همســـــــه
منذ زمن بعيد جدا جدا ، عرفت شيخا طاعنا في السن ما بارح يوما مكانه الذي ولد فيه في ذلك المكان كان الشيخ يفكر ومن اجل ذلك المكان كان الشيخ يجتهد ويعمل في ذلك المكان تزوج الشيخ وانجب بناتا وبنين طافوا الدنيا وتعلموا منها الكثير في ذلك المكان مات الشيخ وهو يدري شيئا واحدا ذلك ان الكون كله يُختصر.. في ذلك المكان على اللوح الحجري لقبره كُتبت عِبارة ماتَ على رجاءِ القيامةِ شيخٌ أخلَص لانتماءهَ
كانت السيدة في برنامجها شعرٌ وشعراء تسال الشاعرالشاب ان يقرأ لها شيئا مما ابدعه خياله وخطّه قلمه المفعم بالحب وبذالك الوجدان المتراكم من قبل ان تبصر عينيه النور، ويتذوق لسانه طعم الحليب الطالع من ثدي أُمـه كان الشاعر يفعل وكانت القصيدة تاتي مسترسلة وهي تنبض بغديدا ثم تساله السيدة ثانية ، وبكل سرور .. يفعل فتاتي القصيدة الجديدة هي الاخرى عن .. بغديدا بعد حين تساله ثالثة وتتمنى عليه هذه المرة ان يقول شيئا اخر او لونا اخر ليس لبغديدا حصة فيه ينهمك الشاعر في تقليب اوراقه ، وكنت ترى آنذاك كم من الحيرة تعتريه َ كانت السيدة تستعجله وكان هو قد وجداخيرا ما يبحث عنه .. وبدأ الكلام هتفت السيدة بتودد .. ايضا عن بغديدا هزّ الشاعر كتفيه ضاحكا وشهقت انا عميقا وتساءلت
لماذا في كل مرةٍ .. بغديدا
سمير يعقوب
|