بفاريــا ... ومهرجان الابداع في بغديدا
تشكل مقاطعة بافاريا عموما ، ثقلا كبيراً في النسيج الالماني ، نسبة الى دورها المهم في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية منذ العصر الكنسي ومن ثم بداية تشكيل الملكيات مروراً بالحكم النازي وعهد هتلر وهي في الحقيقة مازالت اللاعب الاساسي الى الحد الذي فيه يذهب بعض الساسة الالمان للقول .. ( من دون بافاريا لايمكن لالمانيا ان تكون )
من خلال هذا الدور الضارب في عمق التاريخ تشكلت لهذا المجتمع قيم كثيرة
وكبيره وكم هائل وغني من الموروث الذي يعتزُّ به ابناءه ويعملون
من هذه الاسباب ومن اسباب اخرى تندرج تحت مفاهيم مثل الحس والشعور
والانتماء والحب ولدت فكرة مهرجان بافاريا العليا (Ober
Bayer)
والذي جاء تحت اسم
سالتُ سيدة في متوسط العمر قالت : إنه "مهرجان العمر" ياتي مرة واحدة ، والمرة القادمة لا يملك المرء قراراً في ان يراه او لا يراه ، ربما يتناءى الى سمعه وهو في سباته الابدي قرع اجراس الكنائس وهي تعلن انطلاق المهرجان او يشعر بوقع اقدام الصبايا وهنّ يرقصن تلك الرقصات البافارية التقليدية .
من خلال نظرة الى خارطة بافاريا العليا في مدنها الكبيرة والتي تضم مدنا صغيرة وعديده ، ترى ان نصيب المدينة الواحدة هو مهرجان واحد كل سبعين عاماً ومن هنا ولانه مهرجان العمر ، أتى ويأتي هذا التفاني من قبل اهل المدينة التي تقدم فيها هذه التظاهره من اجل ان يُـبرزوا كل جوانب حياتهم بشكل فني وابداعي جميل . انطلق المهرجان الاول عام 1980 وكان حتى عام 1983 يقدم سنويا على انه وابتداءاً من عام 1986 اصبح المهرجان يقدم كل سنتين لتحتظن مورناو هذا العام المهرجان السادس عشر تحت شعار (معــاً .. نعمـل) . يشترك في هذا المهرجان اربعون جهة رسمية وغير رسمية والتي بمجموعها ستقدم سبعون فعالية على مدار عشرة ايام والتي تشمل "المسرح ، القصة والشعر ، الموسيقى الشعبيه والحديثة والغناء ، الرقص الشعبي والحديث ، الفلكلور الشعبي والحرف القديمة ، حلقات دراسية ، محاضرات في مختلف جوانب الحياة " ومن ضمن هذه الفعاليات سيكون لي عملا مسرحيا ضمن فرقة كوراجه (Courage) المسرحية والذي يحمل عنوان (Eine einfache Idee)(فكرة بسيطة) للكاتب الالماني (Peter Riter) والذي سيقدم يومي الثالث والعشرين ، والثلاثين من شهر حزيران الجاري .
الان .. ربما لازال العنوان ودليل المهرجان الذي اضفت اليه بعض الصور من مهرجان بغديدا للابداع السرياني ، مثيرا للتساؤل ! ليس مصادفة في ان تتشابه الكثير من الاشياء ، فما سيحدث هنا في مورناو بعد اسبوعين تقريبا وبين ما حدث في مهرجان بغديدا انما هي قواسم مشتركة في سعي الانسان لولوج بوابات الابداع والعمل على اظهار هويته في كل المحن والظروف اعتمادا على عقله الذي هو من البديهي في حالة تطور ، وايضا ما يحمله من موروث وقيم تأريخية . من خلال مواكبتي لمعظم لقاءات التحضير لهذا المهرجان ، كانت عين ترى وتراقب ما يجري والعين الاخرى تنظر بعيدا حيث اللقاءات الاولى لتاسيس مهرجان بغديدا للابداع السرياني وما بين العين والعين كان هناك الكثير من المتشابهات التي تفرض تساءلاً هو اننا لماذا لم نتواصل وهل ان البناءات المستحدثة هي اكثر تجانسا واعلى شئناً من ذلك البنيان الذي بدا متكاملا يوما ما ؟ اتمنى مثلما يتمنى الكثيرون معي كل الخير والسلامه لبغديدا والمبدعين فيها عسى ان تأتي ظروف نستطيع معها ان نستجمع قوانا ونعيد ألـقَ مهرجانها
سمير يعقوب
|