مواعظ على مدار السنة الطقسية 2006 ـ 2007
المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل
كنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية للكنيسة عشرون قرنا ونيِّف من الوجود . وهي باقية ما دام الزمن وإلى الأبد. لأنها تواصل في العالم حضور المسيح رب الأبد. وهو فيها ومعها : " ها أنا معكم حتى انقضاء الدهر ". الكنسية واحدةٌ هي. لأنها تمثل، في العالم وعبر الزمن، يسوع المسيح الذي وحَّد الكل في ذاته. إذ مات من أجل الكل ففداهم وأقامهم له شعبا واحدا . ولكي يحافظ يسوع على وحدة كنيسته أقام لها عواميد مقدسة، هم الرسل. وجعل لهم من بطرس الصخرة التي عليها يقوم البناء. فيها يتواصل التعليم الواحد لجميع الناس دون استثناء . إن وديعة النعمة التي سلمها يسوع كنيسته هي وديعة لفائدة كل المفديين . لذلك تسعى الكنيسة لإزالة الانقسامات البشرية، من داخلها وخارجها، وتدعو إلى المساواة بين جميع البشر: بين الرجل والمرأة وبين السيد والعبد وبين كل القوميات والأجناس والفئات، متكيفة مع كل الحضارات والعقليات: " فإننا اعتمدنا جميعا في روح واحد لنكون جسدا واحدا، أيهودا كنا أم يونانيين، عبيدا أم أحرارا ، وشربنا من روح واحد. (1قورنثية 12: 13). وإذا كانت الكنيسة واحدة فهي أيضا جامعة لأن وحدتها تعني أنها تجمع الكل في جسد واحد رأسه يسوع المسيح. الكنيسة هي أيضا مقدسة لأن جميع أعضائها هم مقدسين بنعمة العماد. ففي العماد يصبح الإنسان عضوا في جسم واحد رأسه المسيح. لذا نسمع بطرس الرسول في رسالته الأولى يسمي المسيحيين : " أمة مقدسة وشعبا مقتنى" (1بطرس 2: 9). والكنيسة هي رسولية: " إذهبوا في العالم كله واعلنوا البشارة إلى الخلق أجمعين" " وها أنا مرسلكم كالخراف بين الذئاب ... وها أنا معكم .. وشعرة لن تسقط من رأسكم دون إذن من أبيكم الذي في السماوات". هذه الرسالة سلمها يسوع لتلاميذه. وهو يسلمها كل يوم وعلى الدوام لكنيسته المقدسة أساقفة وكهنة ومؤمنين كل حسبما هو مطلوب منه. أنتم إذن إخوتي كنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية . فانظرا الشرف الذي أولانا إياه المسيح إذ جمعنا في جسد واحد وجعل منا كنيسة مقدسة.
|