السائق متي ججو
موميكا .. الملقب متي حوان
بقلم ولده ججو
متي موميكا .. كندا
من مواليد قره
قوش عام 1917 ومن عائله فلاحيه لم يمتهن مهنة السياقه احد
من عائلته,نشا يتيما فى احضان اجداده ال موميكا وال مخو
بعد ان تركه والده متوفيا وعمره لايتجاوز ثلاثة اشهر
فترعرع متنقلا بين عشيرته واقربائه مطيعا خدوما ونشيطاحتى
شب فى كنف دويه بعيدا عن الزراعه والرعى شاخصا انطاره نحو
السياقه حيث احبها مند نعومة اطفاره رغم عدم تشجيع ذويه
انداك
تزوج المرحوم من
ابنة عمه حبيبه عبد الاحد موميكا مخلفا خمس بنات وثلاثة
ابناء هم المدرس ججو متى موميكا والنجارموبيليات صباح متى
وميكانيكى السيارات عامر متى الدى اصر على امتهان مهنة
والده رغم ممانعاته المتكرره للابتعاد عن مهنة السياره حيث
كان المرحوم شديد الحرص علينا ولا يرغب ان نسلك منهجه فى
العمل لما تحمله هدة المهنه من متاعب ومشقات.. كان والدى
رحمه الله محبا للسياقه مولعا بها شغوفا حيث عمل فى بداية
حياته المهنيه سائقا عند الانكليز فى مدينة الموصل وكركوك
يصاحبهم فى جولاتهم وعمره انذاك لم يتجاوز العشرين
بعدها اشترى
سيارة جيب انكليزيه ولم تمكث طويلا فى حوزته حتى سقت وهربت
الى سوريا ورغم معاناته فى البحث عنها وسفره الى سوريا ولكن
دون جدوى تالم عليها وعاد مهموما فعمل سائقا لدى بعض الناس
الميسرين فى الموصل ولم تدم هدة الحاله طويلا حتى شارك
المرحوم نوح شوفير واشتريا سياره كانت سببا فى خسارتهم
وانفصام الشراكه
كان المرحوم طيب
القلب لايرضى الطلم والشكيمه ينص المظلوم وينهر الظالم
لكنه كان حديا فى حسم الامور يريد من يفهم سجاله وطبائعه
يغضب ان غبن حقه او اسئ فهمه وكان يحب الطرفة والنكته
وكان ايضا سريع
البديهة
كان المرحوم يحب
التجوال فى حياته ممتطيا سياراته التى غالبا ماكان
يستبدلها بعد ان يمل منها فقضى ايامه متنقلا فى ربوع
الشمال حينما كان يملك سياره انكليزية نوع بيكب كان يسمى
..افنص .. يشغل بالهندر وليس بالسلف كم عهدنا حديثا وكان
يرافقه دائما شخص ودود يسمى بالسكن وهو المرحوم يوسف
حمندوش الملقب مرمحو رحمه الله فكان والدى يحبه ويساعده
ويعطف عليه فى السراء والضراء
اما رحلاته
صيفا الى الشمال فهى لمقايضة السلع والبضائع حيث كان يبيع
مع العوائل التى ترافقه يبيعون البرغل ومشتقاته كالرشته
والحبيه ومنتجات حيوانيه اخرى يستبدلونها بالزبيب والجوز
واللوز والبلوط والفواكه
وكانت رحلتهم
تستغرق اسابيعا حتى يعودوا
اما رحلة الشتاء
فكانت تسمى بالديوره والعزبه لكن وجهتها الجزيره والباديه
طلبا للعشب والماء للماشيه حيث كانت سنين القحط والجدب
تصاب قره قوش بسبب قلة سقوط الامطار فكانو يستقرون قرب
منابع المياه ليمكثوا اشهرا حتى يعودو ادراجهم مع ماشيتهم
ومؤونتهم
هكذا نشا والدى
فى بيئه اجتماعيه فعاشر اصنافا من الناس على شتى المذاهب
والقوميات واللغات فكان يحب الناس ويحبوه فاتقن اللغة
الكرديه والعربيه بطلاقه من خلال ممارسته مهنة السياقه
طوال ستين سنة من حياته تعرض لحوادث لاتعد ولاتحصى فلم يكن
محضوضا وظلت المصائب تلاحقه رغم طيب قلبه وحسن سريرته
كان مرحا يحب النكته والطرفه ولايكل او يمل من السياقه ومن
اجمل النكات المنقوله عنه يحكى انه كان فى رحلة من برطله
الى الموصل حيث كان الطريق ترابيا غير مبلط وكانت حمولته
فى البكب الافنص بقرة فى حوض السياره والى جانبه السكن
