فنان تشكيلي من سهل نينوى/بغديدا

حاوره: هيثم بهنام بردى

  الفنان الباغديدي بهنام اسحق يعقوب يدخلك إلى مشغله وهو يطرق على النحاس بسحر أنامله وهو صانع ماهر، وفنان يجيد العمل الفني الذي يحتاج إلى جهد تشكيلي وذهني، يغرف الفنان من منابع الفن الأشوري البابلي بكل رموزه وسحره الراسخ في الذاكرة

سألناه عن بدايته فقال

بداياتي الفنية: بدايتي كانت منذ الدراسة الابتدائية حيث كنت مولعا جدا بالإعمال اليدوية نمت رغبتي و تطورت عند دخولي الدراسة المتوسطة حيث كان الأستاذ الفنان سامي لالو الذي كان  له الفضل في إيصالنا لما نحن عليه ألان حيث أبدى لنا الرعاية و التوجيه الجيد مما جعلنا نلتصق بالعمل الفني حيث أنتجت في وقتها عدة لوحات فنية في الفن التشكيلي

هذه الرغبة ازدادت و تطورت عند دخولي معهد إعداد المعلمين حيث كان في المعهد قاعة لممارسة الفنون التشكيلية كان هذا في عام 1966 أما عن بدايتي الأولى في الطرق على النحاس فكانت عام 1974 في هذه السنة دخلت دورة الأشغال اليدوية فكنت متميزا في هذا القسم و كان للأستاذ يحي قاسم ألحاتم الدور الكبير في وصولي إلى ما أنا عليه من التميز حيث إنني ألان من الأوائل في الطرق على النحاس في محافظة نينوى

السومريون و الكلدانيون و الأشوريون و ما تركه لنا التراث العراقي والأديان السماوية كل هذه الحضارات جسدها الفنان بهنام الباغديدي في لوحاته وجعلها تبرق كالذهب

 

 

  

 

استطاعت لوحاتي أن تخترق الحدود لتستقر في حاضرة الفاتيكان وبطريركية السريان الكاثوليك في لبنان وبطريركية السريان الارثودوكس في سوريا وفي بلدان عديدة من العالم كالولايات المتحدة، فرنسا،استراليا، سويسرا، وبلدان عربية

لقد عملت جاهدا لاستبدال فرشاتي العتيدة بمطرقة من ذهب محاولا تخديش ذاكرة الحضارات أن اصنع لها مستقرا لا يتزعزع كما أعطيت تلك الحضارات بريقا لايوصف فتراني مرة أتحرش بالثور المجنح وأخرى بسرجون الاكدي ثم أتنحى عن حلمي عند زى امرأة بغديدية(قره قوشية) هكذا هو الفن لا يقف عند حد ولا يترجى الحواجز هكذا استطعت أن اسخر قدراتي ومواهبي الفنية لتتغلب على قساوة المعدن فكان فن الطرق على النحاس كما أن لي اهتمام بالنحت على الجلد المدبوغ دباغة نباتية فكنت في هذا المجال متميزا أيضا

  

كما أنني متميز في الرسم على اللباد حيث استطعت استبدال وضيفة اللباد (الجبن) من استخدامه للجلوس أو النوم إلى أرضية جيدة للوحات تراثية فكان لي ما أردت فجعلت سمكه نصف سنتيمتر،وهذه اللوحات التي أنتجتها من اللباد كان من السهل نقلها من مكان إلى أخر مهما كانت المسافة لأنها ذات وزن خفيف

لكن تبقى سمتي الفنية الطرق على المعادن و محاولة استنطاقها إنها دون شك محاولة لنبش الحضارة التي أتعبتها الحروب و قساوة الإنسان انحت تاريخ العراق واطرق أبواب الملوك دون استئذان و كأنني أريد ايقاضهم من موت مباغت فتراني وكأنني آثرت الحديث إلا مع الأشكال الكونية انحتها بطرقة طفل عجوز أنهكه النظر في زحمة بريق مجهول إنني اخذ من قلبي آسفين الذكريات ورائحة التاريخ وحزن أيام غابرة

 

  سألناه عن بطاقته الشخصية   فأجاب بما يلي

  الاسم: بهنام اسحق يعقوب القس اسحق

مسقط الرأس: بغديدا

المواليد: 4/1/1948

الشهادة: معهد إعداد المعلمين

سنة التخرج : 1968/1969

الاختصاص: الفنون التشكيلية الطرق على النحاس.

المهنة : معلم مدرسة نجد الابتدائية/ مسؤول قسم الطرق على المعادن في المشغل اليدوي لمدرسة نجد للبنات