مواعظ على مدار السنة الطقسية 2007 ـ 2008
المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل
في سـر التوبة نراجع حياتنا مع المسيح أدِّ حسابَ وكالتك: هذا ما يقوله لنا يسوع بعد أن سلم إلينا الوزنة وأعطانا الوكالة لنكمل ما يريده هو منا. وليس أهم من أن نعيد النظر في حياتنا في بدء هذه السنة لنرى كيف عشنا سنتنا الماضية فنستعد لنعيش سنتنا الجديدة بأحسن ما يمكن من الأمانة تجاه وزنات الرب. كل صاحب مشروع أو مسؤول عن هيئة أو منظمة يحتاج إلى مراجعة حساباته بين الفترة والأخرى، ولاسيما في نهاية السنة المالية. ليرى أين هو من عمله؟ ماذا حقق وماذا لم يحقق. أين نجح وأين فشل فخسر. وهكذا بالأحرى، في حياتنا الروحية وأهدافنا المقدسة، التي عليها يتوقف أمر خلاصنا وسعادتنا. يسوع يحثنا قائلا : " مَن منكم يريد أن يبني برجا، ولا يجلس أولا ويحسب النفقة. ويرى هل عنده ما يُنجِزه به خشية أن يضع الأساسَ ثم يعجز عن الإتمام، فيأخذ جميع الناظرين يسخرون منه.." (لوقا 14). حياتنا الروحية هي أهم مشروع نقوم به. حياتنا الروحية هي أجمل صرح وأعظم برج نقوم ببنائه. وليس لنا في الحياة شئ آخر أهم ننجزه، سوى هذا البنيان الروحي الذي وضع لنا يسوع أسسه في العماد المقدس. وهو ينتظر منا أن نكمل البناء. أي أن ننمو يوما بعد يوم بفضل الأسرار المقدسة وتعليم الإنجيل واتباع وصايا الكنيسة والتزام السيرة الصالحة والسلوك المقبول. لذا فنحن أيضا أمام هذا المشروع الخطير بحاجة من حين إلى آخر إلى مراجعة حساباتنا، لنرى أين نحن من تجارتنا الروحية والوزنات التي سلمنا إياها يسوع. وكم هو مفيد وجميل أن نقوم بهذه المحاسبة في ختام عام انقضى وبداية عام يبدأ. إعادة النظر، أو مراجعة الحياة، أو جردة حساب روحية، هي أمور ضرورية نستعرض فيها أعمالنا وتصرفاتنا خلال عام كامل. وتسهيلا لكم ولي أحبائي أعرض هنا الأفكار والتساؤلات التالية: هل ثمة تقدم في حياتي المسحية وإيماني خلال السنة الفائتة؟ ماذا كان دور المسيح في حياتي؟ ماذا حققتُ من تعاليم الإنجيل بأفكاري ونواياي ومشاريعي وعلاقاتي بلآخرين بدءاً بأفراد عائلتي؟ هل استفدتُ من النعم والمواهب والفرص الروحية التي منحني إياها الرب؟ ما مدى حضوري ومشاركتي في القداس الإلهي؟ وفي الصلوات الأخرى في المناسبات المختلفة؟ ماهي النواقص أو الإهمالات التي أخّرتْ نموي في الإيمان والطهر والمحبة؟ . هذه الأسئلة وغيرها هي مساعد لنا لجردة حساباتنا الروحية فنري أين نحن في طريق خلاصنا. ومهما كانت حالتنا الروحية جيدة، فلنقل مع مار بولس بكل اتضاع: " لا اعتبر أني قد أصبت الهدف وبلغتُ الكمال. إنما أواصل السعي علّي أدرك المسيح يسوع... (فيلبي 3: 12-13). هكذا نحن أيضا، غايتنا من مراجعة حياتنا هي معرفة ذاتنا والكشف عن مواطن الضعف فينا للتعويض عما سلف، وللإندفاع إلى الأمام في طريق والخير والمحبة والصلاح. واضعين نصب أعيننا يسوع الذي كان ينمو في الحكمة والتقوى الأمام الله والناس. ( هنا يضيف الكاهن معايدة المؤمنين).
|