مجلة الابداع السرياني في حوار مع الفنان الرائد شابا عطاالله
اجراه : د. بهنام عطاالله
الفنان شابا عطاالله فنان يستنطق الطين
الفنان شابا عطاالله في حملة ترميم شاملة شهدتها كنيسة الطاهرة
الفنان شابا عطاالله من مواليد بخديدا عام 1945 ، درس في مدارسها الابتدائية والمتوسطة والثانوية ، يعد من فنانيها الرواد ، تتلمذ على يده العديد من الفنانين ، كانت بدايته مع القلم والورق ، فأبدع لوحات فنية عديدة بالزيت والتخطيط بقلم الرصاص ، عكست واقع بيئته الريفية البسيطة ، من خلال الاستخدام الأمثل للموروث الشعبي والطبيعة الجميلة لبلدته بخديدا، تخرج من أكاديمية الفنون الجميلة / جامعة بغداد عام 1970 ، عين مدرساً لمادة التربية الفنية في بلدة القوش عام 1971 فرفد كنيسة مار كوركيس بلوحة جميلة مازالت شاخصة هناك ، نقل إلى مدرسة ثانوية قره قوش للبنين عام 1974، حيث كان له الدور الكبير في رفع مستوى الفن في بخديدا ، ثم نقل إلى معهد الفنون الجميلة بالموصل ، فعمل رئيساً لقسم السيراميك فيه من عام 1982 -1992..
جريدة (صوت بخديدا) كانت على موعد مع الفنان أجاب على أسئلتها مشكوراً
· (صوت بخديدا) ..البدايات الفنية الأولى كيف كانت ؟ _ يقول الفنان شابا : حينما عين الفنان الموصلي بشير طه مدرساً لمادة التربية الفنية في متوسطة قره قوش ، نقلنا من واقع فني وتقني بسيط ، إلى عالم حي نابض بالحركة ، فبدأت ارسم وبتشجيع منه مواضيع من صميم الحياة الريفية والتراثية البسيطة ، اشتركت في معظم المعارض المدرسية السنوية ، نالت أغلب أعمالي إعجاب المشاهدين ، فحزت على العديد من الجوائز التقديرية ، كان قبولي في أكاديمية الفنون الجميلة ، حافزاً لتفجير طاقاتي الكامنة ، وفيها اتجهت إلى فن السيراميك .
· (صوت بخديدا) ..هل لك أن تحدثنا عن فن السيراميك وتاريخه ؟ _ الفنان شابا :فن السيراميك – فن النحت الفخاري – فن قديم عرفه أجدادنا في بلاد وادي الرافدين والحضارت الأخرى منذ فجر التاريخ ، بسبب الحاجة الملحة للأدوات والآلات التي كان يستخدمها الإنسان في حياته العملية ، تطور فن السيراميك في عهد الآشوريين حيث تحول من فن الفخار إلى فن السيراميك المزجج وبخاصة في اللونين : الشذري والأحمر ، لقلة تحملهما الحرارة ، وهناك شواهد كثيرة شاخصة في متاحفنا وآثارنا تدل على مدى التقدم الذي وصل إليه هذا الفن . أما في العراق الحديث فقد ظهر هذا الفن بصورة جادة مع بداية الستينات على يد الفنان اليوناني فالتينوس كرالامبوس ، وتطور اكثر بعد عودة الفنان سعد شاكر من لندن إلى العراق ، حيث كان يدرس فن السيراميك هناك . أما المرحلة الأخرى من التطور فقد جاءت ، حينما تم تأسيس (قسم السيراميك) في أكاديمية الفنون الجميلة ببغداد في الستينات من القرن الماضي لقد استهواني هذا الفن فأخذت أتعامل معه بجدية . فبعد ملامسة اليد تتحول كتلة الطين إلي عمل فني رائع .
· (صوت بخديدا) ..بمن تأثرت من الفنانين العرب والأجانب ؟ _ الفنان شابا :تأثرت بالفنان اليوناني فالتينوس الذي درسني في الأكاديمية ، وعلمني الكثير عن هذا الفن ، كما تأثرت بالفنان العراقي إسماعيل فتاح الترك ، الذي شجعني أثناء الدراسة لمواصلة هذا الطريق .
· (صوت بخديدا) ..ما ذا تؤكد اغلب أعمالك الفنية ؟ _ الفنان شابا :تؤكد اغلب أعمالي على الطابع التراثي والتاريخي ، حيث وظفت الأساطير العراقية القديمة المستوحاة من حضارة وادي الرافدين ، حضارة السومريين والكلدانيين والبابليين والآشوريين . تتسم أغلب أعمالي السيراميكية بالحداثة والبحث عن مكامن الجمال والتفاؤل ، بالرغم من الغموض الذي قد يفرض نفسه في بعضها .
· (صوت بخديدا) ..ما هي أهم أعمالك الفنية الأخرى ؟ _ فضلاً عن تنفيذي للعديد من الأعمال السيراميكية للعمارات والجوامع وبعض الدور السكنية ، كان لي مشاركات فنية أخرى منها : قيامي بتصميم العديد من ديكورات المسرحيات التي عرضت في ثانوية قره قوش خلال فترة عملي هناك ، كما شاركت في مسرحية ( رحلة بلهول في خان كمر) ، إخراج الفنان شفاء العمري ، وكان لي دور رئيسي في فلم (الزمن المر) الذي أخرجه الفنان ريكاردوس يوسف عام 1997 .
جريدة (صوت بخديدا) العدد (3) السنة الأولى / تشرين أول 2003
|