الصليب
أنا حين ارتفع عن الأرض أجتذب إلي كل إنسان
بآلام السيد المسيح وموته على الصليب أصبح الصليب ينبوع غفران ومصالحة وسلام، وأصبح ينبوع قيمة خلاصيّة لآلام البشر. يرتفع الصليب على جبالنا وقباب كنائسنا وجدران بيوتنا وصدورنا كدعوة حتى نلتمس الغفران والمصالحة والسلام والقيمة الخلاصية لآلامنا. وهذا ما يعنيه السيّد المسيح عندما يقول قبل موته بخمسة أيام: "أنا حين أرتفع عن الأرض أجتذب إليّ كل إنسان".. . يقول قداسة البابا يوحنا بولص الثاني - نحن شهود السلام: السيد المسيح وهب العالم هبة ثمينة، ثمرة موته وقيامته، وهي السلام، إذ قال "سلامي أستودعكم، سلامي أعطيكم، لا كما يعطيه العالم"... لذا فسلام المسيح هو سلام الغفران، سلام المصالحة مع الله والذات وكل إنسان. سلّمنا هذه الهبة حتى يغيّرنا. نعم، السلام يغيّرنا. هو يجعلنا صانعي سلام عندما نعيش الغفران ونعرف أن نحمل صليب الألم. وهذا أيضاً أحد بنود التطويبات "طوبى لفاعلي السلام فإنّهم أبناء الله يُدعَوْن"... (متى 5/ 9). صلاة زمن ارتفاع الصليب وسط صلباننا العديدة \يرتفع صليبك يا سيد . فنذكر الجلجلة وحبة الحنطة وقربانك . ونتذكر أن نيرك طيب وحملك خفيف . أيها العائد في آخر الأزمنة .لتدين الأحياء والأموات يامن لا فناء لملكه . نحن مغمورون بحظورك .ناعمون بفيء صليبك .صليب القدرة والمجد منتظرون عودتك . نحن نعانق كل يوم يا سيد صليب آلامك .ونبتهج بصليب مجدك . فتختلط الآلام بالبهجة .فنتقوى ونشكر . أعطنا يا سيد ألا نفتخر إلا بصليبك وألا نسير إلا في دربك لك المجد إلى الأبد آمين. الأخت أمال الدومنيكية
مغزى
الصليب
علاقته المقطوعة مع الله بسبب الخطيّة. دم الحيوان المسكوب على الهيكل كان يشير إلى الحياة التي ذرفت بدلا عن حياة الخاطئ لأن "أجرة الخطيّة موتّ (رومية 6 : 23). بمعنى آخر كان الحمل يذبح بدل الإنسان الخاطئ. ولكن هذه الطريقة التي عيّنها الله للشعب اليهودي في العهد القديم كانت ظلالا للأمور العتيدة التي تمّت بقدوم السيّد المسيح إلى الأرض وموته وقيامته. فهو كان حمل الله المعد للذبح. لقد كان كاملا بلا عيب . أخذ جسدا بشريّا مثلنا وتشبّه فينا في كل شيء ما عدى الخطيّئة. لم يستطع أحدا من رؤساء اليهود أن يبكّته على خطيّة أو يجد فيه علّة طوال فترة إقامته على الأرض. لذلك هو وحده الذي يستطيع أن يكفّر عن خطايانا وليس بأحد غيره الخلاص . لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص (أعمال 4: 12).
الأخت آمال الدومنيكية
|