(( المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة ))
سلامات راعينا الجليل
صفاء جميل بهنان آل جميل
لم يكن في النية أن أكتب موضوعاً أو أنشره على موقعنا الجميل { بغديدا } بعد فوات الأوان على حادث إختطاف سيادة راعي الأبرشية الجزيل الإحترام .. ولكن رأيت سيادة المطران قد كتب عنه فأردت المشاركة والتعقيب ..ولكن على أية حال الشكر لله { إنه عاد إلينا سالماً كما كان } . وعودته لنا تعتبر معجزة بحد ذاتها .
يومها كتبت كلمة قصيرة ووصفت الحالة المأساوية .. والحالة المفرحة بعد تلقي الخبر العاجل بالإفراج عن سيادته . وما كان هذا إلا عربوناً مني ووفاءاً له .. لكونه رئيساً لرعيتنا وأباً حنوناً حيث قضيت معه ثلاث سنوات في أوج شبابي أستمع له ويستمع لي .
المهم اليوم أقولها وبفرح غامر الحمد لله على سلامتك سيدنا .
ولكن كلمتي التي كنت أرغب بإلقائها أمام سيادة المطران جرجس القس موسى والجمهور الحاضر في الإستقبال كانت كالآتي :
قبل أيام من أيامنا العصيبة التي مرّ بها العراق العزيز ككل وطائفتنا السريانية بشكل خاص عشنا على أعصابنا للحدث المؤلم الذي هزّ العالم كله بشكل عام والمسيحين والمسلمين جنباً الى جنب بشكل خاص وقاموا جميعاً بالصلوات والإبتهال الى الله العزيز القدير كي يحفظ سيدنا من كل مكروه .
بالأمس وضعنا رؤوسنا ونحن مرتاحي البال بعد أن أطلق سراحه ، بعدها إطمأنت قلوبنا أكثر عندما شاهدناه على شاشات التلفاز العالمية والعربية والمحلية حين تحدث من خلالها للجميع وكان حديثه كالبلسم يداوي الجرح .
هنا أذكر بعض النقاط مدعومة بآيات كتابية ، لأن الكتابة دائماً تاتي متأخرة وهذا أسلوب الكتاب المقدس.
1 - الخاطفون : الذين ارادوا الشر للنيل من سيادة راعي الأبرشية ولكن الله قلب الأمور عكس الإتجاه وحفظ حياة سيدنا كما يقول الكتاب المقدس { الشر الذي أردتموه لي أراده الله خيراً كما ترون } تكوين 50 / 20 . بالإضافة الى المحبين وكل الخيرين الذين ناشدوا الضمير الإنساني لكي يطلق سراحه لهو دليل على ما ذكرناه ويجب أن لاننسى موقف سيدنا الحبر الأعظم البابا يوحنا بولس الثاني قبل إنتقاله الى الأخدار السماوية .
2- الحديث المشترك : كان لحديث الخاطفين مع سيادة المطران كما ذكر لنا من تبادل وإحترام رغم ظروفه الصعبة فكان هناك شيئ آخر ربما إكتشفه الخاطفون في وجه سيدنا والكتاب يقول
{ رأيت وجهك فكأني رأيت وجه الله } تكوين 33 / 10 .
3- أقوال الله : إنّ أقوال الله التي قيلت بحق الأشخاص لاتبقى تاريخية فقط بل هي تتفاعل مع كل إنسان مؤمن في السراء والضراء وهنا أقتبس آيتين من العهد القديم وكأنّ الله يخاطب سيدنا في تلك اللحظات المأساوية { لاتخف أنا ترس لك وأجرك عندي عظيم } تكوين 15/ 1 أو قول الله لإسحاق { لاتخف فأنا معك } تكوين 26 / 4 .
4-إخلاء سبيله أو الإفراج عنه : تستطيع أن تقول أنه عاد إلينا قول يوسف لإخوته بعد المحنة التي مرّ بها { سلام لكم لاتخافوا إلهكم وإاله أبيكم رزقكم كنزاً في عدائلكم }
تكوين 43/23 .
5-وصف سيادته للخاطفين : وصفهم سيدنا بأنهم إخوة له عاش معهم ساعات قصيرة لكنها طويلة . وبالجمال وروعة التعبير من خلال الكلمات الصادقة التي كانت تخرج من القلب المفعم بالإيمان كما هي أخلاق معلمنا الأول يسوع الذي قال { أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم} وقد غفر لجلاديه . واليوم نرى ونسمع الدرس نفسه في المسامحة مع سيدنا وكما قال
{ أهل الذمة} أي واحد يحافظ على الآخر وكأني بالخاطفين قرأوا هذه الآية { لانرفع أيدينا عليه فهو أخونا من لحمنا ودمنا } تكوين 37 / 27 .
6-الإستقبال : منذ الصباح إجتمع الكثير من أبناء البلدة وخارجها للإستقبال ، وهذا الإستقبال يذكّرنا به يوسف { صعَدت مع يوسف مركبات وفرسان فكان الموكب عظيماً } تكوين50/9.
نقول لك سيدنا وبملىء قلوبنا الف شكر وألف حمد لله على سلامتك ، نطلب منك السير الى الأمَام نحو ضفة الأمان .
عذراً راعينا الجليل أرجو أن تقبل مني هذه الكلمات البسيطة من تلميذك :
ودائماً الشكر لله
صفاء جميل بهنان آل جميل ar_198888@yahoo.com 19 / 4 / 2005