ..
-- صورة سادسه صوت يا تيك .. ــ إستمر .. إمضي .. لن اتخلى عنك تومض من جديد عيناك ، وتدب الحرارة في اناملك تتحسس راسك ، اطرافك ، قلبك لازال الد م يجري في عروقك حيٌ أنت .. حي ، أنت مازلت حي اهي معجزة يا إيليا ، ام هو اصرارك .؟
-- صورة سابعه ــ إيليا ماذا تصنع هنا ؟ ( بحرارة من اجلك وقفت ............... ملوك 1 ـ 19 ـ ) ( عبر الرب وهبت ريح عظيمة وشديدة شقت الجبال وكسرت الصخور ولم يكن الرب في الريح . بعد الريح زلزال ، ولم يكن الرب في الزلزال بعد الزلزال نار ، ولم يكن الرب في النار ، وبعد النار صوت هادئ خفيف لمّـا سمع إيليا الصوت ستر وجهه بعباءته وخرج ووقف بمدخل المغاره.. ملوك 1 ـ 19 ـ ) ملياً حدق صوب السماء ياإيليا نجومها بدأت تلتمع ، والضياء غمر قمة جبل حوريب الصوت ما زال بآسمك يناديك ــ أنت لي في كل سُـبلك ، وأنا معك ساكون . رتّـل إذن ... وآرقص أطلق صوتك عاليا ماآستطعت ، احمل مخطوطتك .. تأريخك لملم شتاتك ، أصلح من ثوبك البهي ......... وآمضي اهي معجزة ياإيليا ، ام هو اصرارك .؟
-- صورة ثامنه ثانية تقف على مفارق طرق .. تدري الى اين الاخرون عنك يتهامسون ثم بعد حين ............. مستحيل ، هذا غير ممكن !! اهي معجزة يا إيليا ، ام هو اصرارك ترفع هامتك ، تحدق صوب المدى الكثير ممكن .. إذا سار الرب معك .
سمير يعقوب
|