قصة للاعماق عصفوران
يحزنان البشرية
سمع عصفوران صرخة قوية خرجت
من قلب عصفور
ثالثٍ
تحت الشجرة. تطلع العصفوران
فوجدا أن زميلا لهما،
قد أمسك الفخ بقدميه،فبكيا
بحرارةٍ.
قال أحدهما لصديقه: " لماذا
يضع البشر لنا أفخاخاً؟
- إنهم يجدون
لذةً حين يأكلوننا - ماذا
فعلنا لهم؟!
يالعنفهم! لقد شاهدت بالأمس
شابا ينتف
ريش عصفورٍ
زميلٍ لنا، ربطه بخيطٍ وكان
يلهو به طوال اليوم.
يا لعنف الإنسان!
هل يسرُّ الإنسان ببؤس
الآخرين،
ويشتهي عذابهم! مسكين
الإنسان، فإن قلبه صار
أكثر
عنفا من كل الخليقة.
-
كيف، يا أخي، إني أسمعُ أنَّ
الإنسانَ حيوانٌ
محب!
- انظر، فإني لم أرَ قط أسداً
يأكل أسداً، ولا مجموعة
ذئابٍ تهاجم
ذئاب، لكن يصعب أن يعيش اثنان
من البشر تحت
سقفٍ واحدٍ و لا يتنازعان.
ربما تظن
أنهم يستضعفوننا فينصبون
الفخاخ لنا, لكن ماذا تقول عن
ملايين الدولارات التي
يدفعها
بني البشر لصنع أسلحة يقاتلون
بها بعضهم البعض.
إني حزينٌ، فإن نصف
رجال العالم يعِدّون الأسلحة
للنصف
الآخر.
..................................
دخل العنف إلى أعماق
نفسي،
صرتُ محتاجاً أن أتعلم حتى من
الوحوش الكاسرة،
فإنها لا تهاجم بعضها
البعض.
هب لي الحب الملوكي يارب
نزلت يا يسوع إلى أرضنا
لترفعنا و تجدد
طبيعتنا العنيفة,
لتدخل إلى قلبي الحجري، وتحول
حياتي القاسية
إلى سماء
مملوءة حباً.
|