مواعظ على مدار السنة الطقسية 2006 ـ 2007
المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل
... ليكونوا واحـدا.... الأسبوع من 18 كانون الثاني حتى 22 منه مخصص للصلاة من أجل وحدة المسيحيين. فيها تنظم الكنائس اجتماعات صلاة وأدعية من أجل أن يحقق الرب فيهم إرادته في أن يكون تلاميذه واحدا. وحدة الكنيسة التي أرادها يسوع شاهدة لحبه وسلامه، تنبع من رغبته الملحّة في أن تكون كنيسته واحدة. إنها وصيته الأخيرة التي من أجلها صلّى ليكون كل الذين يؤمنون به واحدا. ولأمنية المسيح هذه هدفان أساسيان: أولهما أن ترتبط الجماعات المسيحية بعضها بالبعض في وحدة الروح والإيمان والمحبة . مثلما يرتبط الآب والإبن والروح القدس في وحدة اللآهوت والطبيعة. والغاية الثانية هي أن تكون هذه الوحدة نداءً إلى جميع شعوب العالم ليؤمنوا بالمسيح فاديا وأخا ومخلصا وإلها. " ابتاه أصلي لأجلهم ليكونوا بأجمعهم واحدا كما أنك أنت فيَّ وأنا فيك، ليكونوا هم أيضا واحدا فينا حتى يؤمن العالم أنك أنت أرسلتني" (يوحنا 17:12). أسباب الانشقاق لم تكن لاهوتية أكثر مما كانت سياسية وبتأثير اباطرة وملوك القرون الأولى للمسيحية، عندما كان للملوك شأن في التأثير المباشر على مسيرة الكنيسة. إضافة إلى أن انتشار المسيحية انتشارا واسعا بين شعوب مختلفة لها مفهوم فكري مختلف وتعبير وكلام وشرح مختلف لا مخالف، أدى إلى صعوبة التواصل وإلى التأخير في معالجة المشاكل الطارئة معالجة سريعة وشافية. زد على ذلك فتور المحبة وجهل الآخر. هذه كلها أثرت في ابتعاد المسيحيين لاهوتيا عن بعضهم حتى الانقسام وأحيانا الكراهية. والكنيسة تسعى إلى إزالة هذه الترسبات وإعادة الوحدة في المحبة وفي الإيمان . أما أن نكون كنائس ذات طقوس ولغات وتعابير وتقاليد مختلفة فهذا ليس انقساما بل هو غنى . وعلينا أن نعرف استعماله في تكوين جسم الكنيسة الغني بكل التراثات واللغات والطقوس . فالكنيسة واحدة ولكنها جامعة تماما كالبستان الذي يحوى من الزهر أشكالا تزيد في جماله. فاذا كان الاختلاف غنى فإن الخلاف خطر وخطيئة ضد وصية المسيح. كيف نساهم نحن في إعادة الوحدة؟... أولا باعطاء الأهمية في صلاتنا لهذه النية. ومتى ما اتحدت قلوبنا في الصلاة المشتركة أو الفردية من أجل هذه النية العزيزة على قلب المسيح نكون قد خطونا خطوة ملموسة في درب الوحة الحقيقة. ثانيا على صعيد العلاقات الشخصية يجب أن تتصف أحاديثنا مع أو عن اخوتنا من الكنائس الأخرى باحترام وتفاهم ومحبة. لقاءآتنا وصلواتنا المشتركة وتعاوننا في النشاطات الراعوية وغيرها تقربنا من بعضنا. ونبذنا للأفكار الخاطئة والأحكام المسبقة تدعم هي الأخرى قضية الوحدة. فلا نفكر بعد بما يفرقنا ، بل بما يجمعنا. هذا هو النهج الذي ينتظره المسيح منا لنكون حقا شهودا له في كل العالم . آمين.
|