الإبـــنُ الحقيـــقي ....... أم الإبنُ الــــضال ؟ " عن تجربتي المسرحية الرابعة في المانيا " سمير يعقوب ـ المانيا
كـان يَــكُّنُ لأبيهِ كـلَ المودةِ وكـلُ الإحتــرام كـان يعملُ بمنتهى الإخلاصِ وبمنتهى الصـدق ، لكنهُ ... وبقدرِ ما كانَ يحبُ أباه كـانَ أيضاً .. يعشقُ الحيـاة !! في صباحِ اليومِ التالي قرَرَ الإبنُ الأصغر أن يَمـدَّ ببصرهِ خارجَ الأسـوار، وأن لايعيشَ بَــعدُ ....... في ثوبِ أبيـــه . في صباح اليوم التالي كان له موعد مع تلك المـــــواجهة التاريخيه ( أعطـني نصيــبي من الميـــــراث ..!) حمل حقائبه ورحل، وربما هاجر، وربما ضـاع، وربما ..... وجـد نفسـه .! رحل .. وترك لابيه قلبا يلتهب بالشوق . رحل .. ترك لابيه عينان ما فارقتا على الدرب النظر . كان يجلس امام فنـدقهِ العامرُ الكبير، فنـدقهِ الذي يقصده ويَـؤومُ اليه الناس من مختلف اصقاع هذا الكــون . اوجعه الفراق وارهقه الإنتظار
أخيرا تيقن من ان الغائب .. ربما لن يعود، فعـزَّ النفس بالاخر الذي معه إبنــه الأكبر لم يكن يدري الاب المسكين، ان آبنه الاكبر سيعُيـد فعـلة يهـوذا الاسخريوطي عندما سـلّم المسيح الى اليهود ( بدافع المحـبة !) من خلال تلك القبـلة الشهيره . ولكـن... هذه المـرة ليس ليعلق على الصليب ، بل ليسجن داخل مأوى للمسـنين وهذه المـره.. لم يكن الثمن ثلاثين من الفضة بل هو ملايين من الدولارات . اودعَ الإبنُ أبـاه ، في دار للعجزة ( بدافع المحـبة !) رُغم انه ما كان بالعجوز لقد كان اكثر شبابا واكثر جمالا من هذا الابن ...! في صباح اليوم التالي .. خرجت الجرائد لتعلن على صفحاتها الاولى وبالخط العريض ، موت الأب . وفي المساء كان كل شئ قد انتهى بنهاية مراسيم الدفن التي جرت على عجل .! لقد مات السيـد "سيلج مان" وهو اسم الاب .. المسكين ، غير ان السيد ( سيلج مان) في الحقيقة ما كان قد مات إلاّ في حسابات الابن الاكبر....!!
ضاق من حوله المكان فقرر الاصغر ان يعود .. بكل قلبه بعد ان ادرك ان لا مساحة ارحب واوسع من قلب ابيه ، ولا ثوب انعم وادفى من ثوب ابيه . في نهاية المسرحية .. يلتقي مع اخيه الاكبر وعلى صوت موسيقةٍ ربانيةٍ يدخل الاب مصحوبا بجمع غفير . كـان كعادته ، جميلاً .. مبتسـماً .. رؤوفـاً لم يعّـنف احدا سوى نظرة ثاقبةٍ صـوّبها نحو الابن الاكبر، وبهدوءٍ قال ـ لقد اسـتطاع اباك ان يسحق الموت اجتهد يابُني ان تتعلم كيف تعيش مع اخيـك ..
