دعني أشبهُ فردوسا
حينما سيرجعون
ويرجعون ـ حتماً ـ
ويطأ الشعراء
سركون بولص وفاضل العزاوي وجان دمو وشاكر لعيبي وهاشم شفيق... وحسن النواب التراب..
وتطأ القصائد... أعناق الحروب والبنادق وحمامات السلام... ولغة العناق
سيذهبون ـ حتماً ـ إلى المقابر
للصلاة والشكر...
والى الفرات... للعماد...
ودجلة... لغسل الأقدام
يتطهرون.. باسم العراق
وسيذهبون.. أيضاً بلا مفاجأة
ليس إلى المتاحف الجماعية
ولكن كما قلت إلى المقابر
(مع ملاحظة أن جان سيحمل قبره الغريب كأسماله)
لعلهم يعثرون على قبورهم
وهم يبحثون عما أضاعوه
وحتما أنهم سيعوضون الأيام
والحب.. والوقت
اجل
سيعثرون على قبورهم بلا جثث
أسماء.. وتواريخ.. وأرقام
وتصاريح.. وقرارات.. وإعدام
أيها الشعراء الأحباء
لا تجيئوا متنكرين ـ الآن ـ
فكلنا.. والعراق
يضجُّ بالبياض
بعد ـ الآن ـ
***
تلعقني الشفاه
ـ ولأول مرة ـ
أتذوق عسل النهر
وورد الذوق
وضوع الطعم
ـ رغم السّكر ـ
أتطهر ليلاً محتشداً
بإثم افيون
وطوفان خطايا
دعني
ولكن كن حذراً
فانا لا أتوّفر دائماً
ولا تفكر بي في يوم القيامة
ربما سامْنَي
بخسائر فادحة
وافقد قدرتي على الحب والعمر
لأني لستُ بخيلاً
وكذلك لستُ مقدّساً
لكنني أتطهّر دائماً ـ بعسلي
* * *
في مكمنٍ صغير من جسد الأرض
جحيمهُ اكتمل
فقد احتاجَ إلى نار
وظل يتحاشى
وريقات أعشاب صغيرة
لم يخجل بإدمانِهِ ذلك الطقس
ولكنه أخفى
في غرّةِ ذلك الظلام الحالك
بصيصَ أنثى
لم يكن كالفرسان مُلَثّماً
لأنه لم يكن خائفاً
فقط كان يتسلّق تلك الأشياء الصغيرة
كي يكمل زخرف ذلك الجسد
بهذيان كوابيس
وألوان خمور
* * *
تملْمَلَ الكتاب
قالَ.. بي عَطَبٌ
اشتريتُ من محلِّ الحروف
الأدوات الاحتياطيّة
صرخ بوجهي
وَتمتَمَ
أِلَمْ ترَ
أن الشخصَ قد خرَّ صريعاً؟
والبنتُ مازالت
منشغلة بصدرِهِ تلعقه
والمستشفى لم تعطِ منذ زمن
تصاريحَ الدفن
فأجّلْ حتى ما تكتبه
فالملائكة الآنَ في نوم
والشياطين يزدحمون بضجة في البارات
كفَّ عن الكتابة والقراءة
فكل شيء معتم في داخلي
عما قريب سأصرعه
وأضج ببياض
* * *
دعني
كي أخونك
أنثر راسي
في دولاب الحب
واسكر
في افيون الحكمة.. كل العمر
احدهم
يجلسُ
ينقرُ في عيني
فتنسكبين
ويفيض الكون بالملائكة
كي لا أستطيع
أن أخونك
* * *
كي تستريح
أوقفُ دوران الأرض
وأدورُ مكانها
اكبس هنا للانتقال الى الصفحة الرئيسية للاخ زهير بردى