مقال عمره أكثر من مئة عام
اختتام بناء معبد مخصص بسلطانة الوردية المقدسة في بخديدا
متابعة : د. بهنام عطاالله
(نشرت مجلة (اكليل الورود) في العدد (11) السنة (2) الصادر في شهر تشرين الثاني عام 1903 مقالة بعنوان (اختتام بناء معبد مخصص بسلطانة الوردية المقدسة في قره قوش) كتبه الأب الفاضل منصور خاروف فيما يلي نصه :
يذكر قراؤنا الكرام إننا أثبتنا في العام الماضي وصف وضع الحجر الأول لأساس معبد جديد في قرية قره قوش لاكرام سلطانة الوردية المقدسة . فقد أنجز الآن إنشاؤه فجاء معبداً واسعاً متقن البناء وحسن الهندسة يندر وجود مثله في قرى الموصل كلها . وها إننا نثبت وصف ختامه عن رسالة وافتنا من حضرة الأب الفاضل القس منصور خاروف الذي اعتنى هو بإقامة الهيكل المذكور :
إننا نبشركم بإنجاز بناء معبد سلطانة الوردية المقدسة فقد " سدت عقدته " في اليوم الثالث من شهر أيلول في الساعة الحادية عشرة مساءً ، ولا يمكننا شرح الفرح الديني الذي ملك قلب الشعب لدى مشاهدتهم ختام البناء . فمنذ الساعة الثامنة قرع الجرس يستدعي المؤمنين إلى الحضور حول المعبد الجديد لتعظيم ألام المباركة مريم العذراء الطاهرة بانتشار مجدها ، فتقاطر الشعب إلى محل البناء وقد ثملت القلوب كلها بمدامة البهجة والحبور ، وصارت أصوات التراتيل التقوية الشجية تتصاعد إلى عرش مريم ، صادرة من أفواه الكهنة والشمامسة ، بل من أعماق أفئدتهم وممتزجة بصوت البّناء الصارخ على الفعلة مسروراً : " أعطوني حجراً .. أعطوني جصاً .." والفتيان والصبيان يكررون بأعلى أصواتهم ردات المسرة ، والنساء يهلهلن برهج وجذل والشبان يطلقون الرصاص في الفضاء إلى أن فرغ البناء من سد العقدة ، وكل الجمع لسان واحد ينشد مدح مريم وقلب واحد تدق عروقه على إيقاع أناشيد الثناء .. فلتحيا سلطانة الوردية أمنا الرؤوفة ومعونتنا القديرة ولتملك عزيزة على قلوبنا !