ان الاهداف المهمة والنبيلة في الحياة لايمكن ان تُـشترى بالمال ، وهذا طرح ليس جديد لكنه يبقى متجددا على الدوام .لقد كانت هذه المسرحية التي قادها خيط دلالةٍ دينيةٍ واضحه ، مليئة بالضربات الجانبية ، ابرزها تلك التي وجهت الى الرأسماليةِ المفترسة التي تحطم وتسحق كل القيم من اجل الربح المادي . ففي الوقت الذي يبذر الابن الاصغر مال ابيه الطيب دون حساب ، يسعى الاكبرعلى الاستحواذ على كل شئ وابعاد الاب عن الساحة باستخدام حيلة خطط لها مستشار تطوير الشركات "المعدوم الضمير" لقد اجتهد الجميع في تمثيل ادوارهم "Stefan Völker" الابن الاكبر، Moritz Haas" الابن الاصغر، Dieter Kirsch الاب،" Elisabet Remlinger" عاملة الفندق ، ومرة اخرى يبرز العراقي Samir Yacoob في موهبته المتميزة والتي يضعها في الكفة الاخرى من الميزان ، وهو يمثل شخصية منظف الشارع الغريب عن المجتمع الذي يتمكن من اختراق الواجهة ورؤية ما خلف الستار منقذا الاب من موقف ووضع لايحسد عليه وهذا ليس بالغريب عليه وهو المخرج المسرحي الذى درس فن الاخراج في العراق ، بلده الاصــل . لقد ملئ هذا العرض المسرحي ذلك المساء ، واشبع عقول وقلوب المتفرجين الذين كافئوه بموجة عالية وطويلة من التصفيق ..؛
إشــارات > المسرحية أعدت عن قصة (سائق تكسي في نيويورك)لاحد الكتاب الالمان المعاصرون والمبنيةعلى فكرة مثل الابن الضال . > قام باعداد المسرحية Klaus Remlinger > المسرحية تكونت من اربعةعشر مشهدا > شارك في المسرحية خمسة وثلاثون ممثلا وممثله > قدمت المسرحية على احد مسارح Murnau
عندَما عَزفت سُومَر، وصَفَّقَ الجميع لعَـشتارَ وأشـور... سمير يعقوب .. المانيا { عن تجربتي المسرحية الثانية في ألمانيا }
ســلامُ الـربِّ على العــــراق بـــلادُ ما بينَ دجلةَ والفرات ........ مهدُ الحضارات حيثُ كُـتِبَ الحرفُ الأول ودارت أُولى العجــــلات مُـوطِنُ أبـيـنـا إبـراهيـم وحُـلمُ السِنــدبادُ البحــري وعــلاءُ الــــدين عِبرَ حضــاراتـهِ الـرائعه (والممتـدة ُمنذ عام ـ 3200 ـ قبل الميـلاد حتى الـوقت الحاضر) عـانى الحــروبَ والـدمارَ والخــراب ... نــزفَ أهـــلـهُ الكثـيــر ، ومـازالـــوا يـَنـزفون ......
كانت هذه هي المقدمة التي ثبُتــت في دليل العمل المشترك والذي كتبت عنه صحيفة " MURNAU TAGBLATT " تحت عُــنوان : "مـعاً ... بين مُـورناو ألمانيا وقره قوش العراق" دراما رمزية مشدودة ، وسياسةٌ عالية من الشرق كانت قـمة إفتتـاح معرض الرسـامة الالمانية " GABI FELDPAUSCH " لـدى إتحـاد الفنانين في مـورناو ...
كـان لِـقاؤنا صُـدفة ، مثـلما كان رَحيـلُها هو الأخرُ ... صـدفه . حـدثتـها عن أهـلي والعـــراق عــن بابل وحداِئقها المعلقة في كـبَـدِ السـماء ... عــن كلكامش الخالد ، وعن بيت اللــه ... عــن ليالي شهرزاد وشهريار التي وفي تلك الليـلة ، أتممـنا الأخيــرة بعـدَ الألــف .. قـلت لـها : كَـم هُـم أهلي رائعــون ، عندما يختصِـرون الحياة بالشــال الغـديـدي: ترينَ فيهِ الشمس . . . وامـــواجُ البحـــر الطير والــزهر .... وهــامات الأشجـار ترينَ الكنائس السبع والصُـلبان الملونة ، وكل ُالأســفارِ الخالــدات قـلت لـها : كـم هـم أهلي رائعــون ، عندما تتشـابك اياديـهم وتتمايلُ كنسـماتِ الهـواء أجســادهم وهـم يُـغازلـون الأرض على نغمـات الــزُرنةِ وضــربات الـطبلِ وهُـتــافات الشــاباش قــالت: شـوّ قـتـني ..... فحـكيت لها المـــــزيد . قــالت: شـوّ قـنـي أكـــثر .. عندها كان التلفاز يُـظهر كـم هـو أليــمٌ نـزف العــراق قــالت: " والنظـرةُ تسـتقرّ على الشــاشةِ مــرة وعلى الشــالِ مــرات " إن مَـن يَـعشـق الحياة على هذا الشــكل ومَـن يتـقنُ شَـبك الأيـــادي على هذا الشــكل يســتطيع أن يـرصفَ الحـجر المُـتهاوي مجــدداً!!! عـند ذاك ولـدت الفكره .. هي تـرسُـم بفُـرشاتِها عشـق أهـلي وأفـراحهم وأنا بجسـدي وحشـرجات صـوتي أعبـرُ عن عُـمق أهـلي وجراحات أرض الرافدين
"لوحات
من المعرض للرســامه الألمانيه Gabi
FeldpauscH
" الأب: يحمل في يده قلمٌ وقرطاس ، هو منهمك في فكِ رُموزها وربما إضافة رموز اخرى من جوف الأرض السحيق ، وعلى إنشاد الملائكة .. ولدت قيثارة سـومريه . الصبية: تغازل الأوتار بأناملها مرةً ، وتتمايل ُ كحوريات البحر على صدى الصوت الملائكي أخــرى في الزاوية البعيده ... إنتصبَ سلمٌ من رُخامٍ لايُـرى حداً لمــداه . الصبي: في الزاوية القريبةِ جالس ... هو يجتهد بل يتفنن في بناء سـور من أحجارٍ مصقولةٍ ملونه احجارٌ كان قد ورثها عن أجداده الذين جمعوها خلال رِحلة ِ البحث عن نبتةِ الخلـود أو عندما أقاموا زقـّوراتهم وشـيّدوا جنائنهم المعلقه .... من بعــــــيد ... تُســمعُ اصوت ريحٌ هــوجاء يتعالى صــوتُ الـريح يختلط صوت الريح بأزيزِ الطائرات .. ليـلٌ كالح ٌ ودخان وذلـك الإضطــرابُ المجنـون كان الثلاثةُ يــدورون .. يصـرخون .. يتشــبثون ويستنجدون باللاشئ .. لكنّ البوابات الأربع كانت قد تهاوت ، وتـشظىّ الســـورُ الجميل سقطت مسـلةُ الحياة ، تقطعت أوتارُ القيثارة ، وخيّـم على الأرضِ ... ظلام هناك تظهر بعض بقع ٍ ضوئيةٍ خجولةٍ ، وخائفه .. تكشـفُ المكـــان ثَمـةَ أشياءٌ قد تبعثـــرت .... ؛ سـاعةٌ مُهشــمة صورةٌ مُمزقةٌ لِمـــونالـــزا وكتابُ أشـعارٍ خَطــهُ المبـــدعونَ في بلــــدي تناثرت أوراقـه وتعفّـرت بسائلٍ أحمرٍ سـاخن ..؛؛ تخفـتُ الأضــــواء . . .
من هُناك .. حــزيناً كان الاب قد تهاوى على الأرض .. تشابكتِ الحبالُ حـولَ جسدهِ العملاق ..؛ الصبيه ... إبنتـه ،كَبُـرت الأن .. ركعت في حضرةِ الجسدِ العملاق ..؛ وبصيـصُ نورٍ يتماوجُ من شمعـةٍ تحملها .. الصبي ... إبنـه ، عندَ السُـلمَ الرُخـامي .......... وتلك الريح . هو يمسِكُ السُـلم ، لكنّ الـريح .......... هو يتطلع الى السُـلم ، واليدُ الأخرى ممدودةٌ تستنجدُ بالجسدِ المتهاوي ........... العِملاق .؛؛
تضيـفُ الصحيـــفه ...
كان واضحاً مدى ما أثرت هذه القطعةُ
الدراميه ، وشـدَّت جوع المشاهدين الواقفه والمتزاحمه . " alten beurer haus " ـ مبني الكـــاليري ـ
غداً أو بعدَ غد سـألتقيها في الحـُـلم ، وأعرِفُ أ نها ستسألني ما إذا كان بصيـصُ النـورِ مازالَ يتماوجُ بين عينيّ الصبيـه وأعرِفُ أنها ستسألني ما إذا كان الصـبي قد وضع رِجـلَهُ على درجـاتِ السُــــلم . . .
