مواعظ على مدار السنة الطقسية 2006 ـ 2007
المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل
أدخل إلى فرح سيدك لا بد أن كل واحد منكم يتذكر الفرحة العارمة التي عاشها عندما كان يسمع، في نهاية كل سنة دراسية، صوت مدير مدرسته وهو يعلن عن اسمه أنه نجح. أو قرأ اسمه في الجرائد أنه فاز . ألا تذكرون كم كان ذاك منعشا ومفرحا لكم ولأهلكم المنتظرين مستقبلكم ؟ . وتصوروا الآن بعد عناء حياة نعيشها بالآلام والأتعاب والمحن ومخاوف وانتظارات. نسمع من فم بسوع ، بعد عمر طويل ، يقول لنا بهدوء وحنان: " نعما لك يا ابني تعال ادخل إلى فرح سيدك" أنت أكملت واجبك . تعال أنت واسترح من أتعاب الحياة وأنا أقوم عنك بالواجب في حفظ أولادك وأحفادك وتأمين صحتهم ورزقهم. فادخل أنت إلى راحتي وانظر كم أن الحياة عندي هي أجزل سعادة وفرحا وهناء مما كنتَ فيه على الأرض. وأنا إذا كنتُ قد خلقتك على الأرض فقد فعلته من أجل حبي لك ، لكي أعطي لك الفرصة أن تصل إليّ وتكون معي. نحن إخوتي إذن مرسلون من الله إلى هذه الحياة . وعلينا أن نعود إليه في آخر الزمان من عمرنا مهما طال. ولكن نحن هنا في حقل أراده لنا الله لكي نفلح فيه للخير . نحن عمال في حقل الرب. نحن سفراء يسوع على الأرض. ومن خلال سلوكنا وعملنا الصالح، وعِبرَ أخلاقنا وفضيلتنا يفهم الناس مَن هو إلهنا فيمجدوه . إنها إذن مسؤولية خطيرة هذه التي سلمنا إياها يسوع. إنها مسؤولية الاشتراك معه في خلاص نفسنا ونفوس اخوتنا البشر، بدءا بالذين نعيش معهم. هذه المسؤولية هي الوزنات التي سلمها ربُّ البيت إلى عبيده وسافر. ولكن الله لا يتركنا لوحدنا في مسؤولية استثمار الوزنات . بل سلحنا بالإيمان والرجاء والمحبة وأحاطنا بالأسرار المقدسة. وهو يُسمِعنا كلَّ يوم صوته في الإنجيل المقدس وينيرنا عبر ارشادات وتعاليم الكنيسة المقدسة. المطلوب منا هو فقط أن نحزم أمرنا بشجاعة وننطلق في العمل دون تراجع ودون الخوف من التعب والمجازفة. فمن لا يتعب ومن لا يجازف بشيء لن يحقق شيئا. على مثال العبيد الصالحين علينا أن نتاجر بالوزنات التي حبانا بها الله ، لنستزيد منها للحياة الآتية. لا نظنَّن أننا بالمال والجاه والصحة تستقيم أمورنا وتكمل سعادتنا. أليست مقتناياتنا هي التي غالبا ما تكون مصدرا للمتاعب ومبعثا للهموم ؟ الإيمان وحده يعطينا القوة لنواصل الحياة بفرح وتفاؤل وسط صعوبات الحياة. ذلك بأن الإيمان يساعدنا على رؤية الأمور بوجهها الإيجابي الصحيح. فنرى وراء عتمة هذه الحياة نور الأبدية الساطع . ووراء أشواك الدنيا نرى ورود سعادة آتية . ووراء الجهد والتعب تأتي المكافأة الصالحة التي أعدها الرب لجميع الذين اتموا إرادته وعملوا في كرمه وتاجروا بالوزنة بأمانة. لمثل هؤلاء سيقول الرب: " نعما يا عبدا صالحا وأمينا. وجدتَ في القليل أمينا . أنا سأقيمك على الكثر. أدخل إلى فرح سيدك " . آمين
|