مواعظ على مدار السنة الطقسية 2006 ـ 2007
المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل
مَن آمن واعتمد خلص
هوذا حمل الله . يوحنا يكرر هذه العبارة مشيرا بها إلى يسوع ، ليفهم السامعين من بني إسرائيل أن الحمل الحقيقي الذي يرفع خطايا الشعب، ليس هو ذاك الحمل الذي كان يُذبح ويُرش دمه على المذبح لتكفير خطايا الشعب. بل هو الحمل الذي بموته مرةً واحدة سيخلّص الكل مرة واحدة وإلى الأبد. لماذ ؟ لأن المسيح هو ابن الله الآتي ليطهر بدمه الثمين خطايا العالم أجمع. من يوم آدم إلى آخر إنسان في آخر يوم من أيام الزمن. هو الذبيحة الكاملة المقرَّبة وهو الكاهن الأبدي المقرِّب . وذبيحته وحدها ترضي الله لأنه هو وحده مساو للآب في الجوهر . ولأن ذبيحته هي ذات استحقاق أبدي لأنه هو أبدي .
هذا الحمل يبدأ اليوم رسالته بمجيئه إلى العماد ليقدس المياه. ويؤسس سر العماذ المقدس الذي يغفر الخطايا ويطهر الإنسان ويلده إلى حياة الله . من هنا فالعماد هو مفتاح الانضواء إلى ملكوت الله . إذ به يموت الإنسان عن حياته القديمة ويقوم إلى حياة الله مقدَّسا مهيئا ليبني ملكوت على الأرض ويرث الملكوت الآتي. هناك إذن علاقة وثيقة بل مطلقة بين الإيمان بيسوع المسيح وبين العماد الذي تدعوه الكنيسة بحق سر الولادة الثانية أو سر الإيمان. لذا ففي طقوسنا الشرقية السريانية والكلدانية هناك رتبة تسبق التعميد بالماء، تسمى رتبة الموعوظين. وهي رتبة توعية وتعليم وإقرار بحقائق الإيمان يطلب فيها من المتقدم إلى العماد أن يعلن إيمانه بفم قريبه بصوت جهوري. وبعد ذلك يُصَلَّى على الماء ويُقدَّس بزيت الميرون ثم يُغطَس المعتمد بذلك الماء أو يُسكَب منه على هامته فيتحقق فيه الخلاص. نعمة العماد كما نعمة كل سر من أسرار الكنيسة آتية مباشرة من قوة موت المسيح وقيامته. أن دم حمل الله الرافع حطايا العالم هو ينبوع جميع الأسرار وقوة المسيحية وعظمتها.
إذهبوا وبشروا العالم كله . فمن آمن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدان. إن بشرى الإيمان والخلاص اخوتي هي دائما حية وفعالة فينا . نداء الرب موجود فينا ومعنا كل الأيام حتى انقضاء الدهر . فنحن مغمورون بتعاليم الإنجيل المقدس وبشارة الرسل الأطهار وتوجيهات الكنيسة وارشادات الكهنة عبر الزمان والمكان . ولنا قوتا لا يفنى في الأسرار التي ننالها. لأن دم الحمل الذي يمحو الخطايا يؤتينا قوة لا تقهر أمام هجمات العدو . أعطنا أللهم إيمان يوحنا المعمدان وإيمان رسلك الأطهار. ساعدنا لنحافظ على نعمة الإيمان التي نلناها بالعماد : فنستحق أن نرث ملكوتك السعيد. آمين
|