مواعظ على مدار السنة الطقسية 2007 ـ 2008
المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل
التوبة عودة إلى أحضان الآب جئتُ لتكونَ لهم الحياة. أنا نور العالم مَن يتبعني لا يمشي في الظلام(يو8: 12). لما رأى الآب ضعفَ البشرية وضياعها لم يشأ لها الهلاك والظلمة. بل أرسل ابنَه يسوع ليكون لها نورا تسير بهديه نحو الحب والحق. وقد أتى المسيح " نورا ينجلي للأمم " فيضيء كل إنسان ويقوده إلى الله. المسيح هو النور الحقيقي الذي ينير العالم . " أنا نور العالم مَن يتبعني لا يمشي في الظلام بل يكون له نور الحياة". هذه الدعوة قبلها البعض ورفضها البعض الآخر. " إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله . فالذين قبلوه أعطاهم السلطان ليصيروا أبناء الله " . " الذين لا من رجل ولا من هوى لحم بل من الله ولدوا". والذين لم يقبلوا المسيح باتخاذهم موقف الرفض والابتعاد آثروا الظلمة على النور وأرادوا أن يبقوا في جهلهم وخطيئتهم. وأما الذين قبلوه فهم أولئك الذين عادوا عن جهلهم وخطياياهم وتابوا ونالواالغفران والسعادة. وقد أشار يسوع إلى هذين النوعين من الناس في مَثل الإبنين (متى 21: 28-32). عندما دنا الأب من الواحد وقال له: اذهب اليوم واعمل في الكرم. فأجابه لا أريد ولكنه ندم بعد ذلك وذهب. ودنا الأب من الآخر وقال له مثل ذلك. فأجاب ها إني ذاهب ولكنه لم يذهب. فأي واحد من الإثنين عمل بمشيئة أبيه. فقالوا له الأول.". الابن الأول هو صورة للابن الذي ندم، هؤلاء هم العشارين والزواني الذين آمنوا ببشارة يوحنا وقبلوا المسيح وتابوا وصاروا أولادا لله. أما صورة الابن الثاني الذي قال نعم ثم عصا، فهؤلاء هم المراؤون الذين يقولون ولا يفعلون. هؤلاء الذين في الظاهر يسعَون في إظهار ذاتهم أنهم أبناء الله بتمسكهم بحرف الشريعة، مدفوعين بالرياء. هؤلاء لم يسمعوا صرخة يوحنا المعمدان : " توبوا فقد اقترب ملكت السموات " . ولا آمنوا بالمسيح بل أقاموا برَّ أنفسهم وتركوا البر الذي من الله أي الرحمة والعدل. بإزاء دعوة يوحنا المعمدان وبإزاء دعوة يسوع ما هو موقفنا نحن؟ هل حددَّنا موقفنا بنزاهة إن كنا مع المسيح أم عليه؟ وهل نحن مُصِرّون على البقاء في الخطيئة أم أننا نجاهد في سبيل التخلص منها والتحرر من العوائق التي تحول دون تقدمنا ؟ لنتذكر الابن العاصي اللامبالي. هذا الذي رفض الدعوة فخسر السعادة. هكذا كل من يرفض الخدمة والعمل في تقديس نفسه والانطلاق في نشر رسالة النور ليس له محل في قلب الله. أحبائي ، إن صوتَ يوحنا ما يزال يرن في كل أذن. والمسيح على نهر الأردن ما يزال يشع في ضمائر الخلق . فلا نتمثلن بالفريسيين والكتبة المرائين الذين رفضوا وصية الرب ليقيموا برَّ أنفسهم. مفضلين المجد من الناس أكثر من المجد الذي من الله. بل فلنذهب إليه نغسل خطايانا بمياه التوبة والأعمال الصالحة . فنغدو في عداد الذين قبلوا المسيح وصاروا أبناء الله. لنعد إذن إلى أحضان الرب فهو رحوم ومحب، وفيه نرى السعادة والراحة
|