مواعظ على مدار السنة الطقسية 2006 ـ 2007
المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل
الموضوع العام لهذه السنة هو : قانـون الإيمان. نحاول معالجته بالتناسب مع كل فترة طقسية كالآتي:
على هذه الصخرة أبني بيعتي
لم يكتفِ المسيح بدعوة شمعون ، وهو يصطاد سمكا، ليجعل منه صيادا للناس ورسولا. بل أقامه أيضا قاعدة صلبه لبنيان كنيسته. وجعله مسؤولا ورئيسا لهذه الكنيسة. مغيّرا اسمَه من شمعون إلى كيفا، أي الصخرة ( يوحنا 1: 42 ومتى 4: 18-20) (بطرس باليونانية واللاتينية ). ولتبديل الاسم مدلول عميق . هو أن شمعون هذا الذي أصبح كيفا بالسريانية (أو بطرس باليونانية واللاتينية )، قد صار منذ الآن شخصا جديدا لسيد جديد . ومع هذا الانتماء تأخذ حياته اتجاها جديدا ومصيرا جديدا . فهومنذ الآن فصاعدا الراعي المسؤول عن القطيع. وهو الأب المدبر للأسرة المسيحية والمعلم المرشد لجميع المؤمنين والساهر على وديعة الإيمان. تعلَّم بطرس وتفقه، في هذا كله، على امتداد ثلاث سنوات برفقة المسيح الذي كان يركز عليه منذ البداية، وإليه وحده سلّم المفاتيح واقامه راعيا لكل قطيعه . من أجله صلى، وإياه أوصى بأن يثبت اخوته في الإيمان (لوقا 22 :32) . لقد عرف إيمان بطرس لحظات انتكاس وتخاذل (مر 8: 33، يو 13: 6-9 ، متى 26: 69-74). كما عرف أيضا لحظات اندفاع والتزام. كان أبرزها اعترافه بالمعلم أنه المسيح ابن الله الحي. واعلانه ثلاثا أنه يحب المعلم اكثر من الكل وفوق كل شيء (يو 21: 15-17). منذ ذلك الحين تقلد بطرس رعاية الكنيسة ورئاستها. فبطرس الصخرة ومن بعده خليفته بابا روما هو الأساس المنظور لوحدة الأساقفة ولوحدة المؤمنين ووحدة الإيمان في كل أقطار المسكونة.
ونحن إذ نبدأ في هذا أحد تقديس البيعة سنتنا الطقسية ، علينا جميعا، أساقفة وكهنة ومؤمنين، أن نتخذ من إيمان بطرسَ الصخرة مثالا لإيماننا. ونموذجا لالتزامنا بالمسيح المعلم والفادي. علينا أن نرى في الكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية، طريقا إلى يسوع. فهوالذي أقامها لتعلِّم باسمه وتواصل حضوره بين البشر. فمن خلال الكنيسة نعرف بأننا في المسيح ثابتون " من سمع منكم فقد سمع مني" فنحترم ونطيع تعاليمها متمسكين بإيمانها وبتوجيهاتها الروحية والاجتماعية . هكذا نصبح أعضاء حية في جسم الكنيسة التي هي ملكوت الله على الأرض. وهي تواصُل المسيحِ واستمراريتُه في العالم. وتشهد له أنه ابن الله الوحيد ، الذي صار إنسانا من أجل خلاصنا . آمين
|