ـ قُـدّمت المسرحيه تحت عنوانين ( حربٌ في العــراق ) و ( أيجب للأسلحةِ أن تتكلم .. ؟ ) ـ العمـل كان توليفٌ بين إرهاصات القلبِ أنذاك وقصة للكاتب الألمانيWolfgang Borchert) ) عنوان القصه (Lesebuchgeschichten ) ( حكايات في دفتر مطالعه )
v مانوئيل سمير يعقوب v لـويزا سمير يعقوب v بشرى بولص بتـق v زياد طارق العـاني v Cristian Jungwirths v سمــير يعـقوب
المشهد الاخيرالمشهد الاخير في قصة كبيرة اسمها عوني كرومي
كان أول عمله المسرحي في المانيا ـ بعد رجعته الثانية اليها تحت عنوان: "العميان"وربما اراد عوني كرومي المتبصر... ان يرى من خلال أجساد شخوصهِ العميان... نهاية المشهد الاخير. وربما ايضا، رأى الفاجعة قبل ان تحدث... فاراد ان يتناسها.. او يتحداها بالعمل الدؤوب والمثمر.. والمتعب جدا في خدمةِ الجمال.. وبأية حال، لم يكن يروق لعونى كرومي ان يكون المشهد الاخير بعيدا عن معشوقته بغداد
مرة التقيتة في الاردن عندما كان يُدرّس التمثيل في جامعة اليرموك، مكثنا وتحدثنا معاً فترة طويلة. كان سعيدا بذلك اللقاء الذي حمل نكهة عراقية . والذي من خلاله شمّ عبـق بعض ذكرياته في اكادمية الفنون الجميلة.. كنت أُحس عمقَ الجرحِ في قلبه الطيب الكبير، فبادرتهُ بالسؤال: لماذا لاتعود الى العراق؟ لم اكن اعرف الكثير ، ولم يَقُـل لي هو الاخر الكثير، لكنه همس بعد تنهيدة عميقة وقال: لو انهم كانوا قد منحوني عُشـرَ مامنحوني هنا لاخترت الموت في بغداد..! كان هو يتحدث عن المعنى وعن الروح ....... في السنوات التي قضاها في المانيا كان عوني كرومي الأب والأخ والصديق والحبيب لكل العراقيين. كان يرشد هذا ، ويعلم ذاك.. يُعين هذا، ويحفّـز ذاك... يواسي ويخفف حزن هذا ويفرح ملئ قلبه مع ذاك وهو الذي قد أُغتيلت فرحته. ان الحياة بالنسبة لعوني كرومي هي ان يعيشها مع شخوصه وهم على خشبة المسرح، هي ان يتواصل مع هدفه الذي اختاره منذ ان كان في الموصل، ومنذ ان احس بذلك الانسان المهدورة كرامته ومنذ ان قرر السعي لمساعدته ، ولتغيير جزءٍ من ذلك الحال ، فوجد على خشبة لمسرح انبل واجمل ساحة للتغيير ... لقد تخطت عطاءات عوني كرومي حدود ارض الرافدين ، لتشمل الانسان في الكثيرمن البلدان العربية والاجنبية ، إيمانا منه بأن الانسان هو نفسه اينما كان ومهما كان جنسه ومذهبه. لقد تجلّى ذلك في الحشد الذي حضرَ وشارك في المشهد الاخير... حشدٌ من عراقيين وعرب وأجانب حاملين وروداً ورياحين تباينت أشكالها وتعددت الوانها..... لقد غمر الاسى العميق كل القلوب .. واصبح الصمت والذهول سيد المكان.. والعيون المدمعات.. خجلى لاتقوي النظر على نعشه الموشح بعلم العراق .... وهناك في المقبرة الفرنسية في برلين حيث يرقد برتولت بريشت ، والكثير من المفكرين رقد عوني كرومي صباحا.. حيث كانت الارض مليئة بالضياء!!! عند المساء بعد إلقاء النظرة الأخيرة على الجسد المسجى وقبل ان يوارى الثرى..... لاادري كيف تجمعت الغيوم، وبكت ـ هي الاخرى ـ بكت السماء ...
رحلتَ .. وستبقى ترنيمتك تصدح في ارض الرافدين.... سيبقى الممثلون يتغنون بها كلما جلسوا على ذلك " الكرسي الهزّاز".. رحلتَ .... أيها "الإنسان الطيب" وانفلتت من العـقدِ الجميل في بلادي جوهرة كان "غاليلو" قد صاغها من النجوم البعيدةِ البعيدةِ، في السعي لاثبات كروية الارض. رحلتَ .... فكيف ابكيكَ أيُّها المعلم ؟ ولأيٍ من خصالك ... ابكيك...؟؟؟؟ وهل استطيع ببُكائي ان اردَّ بعضُ ذاك الجميل ؟ تسلقتَ .... حتى عانقت السماء ، فآسترح ...عالياً. لاأدري إن كان ذلك الكرسي سيهتز من بعدك ولا أدري ان كان بإمكان غاليلو ان يرصد النجوم ..... من بعدك...!!
Do weapons
have to speak? Samir Yacoob سمير يعقوب مسرحي من بخديدا في ألمانيا
The war is in and the same. At each time and to each place a war breaks off, forms in the heart the same bitterkeit. The same tears flow. The same blood pours. Force governs - and not the word. Weapons speak, them speak their own language, are however not created not to the dialogue. We ignite a candle, so that all humans become brothers and the world becomes more peaceful. Thus results the connection between all what takes place in the heart today, and to which which the German writer Wolfgang Borchert expressed in his reader stories. Samir Yacoob, Luisa Yacoob and Christian Jungwirth argue on the basis texts and szenischen theatre pictures with the topic war. Samir and his daughter Luisa Yacoob fled before three years from the Iraq to Germany. They saw force, war and the struggle for peaceful solutions in their homeland hautnah. TO GO TO THE ORIGINAL SITE :CLICK HERE
|