يوسف حمندوش رحمه الله اما صاحب البقره فكان جالسا فوق
قمرية البيكب ولوعورة الطريق والصوت الرهيب من السياره
ومحركها اعيا التعب صاحب البقره فغرق فى النوم وماكان منه
بعد برهة من الزمن حتى فز وجفل من اثر المطبات فى الطريق
لينطر الى بقرته فلم يجدها واصابه دعر ليطبطب على سقف
السياره بقوة ويصيح هوب هوب هوب يمعود متى حوان ليثى تورتا
اخا ليلا لكيبخ توتا بصدرا
ومن مذكراته كان
يحدثنا المرحوم عن كيفية حصوله على اجازة سوق عام 1935 على
ما اذكر حيث اختبرته لجنة الفحص بالموصل
مشافهة متى لو صادفتك عائله مكونه من رجلين وفتاة واستاجرك
لتوصلهم الى مكان بعيد وفى الطريق اكتشفت ان الفتاة مخطوفه
فكيف تعالج الموقف فما كان من والدى المرحوم الا ان يمكث
برهة ويجيبهم .. ساطفى محرك السياره وادعى بانها تعطلت
ولايمكننا مواصلة السير الا بدفعها وهكذا نزل الشابان من
داخل السياره وبقيت الفتاة وظلا يدفعان حتى لهثا وانهكهما
التعب فما كان من والدى الا ان يشغل محرك السياره ويطير
بها تاركا الرجلين يصيحان ويستغيثان وهكدا انقذ الفتاة من
الخطف فنجح فى المقابله ومنح اجازة سوق
فى بداية
الستينات كان والدى المرحوم يملك لورى شوفرليت وكان ينقل
الرقى من ناحية الضلوعيه فى بلد الى بغداد ولعدم وجود جسر
بين ضفتى دجله فعبور السيارات والناس كان بدائيا عن طريق
الدوبه وما ادراك مالدوبه الواح خشبيه متهرئه اكل الدهر
منها وشرب فكانت السيارات والناس وهى محمله تطفو على هذه
الواسطه المرعبه والخطره والناس ليس لهم من بد غيرها
حيث لاجسور ولا
بدائل اخرى
وكان يحدثنا
والدى عن رحلته هذه حيث يتعود على ترك مقود السياره
والنزول الى
ظهر الدوبه يدخن سيكارته ريثما يصل شاطى
الامان وماكان يخبئه القدر الا بانقطاع الحبال من الدوبه
وحصول الكارثه بسقوط كل شى فى نهر دجله والرقى يسبح يمنة
ويسرى فاختلط الحابل بالنابل ولكن حسن حظ والدى كان من
حلاوة روحه فهو لايحسن السباحه لكن حبلا معدنيا من حبال
الدوبه تدلى من امام والدى مربوطا بلوح خشبى كبير اغاثه
وانقذه زاحفا نحو الجرف ليلتقطه جمع من الناس اخرجوه بين
الميت والحى وفى عام 1957 اشترى والدى سياره صالون نوع
بلايموث من الشركه وكانت اول سياره فى قره قوش وبعدها
اشترى المرحوم نجيب ككى سيارة جديده نوع شوفرليت ارجو
تصحيح هدا الخبر لاننى اتذكره جيدا ولا انسى ان والدى
المرحوم صحب ثلاثة قسس من قره قوش فى سفرة الى سرسنك وكنت
انا معهم وعمرى 12 عاما اذكرهم جيدا الاب الفاضل لويس قصاب
والاب الفاضل فرنسيس جحولا ولا اتذكر البقيه
طبعا هذه
السياره والدى كان يحبها ويعتز بها ويداريها لكن فى احد
الايام كان واقفا مقابل البلديه ينتطر دوره للعوده بالركاب
وحدث حادث بسيط حيث رمى احد الاشخاص جثة كلب ميت على
السياره فاحدث بسقفها خسفة كبيره
كان المرحوم
والدى لايشجعنا على تعلم السياقه ودائما يحثنا على الدراسه
والتحصيل العلمى لكثرة معاناته ومتاعبه من هذه المهنه مما
جعلنا بعيدين عنها الا اخى عامر حيث اصر على تقليده وها هو
اليوم اسطه وميكانيكى ماهر بالسيارات
هكذا قضى والدى
المرحوم 60 عاما فى هدة المهنه الى ان ادركه المرض واصابته
الشيخوخه حيث وافاه الاجل فى 12شباط عام 1992 عن عمر
يناهز 76
رحمة لك والدى
وانت تخدم ابناء جلدتك ويوم سارت سيارتك على اساس كنيسة
الطاهره
نظل نذكرك دائما
ولاننسى وصاياك حيث علمتنا الحياة