احتفالية القيامة على الانترنت المقالة 5
لماذا تركتني !!
أعداد : أركان هابيل هذه العبارة لا تعني أن لاهوته قد ترك ناسوته، ولا أن الآب قد ترك الإبن.. لا تعني الإنفصال، وإنما تعني أن الآب تركه للعذاب. إن لاهوته لم يترك ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين... بهذا نؤمن، وبهذا نصلي في القداس الإلهي ولو كان لاهوته قد إنفصل عنه، ما إعتُبِرَت كفارته غير محدودة، تعطي فداءً غير محدود، يكفي لغفران جميع الخطايا لجميع البشر في جميع الأجيال.. إذن فلم يحدث ترك بين لاهوته وناسوته. ومن جهة علاقته بالآب، فلم يتركه الآب "لأنه في الآب والآب فيه" (يو11:14). إذن، ما معنى عبارة :"لماذا تركتنى"؟ ليس معناها الإنفصال، وإنما معناها: ترتكتني للعذاب. تركتني أتحمل الغضب الإلهي على الخطية. هذا من جهة النفس. أما من جهة الجسد، فقد تركتني أحِس العذاب وأشعر به. كان ممكناً ألا يشعر بألم، بقوة اللاهوت.. ولو حدث ذلك لكانت عملية الصلب صورية ولم تتم الآلام فعلاً، وبالتالي لم يدفع ثمن الخطية، ولم يتم عملية الفداء.. ولكن الآب ترك الإبن يتألم، والإبن قَبِلَ هذا التَّرْك وتعذب به. وهو من اجل هذا جاء.. كان تارِكاً بإتفاق.. من أجل محبته للبشر، ومن أجل وفاء العدل.. تركه يتألم ويبذل، ويدفع، دون أن ينفصل عنه.. لم يكن تركاً أقنومياً، بل تركاً تدبيرياً.. تركه بحب، "سُرَّ أن يسحقه بالحزن" (أش10:53). * مثال لتقريب المعنى لنفرض أن طفلاً اصطحبه أبوه لإجراء عملية جراحية له، كفتح دمل مثلاً أو خرّاج. وأمسكه أبوه بيديه "وبدأ الطبيب يعمل عمله، والطفل يصرخ مستغيثاً بأبيه "ليش سيبتني؟!". وهو في الواقع لم يتركه، بل هو ممسك به بشدة، ولكنه قد تركه للألم، وتركه في حب.. هذا النوع من الترك، مع عدم الإنفصال.. نقوله لمجرد تقريب المعنى، والقياس مع الفارق.. إن عبارة "تركتني" تعني أن آلام الصلب، كانت آلاماً حقيقية. وآلام الغضب الإلهي كانت مُبرِحة.. في هذا الترك تركَّزَت كل آلام الصليب. وكل آلام الفداء.. هنا يقف المسيح كذبيحة محرقة، وكذبيحة إثم تشتعل فيه النار الإلهية حتى تتحول الذبيحة إلى رماد، وتوفي عدل الله كاملاً.. كثير من المفسرين يرون أن الرب بقوله "الهي الهي لماذا تركتنى" إنما كان يُذَكِّر اليهود بالمزمور الثاني والعشرون الذي يبدأ بهذه العبارة. كانوا "يضلون إذ لا يعرفون الكتب" (مت29:22)، بينما كانت هذه الكتب "هي التي تشهد لي" (يو39:5)، فأحالهم السيد المسيح إلى هذا المزمور بالذات. وكانوا لا يعرفون المزامير بأرقامها الحالية، وإنما كانوا يسمون المزمور بأول عبارة فيه، كما يفعل الرهبان في أيامنا.. وماذا في هذا المزمور عنه؟ فيه "ثقبوا يدي وقدمي، وأحصوا كل عظامي.. وهم ينظرون ويتفرَّسون فيَّ. يقسمون ثيابي بينهم، وعلى قميصي يقترعون" (ع18،17). وواضح أن داود النبي الذي قال هذا المزمور، لم يثقب أحد يديه ولا قدميهن ولم يقسم أحد ثيابه، ولم يقترعوا على قميصه.. وإنما هذا المزمور، قد قيل بروح النبوة عن المسيح.. وكأن المسيح على الصليب يقول لهم: إذهبوا وإقرأوا مزمور "إلهى إلهى لماذا ترتكتي؟!" وإنظروا ما قيل عني.. تروا أنه قبل فيه عني أيضاً: "عارٌ عند البشر، ومحتقر الشعب. كل الذين يرونني يستهزئون بي، يفغرون الشفاه وينغضون الرأس قائلين: إتكَل على الرب فليُنَجه، ليُنْقِذَهُ لأنه سُرَّ به!" (ع6-8). ويعوزنا الوقت إن فحصنا كل المزمور .. إنه صورة واضحة لآلام المسيح على الصليب، وجَّههُم إليه، وفتح أذهانهم ليفهموا الكتب (لو45:24). كل نص المزمور بدأ يتحقق، لذلك قال بعد حين "قد أُكْمِل". ولكن لم يقل "قد أكمل" مباشرة بعد "ألهي ألهي لماذا تركتنى؟"، لأنه هناك عبارة أخرى في المزمور لم تكتمل بعد وهي عبارة "يبست مثل شَقْفة قوّتي، ولصق لساني بحنكي" (ع15). إن هذه العبارة أيضاً ستتحقق بعد حين عندما يقول: "أنا عطشان". لذلك قال بعدها "قد اكمل". ولكن لماذا قال المسيح: "إلهي، إلهى"؟ لقد قالها بصفته نائباً عن البشرية. قالها لأنه "أخلى ذاته، وأخذ شكل العبد، صائراً شبه الناس، وقد وُجِدَ في الهيئة كإنسان" (في8،7:2). قالها لأنه "وَضَعَ نفسه" و"أطاع حتى الموت؛ موت الصليب" (في9:2). إنه يتكلم الآن كإبن للإنسان، أخذ طبيعة الإنسان، وأخذ موضعه، ووقف نائباً عن الإنسان وبديلاً عنه أما الله، كابن بشر، وضعت عليه كل خطايا البشر، وهو الآن يدفع ديونهم جميعاً.. هنا نرى البشرية كلها تتكلم على فمه .. وإذ وضعت عليه كل خطايا البشر، والخطية إنفصال عن الله، وموضع غضب الله، لذلك تصرخ البشرية على فمه: "إلهى .. آلهي، لماذا تركتني؟! لقد ناب السيد المسيح عن البشرية في أشياء كثيرة، إن لم يكن في كل الأشياء!! ناب عنا في الصوم: لم يستطع آدم وحواء أن يصوما عن الثمرة المحرمة، وقطفا وأكلا، وبدأ السيد حياته بالصوم حتى عن الطعام المحلل. لم يكن في حاجة إلى الصوم، ولكنه "صام عنا أربعين ليلة" كما نقول في تسابيح الكنيسة. وناب عنا في طاعة الناموس: "الرب من السماء أشرف على بني البشر، لينظر هل من فاهِم طالب الله. الجميع زاغوا وفسدوا. ليس مَنْ يعمل صلاحاً، ليس ولا واحد" (مز3،2:14). وجاء المسيح، فناب عن البشر في طاعة الآب، ونفذ الناموس لكي "يُكَمِّل كل برّ" (مت15:3). كما ذكرت وقت العماد .. وهكذا ناب عن البشرية في تقديم حياة طاهرة مقبولة أمام الله الآب.. وناب عنا أيضاً في الموت وفي العذاب وفي دَفْع ثمن الخطية و"الذي بلا خطية صار خطية لأجلنا" (2كو21:5). وإحتمل كل لعنة الناموس. واحتمل كل غضب الله على الخطاة بكل ما فيه من مرارة. وكنائب عن البشرية قال "إلهي إلهي، لماذا تركتني؟"... وهذا الذي أعان الكل ولم يترك واحداً، تركه الكل حتى الآب.. وبهذا دفع ثمن الخطية، وتحمَّل الغضب، وخرج منتصراً بعد أن جاز معصرة الألم وحده، نفساً وجسداً.. وفي هذا كله أعطانا دروساً، لكي نحترس نحن إن كانت الخطية تسبب كل هذا الترك، وكل هذا التخلي، وكل هذا الألم، فلنسلك نحن بتدقيق (أف15:5). ولنخف أن نترك الرب لئلا يتركنا. فإن الإبن نفسه قد تُرِكَ، وألم التَّرك لا يُطاق. وفي كل ذلك فلنشكر ربنا يسوع المسيح ونُسَبِّحه على كل هذا الحب والبذل.. إن عبارة "لماذا تركتني"، تعطينا الكثير من العزاء كلما نقع في الضيقات.. "إن كان الله الآب لم يشفق على إبنه" (رو22:8)، وسلَّمه لهذا العذاب والحزن، فلماذا نتذمَّر نحن على الآلام التي يسمح بها الله الآب..لنا ؟! إن كان الآب قد سُرَّ أن يسحق بالحزن إبنه الوحيد الحبيب الذي قال عنه: "هذا هو إبني الحبيب الذي به سُرِرت" (مت17:3). ومع ذلك فنحن لم نتعرض لشيء من كل آلام المسيح على الرغم من إستحقاقنا لكل ألم، فلماذا إذن نتذمر على الضيقات؟ إن الإبن شرب الكأس التي قدَّمها له الآب، وقال له "لتكن مشيئتك". وأطاع حتى الموت؛ موت الصليب، بكل خضوع. أما عبارة: "لماذا تركتني"، فلم تكن نوعاً من الإحتجاج أو الشكوى – كما قلنا - إنما كانت مجرد تسجيل لآلامه، وإثبات حقيقتها، وإعلاناً بأن عمل الفداء سائر في طريق التمام... * حاب اضيف شيء صغيرصار معي بهل اليومين بس كان كتير قوي بالنسبه لي وأنا أتامل في بدايه الصوم الكبير , كنت جالس في الكنيسه امام القربان وبدأت صلاتي الي ارددها دائما وبعد لحظات حسيت انه صرت بحوار مع شخص بدأ يحدثني عن كيف لازم تكون صلاتي بهل الفترة المميزة للصوم ودرب الصليب وصرت اسمع الصوت الخفي من الاعماق يقول .. قدم لي من خلال نهارك كل عمل تعمله. قدم لي من خلال نهارك كل أبتسامه تعملها لاي شخص كان. قدم لي كل شيء تنجزه من اجل الاخر فليكن لي .. عندك ضعف تركيز اثناء صلاتك معي .. أذن كن يقظ خلال النهار من كل الاشياء والتجارب من اي نوع كانت قد تواجهك وعيشها كلحظات صلاة تقدمها لي انا المتروك المتألم من أجلك انت الضعيف .. بحبك وبعيشك بحسب ارادة ابي السماوي سوف تداوي جروحي بدرب الصليب
|